عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-07, 02:56 PM   #5
 
الصورة الرمزية مس لاجئة

مس لاجئة
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 5461
تاريخ التسجيل : Sep 2006
عدد المشاركات : 5,496
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مس لاجئة
رد: (فلسطيني)...قصة قصيرة لسميرة عزام


[align=center]الأسلوب واللغة:
يبدو في القصة غير ضمير للسرد. السارد كلي الـمعرفة يقص عن بطله، وهكذا نقرأ قصاً عبر الضمير الثالث، وبهذا تبدأ القصة: "قال متردداً والكلـمات تجرح حلقه الـمتيبس". ولا يقتصر هذا الأسلوب على فاتحة القصة. إنه يبرز في مواطن عديدة منها، وتنتهي القصة، كما لاحظنا، به: "وأحس الفلسطيني ...".
وتترك سميرة عزام، عبر ساردها، الـمجال لشخوصها لكي ينطقوا، وهكذا نقرأ عبارات يتفوه بها الفلسطيني واللبناني والـمرأة اللبنانية.
ولكن اللافت في هذه القصة هو بروز أسلوب الـمخاطب ــ بكسر العين ــ والـمخاطب ــ بفتحها. ولا يبرز في موطن واحد، إذ نقرأه في مواطن عديدة، وغالبا ما نتساءل: من هو الـمخاطِب، ومن هو الـمخاطَب؟ وإذا كنا نستطيع تحديد الثاني ــ أي الـمخاطب بسهولة، وهو الفلسطيني، فإننا بصعوبة يمكن أن نُحَدد الـمخاطب. أهو سارد القصة يخاطب بطلها، أم أنه بطلها يخاطب نفسه، ومما يزيد الأمر صعوبة أن الـمستوى اللغوي في القصة كلها واحد، وهو العربية الفصيحة التي لا تتخللها سوى مفردة عامية واحدة تنطق بها الـمرأة اللبنانية، وهي مفردة: وينك ــ أي أين أنت؟ أو يا أنت.
ولو كانت سميرة عزام أنطقت شخوصها بلهجتهم، لربما استطعنا تحديد من هو الـمخاطب. أما وأنها لـم تفعل، وكانت لغة قصتها، من ألفها إلى يائها، العربية الفصيحة، بصرف النظر عن الـمستوى التعليمي لهذه الشخصية أو تلك، فإننا لا نستطيع تحديد هوية الـمخاطب، حين يُخاطب الفلسطيني. ولربما لا تقدم معرفة هويته ولا تؤخر ما دام سارد القصة كلي الـمعرفة، يدخل إلى أعماق شخصية أبطال القصة ــ وهم قلة ــ.

وحدة الانطباع:
من أبرز خصائص القصة القصيرة خصيصة وحدة الانطباع، كما ذهب (أدجار ألن بو)، فهل تحققت هذه في قصة سميرة عزام؟
ما يظل عالقاً في الذاكرة، بعد قراءة القصة، يتمثل في أن الفلسطيني، بعد النكبة، في لبنان، عاش بلا ملامح فردية، فلـم تكن له ملامح خاصة. إنه اللاجئ الغريب، وسيظل كذلك حتى على الرغم من حصوله على الهوية اللبنانية. وأصبحت كلـمة فلسطيني سبة وشتيمة، مثل كلـمة أرمني للأرمن، ويهودي لليهودي في الـمنفى، وتحديدا في أوروبا العصور الوسطى وما بعدها حتى نهاية الحرب العالـمية الثانية. كانت مفردة يهودي أيضا شتيمة، وإذا ما أردت أن تشتم شخصا غير يهودي ألصقت به هذه الـمفردة. طبعا لـم يعد الحال بعد الحرب العالـمية الثانية كذلك.

كلـمة أخيرة:
لئن كنت في هذه الـمقالة ركزت على قصة واحدة لسميرة عزام صورت واقع الفلسطيني في الـمنفى، فإنني أحب أن أوضح أنها لـم تقصر قصصها على موضوع واحد هو الـموضوع الفلسطيني. لقد كان موضوع الـمرأة ومعاناتها أيضا من الـموضوعات التي أبرزتها القاصة، فصورتها مناضلة وأماً وربة بيت، وهو ما بدأ في "خبز الفداء" و"دموع للبيع" و"الثمن". وربما يربط الـمرء بين الأخيرة وقصة فلسطيني، رغم اختلاف الـموضوع.
للحصول على الهوية اللبنانية ثمن لا بد من دفعه، ولكي تصمت الـمرأة وترضى ببقائها في البيت ثمن أيضا يدفعه الرجل: الرشوة. رشوة الـمرأة، ولكنها تعبر عن امتعاضها. [/align]


توقيع : مس لاجئة





مس لاجئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس