عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-09, 03:46 PM   #11
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الشاعر عبد الرحمن الابنودى


محيط / الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي نريد أن نطمئن قراء " محيط " علي صحتك
- إن شاء الله كويس طالما اللسان بيتكلم ودول كويسين – يشير إلي قلبه ودماغه – الباقي مقدور عليه حتي لو ماكنتش أقدر أمشي واتحرك .
محيط / ولماذا إذن كنت ترفض بشدة فكرة السفر إلي الخارج لتلقي العلاج ؟

- الحقيقه أنا لم أكن أريد السفر لأنني كنت في حالة مرضية سيئة ولا أحب أن أعود من الخارج كجثة ، أحب أن أموت في بيتي وسط أولادي وهذا ما قلته ، قلت : المرة دي أنا أريد أقعد وسط أولادي لأن حالتي كانت شديدة السوء ، لدرجة انني عندما سافرت ظل الأطباء حوالي 25 يوماً في غرفتي لايغادرونها ، إلي أن بدأت اتنفس واتكلم ،أضف إلي ذلك أن ظهري مكسور وبطني منتفخة ، لدرجة أن ابنة أختي لاحظت ذلك وقالت لي : يا خال كرشك كان واصل إلي صدرك ، وطوال وجودي في باريس الـ 45 يوم لم آكل شيئاً ، سوي شرب المياه وحتى الطعام بدون ملح وبدون دهون ، مع أن احنا الفلاحين أو الصعايده بنحب الملح ، واتضح أن الملح ده أخطر حاجة على صحة البني آدم فهو يؤثر علي الضغط والسكر في الدم وحاجات كتير مانعرفهاش لكن بعد 30يوم تقريباً ، جاءني الطبيب وقالي لي : قوم نمشي شويه أمام الغرفة ومشينا و الممرضه وراءنا بجهاز الأكسجين ، وبعد يومين قالي لي : تعالي نطلع السلم" 7سلالم " طلعتهم ونزلتهم مرتين وهكذا .. شوية وقال لي : تعالي ننزل الدور اللي تحت وقعد يلففني في الممرات ونحيي الممرضات والأطباء باعتباري كنت أشهر مريض في المستشفي .
والمستشفي الأمريكي في فرنسا قديم وعتيق ومبانيه كلاسيكية ، وأطلقوا عليّ لقب "المريض الشجاع" ، لانهم اعجبوا ببسالتي وإصراري علي الشفاء .
محيط / ومن أقنعك بفكرة السفر بعد رفضك القاطع لها ؟

- الأستاذ محمود درويش فوجئت به يتصل بي بعد إذاعة الخبر في برنامج مني الشاذلي "العاشره مساء" علي محطة دريم ، وسألني عما سمعه في البرنامج فأكدته له فأصر علي سفري فوراً ، وقال : احنا معندناش اتنين عبد الرحمن الأبنودي ، انت عارف انا بحبك جداً قد إيه ، ولازم تسافر ، ايضاً الأستاذ محمد حسنين هيكل قال لي : لازم تروح باريس .
ايضا صديقي الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد وهو شاعر عامية سعودية رائع ، ومثلما أنا صعيدي عملت لغة تفهمها الأمة العربية ، وهو ايضاً عمل ده بالنسبة للسعودية وخرج من اللهجة النمطية بحيث تستطيع قراءته ، وهو ايضاً يملك صفات انسانية عالية جداً .. راجل عظيم الشأن ، فوجئت به يطلبني تليفونياً ويقول لي يا عبد الرحمن خد بعضك وتعالي فوراً ، هابعت لك طيارة قلت : ماتبعتش حاجة ، فقال : لا تعالي فوراً وحدد ميعاد لارسل اليك طيارتي الخاصه وأمام إصراره وافقت، وأدخلني المستشفي والدولة بعد كدة أصدرت قرارها بعلاجي علي نفقتها وقلت وقتها : أنا عرفت دلوقتي ليه الناس اللي بتتعالج علي نفقة الدولة بتموت بعد صدور القرار ، لإن الورق المطلوب لصدور القرار يحتاج إلي شخص صحيح البدن لتحضيره .. المهم سافرت علي طائرة صديقي ولما وصلت مطار باريس وجدت سيارة إسعاف في انتظاري وتوجهت بي فورا إلى المستشفى ، وبعد يومين جاءني المسئول الطبي في السفارة المصرية وقال إن القرار جاءه، ثم فوجئت بمكالمة الرئيس مبارك لي ، ويقول محاولا تخفيف الأمر : يا عبد الرحمن انت كل شهر تتعب ولا إيه ؟
قلت : ماحدش بيحب المرض مش في سننا ده ، وهو انا متضايق من مصر .. انا عاشق ترابها وناسها .
فقال : طيب .. عندك دلوقتي السفير وهوه عنده تنبيه إن أي حاجة تعوزها تطلبها منه .
بعد كام يوم كلمني الدكتور زكريا عزمي ، وقال لي يا عبد الرحمن ، فيه تقرير طبي أمامي بيقول إن الحكاية بجد وواضح انها هاتاخد علاج طويل فقلت : انا هاقعد هنا علي ما أدبر أموري ، فقال : لا ، احنا فتحناهالك بدون حد أقصي حتى تستكمل كل مراحل علاجك .
وجاء السفير وزارني ، وأي وزير كان يأتي باريس أفاجأ بزيارته لي.. الدكتور هاني هلال وزير التعليم .. السيدة عائشة عبد الهادي زارتني مرتين ..الفنان محمود عبد العزيز كان هناك من أجل فيلمه " ليلة البيبي دول " وزارني 3مرات ، وأقول له : يا عم انت حبيت خلاص ، وماكنتش اعرف انه عاطفي قوي كده فيقول : يعني انا هنا ولاأزورك ؟ غير المكالمات التليفونية الكثيرة من ناس عاديين وفنانين ... انغام وسيمون .
إلى أن أمضيت فتره العلاج والمستشار الطبي عمل لي حاجة كويسة وهي انه صرف لي الدواء لمدة 6شهور لحين عودتي مره أخري إلي باريس .



الشاعر الكبير أثناء حواره مع الزميل محمد المكاوى
دفعت 20ألف يورو ولما سألت عنهم قالوا لي:



المستشار الطبي أدخلها في قرار العلاج !
محيط / ومن تكفل بعلاجك في باريس .. هل هو صديقك أم القرارالذي صدر لك بالعلاج علي نفقة الدولة ؟
- لا تكاليف العلاج دفعتها الدولة وأنا دفعت 20ألف يورو أي ما يوازي 160 ألف جنيه .
محيط / ولماذا دفعت انت طالما القرار الصادر لك بدون حد أقصي ؟
- امر الله .. لأنني عندما ذهبت للمستشفي وضعتهم تحت الحساب ، حيث لم يكن من الممكن دخولي المستشفي دون أن أدفع مبلغ تحت الحساب ، وبعد يومين جاء المستشار الطبي ومعه القرار ، وقبل خروجي حاسب المستشفي وأخذ الـ 20 ألف يورو وحتي اللحظة لا اعرف لماذا ؟ وبصراحة حاسس إني اتنشلت في مولد وبعدين يقولوا انني اتعالجت علي حساب الدولة ، طب إزاي ؟!
محيط / وما حكاية سفرك إلي المانيا ؟
- يبدو إن علاج الكورتيزون أثر علي الفقرة التاسعة في عمودي الفقري فأفرغت الكالسيوم وتآكلت فأصبح هناك فراغ كبير بين فقرتين وعرفت انهم في ألمانيا متخصصون في العظام ، ولما محمد منير كان هناك موخراً إتصل بي ليطمئن علي صحتي وطلب من الطبيب الذي يعالجه من آلام العمود الفقري أن يحدثني تليفونياً وهو مصري مقيم هناك اسمه الدكتور ياسر وهو مساعد لبروفسير كبير قوي متخصص في جراحات العمود الفقري ، وقال إن هناك الكثير من الحالات المتشابهه التي أجراها البروفيسير لمرضى من جنسيات مختلفة، ولكن أنا أوضحت له انني أرغب في السفر بنفس الطريقة التي سافرت بها إلي باريس لانني أسافر وأجد كل شيئ مرتباً بداية من الطبيب المعالج والمستشفي والمكان .
محيط / الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي.. اسمح لي أن انتقل بك إلي عالم الفن ... واسألك رغم كونك شاعر غنائي كبير الا انني أشعر إن تيار الغناء لم يجرفك ناحيته وابداعاتك الشعرية تكاد تطغى علي ماكتبته من أغنيات .. فهل هذا صحيح ؟
- نعم وتفسير ذلك انني شاعر من المقام الأول وأعرف طول عمري انني جئت لأكون " الشاعر " ومن سنة 64 كنت كل سنه بأطبع ديوان جديد لي .. " الأرض والعيال " .. " الزحمة " " عماليات" .. " حراجي القط " .. " علي حسابي وكانت الأغاني هي التي تمول هذه الدواوين . وذلك كان سببا رئيسياً لكتابتي للأغاني يعني مثلا "حراجي" مدين لعدوية ووهيبه .
محيط / إذن كتابتك للأغاني لم تكن بدافع حبك للغناء أو سعيا وراء الشهرة؟
- لا .. أنا كنت بحب الغناء لإن العمل عندنا في " أبنود " مرتبط بالغناء وتحديدا ما كانت تغنيه "فاطمه قنديل" أمي رحمة الله عليها ، يعني أنا مرة اخذت أغنية كاملة منها ووضعتها في فيلم " عرق البلح " للمخرج رضوان الكاشف ، وقلت لأخونا ياسر عبد الرحمن ضعها كما غنتها أمي ، لا أنا أضع كلمة ولا انت تؤلف نغمة مخالفة وهي أغنية " بيبه " .. دي غنوة أمي وهو وضع لها توزيعاً موسيقياً ووضع لها بناء موسيقيا جميلاً لانها جملة شعبية ولو لم تكن تعيش لولا انها حقيقية وأصيلة زي أغنية " أنا كل ما اجول التوبه " مثلا.
محيط / بمناسبة هذه الأغنيه - انا كل اقول التوبة - ما رأيك في غناء ماجدة الرومي لها ؟
- عندما غني عبد الحليم حافظ هذه الأغنيه كان يغير جلده ويحاول الخروج من الشرنقة لإن محمد رشدي " زنق " عليه والدنيا كانت تتغير من حوله ولإن عبد الحليم كان فنانا ذكيا ، فقد غناها لكن خائف ومتوتر عشان مافيهاش .. الشعر الحرير ع الخدود يهفف ويرجع يطير لكن فيها ، القلب الأخضراني ولغة أخري فكان حاطط إيده علي قلبه ، وماجده الرومي اخذتها جاهزة بعدما نجحت وأصبحت من كلاسيكيات الغناء .
محيط / لكنك تحدثت عن غناء عبد الحليم لها مره بشكل سلبي ومره بشكل إيجابي ؟
- أصل لما همة وزعوها – علي اسماعيل رحمة الله عليه – فأنا طلعت في الراديو وكنت سليط اللسان حقيقة وقلت إن التوزيع الموسيقي غير مناسب ، وأنا عذبت عبد الحليم خالي بالك.
محيط / هل هذا اعتراف منك في حق عبد الحليم الآن؟
- ده حقيقي وهو احتملني كما لم يحتمل انسان آخر في حياته بشهادة كل اصدقائه ، الراجل ماكنش عارف يعمل لي إيه ، يعني مثلاً يوم ما طلعت من السجن ، أولا وأنا في السجن كان يبعت لي السجائر اللي يدخن منها 39 مسجون معي ويرجو المسئولين والضباط الكبار لكي يسمحوا له بإرسال السجائر لي ، ويوم خروجي من السجن - كنت أسكن في بيت قديم مابين ميدان التحرير وباب اللوق – وفجأة سمعت جرس الباب واذا بي افتح الباب فأجد عبد الحليم أمامي بعدما صعد سلم طويل قوي – 3أدوار من المباني القديمة وخلفه مجدي العمروسي يلهث من التعب .. والله العظيم كان بيوزع الحاجة الساقعة علي الناس وأصر علي أن يحمل الصينية بنفسه ، وبصراحة عاملني كما لم يعاملني أحد في الوسط الفني .
بعد النكسة قلت لحليم:



انت حاجة وأنا حاجة ..وافترقنا
محيط / إذا كان عبد الحليم يحمل لك هذا الحب وكل هذا التقدير ، فلماذا وقع الخلاف بينكما ؟
- انا دائماً عندي تناقض بين الشاعر ومؤلف الأغاني ودائماً كنت أعمل مسافه بيني وبين المغنيين و الوحيد اللي ما عملتش معه هذه المسافة هو محمد رشدي، وبعد نكسة 67 قال لي عبد الحليم : يا عبد الرحمن أنا عندي شركة وناس وعمال لازم يأخذوا مرتبات ، فقلت : يعني قصدك نكتب أغاني عاطفية فقال : اه ، فقلت : لا أنا مش معاك ، ودي بقي الفترة اللي رحت فيها السويس وعملت "يابيوت السويس" و"وجوه علي الشط" والحقيقه الراجل كان منزعج مش عاوز يسيبني وفي نفس الوقت عنده ضرورات طب يعمل ايه ؟
محيط / هل انت الآن تلتمس له الأعذار ؟
- ابدا.. لكن أريد أن أقول إن موقفي كان صحيح وهو ايضاً موقفه صحيح ، يا إما كده يا إما الشركة تغلق أبوابها ، وشوف النكسة قعدت قد ايه ، من 67 إلي 73 ، هل كان هايفضل يدفع الفلوس للموظفين واللا يهد الشركة .. هوه عنده حق لكن أنا كمان عندي حق .. أنا معنديش شركة ودي شركة عبد الحليم وعبد الوهاب .. وأنا مالي حتي الغناء كل اللي عملته له منذ عام 67 من أول أحلف بسماها وبترابها مرورا بإبنك يقولك يابطل ، يابركان الغضب لغاية عدي النهار والمسيح وصباح الخير يا سينا ، ما اخذناش فيها فلوس فموقفي لم يكن فيه تناقض يعني لم اخذ من جيبه فلوس وقلت له : لا تدفع مرتبات لموظفي الشركة لم يحدث ابداً ، فقد كنت في غيبوبة وطنية ولم أكن وحدي وانما معنا بليغ حمدي وكمال الطويل والموجي من أول أغنية " اضرب " لم يتقاضي أحد منا فلوس ولم يخطر علي باله ذلك أبداً .
لم أكن افهم حكاية الموظفين والمرتبات لإن طول عمري أنا أحس بالموظفين لذلك قلت له : مقدرش .. انت حاجة وانا حاجة .

محيط / الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي .. ما القضية التي تشغل بالك الآن ؟
القضية التي تشغلني جدا الآن هي أحوال الشعب المصري وهذا الإصرار علي نرفزته وتعذيبه وإيذائه وخايف منه .. خايف من الشعب المصري .. يعني اتقي شر الحليم اذا غضب .


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس