عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-11, 12:36 AM   #5
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: القاضي أبن شريك النخعي


جرأته في الرد
ويبدو مما سبق أنه كان جريئا في الرد سريع الإجابة لا يهاب أحدا، ومن الطريف أن الوالي علي الكوفة موسي بن عيسي وجد فرصة في عزل شريك ليتشفى فيه فقال له : ما صنع أمير المؤمنين بأحد مثل ما صنع بك حين عزلك عن القضاء ، فرد عليه شريك ردا موجعا، قال له: هم أمراء المؤمنين يعزلون القضاة ويخلعون ولاة العهود فلا يعاب عليهم ذلك ، فغضب موسي منه وقال : ما رأيت مجنونا مثلك لا يبالي بما ينطق به.
والسبب في غضب موسي بن عيسي أن أباه عيسي بن موسي كان وليا للعهد بعد أبي جعفر المنصور وهو ابن عم له ، فخلعه أبو جعفر المنصور في مقابل الأموال وجعل إبنه المهدي وليا للعهد بعده ، ورد شريك علي موسي بن عيسي بن موسي يذكره بأنهم عزلوا أباه من ولاية العهد قبل أن يعزلوا شريك من القضاء ..فأفحمه وأغاظه .
ولم تكن جرأته في الرد علي الخليفة لتتأثر بالتهديد الخفي أو الظاهر ، هو يعلم أن الخليفة المهدي كان يقتل خصومه متهما إياهم بالزندقة وقد لوح بهذه التهمة في وجه شريك حين قال له : يا شريك كأني أري رأس زنديق يقطعها السيف الساعة . فقال شريك مسرعا: يا أمير المؤمنين إن للزنادقة علامات ، فاضطر المهدي لأن يقول له : يا أبا عبد الله إننا لم نقصدك بهذا ، يقول الراوي : وهو يحيي بن نعيم : إن الخليفة وجد شريك حاضر الجواب فأنجبه منه .
وكان بعض خصومه يجدون في اتهامه بالتشيع لعلي بن ابى طالب طريقا للطعن فيه إلا أنه كان يصفعهم بلسان حديد لا يستطيعون الإفلات منه .
وقد حدث أن حكم شريك في قضية علي وكيل لعبد الله بن مصعب بن الزبير ، ولم يعجب ابن مصعب ذلك الحكم فقال لشريك ما حكمت علي وكيلي بالحق ، فقال له شريك : ومن أنـت ؟ قال له ابن مصعب : أنا من لا تنكر ، أي يتيه متفاخرا باسمه ونسبه ، فقال له شريك : فقد نكرتك أشد النكير ، فاضطر ابن مصعب لأن يقول له : أنا عبد الله بن مصعب بن الزبير ، فقال له شريك أنت لا كثير ولا طيب ، فغضب ابن مصعب وقال : وكيف لا تقول هذا وأنت تبغض الشيخين : فقال شريك : ومن الشيخان ؟ قال : أبو بكر وعمر فقال شريك له رده الموجع : والله لست ابغض أباك الزبير بن العوام وهو دونهما فكيف أبغضهما؟ فلم يستطع ابن مصعب أن يرد عليه . اى اراد ذلك الفتى حفيد الزبير ابن العوام أن يتهم شريك بالتشيع لعلى وبغض ابى بكر وعمر فجاء رد شريك مفحما له .
وكان في قضائه وفتاويه سريع الجواب كثير الصواب ، قال له رجل : ما تقول في من أراد أن يقنت في الصبح قبل الركوع فقنت بعده ؟ فقال له : هذا أراد أن يخطيء فأصاب !!
وتوفي شريك بالكوفة في يوم السبت مستهل ذي القعدة 177 هـ في خلافة الرشيد وصلي عليه الوالي موسي بن عيسي .
وكان هارون الرشيد في الحيرة فجاء إلي الكوفة خصيصا ليصلي عليه، فوجدهم قد دفنوه فانصرف ولم يدخل الكوفة .. رحم الله القاضي شريك بن عبد الله.

بين ابى حنيفة وشريك :
لقد‏ ‏كان‏ ‏أبو‏ ‏حنيفة‏ (80 - 150 ‏هـ‏) ‏معارضا‏ ‏فى ‏حياته‏ ‏للدولة‏ ‏الأموية‏ ‏أبان‏ ‏سطوتها‏ ‏مؤيدا‏ ‏لثورة‏ ‏زيد‏ ‏بن‏ ‏على ‏زين‏ ‏العابدين‏ ‏عام‏ 121 ‏هـ‏، ‏واشتهر‏ ‏بتعاطفه‏ ‏مع‏ ‏العلويين‏ ‏مما‏ ‏جعل‏ ‏الوالى ‏الأموى ‏على ‏العراق‏ ‏ابن‏ ‏هبيرة‏ ‏يختبر‏ ‏ولاءه‏ ‏للدولة‏ ‏بأن‏ ‏يشركه‏ ‏معه‏ ‏فى ‏السلطة‏ ‏ويتولى ‏القضاء‏ ‏زعيما‏ ‏للفقهاء‏ ، ‏ولكنه‏ ‏أبى ‏بينما‏ ‏وافق‏ ‏الفقهاء‏ ‏أمثال‏ ‏ابن‏ ‏أبى ‏ليلى ‏وابن‏ ‏شبرمه‏ ‏وابن‏ ‏أبى ‏هند‏. ‏فكان‏ ‏أن‏ ‏أمر‏ ‏ابن‏ ‏هبيرة‏ ‏بحبس‏ ‏أبى ‏حنيفة‏ ‏فى ‏السجن‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏أطلق‏ ‏سراحه‏، ‏فهرب‏ ‏إلى ‏مكة‏ ‏وظل‏ ‏بها‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏قامت‏ ‏الدولة‏ ‏العباسية‏ ‏فرجع‏ ‏إلى ‏الكوفة‏ ‏متمتعا‏ ‏بالحظوة‏ ‏لدى ‏العباسيين‏. ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الحظوة‏ ‏لم‏ ‏تطل‏ ‏إذ‏ ‏أن‏ ‏الخلاف‏ ‏ما‏ ‏لبث‏ ‏أن‏ ‏وقع‏ ‏بين‏ ‏أبى ‏حنيفة‏ ‏وأبى ‏جعفر‏ ‏المنصور‏، ‏وأساس‏ ‏الخلاف‏ ‏أن‏ ‏الدولة‏ ‏الجديدة‏ ‏تريد‏ ‏من‏ ‏العلماء‏ ‏أن‏ ‏يكونوا‏ ‏أداة‏ ‏لها‏ ‏فى ‏سياستها‏، ‏شأن‏ ‏ترزية‏ ‏القوانين‏ ‏فى ‏عصرنا‏، ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏رفضه‏ ‏أبو‏ ‏حنيفة‏ ‏ورفض‏ ‏معه‏ ‏عطايا‏ ‏الدولة‏ ‏وإغراءاتها‏. ‏وتمسك‏ ‏بالفتيا‏ ‏بالحق‏ ‏مهما‏ ‏أغضب‏ ‏الخليفة‏. ‏وكانت‏ ‏تلك‏ ‏الفتاوى ‏سياسية‏ ‏أحيانا‏ ‏وعادية‏ ‏حينا‏، ‏وكلها‏ ‏كانت‏ ‏سببا‏ ‏فى ‏أن‏ ‏يلقى ‏أبو‏ ‏حنيفة‏ ‏مصرعه‏ ‏بالسم‏ ‏سنة‏ 150 ‏هـ‏.‏
ونعطى ‏أمثلة‏ ‏سريعة‏ ‏لبعض‏ ‏تلك‏ ‏الفتاوى، ‏فقد‏ ‏وقع‏ ‏خلاف‏ ‏بين‏ ‏أبى ‏جعفر‏ ‏المنصور‏ ‏وزوجته‏، ‏وكان‏ ‏قد‏ ‏اشترط‏ ‏لها‏ ‏ألا‏ ‏يتزوج‏ ‏عليها‏. ‏فلما‏ ‏جاءته‏ ‏الدنيا‏ ‏تسعى ‏فى ‏سلطانه‏ ‏أراد‏ ‏أن‏ ‏يتحلل‏ ‏من‏ ‏الشرط‏، ‏فاستعانت‏ ‏الزوجة‏ ‏بأبى ‏حنيفة‏، ‏وأفتى ‏أمامهما‏ ‏بأنه‏ ‏لا‏ ‏يجوز‏ ‏لأبى ‏جعفر‏ ‏أن‏ ‏يتزوج‏ ‏عليها‏. ‏كما‏ ‏ثار‏ ‏محمد‏ ‏النفس‏ ‏الزكية‏ ‏حفيد‏ ‏الحسن‏ ‏بن‏ ‏على، ‏وتحرج‏ ‏بعض‏ ‏القادة‏ ‏العباسيين‏ ‏من‏ ‏مواجهته‏، ‏اذ‏ ‏كان‏ ‏محمد‏ ‏النفس‏ ‏الزكية‏ ‏هو‏ ‏المستحق‏ ‏الحقيقى ‏للخلافة‏ ‏والدعوة‏، ‏وكان‏ ‏أبو‏ ‏جعفر‏ ‏المنصور‏ ‏نفسه‏ ‏قد‏ ‏بايعه‏ ‏من‏ ‏قبل‏، ‏كان‏ ‏أبو‏ ‏حنيفة‏ ‏يعتقد‏ ‏بأحقية‏ ‏النفس‏ ‏الزكية‏، ‏وعلم‏ ‏أبو‏ ‏جعفر‏ ‏المنصور‏ ‏بالأمر‏. ‏وأصبح‏ ‏الجواسيس‏ ‏يحيطون‏ ‏بأبى ‏حنيفة‏ ‏يحصون‏ ‏عليه‏ ‏أنفاسه‏ ‏ويتصيد‏ ‏المنصور‏ ‏أخطاءه‏ ‏ويتحين‏ ‏الفرصة‏ ‏للنيل‏ ‏منه‏، ‏ونجح‏ ‏أبو‏ ‏حنيفة‏ ‏بذكائه‏ ‏فى ‏الإفلات‏ ‏من‏ ‏تلك‏ ‏المكائد‏ ‏طالما‏ ‏لا‏ ‏تؤثر‏ ‏على ‏رأيه‏ ‏الفقهى، ‏إلى ‏أن‏ ‏حدثت‏ ‏ثورة‏ ‏الموصل‏ ‏سنة‏ 148، ‏وكانت‏ ‏بداية‏ ‏النهاية‏.
‏إذ‏ ‏جمع‏ ‏أبو‏ ‏جعفر‏ ‏المنصور‏ ‏الفقهاء‏ ‏وأخبرهم‏ ‏أن‏ ‏أهل‏ ‏الموصل‏ ‏بعد‏ ‏فشل‏ ‏ثورتهم‏ ‏الأولى ‏كان‏ ‏قد‏ ‏اشترط‏ ‏عليهم‏ ‏إذا‏ ‏ثاروا‏ ‏فإن‏ ‏دماءهم‏ ‏حلال‏ ‏وطالما‏ ‏قد‏ ‏خرجوا‏ ‏عليه‏ ‏فقد‏ ‏حلت‏ ‏دماوهم‏، ‏فأفتى ‏العلماء‏ ‏بالموافقة‏، ‏وقالوا‏ ‏للخليفة‏: ‏إن‏ ‏عفوت‏ ‏فأنت‏ ‏أهل‏ ‏للعفو‏ ‏وإن‏ ‏عاقبت‏ ‏فبما‏ ‏يستحقون‏، ‏وسكت‏ ‏أبو‏ ‏حنيفة‏، ‏فسأله‏ ‏الخليفة‏ ‏عن‏ ‏رأيه‏ ‏فقال‏: ‏إنهم‏ ‏أباحوا‏ ‏لك‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏يملكون‏ ‏وقد‏ ‏اشترطت‏ ‏عليهم‏ ‏ما‏ ‏ليس‏ ‏لك‏، ‏لأنهم‏ ‏لا‏ ‏يملكون‏ ‏دماءهم‏، ‏أرأيت‏ ‏لو‏ ‏أن‏ ‏امرأة‏ ‏أباحت‏ ‏شرفها‏ ‏بغير‏ ‏زواج‏ ‏أكان‏ ‏ذلك‏ ‏يجوز‏ ‏لها؟‏ ‏فسكت‏ ‏الخليفة‏ ‏ونصح‏ ‏أبا‏ ‏حنيفة‏ ‏محذرا‏ ‏من‏ ‏أمثال‏ ‏هذه‏ ‏الفتوى، ‏ولكن‏ ‏أبا‏ ‏حنيفة‏ ‏لم‏ ‏يسكت‏ ‏إذ‏ ‏أصدر‏ ‏فتوى ‏أخرى ‏خطيرة‏ ‏مؤداها‏ ‏أن‏ ‏الخلافة‏ ‏تكون‏ ‏باجماع‏ ‏المؤمنين‏ ‏وليس‏ ‏بالقوة‏، ‏وهكذا‏ ‏حانت‏ ‏ساعة‏ ‏الصفر‏، ‏وانطلق‏ ‏علماء‏ ‏السلطة‏ ‏يتهمون‏ ‏أبا‏ ‏حنيفة‏ ‏بأنه‏ ‏يرى ‏وضع‏ ‏السيف‏ ‏فى ‏أمة‏ ‏محمد‏، ‏أى ‏يشجع‏ ‏على ‏الثورة‏، ‏وواكب‏ ‏ذلك‏ ‏عرض‏ ‏القضاء‏ ‏عليه‏، ‏وكان‏ ‏المنصور‏ ‏يتوقع‏ ‏منه‏ ‏أن‏ ‏يرفض‏ ‏القضاء‏، ‏وفى ‏هذا‏ ‏الجو‏ ‏أتيح‏ ‏للدولة‏ ‏العباسية‏ ‏أن‏ ‏تعتقل‏ ‏أبا‏ ‏حنيفة‏ ‏وأن‏ ‏تسقيه‏ ‏السم‏ ‏فى ‏السجن‏ .
إن‏ ‏أبا‏ ‏جعفر‏ ‏المنصور‏ ‏لم‏ ‏يختلف‏ ‏فى ‏جبروته‏ ‏واستبداده‏ ‏عن‏ ‏عبد‏ ‏الملك‏ ‏بن‏ ‏مروان‏ (‏وقد‏ ‏كان‏ ‏معجبا‏ ‏به‏) ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏أضفى ‏على ‏استبداده‏ ‏مسحة‏ ‏التدين‏ ‏واستعان‏ ‏بأعوانه‏ ‏من‏ ‏الفقهاء‏ ‏ليسبغ‏ ‏مشروعية‏ ‏دينية‏ ‏على ‏طغيانه‏ ‏وظلمه‏ ‏بالأحاديث‏ ‏المصنوعه‏ ‏والفتاوى ‏السامة‏، ‏سواء‏ ‏كانت‏ ‏القضايا‏ ‏سياسية‏ ‏أم‏ ‏كانت‏ ‏عادية‏ ‏شخصية‏، ‏وقد‏ ‏رأينا‏ ‏طرفا‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏العرض‏ ‏السريع‏ ‏عن‏ ‏أبى ‏حنيفة‏ ‏وعلاقته‏ ‏بأبى ‏جعفر‏ ‏المنصور‏.
نلاحظ الاتفاق بين أبى حنيفة( 80 ـ 150 ) وشريك (95 ـ 177 ) فى كونهما عاشا فى عصر واحد تقريبا ، وأغلب حياتهما فى الكوفة ، وأنهما عاصرا الدولتين الأموية و العباسية ، وكلاهما كان (متهما) بالتشيع ، الذى كان جريمة فى نظر العباسيين تستلزم أن يظهر كل منهما إخلاصه التام للدولة العباسية بالعمل لديها قاضيا . لذلك كان الالحاح عليهما بتولى القضاء.
وهناك إختلاف أكثر بين أبى حنيفة وشريك، ربما كان السبب فى اختلاف نهايتهما حيث انتهى أمر أبى حنيفة بالقتل ، وانتهى أمر شريك بالعزل.
أبو حنيفة فارسى وليس عربيا مثل شريك ، وكان أبوحنيفة رافضا للحديث وليس مثل شريك ، كما أن ظروف اصطدام ابى حنيفة بالخلافة العباسية جاءت ملابسة لظروف حرجة ودقيقة، لذا انتهت حياته بالقتل .
الفرس قوم ابى حنيفة كانوا قوام الدعوة العباسية وقوام الجيش العباسى ، وكان نفوذهم هو الغالب على العرب، وقد بدأت الدعوة السياسية السرية لصالح العلويين تحت شعار(الرضى من آل محمد ) للتعمية على صاحب الدعوة بعد أن قتل الأمويون قادة العلويين من الحسين ومن بعده . وفى ظروف سرية انتقلت الدعوة من صاحبها الذى ينتمى الى ذرية محمد بن على بن ابى طالب ( أبن الحنفية ) الى رأس البيت العباسى ، ولم يعلم الفرس المؤيدون للدعوة بهذا الانتقال إلا بعد الاعلان عنمه وتعيين السفاح أول خليفة عباسى . ومن الطبيعى أن تحدث انشقاقات وتذمر واجهته الدولة العباسية بالقوة ، واستغل هذالاالوضع قائد الجيش العباسى أبو مسلم الخراسانى فى تقوية نفوذه باعتباره الذى يسيطر على الجيش ويتحكم فى ولاء الفرس، وضاق السفاح بنفوذه ومات تاركا مشكلته لولى عهده أخيه أبى جعفر المنصور الذى ما لبث أن قتل أبا مسلم بيده عام 137 . وثارت معارك ضد العباسيين فى خراسان تزعمتها فاطمة بنت أبى مسلم ، وكان لأبى مسلم أتباع كثيرون داخل الجيش العباسى وفى البلاط العباسى ، ولذا كان موقف أبى حنيفة الفارسى والزعيم الدينى للفرس حرجا ، خصوصا وأن أبا حنيفة كانت لا تأخذه فى الحق لومة لائم . وزاد من حساسية الموقف للعباسيين أن أبا حنيفة كان يتشيع لآل على ، وحدثت ثورة محمد النفس الزكية فى الحجاز ، وثورة أخيه ابراهيم فى الشرق عام 145 . هنا أصبح الموقف لا يحتمل معارضة أبى حنيفة ، خصوصا وأن أبا حنيفة مع تشيعه فهو يرفض الأحاديث التى يذيعها و ينشرها فقهاء الدولة العباسية والتى تنسب للنبى التبشير بملك بنى العباس . كلها عوامل أدت الى مقتل أبى حنيفة.
اختلف الوضع مع شريك .
شريك مع تشيعه فليست له عصبية عربية تجعله خطرا على الدولة العباسية ،خصوصا مع أفول التأثير العربى فى الدولة العباسية الجديدة.وشريك مع تشيعه فهو من رجال الحديث ،أى مع المنهج الذى تسير عليه الدولة العباسية .
الأهم من هذا ، أنه بعد موت أبى حنيفة زادت حاجة الدولة العباسية ـ وهى فى فترة التوطيد فى عصر أبى جعفر المنصور ـ الى فقيه مثل أبى حنيفة يلى القضاء ليحكم بين الناس بالعدل لتكسب الدولة مصداقية ، أى تحقق وعودها بنشر العدل بعد طغيان الظلم الأموى، ولكن لا بد لهذا الفقيه أن يكون مواليا للدولة العباسية ، أوعلى الأقل ليست له الخطورة التى كانت لأبى حنيفة الذى عارض الدولة الأموية سياسيا وخرج عليها علنا،ولو حدث وفعل نفس الشىء مع الدولة العباسية فى بدايتها فإن خطرا محققا سيحيق بالدولة الوليدة حيث يتمتع ابو


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس