عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-11, 01:21 AM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: أمراض الثقافه العربيه ( المثقفون العرب )دراسه


تابع
مخطط حرارة لاعافية منه؟
تبدو بمناظر دموية فاقعة أحياناً لاتسر الناظرين تروي اللون الأول من حزمة المتلازمة العربية أي (إجازة الغدر) فالغدر عندنا مذهب سائد راسخ واذا وقعت الواقعة طلبنا من الاجنبي التدخل لإننا لانثق ببعضنا البعض بل نتالج في المانيا وبوسطن فلا نثق بطبيب عندنا؟
وقصة
تسريب المعلومات التي نشرها الجني أوسانج بـ 400 ألف وثيقة سرية، وكذلك مانشرته الجزيرة عن القيادة الفلسطينية تروي الحكاية؟
إن الصراع العربي الاسرائيلي هامشي والصراع العربي العربي هو الاساسي والجوهري وهذا يكشف الغطاء عن العفن العربي الداخلي وأن انهيار الجهاز المناعي العربي الداخلي هو الذي هيأ ومازال لنمو جراثيم بني صهيون.
ومعنى هذا الكلام أن مرض الثقافة (اتهام الآخرين وتنزيه الذات) سيبقى مختبئاً عصياً على العلاج،
ونحن اليوم عندنا استعداد أن نلوم شياطين الانس والجن وأنهم سبب مصائبنا وليس عندنا قدرة في مراجعة أنفسنا لحظة واحدة لنقول ربنا إننا ظلمنا أنفسنا. القوميون يتهمون الامبريالية والصهيونية والاسلاميون الماسونية والصليبية، وكل في فلك واحد من الثقافة يسبحون، والفريقان مستعدان باتهام الشيطان أنه خلف فشلهم.
وإذا عجزت كل التفسيرات فهناك الجواب الذي يخرس كل لسان فهي أرادة الله التي شاءت أن تضع العرب في خانة أسفل سافلين.
أما غرامنا السقيم بالقوة فيشهد له الشره العجيب في شراء أسلحة ميتة تشبه أصنام قريش، أو التلمظ لامتلاك سلاح نووي بعد أن ودعه أصحابه وعرفوا أنه سلاح ليس للاستخدام. إننا نريد دخول النادي النووي بعد أن ألصقوا على واجهاته أنه أغلق.
أليس منكم رجل رشيد؟
ولكن هذا المرض ليس جديداً كما أنه ليس سياسياً. بل هو قديم وثقافي. فبعد أن ودعنا حياة (الرشد) ودخلنا مرحلة (الملك العضوض) أصبح السيف هو الاله الفعلي في حياتنا فنحن نطيع سادتنا وكبراءنا في الطاعة والمعصية على حد سواء. وابتليت الثقافة العربية بهذا المرض وكل ماكتب في الفقه دشن أمرين: إما الخروج على الحاكم بالقوة المسلحة حين (امتلاك العدة) على طريقة الخوارج والشيعة؟ وإما تدشين مشروع السلطان العادل الذي يملك الأموال والرقاب؟؟
مع أن الثقافة الإسلامية تكرر مثل الببغاء كلمة الشورى.
وبقدر مالعن القرآن فرعون بقدر ماأنتجنا فراعين لاتنتهي في استعصاء خبيث للثقافة. وعندما أردنا تغيير الأوضاع بالسيف كانت الأوضاع تمشي من سيء الى أسوأ؟؟
هكذا قتل علي، واستباح الأمويون مدينة الرسول ص، ثم فتك العباسيون بالأمويين على نحو أفظع، وتتالى مسلسل الاغتيالات والانقلابات في مسلسل محموم من قنص السلطة الدموي وشرعنته بالسيف بفتوى من المفتى الجاهز لشرعنته بآية مقلوبة؟ (كما فعل مفتي الديار العثمانية بخنق أخوة الخليفة يوم اعتلاءه العرش بالآية والفتنة أشد من القتل؟)ما أكد قول الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك).
وهذا المرض الخبيث لم تتخلص منه الثقافة العربية الاسلامية حتى اليوم، ومافعله القوميون والاسلاميون والشيوعيون من اعتماد العنف سبيلا للتغيير لايزيد عن إحياء مذهب الخوارج بخوارج جدد. فالكل يؤمن بالقوة لأنه يؤله القوة، وما جاء به الاسلام هو تحرير الانسان من علاقات القوة.
وقد يتعجب المرء هل يمكن أن يحتقر العلم وعندنا كل هذه الجامعات وعشرات المحطات الفضائية، والجواب أن العلم ليس معلومات بل إيجاد (العقل النقدي) فمالم تكن مدارسنا تعمل على إنتاج الفرد باستقلالية فإنه سوف يكرر انتاج نفس الثقافة ومن تفاءل بالمحطات الفضائية يكتشف أنها تكرس عبادة الاصنام بما يذكر بوثنية قريش.
إن العلم هو تيار اجتماعي ومناخ فكري حر ومؤسسات تتبادل الخبرات واستقلالية وابداع فردي. ولكن مانراه هو أن الفكر الحر يخنق وأصحابه يهرطقون وتذوب الاستقلالية في تيار جنون القطيع.
في جبل سنجار الممتد بين سوريا والعراق تعيش طائفة (اليزيديون) وهي تقدس الشيطان على نحو ما وترى أنه مستخلف في حكم الأرض لفترة عشرة آلاف سنة فتخافه وتعاقب من يسبه وتتجنب استخدام المرادفات اللغوية التي فيها حرف الشين والطاء فلا تلفظ كلمات مثل شاط وطشت ومشط وخاط واذا رسمت دائرة حول أحدهم على الأرض انعقل فيها فلايملك تحررا حتى ياتي من يكسر الحلقة. هل بإمكاننا أن نفهم أن أوضاعنا المرسومة على الأرض هي دوائر انعقال من هذا النوع وأن الأمة تعيش في حالة سحر كبير.
إننا أمة مسحورة بنظام الفكر الذي نحمله.
علينا أن لانضحك من سذاجة اليزيديين؟ فنحن يزيديون صدقا وفعلا، وفي كل بلد يجلس شيطان كبير بشوارب عملاقة وأذرع هائلة و19 رأس لتنين من 19 فرع أمني وغرف تعذيب مخابراتية..
يبدو أن الشيطان يحكم العالم العربي فعلا كما يقول اليزيديون؟ فيمدحونه ويرفعون شكل الطاووس الجميل رمزا له ولايذكرونه بكلمة سوء؟
فهل انكسرت عقيدة اليزيديين حين رفع الشعب المصري صوته بإسقاط الفرعون ؟؟


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس