عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-09, 01:32 PM   #9
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: عمر موسى وموقفه من الترشيح للانتخابات


■ أسمع أحياناً أن الأمين العام يصاب باكتئاب سياسى فهل هذا صحيح؟

- إذا كنت تقصد اكتئاباً من الوضع العربى، فهو بالفعل وضع غير مريح لأن الوضع به تهرؤ كبير، ويواجه تحديات كثيرة بعضها ضخم وخطير، ويحتاج إلى استراتيجيات غير موجودة مع الأسف بالرغم من كثرة المطالبة بها وإعداد الإطار اللازم لها.

■ دعنى أفتح معك الملف الإيرانى.. واضح أن العالم العربى لم يصل إلى صيغة أو خطاب واحد فى التعامل مع إيران وقذف الكثيرون الكرة فى ملعب الجامعة العربية، بمعنى أنه لا توجد رؤية أو أسلوب لاستخدام الورقة الإيرانية لصالح العرب وإنما ترك الأمر لرؤية وإرادة كل نظام؟

- فلننظر للأمر من جهة أخرى، فأيضاً لم يصدر أى قرار ضد البرنامج النووى الإيرانى من الجامعة العربية، وهذا شىء مهم، نحن مختلفون مع إيران فى أكثر من مسألة، وربما لديهم أيضاً ما يشكون منه... المنطقة فى رأينا لا تحتاج إلى برامج نووية عسكرية، وأيضاً هناك علامة استفهام وتساؤل عما إذا كان هناك دور لإيران فى قضية الحوثيين، وموضوع الجزر الإماراتية وأوضاع كثيرة أخرى تجعل من الضرورى إطلاق حوار عربى إيرانى، وهذا ما كنت أطالب به منذ كنت وزيراً لخارجية مصر، وعندما أتيت الجامعة قررت توسيع الأمر، ولا أدرى لماذا لا يكون هناك حوار بين إيران والدول العربية وما المخاطر من ذلك،

فالدول الأوروبية والأمريكية تتحاور معها، وشرحت هذا فى أكثر من اجتماع مع مجلس وزراء الخارجية، وقلت إنه من الضرورى أن نتحدث معها فى الأمن الإقليمى، وهذا جعلنى أتحدث مع الإيرانيين عندما جاء لاريجانى إلى هنا، قلت له «يا أخى أنتم لا يمكن أن تتحدثوا فى هذا الأمر وحدكم وهذا غير مقبول»، فقال لى إنه سيرسل لى نص المقترح الذى قدمته الدول الست لإيران فيما يتعلق بالأمن الإقليمى وأرسله بالفعل، وكنت أرى فى هذا النص نوعاً من «جر رجل» إيرانى إلى نقاش فى الأمن الإقليمى وقلت لكثيرين غيره ومنهم دبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة وأوروبا إننا لن نرتبط بموضوع الأمن الإقليمى إلا إذا تحدثوا معنا فيه، نحن ٢٢ دولة عربية، نحن الأغلبية فكيف تتحدث فى الأمن الإقليمى دون حضورنا، لابد أن نكون موجودين عندما تبحث تلك القضية، وإن كنت تريد أن تتحدث عن البرنامج النووى الإيرانى اتفضل اتكلم كما تريد، إنما الأمن الإقليمى يخصنا جميعاً،

لذا لا يمكن أن يسير هذا الأمر إلا بنقاش كامل، ونحن هنا فى الجامعة العربية أنشأنا مجلس الأمن والسلم العربى وبدأنا فى ترتيب الموقف العربى من الأمن الإقليمى، لأنه قادم قادم ولابد أن نكون مستعدين له. أما الملف النووى الإيرانى فإن لنا منه موقفاً، فنحن لسنا بحاجة إلى أى برنامج نووى عسكرى يأتى من أى جهة بما فى ذلك إيران أو إسرائيل، إيران لها الحق الكامل فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية، وكل ما تتيحه معاهدة منع الانتشار، ولا يصح أبداً أن يقف أمامها أحد فى هذا الأمر، إنما بالنسبة لموضوع البرنامج العسكرى، فسأفتح قوساً، وأقول لك إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى تقاريرها لم تجزم بأن هناك برنامجاً عسكرياً فى إيران.

الأوروبيون قالوا إنها أيضاً لم تجزم بالعكس، وفى الجهة المقابلة، هناك تقارير دولية تتعلق بالبرنامج النووى الإسرائيلى هنا تأتى النقطة الثانية من الموقف العربى، كيف يمكن أن يكون لدينا موقف من إيران النووية وهى غير مجزوم بأنها انحرفت عسكرياً، ونتجاوز عن إسرائيل النووية بالفعل، وسألت كثيرين من الفعاليات الدولية عالية المستوى هل هناك برنامج عسكرى نووى حلو وبرنامج نوووى عسكرى وحش، فإذا كان هذا هو الكلام تبقى المسألة مجرد عبث، إما أن تكون هناك برامج عسكرية قائمة أو محتملة فبالفعل يستوجب الأمر بحثاً وحديثاً وموقفاً، والحل يكمن فى المبادرات القائمة لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط، وفى رأيى كمواطن وسياسى مصرى، إذا كان هناك برنامج نووى إسرائيلى وهو موجود وإيرانى وهو محتمل، فلا يمكن إلا أن يكون هناك برنامج نووى مصرى عاجل... فى الإطار السلمى طبعاً، ويجب أن تبدأ الممارسة النووية، فنحن متأخرون تماماً فى هذا الأمر شديد الحساسية وصاحب الصلة القوية بالتطور العلمى فى المجتمع.

■ إذن أنت ترى أن قرار إنشاء مفاعل نووى مصرى كان صائباً؟

- بالطبع، وانظر إلى قرار جامعة الدول العربية الصادر فى هذا الشأن، فقد طالبنا كل الدول العربية بإدخال العلم النووى فى المدارس وتطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية واستثمار القوى النووية لتلبية حاجات المجتمع، وبدأ العمل فعلاً بجدية فى الأردن والإمارات، وهذا لاهتمامهم البالغ بمستقبل بلادهم.

■ هناك نكتة سياسية تقال عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه متزوج من ٢٢ ضرة.. كيف ترى أنت عملك؟

- لم أتزوجهم، وإنما أقمت معهم علاقة طيبة وثقة متبادلة وأشعر أننا جميعاً أجزاء من عائلة واحدة، أو قُل قبيلة أو عشيرة واحدة. نحن فى العالم العربى ثقافتنا واحدة والذوق واحد والمصلحة أيضاً واحدة، إذا دخلت فى عمق الأمور، وأنا أتابع الامور أحياناً من بعدها العميق وأحياناً من «شراشيبها» يعنى من السطح فمثلاً مسلسل زى أم كلثوم، أو مثلاً مسلسل الحاج متولى، شاهدهما القاصى والدانى فى العالم العربى، أو كما يقال من المحيط إلى الخليج، وقرأت تعليقا فى صحف موريتانية وفى القرن الأفريقى يتحدثون عن هذا الإطار الاجتماعى الموجود فى كل الدول العربية،

إذن هناك نوع من التمازج فى المجتمعات العربية، حتى الكتب إذا صدر كتاب أو رواية جيدة مثل عزازيل أو عمارة يعقوبيان مثلاً تسمع صداهما أينما ذهبت فى كل الدول العربية، لأن الإطار الثقافى واحد والمشاكل فى مجملها متشابهة، إذن ما ينقصنا هو أن نصنع مصلحة واحدة، والمصلحة لم تكن واحدة لاختلاف المستعمر، فهذا أصبح ذوقه انجليزياً وهذا فرنسياً وهذا إيطالياً،

لذا أصبح هناك نوع من الارتباط المصلحى الرأسى بين الدول المستعمرة الصناعية وبين الدول العربية، وعندما بدأنا فى التواصل الأفقى بين الدول العربية كانت هناك مشاكل بسبب تشابه الإنتاج، ولم نستطع إقرار تكامل، ولكننا فعلنا ذلك عن طريق إنشاء منطقة التجارة الحرة، وقد كانت التجارة البينية قبل إنشاء هذه المنطقة فى ٢٠٠٥ تبلغ ٨%، واليوم تتراوح بين ١٥ و ٢٠%، وفى واقع الأمر فإن هناك تفاعلاً اقتصادياً أكبر مما تراه العين فالعلاقات الاقتصادية ليست تجارة فقط، وإنما هناك سياحة عربية، وحركة استثمار عربية وحركة عمالة عربية بين دول الجامعة، ثم هناك حركة البورصات العربية، والتكنولوجيا الجديدة وحركة الإقراض والمساعدات... لو تابعنا هذا لوجدنا تفاعلاً اقتصادياً عربياً كبيراً،

وقد أدى هذا كله إلى اننا أصبحنا مهتمين بتنظيم قواعد العلاقات الاقتصادية المتشعبة بين الدول العربية ، ربما المواطن العربى لا يعرف ذلك لضعف الإعلام فى الجامعة، وهو ما نحاول الآن علاجه، وأيضاً لعدم اهتمام بعض الصحافة المصرية بشكل كاف إلا بما يشكل «مانشيت»، ومع ذلك فالوضع الاقتصادى مهم ولا يقل عن الناحية السياسية، وأرى اهتماماً متصاعدا لدى عدد من الدول العربية بموضوعات التعاون الاقتصادى التى توجت بقمة الكويت، وكنت مهتماً بألا نناقش فيها إلا ٤ أو ٥ موضوعات فقط، الأول الصندوق الذى أنشئ بمبادرة كويتية لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة بمبلغ ٢ مليار دولار ودخل حيز التنفيذ بالفعل، وموضوع النقل والطرق،

فعندما تتابع مشروعات بناء الطرق تجدها تسير على قدم وساق ولكن على وتيرة بطيئة، فعلى سبيل المثال الربط الطرقى بين مصر والسودان من أسوان إلى وادى حلفا اقترب من التمام ولا يتبقى فيه لينتهى تماماً سوى ٢٨ كم، والخط من نواكشوط الى المغرب تقريباً انتهى، وقد أبلغت من الصندوق العربى للتنمية بذلك، والسكك الحديدية أيضاً، ففى المشرق هناك سكك حديدية أوقفها الاستعمار أو أوقفت بسبب إسرائيل، ولكن الأمر الآن يختلف، فهناك خط حديدى من دمشق إلى عمان يعمل الآن، ويمكن أن يمتد من عمان إلى المملكة العربية السعودية وخط سكك حديد الخليج.. إلى آخره. كل تلك خطوط أو مشروعات يعاد إحياؤها، فنحن نعمل على الأشياء التى يعيش بها الناس ويستفيدون منها، هذه الأمور جميعاً تتم فى إطار جامعة الدول العربية، بالإضافة الى كيفية تيسير العملية الاقتصادية من منطقة حرة إلى اتحاد جمركى إلى سوق مشتركة خلال العشرة أو الخمسة عشر عاماً المقبلة.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس