عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-10, 01:45 AM   #1
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
تلميذة مغرمة ..رسائل غرامية


تراسله في غفلة العنيد ، إنها تلميذته في الفصل العتيد .
كل عام وأنت بألف خير
أستاذي الفاضل
ونبض حواسي
أتمنى أن أخرج من الوجود بك أنت
وترافق رسالتها بكلمات حانية ، أعتذر عن تأخري ولكن إجراءت السفر تطول
وتطول
كن باسماً
فهل تبسم ؟؟؟
راسلها بقوله : تالله ما فهمت قصدك !! ، وما فهمت من عباراتك أفرحني ، وليت الأمر كان كما فهمت ، لأكون كما تمنيت مما فهمت .
تلميذتي : أنا مدين لك بالحب والمصافاة ، فهذا طبعنا في حياتنا ، وخصومنا قبل أعدائنا يعرفوننا ، وأنت غدوة ورواحا تشتمين منا أخلاف روحنا ، أتمنى أن أراك دوما سعيدة .
وتكر الأيام ، وتستمر النظرات بين الأستاذ وتلميذته ، وحين وضعت إجابتها عن سؤال الفلسفة بين يديه ، كتب إليها ما يلي :
بنيتي : ستجدين رفقة إجابتك إيضاحا على ما كتبت في حقي .
كلانا مشرق إحساسه في وجوده المحدود ، فأنت تفكرين ، وأنا أفكر ، وفكري مرتبط بقيم قبلية تتحكم فيه ، وأنت يا تلميذتي تتحركين في فضاء الأفكار بدون تترس بالنظريات الفلسفية ، والمقولات المنطقية ، فالفكر والفلسفة من أعمال العقل ، لكننا في بعض الأحيان ننسى أن العقل عاجز عن إدراك بعض الحركات التي لا تتناءى عن مورده ، وقد لا يفهمها وإن كانت على مقربة من رمية حجر ، لأنها ليست في حدوده الممكنة ، فالإحساس الباطني بالعاطفة الصادقة ليس من ممكناته ، بل من المستحيلات في حقه ، ولذا سميت هذه الأحوال التي تعتري الأدباء والفلاسفة جنونا ، وأنا لا أريد إلا أن أكشف لك عن سري المكنون من وراء ما تعتبرينه عقلا ، وهو لفافة قهرواستبداد قد لا نميل إليها لو وجدنا سبيلا للتخلص من غلوائها .
تلميذتي : في حدود تجربتي البسيطة في عالم إحساسي ، لقد شعرت بخفة روح ، وسمو نفس ، حين قرأت - نبض إحساسي - فأنا إحساس مدفون في قعر الزمان ، ودرة متهالكة على الدروب - والزوايا ، والأقواس -فقدت إحساسها وما زالت تبحث عن ذلك الفردوس المفقود الذي غيبته السنين ، أو تغايب للرزء الذي ساقته الأحداث ، أو طوته قبورالكلمات ، إنني قد أحسست بشدة الكلمة وهي تخرج من مفردات القلب ، وشعرت بأنها رسالة إلى جناني ، عله يستكين لهبات العاصفة المجتاحة ، فما أحرى هذه الكلمات بأن تحرق قلبي ، وما أقدرها على أن توحي إلي بمئات المعاني .
هذا عبير من عبرات عبراتنا ، قذفت في مهيع الوجود لتصل إلى بحبوحة قلبي الحزين .
أتمنى أن أراك موفقة في دراستك .
وانتهت أيام الدراسة ، وانتقلت لبنى إلى الجامعة ، ومرت عليها أيام تذكرت فيها عاطفة أستاذها الجياشة ، فكتبت إليه ما ألظى جمرته .
لم أدر لم كرهتك ؟؟
أستاذي ، لقد سببت لي إزعاجا وأنا أنتظرك في نومي كالضيف القادم ، لكنك دخلت علي طيفا ، سرابا ، رمادا ، نفخت فيه فصار الألم مراودا لي .
وينطلق الأستاذ في تعليل التبرير ، وينتقل بين ضفاف القول ليجد له لسانا يتكلم به مع تلميذته النجيبة .
بنيتي : إن الظفر بالمأمول ربما قد يكون أقرب من شراك النعل ، لكنه يحتاج إلى حركة لا نطيقها
لم أعذبك بنيتي ، بل رحمت عاطفنك المنجرة إلي ، وكنت أتمنى أن تبقي حريصة على رؤيتي بالمنظر الذي يجعلك تتذكرين أن بين يديك مشروعا ، لكنني قد تفاجأت بكلماتك المودعة الحزينة ، فلا أدري بعدها ماذا سأفعل ؟؟
لقد أغلقت الباب في وجهي بحركة عنيفة جعلتني أسب رجولتي ، وأتوثب على إرادتي ، وكأنني قد منيت بهزيمة نكراء ، في ليلة حمراء .
بنيتي : إن العادات تختلف ، والطبائع متشاكسة ، وبينننا مسافات طويلة ، قد تطويها ثوان ، وقد تستمر سنوات ، فلا تظنيني راهبا في الكنيسة ، ولا ضيغما يهزم في عرينه ، بل من عواطفي ما ألهبني في حياتي ، ومن أخلاقي ما أحزنني أعواما ، فلا أدري ، متى سيصير القمر إلى دائرته ؟؟؟ أهل في يوم محاقه؟؟ أم في يوم إهلاله ؟؟
إنني أعتذر ، وماذا عساي أن أفعل ؟؟
هوج عند من يصطلم للحظة هوانه بين يدي حلمه ، وقرقرة في بطن الحياة تشكو حنينا لليوم اللقاء في مربع الوجود .
إنني أخاف أن يغرقنا هذا البحر الذي لا يرحم فيضه هيبة وجودنا ، وأخشى حين تتبدى السماء بصفائها أن يرى القرن من قرينه مايسره فرحا وبشارة بالجديد من الأحلام .
تلميذتي : لن أودعك ، فأنت عالقة بدمي ، بقلبي ، بروحي ، لكن الخجل قد سيق في موكب الفداء إلى مجزرة اللاعودة .
سكون وهدوء ينتاب المكان ، وأغان صامتة تخترق جدار الصمت ، والضوء يتسلل في منحدر تفكيره إلى أعماق روحه ، وأوراقه التي رتبت بشكل إعتباطي على منضدته ، تناديه بأن يرى قرارا يجيب به على رسالة تلميذته التي أوحت إليه بطقس حار مليء بالكلمات التي تطوف حول سحابات التأمل في نتوءات الذات ، بركان يراه طيفا يتحنن الى عينيه ليجعلها كرسيا للأرق الذي يؤدى به إلى سهرعميق لا يرى فيه كليته إلا ذاتا مخدرة بكلمات متناثرة تبحث لها عن قيد وجامع .
ويمسح عينيه بقماشة رثة يستعملها لمسح نظارته ، ويكتب لتميلذته ،
بنيتي :
أنا أعيش على مقربة من الساعة الثانية ، انتظرحراك يراعي في رحلة الغواية ، وهبوط صخر الوحي على دماغي ، لكنك قد ارتحلت إلى أعماق لذتي ، فتمثلت ضوءا يبدد روحي ، أريجا أشتمه على فم الفراشة القابعة على قلبي ، نجما يستوقفني على قباب الحقيقة ،
لم أدر كيف تركت كلماتي الأولى همسا معذبا لروح تتمايل ترنحا مما فعلت بها نكايات حب يسرى بدمه، يسلب منه عقله ووعيه، فتتركه ولهان في ضباب التوهان؟؟؟ رحلة لم يدرمعها كيف استحالت أنانياته المفرطة ذلا ، وكيف صارت كلماته المجهورة رمادا ؟؟؟.
هناك أسئلة كثيرة لا بد أن تتحدد ، وكلمات لا بد أن تفهم ، ويقين لا بد أن يستقن .
وتتكرر المأساة حين يتحول الأستاذ إلى طيف يلم في جنح اليل ، يعانق الظلام ، ويرسم في رماد الروح صورة لثكلى تحن إلى اللقاء ، وتنساب في زئبقيتها كالعطر تعطر صحو الربع الحزين .
وتركض في هوجتها كالفارس يزحف نحو القتال ، تغار من اليل ، فتطويه رفسا إلى الهوان ، فهل سيستطرد أستاذنا عليها ليرى له من صورتها مجلى لنظراته وعبراته ؟؟؟ أم سينساها لتذوب في لجة الحكايات التي يسمعها كل يوم عن الفتيات ؟؟ أم سيقاسمها الألم الذي يرى له سببا فيه ؟؟؟
أستاذي : لم أشأ أن أقول لك : لقد كرهتك ، فتوجه بركابك حيث يتدحرج الأمل المغدى عندك مند زمن الزحف على مغارة الحياة ، أستاذي ، إنني أردت أن لا أطيل في آهاتي وهواني فاقبل كلماتي ، وداعا وداعا
ويقول من باب المجاراة :
كنت أظنني أكتب رسالتي على صفحات بيضاء ، وأنقش في قلب يعرف قيمة السفر في واحات الليل ، فإذا بك تنتفضين كالأسد في وجهي ، وتثورين كالعجل المنفوخ بين عيني... لقد أبيت مني كلاما لطيفا مهذبا ، وأردتني متهتكا ، مهرولا نحو ثغور جسمك ، ويكرر في تذكره ،
لقد أبيت مني كلاما لطيفا مهذبا ، وأردتني متهتكا ، مهرولا نحو ثغور جسمك .
لا مناص من البكاء ، لقد إغتلت كل نبض كان بداخلي ، وغدرت بكل همس كان بمشاعري ، لقد تمنيت ، لو وجدت السبيل لأشرح لك ما أريده منك من همة راودتني ، وأمل حداني ، لكن سعارا موقوفا على روحك جعلك تخسرين اللعب في معركة الربح بي ، فأين ما كنت تقولينه في لحظاتك الأولى ؟؟
أين عواطفك ، وأحساسيك ، ومشاعرك ؟؟
كنت أظنك لمحة ربانية أشفقت علي في سماء غيبتي ، فإذا برياح الشرق تقلبك برقا ، رعدا ، صاعقة ، بل محالا .


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس