العفو»: الشنق عقوبة غير انسانية
لندن- د ب أ :
استنكرت منظمة العفو الدولية لحقوق الانسان امس إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها في بيان أمس الاحد: "إننا نعارض عقوبة الاعدام في كل الحالات ونعتبرها انتهاكا للحق في الحياة وقسوة مفرطة وعقابا غير إنساني ومهينا ولكنها تكون بغيضة بشكل خاص عندما تصدر هذه العقوبة شديدة التطرف بعد محاكمة غير عادلة". وقال سمارت إن "الامر يقلق بشكل أكبر في هذه الحالة حيث يبدو الاعدام قرارا متخذا سلفا فبعد صدور الحكم الاصلي لم تمنح محكمة التمييز إلا أكثر من قشرة من الشرعية لما كان في الحقيقة عملية معيبة في جوهرها".

وصف أصحابها بالأيتام والمنتفعين ..الحكيم ينتقد إقامة مجالس عزاء
بغداد- اف ب :
انتقد رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم اليوم الاحد الجهات التي نظمت مجالس عزاء في الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بعض الدول العربية واصفا اياها ب"ايتام صدام ودكتاتوريات ومنتفعين". وقال الحكيم في كلمة القاها عقب صلاة العيد في مقر المجلس الاعلى في منطقة الجادرية (جنوب بغداد) ان "هؤلاء هم ايتام صدام عاشوا على اموال العراق يقيمون مجالس العزاء في بعض الدول". واضاف "بعض الدكتاتوريات تقف اليوم الى جانب هذه الدكتاتورية والى جانب صدام وتعلن الحداد". ويرأس عبدالعزيز الحكيم قائمة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية التي تشكل الاغلبية في مجلس النواب العراقي. واعتبر الحكيم ان "اعدام صدام اقامة للعدل" مطالبا "بطي تلك الصفحات السوداء" ابان حكمه للعراق. وقال الحكيم امام اعضاء مجلس النواب ومئات من المصلين، ان "اعدام صدام يمثل اقامة للعدل واستقلالا للقضاء". وطالب العراقيين ب"فتح صفحة جديدة ولنطو تلك الصفحات السوداء". كما اعتبر تنفيذ عقوبة الاعدام بحق صدام حسين "اهم حدث كونه اعداما للديكتاتورية ولسياسة الاضطهاد القومي والطائفي في العراق واعداما للمعادلة الظالمة التي حكمت العراق طيلة الفترة السابقة واعداما للظلم والطغيان". ووصف سير المحاكمة التي اصدرت حكما بالاعدام على صدام حسين بانها "شيء عظيم تحقق في العراق والمنطقة والعالم لانها الاولى التي حاكمت ديكتاتورا واصدرت عليه حكما بالاعدام ونفذ هذا الحكم". من جانبه، اعتبر الشيخ عبد الرزاق النداوي عضو مكتب الصدر في النجف (جنوب) التابع لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر، ان "الطاغية (صدام) لقي النهاية التي يستحقها". واعتبر الندواي تنفيذ حكم الاعدام "عيدا للعراقيين وانتصارا لكل المظلومين خصوصا الشهيدين الصدرين" في اشارة الى والد مقتدى، محمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999 ومحمد باقر الصدر الذي اغتيل عام 1980، واللذين اتهم نظام صدام حسين بتدبير عملية اغتيالهما. فيما اعتبر الشيخ محمد اليعقوبي المرشد الروحي لحزب الفضيلة الشيعي، تنفيذ حكم الاعدام "خلاصا من الظلم واحقاقا للحق".

الأمم المتحدة: لا.. للإعدام
نيويورك- واس :
انتقد أشرف قاضى المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفى أنان فى العراق امس تنفيذ حكم الاعدام فى الرئيس العراقى المخلوع صدام حسين. وقال قاضى فى بيان صادر عن مقر الامم المتحدة فى نيويورك أن المنظمة الدولية لا تزال ترفض تنفيذ عقوبة الاعدام حتى فى حالات جرائم الحرب والابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية.

عراقيون وسياسيون اعتبروه نقطة سوداء في تاريخ الإدارة الامريكية: إعدام صدام .. بداية لصراع جديد في العراق
القاهرة - بشير العدل :
وصف عراقيون وقانونيون تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقى السابق صدام حسين بانه سبة في جبين المحكمة وفي جبين الادارة الامريكية.
وقالوا ان تنفيذ الحكم لن يحل الديمقراطية المزعومة التى روجت لها الولايات المتحدة الامريكية وانما يزيد من مشكلة الطائفية داخل العراق مما ينذر بسقوط المزيد من القتلى والضحايا بين ابناء الشعب العراقى.

وانتقدوا تصريحات الرئيس الامريكى بوش الابن بان إعدام صدام خطوة على طريق التحول في العراق معتبرين انه بداية لتأصيل الطائفية في العراق وايذانا بسفك مزيد من الدماء العراقية.
واعتبروا اختيار وقت تنفيذ الحكم وهو يوم عيد الاضحى المبارك رسالة "اهانة" الى الامة الاسلامية والحكام العرب مؤكدين ان الادارة الامريكية قدمت الرئيس السابق "كاضحية" للانظمة العربية التى التزمت الصمت ليس فقط تجاه محاكمة رئيس دولة وانما ايضا تجاه مايحدث في العراق من مجازر.

الكاتب العراقى الدكتور عبد الكريم العلوجى اعتبر تنفيذ الحكم في حق الرئيس العراقى السابق صدام حسين بداية لاشكالية جديدة يواجهها الشعب العراقى وتعميقا لفكر الطائفية الذى زرعه الاحتلال الامريكى منذ دخوله العراق، مؤكدا ان تنفيذ الحكم من شأنه ان يزيد الامور داخل العراق وجعلها اكثر تعقيدا واكثر طائفية.

وحمل العلوجى الادارة الامريكية مسؤولية مايحدث في العراق منتقدا تصريحات بوش التى قال فيها عن تنفيذ الإعدام في حق صدام انه بداية لمرحلة جديدة في العراق وقال ان قوات الاحتلال عملت على انهاء دولة العراق وتكاد تكون أزالتها من على الخريطة العربية والدولية.

وأكد أحد اعضاء فريق هيئة الدفاع عن الرئيس السابق صدام حسين والمحامى المصرى محمد منيب ان تنفيذ الحكم في حق الرئيس العراقى السابق صدام حسين وفي هذا التوقيت بالذات انما يمثل رسالة اهانة للامة العربية والاسلامية التى تحتفل بعيد الاضحى وفي نفس الوقت تقدم الادارة الامريكية رئيس دولة على انه اشبه "بأضحية" الانظمة العربية التى التزمت الصمت ازاء ماجرى ابتداء من غزو العراق وانتهاء باحتلالها وإعدام رئيسها الشرعى.

واعتبر أنها رسالة موجهة إلى كل الأنظمة العربية أن ما تم فعله مع الرئيس صدام حسين ليس ببعيد أن يتم مع غيره من القادة العرب.
واعتبر استاذ العلوم السياسية الدكتور على ابو الخير ان ما أقدمت عليه الادارة الامريكية انما يمثل رغبة من جانبها في تأجيج نار الفتنة في العراق وترك الساحة العراقية تموج بتيارات من الصراعات الداخلية بعد ان خلفت سياسة الاحتلال الامريكى للعراق قوى سياسية تلعب الدور الاساسى للادارة الامريكية وهى قوى جندتها الادارة الامريكية من بين ابناء الشعب العراقى ذاته حتى تكون المعركة داخلية وهو اسلوب تتبعه الادارة الامريكية في ادارة صراعاتها وحتى في الحروب نفسها فانها غالبا ماتخوضها بقوى من داخل البلد ذاته مشيرا الى ان تنفيذ الحكم في الرئيس الراحل صدام حسين سوف يخلق حالة جديدة من الفوضى داخل العراق، ويؤدى الى ظهور مشاكل جديدة لم تكن موجودة حتى ايام حكم النظام السابق رغم مساوئه الا انه لم يؤجج نار الفتنة او التفرقة على اساس الطوائف.

وانتهى الدكتور ابو الخير الى ان ماحدث امس من تنفيذ الإعدام في الرئيس صدام حسين انما هو اكبر خطأ ارتكبته الادارة الامريكية وسيظل نقطة سوداء في تاريخ اداء الادارة الامريكية التى اخطأت مرتين الاولى عندما قررت غزو واحتلال العراق والثانية عندما بادرت بتنفيذ حكم الإعدام في حق رئيس دولة مؤكدا ان قرار تنفيذ الحكم افدح من قرار الغزو لانه من شأنه ان يزيد المقاومة داخل العراق ويزيد الامور تعقيدا داخل العراق ليس فقط على ابناء الشعب العراقى وانما ايضا على قوات الاحتلال وعلى الادارة الامريكية التى تواجه بتنفيذ حكم الإعدام موجة جديدة من الصراع داخل العراق.

يتبع