عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-09, 05:47 PM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة في ظل الصراع الكردي على كركوك والتقسيم


="3"]تحقيقات عراقية


الزواج أزمة مستفحلة عند الشباب المسيحي. والأمن والتهجير والأزمة المعيشية في مقدم الاسباب

الإثنين 29 حزيران 2009 10:29 gmt


هي في كل مكان من العراق. ذات وجه واحد, ومأزق واحد, يقع فيه شباب اليوم فتيات وشباناً.أزمة الزواج.. هم يحمله الشباب وأهلوهم بعد تفاقم الازمة المعيشية, وتأثيرها في شريحة كبيرة من الطبقة الوسطى والفقيرة في عموم العراق. وفي المناطق ذات الغالبية المسيحية, أدت اعمال العنف التي حصلت في البلاد, وكان لهم منها نصيب في الاستهداف , الى تهجير الكثير من العائلات من مواطنها الى مناطق أكثر أمناً داخل العراق وخارجه. والتهجير مكلف من ناحيتين: نفقات الإقامة في مكان آخر, وخسارة مصدر الرزق في المنطقة التي هُجروا منها. أما من آثر من العائلات البقاء, فهم بمعظمهم يفتقدون الى الشباب الذي اضطر الى الهجرة بحثاُ عن الأمان والعيش الكريم, وكان ان ازداد عدد الفتيات في عمر الزواج اللواتي لا يجدن الفرص الملائمة للحصول على شريك مع تناقص عدد الذكور.

للوقوف على المزيد من التفاصيل التقت السومريه بعضاً من الشباب والفتيات وارباب العائلات.والحديث ذو شجون.

ما بين التهجير والتفجير...
السيد مرقص بهنام أب لثلاثة أولاد جميعهم في عمر الزواج يروى للسومرية معاناته مع ظروف الحرب ومؤثراتها:

"المشكلة التي أجلت زواج أولادي هي ظروف الحرب. وبعد أن انتهت الحرب, حلت علينا حرب جديدة هي حرب الطائفية والتهجير حيث اضطررت إلى الهرب بعائلتي إلى كردستان العراق. وبعد فترة وجيزة تلقيت خبر تفجير منزلي. أنا الان لا املك شيئا . أولادي يساعدونني في دفع إيجار المنزل حيث نقيم, ولا إمكانية لدي لتزويجهم لان الوضع بات أكثر صعوبة.."

لمن غير الرب أشكو!
بدورها وصفت السيده إيما منصور وضع عائلتها بعد التهجير القسري

" أنا كأم, لا أرضى بأن يعمل أولادي منذ الصغر وقد ربيتهم منذ الطفولة على الدلال والعيش الكريم. لكن بعد التهجير القسري الذي تعرضنا له في منطقة الدورة. اضطررنا جميعاًُ الى العمل لأن الإيجارات مرتفعة جداً. وانا أرى أبنائي اليوم يكدون من اجل توفير لقمه العيش لنا ولا قدرة لدينا على تزويجهم. لذلك أناشد الكنائس لإيجاد حلول لأولادنا , فمن غير بيت الرب نشكو إليه؟"

السفر... حل لا بديل منه!
.. وبعد أن ضاقت به السبل , يفكر الشاب سنان أمير في الهجرة حيث الهروب من الواقع المر هو الحل

"أنا ألان في الثالثة والعشرين من عمري . وقد ضحيت بدراستي ومستقبلي بسبب الظروف الراهنة. فأنا لا أملك إلا قوت يومي ولا أفكر بالزواج لأني لا أريد أن أظلم أحداً معي. فقدرتي المادية محدودة ومتطلبات الزواج كثيرة ومكلفة . فالفتاة تريد ذهباً وبيتاً مستقلاً الأمر الذي لا استطيع تأمينه. لذلك أفكر بالسفر والعمل بالخارج لأنه السبيل الوحيد للخروج من المأزق."

.. كيف سنزوج بناتنا؟
...أما ألسيده أم نهرين فشكت من هجرة الشباب وتناقص فرص الزواج امام الفتيات فضلاً عن قانون الكنيسة الذي يحرم زواج الاقارب

" لقد باتت فكرة السفر تسيطر على عقول شبابنا بشكل لا يصدق, حتى إن بيوتنا صارت خاليه من الذكور فكيف سنزوج بناتنا؟ ثم إننا كأشوريين , نخضع لقانون الكنيسة الذي يحرّم زواج الأقارب من الدرجة الرابعة (أبناء العم والعمة والخال والخالة) أما عن بقيه درجات القرابة فيكون بعضها برخصه الكنيسة.."

تقلص العلاقات والروابط الاجتماعية
وثمة مشكلة أخرى تسببت بها ظروف الحرب , وهي تقطّع العلاقات الاجتماعية التي تفسح المجال في الأحوال الطبيعية للتعارف والتواصل بين الشباب من الجنسين

الانسة انوش كريستيان تقول في هذا الخصوص :
" أنا ألان في التاسعة والثلاثين ولحد ألان لم أتزوج بسبب الوضع الراهن الذي يحول دون الاختلاط مع الغير خارج الاسرة . والكنائس أصبحت شبه خاليه بسبب الخوف لذي رافق أحداث العنف السابقة. كما أني كفتاة لديّ مطالب رئيسية للزواج لا استطيع التنازل عنها لأني اعتدت على مستوى معيشي معين. وأولى متطلباتي بيت مستقل ومستوى معيشي لائق موازٍ لما أنا فيه."

نادٍ مغلق على مجموعاته فما الحل؟
من جهتها شكت لينا, وهي شابه بعمر الثامنة والعشرين من الانغلاق وصعوبة نسج العلاقات مع الآخرين

" أنا بوصفي ارمنيه لا استطيع الاشتراك في نادينا الاجتماعي لان تكاليف الاشتراك مرتفعة لا قدرة لي على تحملها. والنادي هو احدى الأماكن التي يسهل فيها التعارف بين الشباب . لكن هناك مشكلة اخرى, وهي أن النادي يضم مجموعات من الشباب يصعب اختراقها لانها غير منفتحة على الآخرين. فيكون التعارف في هكذا أجواء صعبا للغاية . أتمنى على الكنيسة أن تقوم بدور عملي للتقريب بين الشباب خصوصا إن الشاب الارمني يعزف عن الزواج حتى يصل إلى الأربعين . وعندما يقرر الارتباط , يختار ابنة العشرين .لهذا تبقى الفتيات في أعماري من دون زواج..."

أيّ دور للكنيسة وأي أولويات؟
وإذا كان المزيد من الشباب يتطلعون الى دور ما للكنيسة في تسهيل سبل التعارف وتخفيف تكاليف الزواج, يبدو أن للكنيسة هموماً أخرى.

يقول الأب ارزيا بنيامين راعي كاتدرائيه مريم العذراء للكنيسة الشرقية الاشورية

"إن المساعدات الماديه التي نقوم بتوزيعها تقتصر على العوائل المهجره وعلى معالجه مشاكل الأسر المعيشية. فإذا كان ضمن أوقاف الكنيسة مسكن شاغر فلمن تفضل منحه؟ لأسرة تضم عده أطفال أم لشاب يرغب بالزواج؟ حقيقة الأمر إننا نتعرض لضغوط كبيرة ولا نستطيع تلبية احتياجات الطائفة الكثيرة..."
[/color][/size]


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس