عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-14, 07:01 AM   #36
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: بقلم - جاسم المطوع



[BIMG]http://www.alanba.com.kw/absolutenmnew/templates/globaltemplate/492_3.jpg[/BIMG]

«أبو البنات».. غير رأيه في البنات
الاثنين 15 ديسمبر 2014 - الأنباء


قال: أنا حزين لأن الله لم يرزقني إلا البنات وأنا أتمنى ولدا ذكرا حتى يحمل اسمي، هذا ما قاله من جلس بقربي في الطائرة، فقلت له: « عليك الجنة، و عليك بأن تحشر مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، و عليك كذلك بعدك عن النار»، فنظر إلي مستغربا وهو متفاجئ من ردة فعلي على حزنه، وقال: أنا أعبر لك عن حزني وأنت تعبر لي عن فرحك بأن الله حرمني من الذكور ورزقني البنات؟
قلت له: قبل أن أجيبك عن سؤالك أقول لك: كذلك عليك لأنك من «الصنف الأول»، فقال: لابد أن تشرح لي هذه الألغاز التي تقولها، قلت له: أما الصنف الأول فهو كلمة شيخنا «علي الطنطاوي» رحمه الله، لأنه لم يرزق أولادا ذكورا وإنما رزق بخمس بنات، وكان كلما سئل: ما عندك من الأولاد؟ كان يجيب أنا من الصنف الأول، لأن الله تعالى قال (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور..) فقدم الله ذكر الإناث على الذكور، وهذا معنى الصنف الأول.

فابتسم وقال: والله انك شجعتني بهذه الكلمة، قلت له: وأشجعك أكثر عندما تعلم أنك مثل نبيين من الأنبياء لم يرزقا إلا بالإناث فهل تعرفهما؟ فكر قليلا ثم قال: لا أعرف من تقصد، قلت له: نبي الله لوط عليه السلام رزق بأربع بنات، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يرزق إلا بالبنات، فقد توفي الذكور وهم صغار وبقي معه أربع بنات، ولهذا لما ولد للإمام أحمد بن حنبل بنت قال «الأنبياء آباء البنات».

قال: لقد بثثت الأمل في نفسي، ولكن لماذا باركت لي في بداية حديثنا وبشرتني بدخول الجنة وبعدي عن النار بسبب البنات؟ قلت: إن دخولك للجنة وبعدك عن النار ومرافقة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يوم القيامة مرتبط بأربعة شروط لابد أن تحققها في بناتك، قال: وما هذه الشروط؟ قلت: «الأول أن تحسن إليهن والثاني أن تؤويهن والثالث أن تكفيهن والرابع أن ترحمهن»، قال: ومن أين أتيت بهذا الكلام وهذه الشروط؟ قلت: من ثلاثة أحاديث نبوية مدح فيها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من رزق بالبنات، قال: اذكرها لي. قلت: الحديث الأول ثوابه أن البنات من أسباب منع دخولك النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار»، والحديث الثاني يفيد بأن البنات من أسباب أن تحشر مع النبي الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم: «من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه»، والحديث الثالث أن البنات من أسباب وجوب دخول الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم: «من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة، فقال رجل من بعض القوم: وثنتين يا رسول الله؟ قال: وثنتين».

قال الرجل: أحاديث جميلة وتبث الأمل في النفس وأتمنى أن أعلقها عندي في صالة المنزل حتى تسعد زوجتي كذلك بهذه البشارات، لأنها حزينة كذلك مثلي، ولكنك بهذه الكلمات جعلتني أحب بناتي أكثر، فابتسمت له وقلت: لعل السر وراء بشارات النبي صلى الله عليه وسلم في البنات لأن البنت تحتاج لرعاية خاصة، فهي تختلف عن الصبي في قوة عاطفتها ورقتها وحساسيتها، وتحب أن تدلل وتدلع نفسها، فتحتاج لصبر خاص ومعاملة خاصة ومزاج خاص حتى تشعر بأهميتها فتسكن نفسها، وكذلك لأن العرب في الجاهلية كانوا لا يعطون للمرأة وزنا أو قيمة ويقولون «دفن البنات من المكرمات»، ويستخدمونها كسلعة يتكسبون من ورائها، فجاء الإسلام ورفع من قيمتها وجعل المفاضلة بينها وبين الذكر «بالتقوى لا بالجنس»، ودعم رقيها ورفعة مكانتها حتى صارت السيدة عائشة رضي الله عنها من الفقهاء والعلماء السبعة في المدينة المنورة، فالمرأة تسعد بتميزها الاجتماعي والعلمي أكثر من سعادتها بالعمل والمال، فهي تحب أن تكون عالمة لا عاملة، وهناك فرق كبير بين الإثنين وإن كانت الحروف واحدة، وتشعر المرأة بالأمان عندما تركن لرجل يحميها ويدافع عنها ويقف بجانبها، ولهذا هي تلتصق بأبيها دائما، وكما قيل «كل فتاة بأبيها معجبة»، فإذا خسرت أبيها أو توفي عنها شعرت بالنقص الكبير في حياتها وتتمنى لو يعوضها زوجها ذلك النقص وإلا فإنها ستستمر في البحث عمن يسد نقصها.

كما أن المرأة هي مصنع «الحب» وإشاعته، ومجتمع أو بيت بلا حب يصبح ميتا، فالمرأة هي المخلوق الوحيد الذي يستطيع أن يعطي الحب من غير مقابل، وهو ما يسمى «بالحب الأمومي» فلا تضع شرطا للحب، وهذا الحب هو الذي يجعل الإنسان مستقرا ومعطاء، فحب المرأة لا يساويه حب في العالم، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة».

قال: هذه لفتة مهمة وجميلة، قلت: ولهذا لابد أن نهتم بالبنات اجتماعيا وتربويا وصحيا وشرعيا ورياضيا وترفيهيا، لأنهن نبض المجتمع، ولا نستغرب مدح النبي صلى الله عليه وسلم «للحب الأمومي» لنساء قريش عندما قال: «إن خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده»، فميزة صالح نساء قريش «الحب والعطف والحنان» سواء على الولد أو الزوج، ووصلت الطائرة وانتهى الحديث مع أبوالبنات.

drjasem@


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس