عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-15, 06:24 AM   #40
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: بقلم - جاسم المطوع




[BIMG]http://www.alanba.com.kw/absolutenmnew/templates/globaltemplate/492_3.jpg[/BIMG]

كيف أحمي ابني من ثلاثي التطرف؟

الاثنين 16 فبراير 2015 - الأنباء

قال: كيف أجعل ابني صالحا محافظا على صلاته، بارا بوالديه يهتم بشأن المسلمين ويساعدهم؟

قلت: أنت تسأل عن أمنية عظيمة يتمناها كل الآباء والأمهات، وحتى تحقق هذه المعادلة الرباعية (ولد صالح، محافظ على صلاته، بار بوالديه، يخدم المسلمين) تحتاج لأمرين: الأول أن تتابع طفلك تربويا وتغرس فيه هذه القيم الرباعية من صغره إلى أن يكبر، والأمر الثاني أن تكون أنت قدوة حسنة له فيشاهدك أنت انسانا صالحا، ومحافظا على صلاتك، وبارا بوالديك وتخدم المسلمين، لكن أن تتمنى أمرا ولا تسعى إليه، أو ألا تكون أنت أول من يحقق أمانيك ويعمل بها فلا تتوقع أن يكون ابنك كما تريد.

قال: ولكن التربية الدينية التي نتمنى تحقيقها اليوم صارت صعبة جدا، خاصة مع تغير طبيعة الحياة التي نعيشها، فقد ينشأ الطفل في بيت صالح ولكن ليس بالضرورة أن تكون العائلة كلها صالحة، فيتأثر بسلوكيات أبناء عمه أو خالته أو أقربائه، أما المدرسة فهي تحدٍ آخر لا نستطيع السيطرة عليه خاصة إذا ارتبط الابن برفقة سيئة غير مرباة، وإذا نجحنا في ضبط المناخ العائلي والمدرسي فلا نضمن أن ننجح في التحكم بتأثير الأجهزة والوسائل التكنولوجية، وإذا تجاوزنا هذا كله يأتيك تحدٍ جديد لم نكن نتوقعه يوما ما، وهو أننا صرنا نخاف أن يصادق ابننا زملاء ملتزمين بالدين من كثرة ما نسمع ونشاهد من أفكار خاطئة وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين، حتى زوجتي صارت تخاف أن يذهب ابني وحده للمسجد.

قلت له: ولماذا هذا الخوف عند زوجتك؟ قال: لأنها تتابع الأخبار دائما وتقرأ الجرائد، وكل يوم تقرأ قصة أو تشاهد خبرا مضمونه أن بعض الجماعات التي فهمت الإسلام فهما خاطئا تستقطب الشباب الصغار لتجندهم لمصالحها وتحقق أهدافها الخاصة باسم الإسلام، فصار الواحد منا يخاف من أن يذهب ابنه للمسجد فيتطرف، أو يتعرف على شلة المخدرات والحشيش سواء بالحي أو بالمدرسة فيتطرف، أو أن يحبس بالبيت ويدمن على الأجهزة فيكون متطرفا من نوع آخر، وفي كل الأحوال هو متطرف.

قلت له: طالما أنك تخاف على ابنك من ثلاثي التطرف هذا (الديني، والمخدراتي، والتكنولوجي) فلا بد من مواجهة هذه الثلاثة بثلاثة إجراءات تربوية مهمة لتحمي ابنك من الانحراف والتطرف:

الأول أن تكون ملازما له ومتابعا لسلوكه وأفكاره، وهذا يتطلب منك أن تفرغ الكثير من وقتك من أجله، وتكثر من الحوار معه، وأن تبني العلاقة معه على أساس الصداقة لا العداوة حتى تكسبه لصفك فيحبك، وإذا أحبك فتح لك قلبه واستطعت أن تفهم وتعرف ما يدور في نفسه، وفي هذه الحالة تكون قد نجحت في قراءة أفكاره ومعرفة ما يدور في نفسه، والأمر الثاني قد ذكرته لك قبل قليل وهو أن تكون قدوة صالحة له، فالأطفال يتأثرون بالمشاهدة والسلوك الذي تمارسه أكثر من تأثرهم بالكلام والنصائح والتوجيهات، وأما الأمر الثالث فهو التوعية المبكرة، فتتحدث مع ابنك عن أنواع التطرف الثلاثة: فالأول التطرف الديني فتضرب له أمثلة في الفهم الخاطئ للإسلام سواء من أيام النبي صلى الله عليه وسلم مثل قصة الثلاثة الذين رأوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فتقالوها (رأوها قليلة)، فقال أحدهم: أنا أصوم ولا أفطر، وقال الثاني: أنا أقوم الليل ولا أنام، وقال الثالث: أنا أعتزل النساء ولا أتزوج، فالأول أدمن الصيام والثاني أدمن القيام والثالث أدمن العزوبية، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الفهم الخاطئ فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني»، فهذه قصة جميلة لو ذكرتها لابنك في منهج الاعتدال للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم أو أن تذكر لابنك قصصا عن التطرف الواقعي الذي نعيشه وهي كثيرة، وتذكره بقول الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فلا نكون شهداء على الناس يوم القيامة حتى نكون معتدلين في فهم الدين ووسطيين لا متطرفين.

والتطرف الثاني: المخدراتي فتتحدث معه عن الحشيش والمخدرات وتضيف عليها قضايا الشذوذ والإلحاد فيكون على وعي ودراية بما في مجتمعه من أفكار وأشياء تدمر الإنسان، وإني أعرف أبا طبّق تكنيك التوعية المبكرة مع ابنه فأخذه لمعرض العنف والمخدرات، وجعله يشاهد أنواع المخدرات والحشيش وأدوات العنف حتى صار يتحدث بما شاهده لأصحابه وأهله لمدة أربع سنوات، بل وتطور حاله حتى صار يساعد الإدارة المدرسية بإخبارهم بمن يتناول حبوب الهلوسة بمدرسته.

وأما التطرف الثالث: فهو التطرف التكنولوجي بأن يكون مدمنا على الأجهزة والألعاب أو برامج التواصل الاجتماعية مع الآخرين في المجتمع الافتراضي، ويمكن علاج هذا النوع من التطرف بضبط وتحديد مواعيد استخدام التكنولوجيا بحسب عمر الطفل، وكذلك بمشاركته في الألعاب لنتعرف على طبيعة الألعاب ونوعيتها فنوجهه لو رأينا أن في اللعبة بعدا فكريا أو تشجع على القتل والعنف وغيرها، قال: شكرا لك على هذه الإجراءات العملية والتربوية، قلت: وعلى رأس هذه الإجراءات «الدعاء» بأن تدعو لولدك فدعوة الوالد لولده مستجابة.

drjasem@


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس