الموضوع: ما بعد القصير
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-06-13, 02:27 AM   #2
 
الصورة الرمزية رماح

رماح
العضوية الفضية

رقم العضوية : 7426
تاريخ التسجيل : May 2007
عدد المشاركات : 802
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ رماح
رد: ما بعد القصير


أما وزير خارجية البحرين، خالد بن آل خليفه ، فيبدو أنه لا يفهم لا في السياسة ولا في الإستراتيجية، فتحول هو بدوره إلى بوق للدعاية الصهيونية الخبيثة، و لبس جبة الزعيم القومي، و عمامة الداعية الديني، فتطاول قبل أيام على سماحة السيد حسن نصر الله، وقال عنه بوقاحة الأغبياء المفلسين، أنه “ارهابي يعلن الحرب على أمته”، وطالب قبائل العربان الجاهلية وفلول المتأسلمين المنافقين بانقاذ لبنان من “براثن” حزب الله “الشيعي” لأن ذلك وفق ما قال له الإسرائيلي: واجب “قومي و ديني”.
وتزامن هذا التصريح مع اتخاذ مجلس الوزراء البحريني قرارا يقضي بإدراج حزب الله اللبناني على قائمة المنظمات “الإرهابية”، وتمت إحالة القرار لوزارتي الداخلية والخارجية لوضعه موضع التنفيذ، ليتضح أن الخطوة لا تعدو أن تكون إجراءا عبثيا، لا ترجمة له عمليا على أرض الواقع في غياب ما يمكن أن يترتب على هكذا خطوة من نتائج ملموسة، باستثناء أن مشيخة البحرين اصبحت اول دولة عبرية تقدم على هذا الاجراء العاهر بحق الحزب.
وزيرة الدعاية والتضليل في مشيخة البحرين، الشيخة ‘سميرة رجب’، اغتنمت الفرصة للتغطية على قمع نظام بلادها الرجعي للشعب البحريني المظلوم، وأكدت في تصريح لصحيفة ‘الرأي’ الكويتية الخميس، أن مشيخة البحرين، تتعرض إلى حملة إيرانية كبيرة تستهدف استقرارها “من خلال ما تبثه من إشاعات ومعلومات مغلوطة تسيء للمملكة” وفق قولها، وكأن العالم لا يرى ولا يسمع ولا يتابع ولا يعرف ما يقوم به نظام آل عيسى الفاسد المستبد تجاه شعبه من جرائم وفظائع فاقت التصور، وطالت البشر والشجر والحجر، ولم يفتها تدنيس قرآن المسلمين، وحرق المقرات التعليمية الدينية، وتدمير المساجد على رؤوس المصلين، كي لا يعبد في البحرين إله آخر غير “يهوه” رب إسرائيل. وعندما انتفظ الشعب البحريني المظلوم ضد فساد النظام واستبداده وجرائمه، أرسلت المملكة الوهابية جحافل قواتها المرتزقة المعززة بالدبابات والأسلحة الثقيلة، لإجهاض حق الشعب البحريني في المطالبة بالحرية والمشاركة السياسية وليس إسقاط النظام، مخافة أن يمتد الزحف الثوري من المنامة إلى كافة مشيخات العهر والبورديل الخليجية، وخصوصا مملكة أبو متعب خائن الحرمين الشريفين، التي تطبق الشريعة التلمودية وتعمل على تخريب الإسلام من الداخل عبر الإرهاب العابر للحدود والقارات.
الشيخة ‘سميرة رجب’ وفي محاولة يائسة للتعمية على ما يجري في البحرين قالت بأسلوب العهر السياسي: “إن إيران تستغل الخاصرة الضعيفة لبلدها بوجود تيار سياسي شيعي فيها، وتريد العبور من خلال المملكة إلى شبه الجزيرة العربية لتنفيذ مشروعها التاريخي في الوقت الحالي الذي تراه ملائما”. متناسية أن التيار السياسي الذي وصفته بـ”الشعي” يمثل أكثر من 70 % من السكان، وأن آل البيت يوجدون في البحرين قبل أن يولد جد.. جد.. جد آل خليفة اليهودي.
وفي ذات السياق برز موقف ملفت لجماعة ‘الأخوان المجرمين’ بمصر، التي اعتبرت أن حزب الله “كشف عن وجهه الطائفي البغيض” بتدخله في سورية، وفق تعبيرها، مضيفة أن هذا التدخل هو لقتل المسلمين “السنة”.
أما مشيخات الخليج الأخرى، فالصراع يبدو على أشده بين السعودية وقطر التي تخلت عن الملف السوري واللبناني مكرهة لبندر بن سلطان، فقرر هذا الإخير إحداث إنقلاب سياسي ناعم على حكومة حزب الله، لقطع الطريق أمام النظام السوري كي لا يعود له تأثير سياسي في الشأن الداخلي اللبناني كما كان الأمر قبل الأحداث، فاختار ‘بندر بوش’ المدعو ‘سلام تمام’ رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة الجديدة في بيروت، وحدد له لهذه المهمة المستحيلة شرطين لا ثالث لهما: أن لا يكون حزب الله ممثلا في الحكومة بأعضائه السياسيين، وأن لا يتمتع فيها فريق 8 أذار بالثلت الضامن أو المعطل للقرارات الإستراتيجية. وأن تطبيق صيغة هذه التوليفة الجديدة يتطلب تشكيل حكومة تقنوقراط، أو مستقلين، أو لا منتمين… بمعنى، أن تكون حكومة أمر واقع ضدا في حزب الله وحلفائه.
هذا الإخراج الذي تم الإعداد له في الكواليس المظلمة بالسعودية و تل ابيب، جاء مباشرة بعد استقالة الرئيس ‘ميقاتي’ بطلب من الأمريكي والسعودي، عقب إعلان الرئيس ‘حسين أوباما’ من تل أبيب أن حزب الله يعتبر منظمة “إرهابية”، تنفيذا لتوصية قديمة (2005) لنائب ‘كولين باول’ المدعو ‘ريتشارد أرميطاج’ في عهد بوش الإبن، ومفادها: “أن حزب الله هو فريق الإرهاب الأساسي فيما القاعدة هي فريق الإرهاب الإحتياطي”.
غير أن حزب الله كان له رأي آخر، فبعث برسالة واضحة إلى ‘تمام سلام’ رجل بندر بن سلطان في لبنان، مؤداها: “أن حكومة أمر واقع معناها.. استعدوا للحرب”. الأمر الذي أخاف الكركوز ‘جنبلاط’ الذي اعتاد اللعب على الحبلان، فخرج ليصرح بأنه لن يزكي حكومة لا يكون فيها حزب الله شريكا.. الرسالة وصلت، وفهم الجميع أن ما من حل في لبنان قبل انتهاء الأزمة في سورية، وأن السعودية هي آخر من يقرر في المشهد السياسي اللبناني، وفي انتظار ذلك، بإمكان سعد الحريري والمتخلفين من أتباعه رفع الصوت واشتراط عدم القبول بمشاركتهم في حكومة لبنانية يكون فيها حزب السلاح شريكا.
ومن باب اللعب في الوقت الضائع، فجر حلف المجرمين في لبنان (تيار المستقبل وحلفائه) مجموعة إشكالات أمنية في طرابلس وصيدا وبعلبك الهرمل وغيرها… بهدف جر حزب الله ليوجه سلاحه إلى الداخل اللبناني. لكن حزب الله لم ينجر للعبتهم القذرة، لأن له حسابات أخرى لم يفهموها، ولن يفهموها أبدا لأنهم أغبياء، و ترك الرئيس سليمان يغرق في تآمره مع القطري والسعودي، و الجيش يتخبط في عجزه بسبب عدم توفر الغطاء السياسي، فيما حلفاء حزب الله جاهزون للتدخل في حال خرجت الأوضاع عن السيطرة.
وكمثال على المنطق السطحي الفضائحي و العقلية الرديئة للسياسيين الذين يوظفه المراهق سعد الحريري، من أمثال ‘السنيورة’ و ‘فتفت’ و ‘كبارة’ وغيره من المفلسين… خلص ‘الخبير الإستراتيجي الكبير’، النائب عن تيار المستقبل ‘خالد الظاهر’، في حوار له مع قناة الجديد اللبنانية صباح السبت، إلى أن حزب الله و جيش الأسد و جيش إيران خسروا معركة القصير أمام ثلة من سكان المدينة الذين لا يزيد عددهم عن 300 مقاتل، اضطروا للإنسحاب تكتيكيا بعد أن نفذ لديهم الخرطوش للدفاع عن أنفسهم، وبالتالي، فما وقع وفق تحليله، هو إحتلال للمدينة من قبل قوى شيعية وطرد لسكانها السنة.
مضيفا، أنه لم تكن هناك معركة تستحق كل هذا الزخم الإعلامي الذي رافقها.. وعندما سألته محاورته عن عدد الجرحى، قال أن عددهم بلغ 1.200 من المدنيين، منهم من نقل إلى لبنان، فخطف حزب الله بعضهم من سيارات الإسعاف وأخذهم إلى الضاحية الجنوبية لإستجوابهم بطرقه البوليسية (؟)..
لم تضبط الأرقام التي كشف عنها خالد الظاهر مع المحاورة المسكينة، فسألته باستغراب إن كان يعرف ما يقول؟ فأجاب بثقة عالية: “إن ما وقع في القصير هو إعتداء على الأمة”. كررت السؤال عن الأرقام و كيف يمكن جمع 300 مقاتل مع 1.200 جريح.. صمت برهة ثم قرر الهروب إلى الأمام بدل السقوط في فخ الأرقام، غير أنه من حيث لا يدري سقط في فخ الفتنة المذهبية مؤكدا أن ما يجري في سورية هي حرب شيعة تقودها إيران و سورية و و حزب الله ضد سنة سورية. وعندما ذكرته بأن في سورية مقاتلون من كل أصقاع الأرض لا علاقة لهم بالشعب السوري.. تملكه الإضراب وبدأ يتمتم بكلام غير مفهوم أذكر منه قوله: “ما وقع هو أنه… وحيث إن… إذن لا يكون… وحيث لم يكن… فبالتالي، كيف يمكن القول أنه كان…”
فهل فهمتم شيئا مما قاله هذا الغبي؟.. أنا شخصيا لم أفهم، وأكاد أجزم أن أم جحا فاعلة إن كان خالد الظاهر نفسه فهم شيئا مما يقول. ومهما يكن، فقد بعث له برسالة نصية مؤداها: “يا غبي، كل بقلاوة، واقرأ الفاتحة على سعد الحريري، وبلغ رئيس الحكومة المكلف تمام سلام واحترامي، وقل له أن أمريكا باعتكم في المزاد العلني، بعد أن استلمت روسيا وسوريا وإيران والعراق وحزب الله زمام الأمور في المنطقة”.
وهنا لب المسألة.. تذكرون أنه في مقالتنا الأخيرة أننا أشرنا إلى خبر مفاده أن هناك محادثات سرية تجري بين الحكومة السورية والإدارة الأمريكية بإشراف سوري حول التسوية السياسية في سورية والمنطقة، وقلنا حينها، أن هذا الخبر لم يتأكد بعد. اليوم تأكد الخبر بالفعل، وذكرته وسائل إعلام أمريكية، كما أن قناة الميادين حصلت بوسائلها الخاصة على بعض المعلومات الأولية بشأنه، ومفاده: أنه جرت عدة إجتماعات سرية بين الإدارة الأمريكية والحكومة السورية بإشراف روسي، تمخضت عن اتفاق نهائي مفاده:
• اتفاق على إطلاق يد الأسد وجيشه لتطهير سورية من التكفيريين الإرهابيين، بسبب القلق المتزايد في أمريكا و أوروبا من خطورة ارتداد الإرهاب على هذه البلدان، وخاصة بالسلاح الكيماوي، بعد أن تم الكشف عن خلية في تركية وأخرى في العراق وثالثة في سورية ومعها غاز السيرين وتهدد بضرب أمريكا وبلدان أوروبا، خصوصا بعد الكشف عن أن 600 إرهابي مكن الدول الأوروبية يقاتلون في سورية. وقلنا في مقالتنا أن هذا الأمر يعتبر رسالة خطير ومقلقة جدا للمخابرات الغربية سيكون لها ما بعده. اليوم تقرر أن تكون سورية كما توقع سماحة السيد حسن نصر الله ذات خطاب “مقبرة” للتكفيريين الإرهابيين، والعراق لن يكون استثناء. هذا يعني أن خطر التكفيريين الإرهابيين هو خطر يهدد الجميع وعدو مشترك بين روسيا وحرلفائها من جهة، وأمريكا من جهة أخرى، الأمر الذي سيطال اللتكفيريين ليس في سوريا فحسب، بل وفي العراق و أفغانستان و أينما وجد هذا الشر المطلق لتطهير العالم من رجسه.
• إتفاق على تقديم الانتخابات الرئاسية في سورية لتجرى أواخر هذا العام بدل عام 2014 ومشاركة الأسد فيها، بعد أن رفع الفيتو عن بقائه في السلطة. وهذا ما صرح به وزير خارجية أمريكا مساء السبت، وقال أن الأسد قبل بهذا الشرط. ما يعني أن معارضة تركية و قطر لم يبقى أمامها من خيار سوى الردوخ أو الإنتحار.
• أن تتولى سورية الإشراف على الشأن اللبناني باعتبار لبنان، شأن يهم محور روسيا وحلفائها، بحيث تتكفل موسكو يإدارة قضايا هذا المحور، وتعمل على تقريب وجهات النظر بين الإيراني والأمريكي. ويقبل الأمريكي بمشاركة روسيا في إدارة شؤون منطقة الشرق الأوسد، بما في ذلك عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، باعتبار أن لروسيا والصين مصالح استراتيجية وقومية تعترف بها الإدارة الأمريكية. وهناك اتفاق بشأن الوضع في شرقي آسيا لم يفصح بعد عن بنوده، وقريبا سيتم إجتماع رفيع المستوى بين حكومات الكوريتين لتقريب وجهات النظر بينهما واستئناف التعاون الإقتصادي على الحدود.
• تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في دول الشرق الأوسط ما من شأنه قطع الطريق على التكفيريين الذين يجدون في بيئة فساد وإستبداد الحكام مرتعا لهم. وهذا يعني أن تغيرات كبير قادمة على مستوى أنظمة مشيخة الخليج بعد تركية مباشرة. بمعنى أن كل الأدوات السابقة سيتم تغييرها والتخلص منها ورميها في الزبالة كمناديل مرحاض.


رماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس