ويلهم من دمعتك أمّاه!


أمّاه وماذا أقول!
عيدك عيد المحبّة
عيد الحنان والوئام
جعلوه عيدًا للموت يطول!
تغالبني الدمعة أمّاه
دمعة للفرح أردتها
دمعة حزن وكفن أبصروها
أوَيُختصر السلام بكلمة!
أمّاه أيّ عالم نعيشه اليوم
مجازر وحروب ودماء
وكم نحتاج إلى بسمة...
كم نتوق إلى ضمّة....
كم نحن بحاجة إلى تفاهم
إلى كبار في جيل الأقزام
إلى أنفس ترتقي عِلمًا
تؤمن بالإنسان ورخائه
بتطوّر الحضارات...
بتفاعلها... لا الصراع
وكم نودّ أن نحبّ أمّاه!
أمّاه ساعديني...
ويلاه من ضمير هذا الكون!
يكدّس صفقات ومصالح ونفوذ
يتكدسّ بترولا يشتعل
يؤجّج في الذهن الإجرام
وسراب أوهام ودمار
وأطفال في ذهول
وصبايا في نحيب
وأشلاء شيوخ وقبر
وأنت أماه أتسمعيني!
شريعة الغاب تسود
والأقوى يستفحل قوّةً
والأغنى يستشري ثراء
وهذا الرضيع يموت جوعًا!
ينزوي العالم أمّاه!
ينزوي في رصاصة!
ومدفع يدوي وغارة
وصفّارة إنذار في صمت
وأناس في رحيل
وحكّام في جنون
وبقايا أمم ومأسىٍ
وتدمعين أمّاه بسخاء!
عيدك عيد المحبة
عيد الوفاء والتضحية
عيد الجمال أماه أتوافيه؟
جعلوه للحرب موعدًا!
وإجرام وضمائر سافرة
وأنفاس بائسة
ونفوس حاقدة
ومنطق السلاح يسود
أتدركين ماذا فعلوا أمّاه!
عيدك عيد الهناء والحياة
عيد الحنان وقبلة وداد
حوّلوه للبطش مسرحًا!
ودماء تشلي
وجموع هاربة
وأوجه ضائعة
وعيون دامعة
وملامح غائرة
وصبايا بلا معيل
وأطفال جائعة
ويلهم من الخالق أمّّاه!
ويلهم من نبضك الثائر!
ويلهم من دمعة تذرفينها بسخاء!

ضوء فلك مسافر أنا...
إن تهتِ فضاءً أتيتك!
دمعة حلم رائعٍ أنا...
إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك!
نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا...
تنساب حنانًا وتأتيني بك!
زهرة وردٍ من بستانك أنا...
إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً
و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك!
ومن أناملك الوجلى...
خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا
وعلى الوجنتين يرسم الملامح
ويطوف أبراجك سعدًا ووجد...
وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!!