قصة إسلام الدكتور الفرنسي علي سلمان بنوا
السبت 27 أغسطس 2011 الأنباء
إعداد: ليلى الشافعي
أنا دكتور في الطب وأنتمي الى أسرة فرنسية كاثوليكية، وقد كان لاختياري لهذه المهنة أثره في انطباعي بطباع الثقافة العلمية البحتة وهي لا تؤهلني كثيرا للناحية الروحية.
لا يعني هذا أنني لم أكن أعتقد في وجود اله، الا أنني أقصد أن الطقوس الدينية المسيحية عموما والكاثوليكية بصفة خاصة، لم تكن لتبعث في نفسي الاحساس بوجوده، وعلى ذلك فقد كان شعوري الفطري بوحدانية الله يحول بيني وبين الايمان بعقيدة التثليث، وبالتالي بعقيدة تأليه عيسى المسيح.
كنت قبل أن أعرف الاسلام مؤمنا بالقسم الاول من الشهادتين (لا اله الا الله) وبهذه الآيات من القرآن (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد).
لهذا فانني أعتبر أن الايمان بعالم الغيب وما وراء المادة هو الذي جعلني أدين بالاسلام، على أن هناك أسبابا أخرى حفزتني لذلك أيضا، منها مثلا، أنني لا أستسيغ دعوى الكاثوليك أن من سلطانهم مغفرة ذنوب البشر نيابة عن الله، ومنها أنني لا أصدق مطلقا ذلك الطقس الكاثوليكي عن العشاء الرباني والخبز المقدس، الذي يمثل جسد المسيح عيسى، ذلك الطقس الطوطمي الذي يماثل ما كانت تؤمن به العصور الاولى البدائية، حيث كانوا يتخذون لهم شعارا مقدسا، يحرم عليهم الاقتراب منه، ثم يلتهمون جسد هذا المقدس بعد موته حتى تسري فيهم روحه.
ومما كان يباعد بيني وبين النصرانية، أنها لا تحوي في تعاليمها شيئا يتعلق بنظافة وطهارة البدن، لاسيما قبل الصلاة، فكان يخيل لي أن في ذلك انتهاكا لحرمة الرب، لانه كما خلق لنا الروح فقد خلق لنا الجسد كذلك، وكان حقا علينا ألا نهمل أجسادنا.
ونلاحظ كذلك أن النصرانية التزمت الصمت فيما يتعلق بغرائز الانسان الفسيولوجية، بينما نرى أن الاسلام هو الدين الوحيد الذي ينفرد بمراعاة الطبيعة البشرية. أما مركز الثقل والعامل الرئيسي في اعتناقي للاسلام، فهو القرآن، بدأت قبل أن أسلم، في دراسته، وأني مدين بالشي الكثير للكتاب العظيم الذي ألفه مستر مالك بن نبي وأسمه «الظاهرة القرآنية» فاقتنعت بأن القرآن كتاب وحي منزل من عند الله.
ان من بين آيات هذا القرآن الذي أوحى الله به منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ما يحمل نفس النظريات التي كشفت عنها أحدث الابحاث العلمية.
كان هذا كافيا لاقناعي وايماني بالقسم الثاني من الشهادتين (محمد رسول الله).
وهكذا تقدمت يوم 20 فبراير سنة 1953 م الى المسجد في باريس وأعلنت ايماني بالاسلام وسجلني مفتي مسجد باريس في سجلات المسلمين وحملت الاسم الجديد «علي سلمان».
انني أشعر بالغبطة الكاملة في ظل عقيدتي الجديدة وأعلنها مرة أخرى «أشهد أن لا اله الا الله، وأن محمدا عبده ورسوله».