عرض مشاركة واحدة
قديم 14-01-14, 06:17 PM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة هل ولد يسوع المسيح في كربلاء؟


هل ولد يسوع المسيح في كربلاء؟



لم تكن بيت لحم موجودة على الخارطة في أورشليم عندما ولد يسوع (1)، وإنما كان هناك مدينة أخرى اسمها بيت لحم تقع في لبنان أما بيت لحم التي يزعمون أن يسوع ولد فيها فقد ولدت بعد قرون طويلة من ميلاد يسوع المسيح ومن هنا فقد حامت الشبهات حول مكان ولادة يسوع. حتى أن اثنين من كتبة الاناجيل وهما مرقس ويوحنا لم يذكرا شيئا عن ولادة يسوع وطفولته وتجاوزا ذلك وهذا ملفت للنظر حقا، إن مرقس (واضع الإنجيل الأول) ويوحنا مع شهرة إنجيله لا يذكران اي كلمة عن ميلاد المسيح، لا عن مكان ولادته ولا عن احداث طفولته؟! فالاثنان يبدآن إنجيلهما بسيرته بعد بعثته مباشرة متجاهلين كل ماضيه ، وكانهما شعرا ان في ولادة يسوع امرا مريبا.

فبيت لحم التي يزعمون ان يسوع ولد فيها لم تكن موجودة ولا يعرف احد لماذا اقحم يسوع فيها فقد جاء في الكتاب المقدس نفسه ما يُفند ذلك حيث يقول : ((وتنتهي حدود أرض زبولون (في الجليل إلى الشرق من جبل الكرمل) الى وادي يفتح إيل وقطة ونهلال وشمعون ويرألة وبيت لحم)) وجاء في التعليق على عبارة ( بيت لحم) هذه، الشرح التالي، بالحرف الواحد : هي غير بيت لحم التي في يهوذا، وكانت في الجليل الاسفل)). (2)

من هذا المنطلق ونظرا لقوة الشبهات انطلق الأب يوسف باحثا عن الحقيقة وبعد سنوات توصل إلى أن يسوع لم يولد في فلسطين بل في مكان آخر وألف كتابا اطلق عليه : ((المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية)) (3) اعتمد فيه على الجغرافيا التي ترد في التوراة ولكن مؤلف الكتاب وقع تحت تأثير النبوءة المتعلقة بمجيء نبي لليهود من اليهودية ولما لم يجد مكانا في فلسطين كلها باسم بيت لحم عمد إلى اقحام ولادة يسوع في الجليل الأسفل منطقة بيت لحم اللبنانية وهو معذور لكون النبوءة اسرته فلم تعطه مجالا للتحرك . ولكن الذي يُفند قوله هو أن بيت لحم اللبنانية لا يوجد فيها نخيل بل أن المعروف عن لبنان ان شجره هو الأرز.

إذن أين ولد يسوع ؟ (4)

هذا هو السؤال الذي أرق الجميع وجعل كتبة الأناجيل يتخبطون وقد جرت محاولات حديثة وعلى ضوء الأدوات والتقنيات التي وفرها العلم تصوير فلم عن ولادة يسوع وأوصت الكنيسة توخي الدقة في ذلك، ففي سنة 1999 وبعد دراسات مستفيضة توصل الجميع إلى ان يسوع ولد في لبنان وطلبت احد المؤسسات التلفزيونية من الأب يوسف يمّين تسجيل حلقة خاصة حول ولادة يسوع انطلاقا من كتابه آنف الذكر. وقد تم تصوير مرحلتين من الحلقة التلفزيونية ولم يبق سوى المرحلة الثالثة من الفلم ولكن تم إيقاف الفلم نهائيا، وقد عُرف فيما بعد أن صاحب النيافة والغبطة مار نصر الله بطرس صفير الكلي طوبي اتصل تلفونيا واوقف البث. علما ان صاحب النيافة قد وقع تأييدا لأصل الرواية التي كتبها الاب يوسف حول مكان ولادة يسوع.

انطلق صاحب النيافة في منعه للفلم لكونه مخالفا لنص الإنجيل الذي يزعم أن يسوع ولد في بيت لحم اليهودية . بينما الفلم والكتاب يقولان بأن يسوع ولد في بيت لحم اللبنانية. ولكن صاحب النيافة والغبطة وقع في خطأ تاريخي آخر مفاده أن بيت لحم اليهودية لم تكن موجودة في زمن ولادة يسوع بل تم تأسيسها بعد ولادة يسوع بأكثر من ثلاثمائة عام. وهنا تكمن مشكلة كبيرة وهي أن هذا الفلم سوف يؤدي إلى كشف زيف ما جاء في الاناجيل الحالية. ويُبرر لمرقس ويوحنا عملية تغاضيهما عن ذكر ولادة يسوع ونسفها من جذورها.

الحقيقة هي أن اول من اسس فكرة ولادة يسوع في بيت لحم اليهودية هو الملك قسطنطين الكبير الذي انتصر على مكسانس قرب روما عام ( 312) وسمح للمسيحيين ان يتعبدوا بكامل حريتهم ثم ازال جميع التماثيل الوثنية من الأراضي التي تخضع لسلطانه. وفي سنة (330) أمر ببناء كنيسة كبيرة في بيت لحم اليهودية، فوق المغارة التي قيل له إن يسوع ولد فيها.وقد اخذ قسطنطين بأقوال المسيحيين المتهودين اتباع كنيسة الختان وكذلك اخذ بأقوال بعض النساء التقيّات واعتمادا على التفسيرات الشعبية السطحية التي يرويها العامة وهذا الفعل من قسطنين مخالف أيضا للانجيل الذي يقول بأن يسوع ولد في باحة فندق وليس مغارة. (5)

ولكن إذا خفي مكان ولادة يسوع في الانجيل واحتار الآباء المقدسون في ذلك ، فإن هناك ملاحق الكتب المقدسة لا بل ان بعض الكتب المقدسة ذكرت اشياء مخالفة لما موجود في هذه الاناجيل الحالية . فقد كتب الأب المقدس انطوان بطرس شيخو وهي التفاتة منه جدا مهمة حيث انه كتبها مقتبسا إياها من كتاب مقدس قديم فقال في معرض بحثه عن مكان ولادة يسوع : (( وكان لما اقترب يومها لتضع بكت وتألمت وصاحت من يغطي لي عاري . فقال لها الملك انظري قدامك ماذا ترين ؟ قالت أرى نخلا كثيرا حوله رمال بيضاء كثيرة قال اما انك سوف تضعيه هناك على تلك الرمال البيضاء لأنك نقية مثلها وأما أنا فساقبض من الرملة البيضاء لأودعها عند الأمين حتى يوم مجيئه . مباركة هي الامة به وأن ابنك سوف يكون سيفا بيد ابنه ليسودا على العالم لأنه هكذا مكتوب منذ البدء يكونا معا في نهاية الازمنة )).

فقد اصطحب الملك روح القدس القديسة مريم إلى مكان آمن لتضع فيه بعيدا عن انظار القيصر واليهود. ومن مواصفاة هذا المكان أن رماله بيضاء نقيّة.القديسة مريم هربت من الأرض التي فيها اليهود لأن هؤلاء يرجمون الزانية بلا رحمة ومريم لم يكن لها زوج فبماذا تُفسر لهم حملها من دون زوج واليهود ادمغتهم ناشفة ؟ وهم الذين قتلوا الانبياء من دون سبب. ولذلك كانت أورشليم منطقة تعج باليهود ولذلك اقتضت الحكمة ان تهرب إلى مكان قصي بعيدا شرقي لكي تضع حملها ثم تأتي به فيتكلم نيابة عنها وعندها يُلجم اليهود فلا يستطيعون ان يفعلوا شيئا لأنهم يرون انفسهم امام معجزة كبيرة لا تستوعبها عقولهم وتكون دليل صدق لمريم ووليدها الذي سوف يُبعث بينهم ..(6)

النصوص الآرامية القديمة تدفعك إلى تصديق ما يزعمه البعض من أن يسوع ولد في كربلاء مثلا مع توفر كم لا بأس به من الروايات عندهم تعضد مزاعمهم هذه وهي روايات صحيحة السند. يضاف إلى ذلك ان هناك امر مهم جدا غفل عنه المؤرخون وهو أن هذا الطفل مطلوب من قبل القيصر الذي كان يقتل كل طفل يولد كما اخبره المنجمون والقيصر هذا قتل اطفال مدينة بكاملها من عمر سنتين فما دون (7) ولذلك اقتضت الضرورة ان تهرب القديسة مريم إلى ارض خارج سيطرة القيصر فقد كانت مصر ولبنان وسوريا وفلسطين وجزء من تركيا وقبرص وشرق الاردن كله من ضمن املاك الدولة الرومانية ويد القيصر مبسوطة عليها وهو يبحث ليل نهار عن هذا الطفل الذي سوف يولد ، فليس من الممكن ان تهرب مريم إلى هذه المناطق وهي تعرف عظيم الخطر الذي يَحيق بوليدها .. واما اختيارها للعراق فسبب وقوعه تحت سيطرة الدولة الفارسية وهي المنطقة الممتدة من بغداد المدائن وإلى الجنوب كله وجزء من الخليج يقع ضمن ادارة الدولة الفارسية والدولة الرومانية لا تجرو على الذهاب إلى هناك والبحث عن يسوع . ولذلك نرى الكتاب المقدس اشار إلى نقطة أخرى مهمة جدا ، وهي ان الكهنة المجوس الإيرانيين حضروا ولادة يسوع واعطوه هدايا كثيرة ، وكان رعاة للاغنام هناك ينامون ليلا وهذا يدل على شيئين . الأول : ان المنطقة كانت دافئة بعكس فلسطين التي كانت باردة مُثلجة في مثل هذا الفصل. والثاني وهو وجود المجوس على أرض العراق لكونها كانت محتلة من قبل الفرس ، وقد بارك ملك الفرس وعلماء المجوس هذه الولادة وقدموا الهدايا الكثيرة لمريم ووليدها وذلك لما يرونه من نبوءة بأن على يدي هذا الطفل سوف يزول حكم خصمهم القيصر.

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	ka518.jpg‏
المشاهدات:	120
الحجـــم:	83.0 كيلوبايت
الرقم:	4020  

توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس