الموضوع: رسائل حزينة
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-03, 02:24 PM   #1

فدك
|| ريم اللواتي ||

رقم العضوية : 165
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 5,974
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ فدك
رسائل حزينة


وماذا تُجدي التعازي..وهذا النعي المنشور في الجرائد..
صفحاتٌ تتهاوى وحزني..آهِ..ولا أستطيعُ النظرَ في عينيه ..أتدحرج بينهما..
لم أكرهه يوما..ولكنّي قد أكون..غدا..!!
حملَ الصغيرةَ عن كتفي..
محاولاً أن يدفعني للراحة..
أشحتُ بوجهي عن ذكراه..وهو يضربها ببروده..بصمته..بلا مبالاته..
لما أتى بنا.. لهذه الحياة.. حتى نكونَ صورةً لواجهة مأساوية.. وحياة تخنقنا لا شعورا!!
تحملَتهُ كثيرا.. وكثيرا..
لم أرَ( رجلا ) سواها في هذا المنزل المنهار اليوم..بعدما فارقهُ سيده..
كانت دوما تمثل دور البطولة في هذه المسرحية الهزلية.. بعدما تنحى هو.. ليقدم لها الأدوار برحابة صدر..
آتاني .. وجهه مضرجٌ بالعتب.. يعاتبني على دوري الجديد مع الصمت..بعدما رحلت هي..
هل يريد مني أن أحتل مكانها.. فينزوي مجددا.. وصقيع وجوده.. الغير موجود بيننا أصلا ويركن إلى هناك.. حيث قارات البعد نسجت أوطانا.. ومسافات.. تفصل القلوب عن الأجساد!!
أرهقتني فكرة أن تكون دماءه هي التي تسري فيني.. أصابتني الثورة على نفسي..
أكيد أنها تركت دماءها وحدها تسرح في أوردتي....
لا..
يوما ما لم أشعر بدمهِ يخالط أحلامي.. وصباي
دوما كان هناك.. معلقا مع تلك الصورة على الحائط.. أنظر له من بعيد ولا أستطيع الاقتراب منه لارتفاعه عن مستوى استطاعتي.. وفهمي!
ماذا هو..
سألتُها أعماقيَّ الضائعة... الواهنة.. وماذا يجدي التساؤل أيضا..بعدما رحلت الحبيبة.. بعدما تركتني وهذا الهم يجثم على شبابي.. ليتفتت.. ويتبعثر على أرضية أمزجتهِ الرجولية اسما..
حملتُ نفسي.. وماذا غير فراشها يستوعب تحطمي.. و انكساري..
ومن غير أستار النوافذ تغطي على جراحي.. كما فعلت معها دوما.. حين غطتها قبل الكفن..كل شيء هنا مبلل بدموعها.. معتق برائحة عرق جرحها..
مذّ غادرتنا وهو يفترش الكرسي المجاور لباب حجرتهما ..عفوا حجرتها.. وكأنه يحرس آثارا هو من صنعها..
حولَها لشيء لا يملك صلة مع العالم بأحاسيسه وكينونته البشرية.. شيء واحد كان يدلني على أن الآدمي الذي بداخلها كان لا يزال يتنفس.. فقط حينما أسمع نشيج بكاءها بعدما يُخيل لها نومنا.. لم تكن تعرف أني كثيرا ما صاحبتها رحلة إسراءها اليومي لأرض القراح..
مسافرة عبر ظلمة الليل الساترة إلى عالم لم يكن يعرفه سوانا.. هي وأنا.. لتبق الابتسامة هديتها لأخوتي من حولي..
رحلت.. اليوم رحلت... هي
وسأبكي الليلة وكل ليلة قادمة وحدي.. لأكمل عنها.. رسالتها مع الأحزان!!!






توقيع : فدك
زهرة الشرق
zahrah.com

فدك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس