عرض مشاركة واحدة
قديم 20-04-07, 11:38 PM   #1
 
الصورة الرمزية مس لاجئة

مس لاجئة
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 5461
تاريخ التسجيل : Sep 2006
عدد المشاركات : 5,496
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مس لاجئة
مسرحية بجماليون كاملة ..............لتوفيق الحكيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من بعض المسرحيات التي اعشقها هي مسرحية بجماليون لتوفيق الحكيم

فاحببت ان انقل لكم اياها كاملة نصا حرفا

ولكنني ساقوم بتجزيئها وذلك لطول حجمها

أتمنى ان تعجبكم




المقدمة

منذ نحو عشرين عاما كنت أكتب للمسرح بالمعني الحقيقي....والمعنى الحقيقي للكتابة(المسرح)هو الجهل بوجود المطبعة....

لقد كان هدفي وقتئذ في رواياتي هو ما يسمونه (المفاجأة المسرحية) ،ولقد كنا نذكر هذه الكلمة متفاخرين،حتى سرى خبرها بين شيوخ الممثلين من بقايا العهد القديم...فكان بعضهم يلفظها محرفة تحريفا مضحكا،لم ازل أذكر قول احدهم - رحمه الله -وهو يوصيني آن وآن:
(أُكثر في دوري يا أستاذ من (الكونت تياتر) )

ولم أزل أذكر أيضا قول مدير المسرح لي :(أتدري كيف أصنع قبل أن أبتّ في مصير روايتك؟.....إني أقرؤها فيالبيت على اطفالي الصغار فإذا استمعوا اليها ولم يناموا فهي مقبولة )...

ما الذي حدث لي إذن بعد تلك الاعوام!......كيف صرت الى هذه الخيبة، حتى اكتب روايات اذا أصغى اليها الكبار ناموا؟!

السبب البسيط: هو اني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن، وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني، مرتدية أثواب الرموز!... إني حقيقة ما زلت محتفظا بروح، ولكن المفاجآت المسرحية لم تعد في الحادثة بقدر ما هي في الفكرة...لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ،ولم اجد (قنطرة) تنقل مثل هذه الاعمال الى الناس غير (المطبعة)....

لقد تساءل البعض: اولا يمكن لهذه الاعمال ان تظهر كذلك على المسرح الحقيقي؟....اما انا فاعترف باني لم افكر في ذلكعند كتابة روايات مثل (اهل الكهف) و(شهرزاد) ثم (بجماليون)......

ولقد نشرتها جميعا ولم أرض حتى أن اسميها (مسرحيات)، بل جعلتها عن عمد في كتب مستقلة عن مجموعة (المسرحيات)، الاخرى المنشورة في مجلدين ، حتى تظل بعيدة عن فكرة التمثيل!.....

لهذا دهشت وتخوفت ، يوم فكروا في افتتاح (الفرقة القومية)عند انشائها ......(رواية اهل الكهف) ، ولقد راجعت القائمين بالامر حينما سألوني الإذن في تمثيلها ، فلما طمأنوني تركتهم يفعلون ، دون ان احضر تجربة من تجارب الاخراج، بل قد لبثت ممتنعا عن مشاهدة تمثيلها حتى اخر ليلة ....فذهبت مخدوعا بقول من قال إنها نجحت ....فماذا رأيت؟....

رأيت ما توجست منه: أن هذا العمل لا يصلح قط للتمثيل ، او على الاقل لا يصلح للتمثيل على الوجه الذي آلفه أغلب الناس ، فالممثلون يعرضون مواقف وازمات لا يرى الجمهور أن مثلها مما يكتب للمسارح لاثارة العواطف!.....

لقد خرجت تلك الليلة وانا اشك في عملي،وأؤمن بصواب رأي الناس ، فلقد وجد المسرح ليشهد فيه النظارة صراعا يستثير التفاتهم ويهز افئدتهم : صراع هو في المسرح الدموي، بين درع ودرع ، او بين ثور ورجل.... وهو في المسرح التمثيلي بين عاطفة وعاطفة!.....

هكذا كان المسرح دائما ويكون ، وإن الناس ليتاثرون دائما بالعواطف التي يحسونها في حياتهم الواقعية ، كالحب والغيرة ، والحقد والانتقام ، والعدالة ، والظلم ، والصفح ، والاثم!........

لكن ماذا هم يشعرون امام صراع بين الانسان والزمن، وبين الانسان والمكان ، وبين الانسان وملكاته؟..هذه الاشياء المبهمة والافكار الغامضة اتصلح لهز المشاعر بقدر ما تصلح لفتق الاذهان؟

هكذا انتهى بي الامر الى السعي لدى القائمين بشان(الفرقة القومية) حتى اوقفوا تمثيل (اهل الكهف)، الى اليوم!...

أترى ينبغي لمثل هذه الروايات إخراج خاص في مسرح خاص: إخراج يلتجأ فيه الى وسائل غامضة ، من موسيقى وتصوير ، واضواء وظلال ، وحركة وسكون، وطريقة ايماء والقاء !.... وكل ما يحدث جوا يهمس بما تهمس به تلك المعاني المطلقة؟..... ربما: ولعلي كنت اقول لا في هذا ايضا ، لو لم أعرف راي (Lugne-poe) في رواية (شهرزاد) ...

هذا الفنان يدرك المعضلة في مثل هذه الروايات ....كل الصعوبة في الحقيقة هي ابقاء الشعر او الفلسفة يشيعان في جو المسرح كما شاعا في جو الكتاب.

وهذا ما فعله هو نفسه في روايات (إبسن) وهو أول من أخرجها للفرنسيين.....

وهذا ايضا ما فعله في رواية (سالومية) (لأوسكار وايلد) وهو اول من اخرجها للعالمين.....وكان (اوسكار وايلد) يومئذ في السجن.... فلما علم أن (Lugne-poe) شارع في اخراج روايته لم يكتم فرحه ، ففاض به على صفحات كتابه De Profondus

من سوء حظي أن الشيخوخة كانت قد اقعدت هذا الفنان العظيم وأقصته عن المسرح منذ زمن بعيد......أتراه كان يخرج (شهرزاد) لو انه قراها وهو في نشاطه الفني؟..... من يدري؟.....ز ربما كان يفعل .... ولو أنه فعل لكان هو المجد!........ بل خير منه عندي هو الفرح، أن ارى تلك المعاني الحائرة ، والالفاظ الطائرة،والاشخاص التي تضع قدماعلى الارض واخرى في الهواء،- قد استقرت كلها داخل إطار،وأي اطاري من الذوق والفهم،..... ولكن القدر-على الرغم من جهاد وكد كرست لهما حياة لم أنعم فيها بشيء قط غير متعة الفن وحدها ، ليستكثر عليّ هذا الفرح الفني الآن ، وربما سمح به يوما .... ولكن بعد فوات الاوان!....

وأخيرا ...فإن قصة (بجماليون) هذه، تقوم على الاسطورة الاغريقية المعروفة، ولعل اول من كشف لي عن جمالها تلك اللوحة الزيتية (بجماليون) و(جالاتيا) بريشة (جان راوكس) المعروضة في (متحف اللوفر).......ما إن وقع بصري عليها منذ نحو سبعة عشر عاما ، حتى حركت نفسي ، فكتبت وقتئذ قطعة (الحلم والحقيقة) ،وكنت آمل أن اعود يوما اليها، واضع كل ما خامرني منها في عمل أكبر وأرحب!......

ومرت الايام، واتجهت الى (قصص القرآن)،و(ألف ليلة وليلة)، وكدت أنسى قصة اليونان ...حتى ذكرني بها (برناردشو) يوم عرضت مسرحيته (بجماليون) في شريط من اشرطة السينما منذ عامين!.....

عندئذ تيقظت في نفسي الرغبة القديمة ، فعزمت على كتابة هذه الرواية..... وقد فعلت، وأنا اعلم ان هذه الاسطورة قد استخدمت في كل فروع الفن على التقريب ، ولا بد أنها أفرغت في مسرحيات عدة فيما اعتقد ، وان كنت لا اعرف غير قصة الكاتب الرلندي!.....

أني اعالج إذن اسطورة (مطروقة) في الآداب والفنون العالمية ومع ذلك من يدري؟....زربما لحظ بعض النقاد القراء أن (اهل الكهف ) المقتبسة عن القران و(شهرزاد) المستلهمة من (الف ليلة وليلة)و(بجماليون) المنتزعة من اساطير اليونان!.....ليست كلها غير ملامح مختلفة في وجه واحد؟



كانت هذه المقدمة للمسرحية

لي عودة مرة اخرى ان شاء الله لبداية المسرحية

انتظرونـــــــــــــي









توقيع : مس لاجئة





مس لاجئة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس