قصف إسرائيلي عنيف سبق الهدنة الجديدة وأوقع عشرات الإصابات.. وصواريخ المقاومة تزيد قتلى جيش الاحتلال
غزة: الفصائل توافق على «هدنة 24 ساعة» بوساطة أممية بمناسبة العيد
الاثنين 28 يوليو 2014 - عواصم ـ وكالات
ما بين هدنة وأخرى، تواصل الآلة العسكرية الاسرائيلية حصد المزيد من الارواح الفلسطينية الذين سقط العديد منهم أمس في قصف اسرائيلي جديد على قطاع غزة قبل اعلان حركة حماس ظهر أمس عن توافق على تهدئة إنسانية مع إسرائيل تبدأ من الساعة الثانية ولمدة 24 ساعة.
وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في بيان صحافي «استجابة لتدخل الأمم المتحدة ومراعاة لأوضاع شعبنا وأجواء العيد، فإنه تم التوافق بين فصائل المقاومة على تهدئة إنسانية لمدة 24 ساعة» بدأت من الساعة الثانية ظهرا.
جاء ذلك بعد أن استأنف الجيش الإسرائيلي عدوانه العنيف وهجماته المدفعية والجوية الكثيفة على قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 11 فلسطينيا وإصابة نحو 20 آخرين بجروح.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية ارتفع إلى 1057 وجرح أكثر من 6 آلاف آخرين، علما أن أطقمها الطبية كانت انتشلت اول من امس جثث 147 قتيلا.
وقال شهود عيان ان الطائرات الإسرائيلية قصفت بصاروخين مكتبا يتبع قناة «الأقصى» الفضائية التي تبث من غزة في برج الشروق السكني وسط المدينة ما أدى إلى تدميره كليا.
ويضم البرج عددا من المكاتب الصحافية ما أدى إلى تضررها من دون أن يبلغ على الفور بوقوع إصابات.
وذكرت محطات الاذاعة المحلية في غزة ان الدبابات والمدفعية الاسرائيلية قصفت أهدافا على طول القطاع الساحلي والاطراف الشرقية لمدينة رفح في جنوب القطاع بعدد من القذائف شديدة الانفجار، كما طالت عمليات القصف الاطراف الشرقية من مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين في وسط القطاع.
وفي مدينة غزة، ترددت اصوات انفجارات عنيفة نجمت عن عمليات قصف مدفعي استهدفت الاطراف الشرقية من المدينة وبعض اطراف بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون في شمال القطاع.
وقد تذرعت اسرائيل في استئناف عدوانها أمس بتعرضها لإطلاق صواريخ أدت الى مقتل جندي، بعد ان اعلنت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انها قررت من طرف واحد تمديد تهدئة سابقة تم التوصل اليها يوم السبت الماضي حتى منتصف ليل الاحد الماضي، بشرط أن استمرارها في استهداف وتدمير شبكة الانفاق التابعة لحماس.
وهو ما رفضته الاخيرة.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن منسق اعمال الحكومة في الضفة الغربية وقطاع غزة يؤاف مردخاي صباح أمس اعلانه ان «الجيش الاسرائيلي سيعود بالاوضاع في القطاع الى ما كانت عليه قبل 24 ساعة»، في اشارة الى مواصلة العدوان على القطاع.
وحث مردخاي الفلسطينيين من سكان القطاع على العودة الى الاماكن التي كانوا فيها قبل 24 ساعة وعدم البقاء في بيوتهم التي عادوا اليها بعد الهدنة خاصة في بيت حانون وبيت لاهيا والشجاعية والبريج والمغازي وخان يونس وعبسان الكبيرة وعبسان الصغيرة وخزاعة.
بدوره، كشف وزير الشؤون الإستراتيجية الاسرائيلي يوفال شتاينتس في تصريح للاذاعة عن ان موافقة اسرائيل الليلة قبل الماضية على الهدنة الانسانية في قطاع غزة كانت خطوة تكتيكية من حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال شتاينتس ـ وهو مسؤول الاجهزة الامنية والاستخباراتية في الحكومة ـ «ان هذه الخطوة كانت تهدف الى ترشيد عمليات تدمير الانفاق في اطراف القطاع الشرقية اضافة الى كسب المزيد من الشرعية للعملية العسكرية الجارية في القطاع على الساحة الدولية».
وفور انتهاء الهدنة الانسانية التي لم تتجاوز 12 ساعة يوم السبت الماضي، استؤنفت الاعمال القتالية واطلقت حماس صواريخ وقذائف هاون على اسرائيل ما ادى الى مقتل جندي.
وقالت الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان «هذا الجندي قتل بقذيفة هاون اطلقت من قطاع غزة واصابت الاراضي الاسرائيلية».
كما اعلن الجيش الاسرائيلي ان جنديين آخرين توفيا متأثرين بجروح اصيبا بها في وقت سابق خلال الاسبوع.
وبذلك يرتفع قتلى الاحتلال الى 43 جنديا.
وقتل مدنيان اسرائيليان ومزارع تايلندي ايضا في اطلاق الصواريخ منذ بدء العملية.
وقال الجيش الاسرائيلي ايضا ان «نحو عشرين صاروخا اطلق مساء السبت وصباح الاحد الماضيين على جنوب اسرائيل».
ودوت صافرات الانذار أمس في عدة مناطق ومدن بجنوب ووسط اسرائيل وفق ما اعلن متحدث ابلغ الاذاعة الاسرائيلية ان الصافرات جاءت لتحذير الاسرائيليين من اطلاق صواريخ من قطاع غزة والطلب منهم الدخول الى الملاجئ الآمنة.
وقال المتحدث ان صاروخين سقطا في منطقتين مفتوحتين قرب مدينة تل ابيب في حين نجحت منظومة القبة الحديدية باعتراض صاروخ آخر في سماء مدينة عسقلان.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» مسؤوليتها عن قصف مدينتي تل ابيب واسدود بسبعة صواريخ.
وارتفع عدد النازحين الفلسطينيين جراء الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 200 ألف نازح وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة أوتشا.
وقال المكتب ان 165.548 فلسطينيا يعيشون حاليا في 92 مدرسة تابعة لـ «الانروا» و9 آلاف آخرين في 13 مدرسة ومنشأة حكومية إضافة إلى 13 ألف نازح آخرين يعيشون مع عائلات مضيفة.
وبين المكتب أن الهدنة الإنسانية في غزة سمحت باستخراج 90 جثة.
وأفاد بأن الغارات الجوية الاسرائيلية استهدفت مئات المنازل وتم تدمير 685 مبنى سكنيا، ما تسبب في خسائر في المدنيين.