عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-11, 12:37 AM   #6
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة رد: القاضي أبن شريك النخعي


حنيفة بثقة القواد العسكريين وولاء قومه الفرس.
كان شريك يمثل الفقيه المطلوب بالضبط ، فليس له طموح سياسى وليست منه خطورة، بل كان حريصا على تأكيد ولائه للدولة العباسية ليوازن بين مهمة العدل بين الناس ومهادنة النظام القائم على الظلم. أبو حنيفة كان ضد الظلم الأكبر وهو الاستبداد ، رافضا التعاون معه حتى لو أدى الى إقرار العدل بين الناس بعيدا عن السياسة ، ولكن شريك وضع نصب عينيه محاولة إقتناص بعض العدل لينصف بعض المظلومين .
فى النهاية أثبتت نهاية شريك أنه لا مكان للعدل فى دولة الاستبداد. إذ بعد استقرار الأمور للعباسيين وبعد أن قام أبو جعفر المنصور بتوطيد الدولة وتثبيت أركانها ورث إبنه المهدى ملكا هادئا مستقرا فانصرف الى المجون ، وأصبح لجواريه نفوذ هائل ، خصوصا جاريته الخيزران ، وأصبح للجوارى ضياع وخدم وأتباع،أخذوا يستطيلون على الناس،أى إنه بحكم العادة وصل الظلم الأكبر ( الاستبداد )الى عموم الناس ، وبعد أن تحصّن الاستبداد بالقوة اللازمة لم يعد فى حاجة لأن يغطى عورته بفقهاء قضاة عدول مثل شريك ..فتم عزله .. وانتهى عصر شريك .. وجاء عصر أبى يوسف ..
لكن لكل قاعدة استثناء ..
فحتى فى عصر تحكم الاستبداد كان هناك بعض قضاة عدول خرجوا على القاعدة. لم يكونوا فى مستوى شريك ... ولكن كانوا أعلى قدرا من المستوى الوضيع لآبى يوسف ، وهو عورة القضاء فى كل عصور
المسلمين .
ونتوقف مع بعضهم فى المقال القادم


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس