عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-03, 05:44 AM   #1
 
الصورة الرمزية النسر المحلّق

النسر المحلّق
نسـر الشـرق

رقم العضوية : 176
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 456
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ النسر المحلّق
أديبٌ وشاعر فرنسي يقف ثابتا في وجه الحرب!


أديبٌ وشاعر فرنسي يقف ثابتا في وجه الحرب!

لبضع أسابيع خلت، استفاق العالم فجأة ليرى نفسه مغطّىً بوشاح الحرب المريع، سواده يلفّ أقطاب العالم ودوله في كلّ أنحائه، ورهبة الموت تخيّم في الأرجاء، وكأنّ الحدث حتمي ولا بديل عنه. حينها تضافرت كلّ جهود الدول في مجلس الأمن، كبيرها وصغيرها، من أجل إركاع العراق ودفعه لنزع أسلحته. أسلحةً، يقولون عنها، صُنِّعت للدمار الشامل في حال استعمالها من قبل النظام العراقي!
وبدأت في حينها حملة هستيريّة من أجل إثبات "شيطانيّة" هذا النظام المشاكسوربطه بتنظيم القاعدة المحظور وضرورة القضاء عليه.
قائد الحملة المسعورة،كوندوليزا رايس، مسؤولة الأمن القومي الأمريكي، بتوجيهات من رئيسها بوش بلا شكّ، يساعدها في ذلك رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير، وكأنّه أخذ على عاتقه تنفيذ مخطّط أمريكا الاستعماري المتجدد.
وبعد فترة وجيزة، وبما أن النظام العراقي لم يقع في شرك الإدارة الأمريكية بتعاونه المثمر مع المفتشين منذ اللحظة الأولى، نفذ صبر القوّة العظمى في انتظار تحرّك دولي يدعم وجهة نظرها فراحت تهوّل، وعن طريق وزير خارجيّتها، باستعمال القوّة حتى من دون موافقة مجلس الأمن الدولي، ضاربة بذلك عرض الحائط بكلّ المواثيق والأعراف الدولية والديمقراطية التي كانت تتغنّى بها دوما، والتي أبت إلاّ أن تتبجّح بتطبيقها في حملتها المسعورة ضدّ العراق بالذات! حفاظا، كما تدّعي، على السلم العالمي، وترسيخا للديمقراطية في منطقة تفتقد إليها في معظم أنظمتها!
وفي سياق حملتها الشرسة، لم توفّر الإدارة الأمريكية سبيلا إلاّ واستعملته من أجل إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن للتصويت على قرار الحرب ضدّ العراق.
تلك الحملة بلغت ذروتها، حدّ الجنون، في التهديد باستعمال القنبلة النوويّة في هجومها المحتمل ضدّ بغداد إذا استلزمها الأمر، متيحة لنفسها بذلك استعمال أسلحة الدمار الشامل التي تفرض نزعها وتحاول جاهدة منعها على العراق!
وطالت الحملة المتفرّعة في كلّ الاتّجاهات كلّ الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل إثبات أحقيتها في تقويض النظام العراقي وذهبت إلى حدّ عرض وثائق مزوّرة ومفبركة من قبل وزير خارجيتها كولن باول بمؤازرة جاك سترو وزير خارجية بريطانيا.
طوال هذه الفنرة المحمومة من الهجمات المنظمة ضد النظام العراقي لمحاولة القضاء عليه وإسقاطه واستيطان هذا البلد، ساد لغط كبير في الأوساط الدولية عن مغزى هذه الحملة واضطراريتها المشبوهة في هذه الآونة بالذات. خرج بعدها معظمهم بتحاليل شبه إجماعيّة، وهي أنّ أمريكا تتصرّف كقوّة عظمى، متفرّدة بقراراتها في عمليّة استيطان متجددة، عبّر عنها الوزير السوري الشرع، وبنظري لمرّةٍ عن وجه حقّ، بأنها عمليّة سطو مسلّحة لا أكثر!
كلّ ذلك من أجل السيطرة على النفط العالمي والقسم الأكبر منه متواجد في منطقة الشرق الأوسط. من هنا بدأت المخاوف تطال أيضا النظام الإسلامي الإيراني الذي سارع إلى تكذيب حملة أخرى بدأت تطاله عن عزمه لتكوين مفاعل نووي لأغراض عسكريّة! كما سارع المسؤولين الإيرانيين، خوفا من أيّ جديد مفاجئ، إلى وضع مفاعلهم النووي من أجل إنتاج الطاقة الكهربائية تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرّية، وفتحت أبواب منشآتها أمام الصحفيين العالميين محاولة منهم لإثبات العكس وضحد المزاعم الأمريكية.
بدأ كلّ شيء إذا يسير نحو الحرب المحتّمة وراح الأمريكان يزيدون من ضغطهم بزيادة العتاد والرجال سواء في منطقة الخليج جنوب العراق أم في منطقة الشمال التركية. وراح المحلّلون يتوقّعون بداية المعارك في شهر آذار الحالي وبأنّ كلّ شيء أصبح جاهزا للاجتياح بعد وصول عدد الجنود المجهّزين بأفضل الوسائل التقنية والأسلحة إلى مئتين وخمسون ألفا.
كلّ شيء كان يسير باتّجاه الحرب حينما حصلت المفاجأة الكبرى!
قام شاعر وأديب فرنسي أُسنِدت إليه ديبلوماسية فرنسا الخارجية ليقول كلمته أمام التاريخ رافضا منطق الحرب المطروح حسب المفهوم الأنجلوأميركي الليكودي والاستعماري المتجدد، لا سيما بعدما تبيّن زيف الحملة العشوائية الأمريكية وعدم صحّة الوثائق التي استعملها باول في ادّعاءاته المغرضة والتي كذّبها هانس بليكس نفسه في تقريره الثاني عن وضع المفتشين وتعاون النظام العراقي معهم!
نعم لقد قام شاعر فرنسا، وأديبها ووزير خارجيتها، دومينيك دوفيلبين، ووقف بوجه الغطرسة الأمريكية، منفردا في البداية، وإنما بكلّ جرأته المعتادة وبكلّ اقتناع، مما طرح تساؤلات عدّة وخلط الأوراق مجددا. وشكّل موقفه الجريء هذا نقطة التحوّل الأساسية في تطويع الحملة الأمريكية أقلّه لفترة أسابيع مقبلة على أمل احتوائها وإعادتها من جنونها إلى قمقمها الطبيعي. وهكذا دخلت الدبلوماسيّة الفرنسيّة الصراع العربي الأمريكي من بابه العريض، وإنما يهمّني أن أنوّه إلى دور المثقّفين في العالم ودورهم الإيجابي في إيجاد الحلول ، أقلّه في السعي وراءها ما داموا في مراكز السلطة . هذا ما يجعلنا نفكّر نحن مثقفي ومحاوري المنتديات الأدبية في دور محتمل لأيٍّ منا قد يتبوّأ أي منصب مهم في إحدى دولنا الشرقية، فعليه أن يسعى دوما إلى إيجاد الحلول لكل المشاكل المستعصية وإلا فالأفضل له أن يستقيل.
إنّ أهمّية الموقف الفرنسي المعارض للحرب هو كونه يأتي من المعسكر الغربي المتحالف استراتيجيا مع أمريكا نفسها ليبيّن مدى الخلاف الحاصل بين أمريكا وبريطانيا من جهة وأوروبا "العجوز"، كما دعاها باول، أي فرنسا وألمانيا من جهة أخرى. وهذا الخلاف يأتي في سياق تخوّف الدول الغربية من الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي من خلال وضع يدها على منابع النفط، ومن خلالها شركات البترول الدوليّة وأغلبها أمريكية المنشأ ومعظمها تابعة لمؤسّسات يهودية محضة.
من المؤكّد أن الموقف الفرنسي الذي يتمتّع بحق النقض في مجلس الأمن قد أعطى دفعا كبيرا لمعسكر الدول الرافضة لمبدأ الحرب أولا وجعلها تجد حاجزا منيعا يقفون وراءه ويحتمون به من أجل قول كلمتهم تلك دون التعرّض لعقوبات إقتصاديّة من قبل المجتمع الدولي.
هكذا وبين ليلة وضحاها انقلب السحر على الساحر وبات معسكر الداعين إلى الحرب يتداعى ويفتقد إلى قوّة داعمة وتنقصه بادئ ذي بدء مصداقيّة حاول جاهدا تبيانها وخسرها في معركته المشحونة تلك من أجل دقّ طبول الحرب بأسرع وقت ممكن!
وأتى قرار رئيس جمهوريّة فرنسا جاك شيراك بإعلان قراره عن عزمه الصارم الذي لا يحيد في استعمال حقّ النقض في مجلس الأمن مهما حاول الأمريكان من تمرير مشروع يسمح ببدء المعارك ليعزّز بشكل كبير المعسكر الرامي إلى نزع أسلحة العراق بالطرق السلمية، واضعا بذلك الإدارة الأمريكية بعد كلّ تلك الحشود من العتاد والرجال في مأزق سياسي ووطني داخلي حقيقي.
أما الفريسة الثانية نتيجة تعاظم موقف معسكر السلام فهو الكلب الأمريكي بامتياز والذي سعى لدعم إدارة بوش رغم معارضة أغلبيّة الشعب البريطاني له. لقد ذهب بلير بغطرسته إلى حدّ القدوم لمقابلة قداسة البابا يوحنا بولص الثاني من أجل إقناعه بتخفيف حملته الواضحة ضد الحرّب، مما زاد الحبر الأعظم في روما، هو المعروف بعناده للحقّ والحرّية، ثباتا واقتناعا بضرورة تكثيف حملته ضد قارعي طبول الحرب. وقد أثّرت الحملة التي دعا إليها البابا من خلال كنائسه المسكونية المنتشرة في أرجاء العالم ولا سيما في أمريكا نفسها إلى تفاقم المعارضة ضد دعاة الحرب وهواة الموت هؤلاء، وأوّلهم الإدارة الأمريكية والبريطانية.
والأهم في الموضوع كلّه أنّ هذا الموقف قد عرّى السياسة الخارجية الأمريكية وفضحها أمام الرأي العام العالمي مما اضطرّها للتراجع في الوقت الحاضر بانتظار إيجاد مبررات واهية أخرى لشن حربها الكونية المنتظرة على الشعب العراقي.
يبقى أن نشير إلى أن بوش الإبن الذي يحكم أمريكا حاليا قد عُيِّن على رأس الإدارة بقرار محكمة مشكوك بأمرها وهو ما أن عُيّن في منصبه حتى وقّع على مرسوم رئاسي نصّب من خلاله أكثر من مئتين موظفا في دوائر بذات أهمية كإدارة البنتاغون والأمن القومي ومستشارين شخصيين له، ومعظمهم يهود إسرائيليين يدينون بالولاء بالدرجة الأولى إلى إسرائيل وهم مخابراتها بلا شك ودائما على أهبة الاستعداد لمساعدتها. ومن مفارقات الصدفة الغريبة العجيبة أن مستشاري الرئيس الأمريكي الحالي هم من نهج ليكود الشاروني الذي يدينون له بالولاء قبل التزامهم بوطنهم الثاني أمريكا!
فهل نعتبر؟!؟


توقيع : النسر المحلّق
ضوء فلك مسافر أنا...
إن تهتِ فضاءً أتيتك!
دمعة حلم رائعٍ أنا...
إن تخيّلتني فارسًا اختطفتك!
نظرة ودٍّ مشاكسةٍ أنا...
تنساب حنانًا وتأتيني بك!
زهرة وردٍ من بستانك أنا...
إن قطفتني احمرّت وريقاتها خجلاً
و...تناثرت تباعًا على نبض قلبك!
ومن أناملك الوجلى...
خرجت بالحلم ضوءً يحمرّ دمًا
وعلى الوجنتين يرسم الملامح
ويطوف أبراجك سعدًا ووجد...
وإلى كوكب الزهرة يرحل بك!!!

النسر المحلّق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس