إبنك الذي كان يلوذ باحضانك بالأمس القريب لتحلي له مشاكله‏..‏ تغير حاله‏..‏ فأصبح قليل الكلام ويغلق علي نفسه باب غرفته لساعات طويلة كما أنه اصبح يختلق الاعذار حتي لا يظهر بصحبتك خارج المنزل‏...‏لا تجزعي‏..‏ فسلوك ابنك صورة طبق الأصل من سلوك أبناء جيله من المراهقين‏.‏ تقول د‏.‏كريمان بدير الاستاذ بتربية عين شمس إن الابن يشعر في هذه المرحلة بأنه في سبيله إلي الانفصال عن والديه لتكوين شخصيته المستقلة فيبدأ في رفض كل ما يوحي بأنه مازال يعتمد عليهما ويشرع في وزن واختيار وتحدي كل ما تعلمه منهما‏.‏
كيف تواجهين هذه المرحلة المزعجة من حياة الابن‏..‏؟

ينصحك علم التربية كما تقول الباحثة باتباع شتي الاساليب التي تسمح باختراق عالم ابنائك المراهقين دون أن تحولي حياتك وحياتهم إلي ميدان حرب وذلك علي النحو التالي‏:‏
‏*‏ لا تقاومي التطورات التي تطرأ علي الابن في هذه المرحلة لأنك لن تفلحي في تقويمه باستخدام أساليب العنف ولكن من الأفضل لمواجهة هذه التغييرات أن تحافظي علي التواصل بينك وبينه‏.‏

‏*‏ لن يتحقق التواصل بينكما إلا إذا شعر الابن أو الابنة بأن لديه مساحة من الحرية تمكنه من الاختلاط بمن يماثلونه في العمر دون رقابة من الأهل وسيدرك حينئذ أنهم يحترمون رغباته ويقدرونه شخصيا‏.‏
‏*‏ في مقابل السماح له بهذه المساحة من الحرية يطلب منه الالتزام بمشاركة الأسرة في مناسباتها الهامة مثل الاعياد والاحتفالات العاذلية‏..‏ ويراعي في التعامل معه عدم استخدام وسائل القهر أو الاجبار لإقناعه بالوجود في هذه المناسبات ولكن ممكن استثارة مشاعر الحب لديه نحو أقاربه بتنبيهه إلي أنهم يتوقعون رؤيته وسيشعرون بخيبة أمل لعدم وجودة‏.‏

‏*‏ حتي لا تؤرقك المخاوف بسبب جهلك بمقدار ما يعرفه ابنك من معلومات عن الجنس الآخر أو الخمور والمخدرات تقول د‏.‏كريمان لا يوجد سبيل لمعرفة ما يدور بعقله فيما يختص بهذه الأشياء إلا بمحاولة التقرب منه واستدراجه للحديث بطرق الموضوعات التي تثير اهتمامه مثل أحدث الأفلام التي شاهدها والقصص التي يقرأها والأغاني التي تعجبه ومن خلال نقاشك معه يمكنك أن تعلمي الكثير عما يعرفه من معلومات وربما تستطيعين تنمية الألفة بينكما خاصة إذا كان أسلوبك في الحديث معه يتميز بروح الدعابة والمرح‏.‏
‏*‏ لا تخلقي المشاكل لمجرد سماعك لألفاظ أو مصطلحات التقطها من أبناء جيله ولكن حاسبيه إذا لاخطت غلظته في التعامل معك أو مع أخوته أو إذا وجدت أن سلوكه يهدد أمنه وسلامته‏.‏ مثل أن يطلب منك المبيت خارج المنزل مع اصدقائه أو السفر معهم في رحلة لا تشرف عليها المدرسة‏.‏

‏*‏يمكنك أن تستمتعي بصحبة ابنك لساعات طويلة اذا شركته هواياته كأن تكوني خصمه في رياضة التنس أو الأسكواش او شريكته في العاب الفيديو جيم‏.‏
‏*‏توصيل الابناء بسيارتك الي الأماكن التي يريدون أن يذهبوا اليها فرصة جيدة للانفراد بهم وتبادل الحديث معهم وتوجيه النصح لهم بطريقة غير مباشرة دون ان يشعروا انك تخترقي خصوصياتهم‏.‏

‏*‏ إصطحاب الابناء ايضا في هذه السن لشراء احتياجاتهم من السوق يتيح لك فرصة معرفة ميولهم واكتشاف اتجاهاتهم ويمكنك من قضاء وقت أطول معهم اثناء التسوق حتي وان اضطررتي الي رشوتهم بشراء المزيد من مطالبهم ولكن لا يهمم لأنك ستستمتعين بجزء من وقته الغالي الذي لم يعد ملكا لكي وحدك كما كان الحال من قبل‏.‏


منقول