عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-03, 03:48 AM   #2

أحزان ليل
العضوية البرونزية

رقم العضوية : 629
تاريخ التسجيل : Jan 2003
عدد المشاركات : 451
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أحزان ليل

أ-القريحة (مصدر الشعر) :

ورد في لسان العرب (قريحة الإنسان: طبيعته التي جبل عليها، لأنها أول خلقته.. وقيل قريحة كل شيء أوله)(1) وقد استعملها ابن سلام في السياقات التالية:

1-(لم يكن أوس بن مغراء إلى النابغة الجعدي في قريحة الشعر، وكان النابغة فوقه.. وغلب الناس أوسا)ص126ج1
وعلق محقق الكتاب: (القريحة: خالص الطبيعة التي جبل عليها، وجوهرها الصافي غير المشوب، يعني استنباط الشعر بجودة الطبع) هامش ص126ج1.

2-يقول ابن سلام عن خداش بن زهير (هو أشعر في قريحة الشعر من لبيد، وأبي الناس إلا تقدمه لبيد)ص144ج1.

3-وقال أيضاً: (الكميت بن معروف، وهو شاعر، وجده الكميت بن ثعلبة شاعر، وكميت بن زيد الآخر شاعر. والكميت بن معروف الأوسط أشعرهم قريحة، والكميت بن زيد أكثرهم شعراً)ص195ج1.
ولعل ابن سلام يستعمل اصطلاح (القريحة) بمعنى مشابه لاصطلاح (الطبيعة) أو (عرق الصناعة) لدى بشر بن المعتمر 210هـ(2) أو (الطبع) و (الغريزة) لدى الجاحظ(3) ، أو (الغريزة) و (الطبع) لدى ابن قتيبة(4)، أو (الطبع) لدى القاضي الجرجاني(5)، أو (الطبع) و (الآلة) لدى ابن سنان الخفاجي(6)، أو (الملكة) عند
ابن خلدون(7).وكل هذه الاصطلاحات تشير -على نحو من الأنحاء- إلى الموهبة اللازمة للإبداع الفني والاستعداد الفطري له. وهو ما يمكن أن يفهم أيضاً من قول ابن سلام (وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم به، كسائر أصناف العلم والصناعات)ص5ج1، فمهما يكن ضبط كلمة صناعة -عند المحقق هامش ص5ج1- بفتح الصاد أو بكسرها، نستطيع استنتاج أن للشعر صناعة يصح أن تقرن بالعلم. ويمكن أن توضح دلالاتها عبارة ابن خلدون الآتية - على الرغم من الفرق الزمني الهائل بينهما - (الصناعة هي ملكة في أمر عملي فكري)(8).

ثم ينتصر للموقف الشعري الدال على اختيار الطبع(9)، من ذلك ما يذكره من إعجاب الأصمعي بشعر النابغة الجعدي، الذي يدل اختلافه على جودة طبع صاحبه ص124-125ج1.
وجعل من حجج المقدمين للنابغة (كأن شعره كلام ليس فيه تكلف) ص56 ج1 كما قال عن الأعشى (وكان أبو الخطاب الأخفش مستهتراً به يقدمه. وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: مثله مثل البازي يضرب كبير الطير وصغيره) ص166ج1-ويشرح المحقق عبارة أبي عمرو بقوله: (يقول أنه يصطاد الجيد والرديء لا يبالي) هامش الصفحة السابقة. أي أنه مختلف الشعر مثل النابغة الجعدي، وفي هذا دليل على استسلامه لقوة طبعه عند قول الشعر، ولذلك كان يقدمه الأخفش. كما يروي ابن سلام حكم الأخطل بتفضيل جرير على الفرزدق، لغزارة طبعه، وتدفقه، وسهولة الشعر عليه (جرير يغرف من بحر، والفرزدق ينحت من صخر) ص451ج1.




- يتبع


توقيع : أحزان ليل





أحزان ليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس