عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-03, 01:15 PM   #2

زهرة الياسمين
خطوات واثقة

رقم العضوية : 812
تاريخ التسجيل : Mar 2003
عدد المشاركات : 186
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ زهرة الياسمين

أنت لا تحتاج أنت إلى آلهة الأرض ، هذا هو سبب الصحة النفسية أن الإنسان أمره كله بيد جهة واحدة يسعى إليها يرضيها يخافها يرجوها يطيع أمرها.
عن عمران بن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي يا حُصين كم تعبد اليوم إلها قال أبي :"سبعة، ستة في الأرض وواحدا في السماء قال:" فأيهم تُعِدُّ لرغبتك ورهبتك قال :"الذي في السماء" قال:" يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك "قال فلما أسلم حصين قال :"يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني" فقال قل:" اللهم ألهِمني رُشدي وأعذني من شرِّ نَفسي" رواه الترمذي
هذه بعض معاني كلمة لا إله إلا الله .
هناك موضوع لطيف حول هذه الكلمة كلمة التوحيد ، فلو أننا جمعنا الأحاديث التي تتحدث عن فضل لا إله إلا الله هناك أحاديث كثيرة جدا وهناك آثار عند السلف الصالح كثيرة جدا ، طبعا كما قلت في بداية الدرس لا إله إلا الله لا يسبقها عمل ولا تترك ذنبا ، كيف ؟ ننظر بالشرك فقبل أن تتحقق من أنه لا إله إلا الله أنت في حياتك آلهة كثيرة دعك مما ينبغي أن يقال في العالم الإسلامي ، كن مع الحقيقة هناك شخص توحيده ضعيف في حياته ، أشخاص كثيرون لهم تأثير عليه فإذا توجه إليهم وسعى إلى إرضائهم وخاف من غضبهم وعلق عليهم الآمال فهذا هو الشرك ، فإذا كنت ترجو زيدا وتخشى عبيدا وتطمع بما عند فلان وتخاف من علاَّن فالعمل الصالح الخالص لله عز وجل لن يكون .
فكلمة التوحيدلا يسبقها عمل لأن عملك يشوبه الشِرك قبل أن تؤمن بلا إله إلا الله ترجو غير الله وتخاف غير الله وتعلِّق الأمر على غير الله ، وإذا تحققت منها لا تترك ذنبا ، لماذا تعصي الله من أجل أن يرضى عنك زيد ؟ ، فزيد بيد الله .
كلكم يذكر القصة التي كنت أرويها لكم سابقا ؛ أن أحد خلفاء بني أميَّة وهو الخليفة يزيد أصدر توجيها إلى أحد الولاة وهو والي البصرة ، وكان عند والي البصرة الحسن البصري من كبار التابعين فجاء التوجيه مخالفا لما ينبغي أن يكون ، مخالفا للحق فوقع في حيرة من أمره ! هذا الوالي عنده الحسن البصري ، قال ماذا أفعل ؟ أجابه كلمةتوحيديةقال له:
"إعلم أن الله يمنعك من يزيد ولكن يزيداً لايمنعك من الله"!!!
إذن الله هو المعبود فأنت حينما ترى إنسانا يعصي الله ليُرضي فلانا أو يقصِّر في أعماله الصالحة ليُرضي زيدا ،ويقترف الآثام ليرضي عبيدا هذا توحيده ضعيف جدا ، إذن في الحياة اليومية أشخاص يراهم الإنسان آلهة يراهم يستحقون العبادة ويستحقون الطاعة و يستحقون الخضوع ويستحقون الحب ، فما هو التوحيد ؟ أن تتخلص مما سوى الله عز وجل مطلقا ، لا حُبَّا ولا كراهية ولا خوفا ولا طمعا ولا أملا ولا إرضاء .
أفضل الذكر لا إله إلا الله ، فلما كان من أفضله فالعدو لما جاءته المحنة فزع إلى هذا الذكر ، من هو هذا العدو ؟ فرعون ، حينما أدركه الغرق فزع إلى كلمة التوحيد قال " آمنتُ أنَّهُ لا إله إلا الذي آمَنَت به بنو اسرائيل " ، أحيانا الكافر باعتباره أوراق رابحة كثيرة وهو أن ماله يُنْفذه ، مركز قوي يُنْفِذه ، أتباعه يعينونه ، فهؤلاء كلهم في نظره آلهة ، فحينما يقدر الله له شيئا كريها وكل هذه الآلهة التي توهَّمها لا تستطيع أن تفعل شيئا عندئذ يُسقط في يده ،يندم ويقول : لا إله إلا الله .
قد يظن الإنسان أن المال كل شيء في مقتبل حياته كلما امتد به العمر يرى أن حجم المال يصغر إلى أن يعدُّه شيئا ولكن ليس كل شيء فإذا جاء الموت لا يرى إلا الله وأن هذا المال عارية مستردَّة وأن الله ملَّكه إياه ليتقرب إليه ... أريد أن أوسِّع معنى الألوهية قال تعالى :
سورة الفرقان
" أرأيت من اتخذ إلهه هواه " إذا أحببت شيئا وعصيت الله من أجله فقد عبدته "، والعوام يقولون تزوَّج فتاة يعبدها ، ما معنى يعبدها ؟ يحبها ويثق بها ويمنحها كل إخلاصه وكل طاعته ولو أمرَتْهُ بمعصية !!! فالعبادة كما قلت لكم غاية الحب مع غاية الطاعة فإذا منحت تلك الطاعة وذاك الحب لغير الله عز وجل فذاك هو الجهل لذلك حينما قالوا : نهاية العلم التوحيد ، حينما ترى أن كل الخلق دُمَى يحرِّكها الله عز وجل :
سورة هود
هذا العدو -عدو الله- عز وجل حينما أدركه الغرق ، لجأ إلى الله قال :
سورة يونس
أما وليُّ الله سيدنا يونس حينما أُدخل في بطن الحوت ودخل في ظلمات ثلاث : فقال:

سورة الأنبياء
لماذا قُبلَت هذه الكلمة من سيدنا يونس ولم تقبل من فرعون ؟ كلاهما في المحنة قال : لا إله إلا الله ، العلماء قالوا : " 1-فرعون ما عرف الله قبل المحنة لذلك ما نفعته عند المحنة ، سيدنا يونس عرف الله قبل المحنة فلما جاءت المحنة نفعته هذه الكلمة هذا أول فرق "،
2- فرعون ماذا قال:
سورة النازعات
أما يونس فنادى وهو مكظوم :
سورة الصافات
لاحظ أنت جميع الناس حينما يقع في مأزق ، في مرض عُضال، في مشكلة كبيرة ، أمامه شبح مصيبة ، ينسى كل الشركاء ، ليته عرف هذه الحقيقة وهو في الرخاء! أما حينما تأتيه المصيبة حينما تُحدِّق به الأمور حينما يُسقط في يده لا يرى إلا الله .
حدثني أخ صديق أن طائرة تُِقل خبراء من بلاد مُلحدة ترفع شعار:" لا إله ولا يوجد الله" ؛ هذه الطائرة مرت بسحابة مكهربة وفي أجواء هوائية كثيرة جدا وفي طقس قاس فصار بعضهم يقول:" يا الله "، والقرآن ذكر ذلك ،فالإنسان إذا ركب البحر وهاج البحر وماج وأصبحت السفينة العظيمة كأنها ريشة في مهب الرياح عندئذ لا يُرىَ إلا الله ، إذن الشيء الواقعي أن المؤمن يرى أن الله وحده بيده كل شيء هذا يؤكده قوله تعالى والآية دقيقة جدا :

سورة الشورى
طيب بيد من كانت ؟ كانت بيد الله ولا تزال بيد الله وهي دائما بيد الله ولكن أهل الدنيا المعرِضون يرون الأمر بغير يد الله ، أما المؤمن وهو في الدنيا يرى الأمر بيد الله ، لذلك ماتعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
3-هناك شيء آخر : وهو أن سيدنا يونس قال " لا إله إلا أنت يا رب " كلمة أنت يخاطبه وجها لوجه أما فرعون ماذا قال: " لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل "، سيدنا يونس قال لا إله إلا أنت وكأنه يرى الله معه ، أما فرعون سمع أنه يوجد إله لموسى بيده كل شيء فلما شرع في الغرق شعر أن إله موسى هو الذي أغرقه فقال " آمنتُ بالذي آمنَت به بنو اسرائيل " ، فذِكر ضمير الغائب دليل على أنه غير متحقِّق ،أي غير متأكد، لذلكقال الله تعالى :" إعرفني في الرخاء أعْرفُك في الشدة" ،
4- قُبلت لا إله إلا الله من سيدنا يونس لأنه كان من المسبِّحين ولم تقبل من فرعون لأنه لم يكن من المسبحين .
حينما تقع في محنة مهما كان مستوى إيمانك مهما كانت نوع عقيدتك مهما كان مستوى توحيدك تقول يا الله ، لكن إذا كان إيمانك قبل المحنة عظيما تقول يا الله لا إله إلا أنت ، فلك عنده رصيد ، لك عنده سابقة عمل صالح ، لك عنده معرفة برحمته ، لك عنده معرفة بعفوه بقدرته بحبه ،
5-فرعون حينما ذكر هذه الكلمة لا إله إلا الذي آمنت به بنو اسرائيل ما قالها تعبُّدا بل قالها من أجل خلاصه ، شتَّان بين من يضطر إلى الإيمان بالله وبين من يؤمن بالله طواعية .
الآن كلكم يعلم أن العالم كان مقسوم إلى شرق وغرب إلى أمم تقدِّس الفرد وإلى أمم تقدس المجموع كِلا الفريقين تطرَّفا وعادا إلى الوسط ، والإسلام وسطي والفريقين لم يعودا إلى الإسلام إيماناً به ولا اعتقادا بأنه منهج الله عز وجل... ولكن طبيعة الظروف التي وافقت هذا التطرف ألجأتهم إلى الوسطية ، فالذين آمنوا بالفرد إيمانا مطلقا على حساب المجموع اضطروا أن يعودوا إلى حقوق المجموع ، والذين آمنوا بالمجموع على حساب الفرد اضطروا إلى أن يرعوا حقوق الفرد ، إذن عادوا إلى الوسط هذا معنى قوله تعالى :

سورة البقرة
ففرعون حينما قال :لا إله إلا الله قبل أن يغرق قالها ليتخلص من الغرق ، هذا يفسر لنا أن بني إسرائيل حينما خرجوا من البحر رأوا قوما يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ؟ ألم تروا أن البحر أصبح طريقا يبسا ؟قالوا إنهم آمنوا بموسى ليتخلصوا من فرعون ، إيمانهم مشوب بمصلحة لذلك أرقى أنواع الإيمان أن تؤمن بأن الله عز وجل هو الخالق ويستحق العبادة ، هذا ما قالته رابعة العدوية : " إلهي ما عبدتُك خوفا من نارك ولا طمعا في جنَّتك ولكنني رأيتك أهلا للعبادة "
وما يعبدونه من أجل جنات عــــدن ولا الحور الحسان ولا الخيام
سوى نظر الحبيب فذا مُناهم وهذا مطلب القوم الكــــــــرام
قال بعضهم أن كل الطاعات يرفعها ملَك إلى رب العزة إلا كلمة لا إله إلا الله فتصعد وحدها وهذا معنى قوله تعالى :
سورة فاطر


توقيع : زهرة الياسمين
إجعل لربِّكَ كلَّ عِزَّك يستقرُّ ويثبت

فإذا اعْتَزَزْتَ بِمَن يموتُ فإنَّ عِزِّك ميِّت

زهرة الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس