الموضوع: كما تدين تدان
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-02, 04:07 AM   #1

فدك
|| ريم اللواتي ||

رقم العضوية : 165
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 5,974
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ فدك
كما تدين تدان


استلقى وليد على الأريكة المريحة ثم بادر زميله خالد قائلا :
آه يا خالد .. جننتني مشاعل !! .. إنها نوعية مختلفة عن سائر الفتيات !!..
قال خالد مندهشاً : أنت يا صائد الفتيات تقول هذا ؟!! .. فمن هي يا ترى هذه الـ مشاعل التي جننتك ؟!! …
قال وليد : إنها إحدى الفتيات الفاتنات !!.. لقد تعرفت عليها في أحد المحلات التجارية بالسوق !!.. لقد كانت تمشي في السوق .. وكأنها غزالة تتهادى على شاطئ البحر !!.. حركاتها ونظرات عينيها تفتن اللبيب … وتحير الأريب !! ..
وأما لباسها وأناقتها الخارجية .. فكأنها عروس في ليلة الزفاف !!..
لقد ظللت أنا وغيري من الشباب.. نطاردها في السوق قرابة الساعة ..ونرمي لها الأرقام أينما توجهت … ولكن بدون فائدة !!.. لقد داست كل الأرقام بقدمها .. ولم تلتقط منها رقما واحدا .. والشباب الذين كانوا يطاردونها معي .. ملوا من هذه التصرفات .. وسئموا من هذا الاستعراض !!.. فذهبوا يبحثون لهم عن فريسة أخرى .. أما أنا فظللت أطاردها لوحدي .. ثم رميت لها الرقم في داخل السيارة .. فالتقطته ووضعته في حقيبتها على الفور !!.. دون أن يلاحظ أخوها الذي كان يقود السيارة ذلك !!.. ومن يومها بدأت بيننا الاتصالات والمكالمات .. وتتابعات الهمسات والضحكات والسهرات .. عبر جهاز الهاتف !!..
سكت وليد قليلا ثم قال : ورغم أنه قد مضى الآن على علاقتنا قرابة السنة إلا أنني لم أرى وجهها قط ولم أقابلها لوحدنا قط !!وهذا الذي يجنني ويحرق أعصابي !!..
وهنا قاطعه خالد قائلاً : ولماذا لم تطلب مقابلتها لتراها وجهاً لوجه ؟!!!..
قال وليد : لقد طلبت منها ذلك .. مرارا وتكرارا .. طوال السنة التي مرت على علاقتنا .. ولكنها كانت ترفض ذلك بشدة !! .. وتماطل وتراوغ !! .. وإذا هددتها بالفراق وقطع العلاقة بيننا .. وعدتني مواعيد ( عرقوب ) .. ولم تف بوعودها !!..
لقد استخدمت معها جميع الأساليب العاطفية !! .. وغمرتها بوابل من الأشعار والكلمات الرومانسية !! .. بل لقد تظاهرت أمامها بالبكاء من شدة الشوق إليها .. ومن فرط الوجد عليها !!.. لقد توسلت إليها ورجوتها وطلبتها وأذللت نفسي لها .. ولكن بلا نتيجة !!.. مع أنني واثق أن قلبها قد تعلق بي .. ولكن يبدوا أنها خائفة مني .. وأنا حقيقة حائر كيف أتصرف معها ؟!!..
إنها نوعية فريدة من الفتيات !!.. لقد هزمتني وأذلتني فعلا !!.. لقد كنت أعتقد أنه لا توجد في الدنيا فتاة .. تستطيع الصمود أمام كلماتي وأساليبي وإغرائي !!..
وهنا أطلق خالد ضحكة مجلجلة وقال : هيه !! يا الدنيا !! .. أنا لا أصدق ما أسمعه !! .. وليد تهزمه فتاة !! .. أين أساليبك الرومانسية يا وليد .. التي أوقعت بها نوال ، وسوزان ، وهدى ، في شباكك ؟!! بل أين كلماتك وأشعارك الغزلية التي اصطدت بها جواهر ، ونوره ، وروان ، .. حتى أخذت منهم ما تريد .. ثم بحثت عن غيرهم ؟!! .. فكيف تقبل بالهزيمة أمام مشاعل هذه ؟!!….
وهنا قال وليد : بنبرة جادة : خالد أرجوك !! .. دع عنك السخرية والشماتة !! .. وابحث معي عن طريقة أنتصر بها لكبريائي الذي جرحته مشاعل ؟!! .. وأسترد به كرامتي التي دنستها !! .. ولا أخفي عليك أنني لم أعد أريد الوصول إليه لأجل الاستمتاع الشهواني بها .. كلا !! كلا !! بل أريد الوصول إليها لأنتقم منها !! .. وأثأر لكرامتي وكبريائي الذي أهدرته !!..
قال خالد : ألا تملك أشرطة مسجلة لمكالماتكم ؟!!..
قال وليد : بالتأكيد كل شيء مسجل بالأشرطة !! .. وقد فكرت أن أرسل الأشرطة .. إلى والدها أو أحد إخوتها .. ولكنني أشعر أن ذلك لن يشفي غليلي !!..
ولن يطفئ النار التي في صدري !!.. إنني أريد أن أنتقم منها بنفسي !!..
قال خالد .. وقد اعتدل في جلسته : فهمت مقصودك !!.. وسأحاول البحث عن خطة نصطاد بها هذه الغزالة العنيدة .. ونوقعها في الشباك !!.. ولكن قل لي : ما الثمن الذي سأقبضه إذا نجحت خطتي ؟!!..
فقال وليد بنبرة متلهفة : اطلب ما تشاء !!! .. وسأعطيه لك !! ..
فقاطعه خالد قائلا : أريد أن أشاركك في افتراس مشاعل .. وأكون أنا الأول !!..
فأبدى وليد موافقته وترحيبه .. ثم جلس الاثنان سويا يفكران .. في طريقة مناسبة للإيقاع بـ مشاعل .. واستدراجها لمقابلة وليد والخلوة به !! ..
وطال التفكير .. وامتد النقاش .. وقرب الفجر على البزوغ .. وفجأة صاح خالد : لقد وجدت الطريقة المناسبة !!.. وأنا واثق أنها ستأتي بالنتائج المطلوبة !!..
فبادر وليد بلهفة قائلا : وما هي ؟!! .. عجل بها ؟!! .. يا أيها الثعلب المكار !! .. يا صاحب الحلول والأفكار !!..
فاقترب منه خالد وقال له : أعطني أذنك !! .. فإني أخشى أن يكون للحيطان آذان .. تسمع بها كلامنا .. ثم انفجرا ضاحكين !!..
ـــــــــــــــــــــــــ
في اليوم التالي .. بدأ وليد في تنفيذ الخطة .. التي اتفق عليها البارحة هو وخالد …
للإيقاع بـ مشاعل واصطيادها !!.. وكانت خطة شيطانية ماكرة خبيثة !!..
ولم يكد يمضي اسبوعان .. حتى كانت الفريسة قد وقعت في ( الفخ ) .. وحتى سقطت السمكة الجميلة .. في شباك الصياد العنيف !!..
وبادر وليد يتصل بـ خالد .. وما كاد يسمع صوته .. حتى بادره قائلا :
خالد مساء الخير يا أبو الأفكار .. المفروض أن يعينوك مديراً عاما لشركة اصطياد الفتيات !!..
فقاطعه خالد قائلا : أقبل هذا المنصب .. بشرط أن تكون أنت الرئيس التنفيذي لتلك الشركة !!..
وتبادل الاثنان الضحكات الصاخبة .. ثم قطع وليد جو الضحكات المجلجلة قائلا :
لقد نجحت الخطة يا خالد .. ووقعت الفريسة في المصيدة !!.. لقد وافقت مشاعل على أن نتقابل وجه لوجه … لوحدنا لأول مرة !!.. فقاطعه خالد قائلا : وأين سيتم اللقاء ؟!!
قال وليد : لقد اتفقنا أن تقابل في الشاليه الذي يملكه أبي على شاطئ البحر !!..
وقد حددت لي صباح يوم الأربعاء _ أي بعد غد _ .. الساعة العاشرة صباحاً !!..
ليكون موعد اللقاء المرتقب ..
فقاطعه خالد قائلا : طبعاً .. ستنتظرها قرب منزلها .. الذي وصفته لك .. لتركب معك في السيارة .. وتتجها سوياً إلى الشاليه !!..
قال وليد : كلا !!.. فهي شديدة الحذر من هذه الناحية .. لقد رفضت أن أنتظرها بسيارتي في مكان مجاور لمنزلها .. وأصرت على أنها ستركب سيارة ( ليموزين ) .. توصلها إلى الشاليه .. وتطيباً لخاطري .. وافقت مشاعل على أن أرجعها بنفسي من الشاليه إلى بيتها !!.. حقاً إنها مجنونة .. وهل تظن أني سأعيدها إلى بيتها ؟!!..قال خالد : وهل أنت متأكد أنها تعرف المكان جيداً ؟!!..
فأجابه وليد : نعم .. إنها تعرفه جيدا .. فقد سبق لها .. أن أقامت مع أسرتها .. في أحد الشاليهات المجاورة لنا .. لمدة أسبوعين !!..
قال خالد : حقيقة .. لم أكن أتمنى أن يكون اللقاء في شالية والدك .. فربما تحاول مشاعل أن تقيم ضدنا دعوى .. بعد أن نفترسها !!.. وقد تسبب لك بعض المشاكل مع والدك !!.. وربما …
فقاطعه وليد قائلا : جمد قلبك .. وكن شجاعاً !!.. ودعها تشتكي كما تريد .. فهي لا تملك أي دليل إدانة ضدنا !!.. فدع عنك هذه الهواجيس والشكوك .. ودعنا نفكر جيداً .. كيف نفترسها ونشفي غيظنا منها ؟!!.. فقد أتعبتنا ودوختنا !!..
فقال خالد : هذه التفاصيل لا يصلح لها الهاتف .. حين نتقابل الليلة في الشقة سوف نتحدث عنها بالتفصيل .. والعشاء الليلة عليك .. ابتهاجاً بهذه المناسبة السعيدة !!..
وفي المساء .. وفي الموعد المحدد .. طرق وليد باب الشقة .. ففتح له خالد واستقبله بالترحاب .. وأتى وليد معه بثلاثة من زملائه .. وبعد أن تناول الجميع العشاء .. جلس وليد مع خالد لوحدهما .. فبادر خالد يقول لـ وليد :
من هؤلاء الشباب ؟!!.. ولماذا جئت بهم معك ؟!!.. لقد كنت أتمنى أن نكون لوحدنا ..
فقال وليد : هؤلاء الثلاثة .. هم من أعز أصدقائي .. إنهم \' أبو أشواق \' و \' وحيد الليل \' و \' رحال \' .. وقد طلبت منهم الحضور الليلة .. لفكرة تدور في رأسي .. وهي أن يشاركونا في افتراس مشاعل .. وطبعاً لن يرفضوا !!.. إنني أشعر بداخلي باللذة عند كل صرخة ألم .. وصيحة استغاثة .. تطلقها مشاعل .. ونحن نفترسها !! ..
إنني أتمنى لو جئت بكل الشباب الذين أعرفهم .. ليشاركوني في افتراس مشاعل .. إنني أريد أن أذلها وأهينها كما أذلتني !!..
وافق خالد على الفكرة .. وجلس الشباب الخمسة جميعا .. يتناقشون ويضعون الخطة المناسبة للجريمة التي ينوون القيام بها .. وأخذ كل منهم يدلي بأفكاره وخبراته السابقة ( !! ) .. في هذا المجال القذر !!..
وفي النهاية تم الاتفاق على أن يلتقوا في الشاليه .. صباح يوم الأربعاء الساعة التاسعة صباحاً .. ويتولى وليد استقبالها عندما تحضر .. بينما تختبئ بقية العصابة داخل الشاليه .. ثم إذا ما أغلق باب الشاليه .. خرج المجرمون من مخبئهم .. وانقضوا مع وليد على الفريسة .. وقاموا بتصويرها وهي عارية عن الثياب .. بالكاميرا الفوتوغرافية وبكاميرا الفيديو !!.. بشرط أن يكون الأول هو خالد ويليه وليد .. ثم يتبعهم بقية الشلة !!
وبعد الانتهاء من العملية .. يسقونها مادة منومة أو مسكرة .. تفقد معها الوعي .. ثم يخرجون بها في السيارة في ظلام الليل .. ويرمونها في أي مكان مهجور بعيد عن الأنظار !!.. ثم ينصرفون عنها .. وكأن شيئاً لم يكن !!..
وهنا صاح وليد مبتهجاً : يا لها من خطة رائعة !!.. وأوصيكم يا شباب أن تتعاملوا معها بأقسى درجات العنف والقسوة !!.. ولن تبرد النار التي في قلبي .. حتى أرى مشاعل وهي تصيح وتئن وتتلوى !! .. والآن اسمحوا لي أن أتصل بحبيبة قلبي وأميرة فؤادي \' مشاعل \' ..
وضج الحاضرون بالضحك !!…
وهاتفها وليد .. ولعب بعواطفها ومشاعرها قرابة نصف الساعة .. ثم عاد إلى زملائه في الغرفة المجاورة .. وأخبرهم أن الفريسة الجميلة غارقة في \' بحر الحب \' وأحلام الزواج .. لدرجة أنها أخبرته .. أنها تعد الدقائق والساعات .. انتظاراً لموعد يوم الأربعاء المرتقب ..
فقال لها وليد ساخراً منها : وأنا صدقيني ما أنام الليل !!.. انتظاراً لذلك الموعد الرائع ..
وتعالت ضحكات الشلة عند سماعهم لهذا الكلام .. وأخذ كل منهم يحكي لزملائه كيف سيفترس هذه العصفورة الجميلة مشاعل .. وتفنن جميع أفراد الشلة في أساليب الافتراس الوحشية .. وكانت ليلة صاخبة ماجنة !!..
وجاء يوم الأربعاء .. وأشرقت شمسه .. وها هي الساعة الآن تقارب التاسعة صباحاً ..
وبينما وليد يستعد للانطلاق إلى الشاليه .. لاستقبال زملائه الشباب هناك .. ثم مقابلة العاشقة الولهانة مشاعل .. إذ حدث ما لم يكن في لحسبان !!…
لقد سقطت والدة وليد مغمي عليها .. بسبب ارتفاع نسبة السكر لديها .. ولم يكن في البيت حينها أحد سواه !!.. فبادر بنقلها إلى المستشفى .. ثم اتصل على خالد وطلب منه أن يحضر إليه في المستشفى ليأخذ منه مفتاح الشاليه .. ليسبقه هو وباقي الشلة إلى الشاليه .. حتى لا تأتي مشاعل فلا تجد أحداً في الشاليه .. فترجع من حيث جاءت .. فتضيع عليه بذلك \' الفرصة الذهبية \' التي انتظرها طويلا !!..
وسلّم وليد مفتاح الشاليه .. لـ خالد .. وأوصاه قائلا :
إذا حضرت مشاعل وطرقت الباب .. فافتح أنت لها .. ثم جرها إلى الداخل بسرعة .. ثم أغلقوا الباب بإحكام .. وكمموا فمها حتى لا تفضحنا بصراخها !!!.. وسوف آتيكم في أقرب وقت ممكن .. ولن أتأخر عليكم !!..
انصرفت الشلة إلى الشاليه .. وجلسوا في إحدى الغرف يتضاحكون ويتخيلون الفريسة الجميلة .. وهي بين أيديهم بعد قليل !!..
وبعد العاشرة بدقائق .. طرق باب الشاليه عدة طرقات !!.. فأدركت الشلة أن العصفورة قد حضرت .. وأن الفريسة قد وصلت إلى المصيدة بقدميها !!..
فبادر خالد بفتح الباب لها .. ثم جرها بقوة وأدخلها إلى داخل الشاليه .. ثم كمموا فمها ..


توقيع : فدك
زهرة الشرق
zahrah.com

فدك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس