عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-13, 12:37 AM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: في الشعر الفلسطيني المعاصر **الأستاذ جواد دوش


والإجتياح العسكري الصهيوني للبنان عام 1982 ، وتوجيه أصابع الإتهام بوجه الدكتاتوية والفاشية العربية الحاكمة وحليفها الأميركي والمحتل الصهيوني الغادر .. وهو أخيراً هوية المناضل وجواز سفره الى شعبه ووطنه ..ولابد لنا من الإشارة الى شعر المقاومة الفلسطينية واللبنانية أيام الإجتياح العسكري الصهيوني المدجج بالسلاح للأراضي اللبنانية وكيف تحولت الحروف الى منشورات سياسية مقاتلة للمناضلين وهم وراء متاريسهم .. كقول الشاعر الفلسطيني " معين بسيسو قي قصيدة " الى جدران بيروت " : " رفاقنا : شريانكم على شرياننا ، جناكم على جناحنا جذوركم على جذورنا ملتفة أغصانكم على أغصاننا "أما عن البعد الأممي الإنساني ، فكان لبرنامج الثورة التحريرية ذات الأبعاد الإنسانية ووقوفها الى جانب معسكر الشعوب المناضلة ، كذلك لكون الثورة أصبحت البؤرة الساخنة الأولى في العالم بعد إنتصار الثورة الفيتنامية وكونها جزء لا يتجزأ من حركة التحرر العالمية ، وبعد أن إستطاعت الثورة أن تكسب كثيراً من الأصدقاء في العالم أضافة الى إعتراف كثير من دول العالم بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب العربي الفلسطيني كذلك تعزيز علاقتها بالمعسكر الإشتراكي وقوى التحرر والسلم في العالم . نقول إن كل ذلك قد إنعكس على الشعر بحيث أخذ يغني لكل ثورات الشعوب الظافرة واقفاً مع معسكر الخير الخير أينما كان ومحارباً على جبهة الشعوب والقوى التقدمية ضد الإمبريالية والعنصرية والعدوان كالذي نجده في قصائد " توفيق زياد " عن ثورة أكتوبر الإشتراكية وقصائد " سميح القاسم " عن التضامن مع ضحايا الحرب العالمية الثانية . أو في قصيدة " معين بسيسو " و " قصيدة فلسطينية عن قائد ثورة اكتوبر الإشتراكية " " في نافذة في أحد شوارع هذا العالم كان لينين وكانت فوق أصابعه ، تتجمع كل الأشجار السرية والعلنية "أو في قصيدته الأخرى " تانيا " وإدانته للنازية في حربها المدمرة وتضامنه مع المقاومة السوفيتية ، أو في دفاعه وتعاطفه مع الزنوج ضد العنصرية الأميركية :" لكنك تحلم فوق صليبك تحلم بذراع سبارتاكوس تلمع " وفي قصيدة " أناشيد كوبية " لمحمود درويش " تضامن مع الثورة الكوبية : " لكن ، عندي عن كوبى اشياء واشياء فكلام الثورة نور يقرأ في لغات الناس " وفي قصيدته " لوركا " تناسخ رومي مع شاعر وشهيد غرناطة والجمهورية الأسبانية " غارسيا دي لوركا " وتضامن مع الجمهورية ضد الفاشية : " عفو زهر الدم ، يا لوركا ، وشمس في يديك وصليب يرتدي نار قصيدة " أو في قصيدة " معين بسيسو " الى " ماياكوفسكي " شاعر ثورة أكتوبر الإشتراكية التي تتسم بالحب والحنين الثوريين لشاعر صار بالحقيقة متنقلاً بين العمال كي تلد في أرحامهم جذوة الأمل والبناء بعد إنتصار الثورة . ف " بسيسو " يتوسم فيه عرق المتعبين وسنبلة البارود أي بين السكين والخضرة ــ الدم والنمو ــ : " سنبلة البارود ضفيرة شعر فوق جبينك والقافية هي السكين " هناك أسماء لامعة وثورية في الشعر الفلسطيني المعاصر كثيرة من بينها تبرز الأديبة الكاتبة فايزة أبو هلال تكتب النثرية المعبرة الزاخرة وخواطرها المنسابة التي ترى أن حركة التجاوز في لغة ومضامين الشعر تتحرك في مسارات حية تعتمد ثقل واقع الإحتلال وجبروته والمتغيرات فيه مع إستكشاف له يتبلور فيه جو النثرية العام بتطور نوعي يظهر قدرة التناول لدى الأديبة قبل كل شيء . وكلماتها هنا يجب أن تعبر عن تلك الحسية والحركية التي ترسم مجمل خطوط الشكل والبنى التحتية بتوائم تام دون التقاط لما هو ساكن وجامد في النماذج التي تروم الأديبة صياغتها اللغوية ، ودون تجريد لها من الواقع وخصوصيته وتاريخه وعلاقاته الإجتماعية . وإنما تحمل سماتها ورموزها غير الخابية بل المشعة التي تتحول إلى قوة تعبيرية غير عادية مرتبطة قبل كل شيء برؤية علمية وإبداعية جميلة وشفافة يتمكن الإنسان الفسطيني المشرد في الداخل والخارج بالفكر والمخيلة من إدراكها . والشاعرة الحداثية هناء الطيبة الغاضبة المتمردة الأنيقة العفوية التي تكتب خواطر الحب تغلب الظاهر فيها على الباطن وتنقد بعض الظواهر التي آلت إليها المقاومة الفلسطينية ومنها {{ على حد تصوري قد تعني ممارسة الجناحين في القيادة ، جناح مغالي لفظياً في الشعارات ، وإدعاء الآخر في الدفاع عن حقوق الشعب عبر المفاوضات مع الكيان الغاصب }} وكلاهما ضيَّع هيبة المقاومة الفسطينية الجريئة للإحتلال الصهيوني المتغطرس الذي يتستهين ويمتهن المقدرات الفلسطينية والعربية ، ولكن الشاعرة الجميلة لا تخفي إشراقاتها بالوحدة الوطنية وإستشرافاتها الكثيرة التي تنم عن تفاؤل عميق بالمستقبل ، سوف ينهض به مصير وقدر الشعب للخروج من العتمة والطغيان الى النور والتحرر والخلاص . وأخيراً فإن هوية شعر المقاومة الفلسطينية التي إتضحت وتبلورت في خضم تلك الأحداث العارمة والمضامين الفنية لا بد أن يكون أهلاً لإحتلال موقع طليعي في الشعر العربي المعاصر وهكذا كان لما يحمله من خصوصية سواء في لغته الطافحة بالمعاناة والرفض والآمال التحررية أو بالتزامه الثوري قضايا الوطن والإنسان أو بإستشرافه لكل مثل الشجاعة لقضية مازالت تنزف ولكنها لم تبخل بالعطاء والبذل والتألق دوماً والإبداع


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس