عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-09, 03:10 PM   #6
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: شهيرات الإسلام ( خولة بنت الأزور )


في السجون

يحكي كثيرٌ من الإخوان المسلمين عن مواقفه الكريمة مع إخوانه المعتقلين في معتقل (الطور) سنة 1948م؛ حيث كان يتولى حلاقة رءوسهم، والقيام بخدمة كبار السن والمرضى، بل يقوم بالكثيرِ من مهماتِ التنظيف التي يأنف منها البعض؛ وهذا لفرط تواضعه، وحرصه على الأجر والثواب.



ويُروى عنه- رحمه الله- أنَّ أحدَ ضباط المباحث الذين مَنّ الله عليهم بالهداية قال للإخوان: "كنا نُرسل بعض المخبرين للتجسسِ على الإخوان، إلا أننا لا نلبث، حتى نفقد الثقة فيمن نُرسلهم؛ لإحساسنا بتحولهم وتبدلهم لاحتكاكهم بالإخوان المسلمين، حتى تعبنا، وأعيانا الأمر؛ فاخترنا رجلاً شريرًا، وقلنا هذا سهمٌ نضربُ به الإخوان يستعصي على الكسر، ومضت الأيام، وبعد أسبوع واحد فقط، وإذا بهذا المخبر يدخل عليَّ مكتبي، وطلب نقله من عند الإخوان قائلاً: "(ودوني) عند الشيوعيين، عند اليهود، عند الكفرة، أما أولاد..... دول (لأ)"، فعجبتُ من أمره، وسألته: لماذا؟ قال: "كل ليلة (يقوموا يصلوا)، وشيخهم يقرأ القرآن لهم، الركعة (تيجي) ساعة.. (معدتش) قادر (أصلب طولي)".



الهجرة والإنجازات

الرجال بآثارهم لا بأسمائهم وأعمارهم، وكلما كان للإنسان أثر في الحياة أو البيئة التي يعيش فيها مهما كانت هذه البيئة صغيرة أو كبيرة.. هكذا كان الشيخ عبد البديع رحمه الله تعالى.
يقول الدكتور يوسف القرضاوي في مذكراته: وكان الوجيه قاسم درويش في عهد الشيخ علي بن عبد الله- الحاكم السابق لقطر، ووالد الحاكم الحالي الذي تنازل له عن الحكمِ قبل مجيئي إلى قطر بسنة واحدة- هو المسئول عن المعارف قبل الشيخ قاسم بن حمد، وكان له صلة بالعلامة السيد محب الدين الخطيب صاحب مجلتي (الفتح) و(الزهراء).. فأرسل إليه يطلب منه ترشيح شخصية إسلامية قوية تتولى إدارة المعارف. فرشَّح له في أول الأمر: الكاتب الإسلامي الصاعد محمد فتحي عثمان، ولكن ظروفًا خاصة حالت دون استجابة الأستاذ فتحي، فطلب من الإخوان أن يرشحوا له شخصًا للقيامِ بالمهمة المطلوبة فرشحوا له الأستاذ عبد البديع.



وسافر الشيخ عبد البديع إلى قطر مبكرًا سنة 1954، وعُيِّن مديرًا للمعارف مع الشيخ قاسم بن درويش، وكانت المعارف في ذلك الوقت محدودة جدًّا.



تعليم المرأة والإصرار عليه

هكذا هو المسلم أينما كان نفع لا ينتظر أن يصل إلى منصبٍ معين أو مستوى معين.. هكذا كان رحمة الله عليه، فما إنَّ حط رحالة في قطر إلا ونظر إلى أساسِ النشء والجيل وهو بناء الأمة وإعدادها، فما إن وضع قدمه إلا وجد أنَّ عدةَ مدارس ابتدائية للبنين، محدودة العدد، ولا توجد مدرسة إعدادية بعد، وكان تعليم البنات محدودًا جدًّا.. فقد قامت معركة جدلية بين المشايخ في تعليمِ البنات، وإلى أي حدٍّ يجوز لها أن تتعلم؟ فكان بعضهم يحبِّذ أن تتعلم البنت كما يتعلم شقيقها الابن.. فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.. وبعضهم يقول: يكفيها التعليم الابتدائي، ولا حاجةَ إلى ما بعد ذلك، وقد قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ (الأحزاب: 33).



وظلَّت هذه المعركة محتدمة، ولم تُحسم إلا قبيل قدومي إلى قطر، وقد حسمت في صالح التوسع في تعليم المرأة، ومن الغريب أن الشيخ عبد الله بن زيد المحمود، صاحب الفتاوى الجريئة في الحج وغيره، كان من أنصار التضييق والتشديد في تعليم المرأة، وكان الشيخان: ابن تركي والأنصاري من القائلين بإتاحةِ الفرصة لتتعلم كل علم نافع تريده وتقدر عليه.



وقد عشتُ في قطر حتى رأيت الشيخ عبد الله بن زيد يكتب إلى مدير جامعة قطر- د. إبراهيم كاظم رحمه الله- يستغرب منه كيف توضع الشروط والعقبات في سبيل تعليم الفتاة، ويطالب بأن تفتح الجامعة أبوابها على مصاريعها لكل فتاةٍ ترغب في استكمالِ تعليمها.. سبحان الله أليس كل مَن سنَّ سنةً حسنةً له أجرها وأجر من عمل بها ...إلخ الحديث.

يتبع


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس