عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-09, 04:56 PM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
عمر موسى وموقفه من الترشيح للانتخابات


حسم موقفه فى حوار مطول لـ«المصري اليوم»: عمرو موسى: الطريق إلى الرئاسة «مغلق»

حوار مجدى الجلاد ٢٣/ ١٢/ ٢٠٠٩

تصوير- محمد مسعد
عمرو موسى يتحدث إلى «المصرى اليوم»
تردد اسمه على نطاق واسع خلال المرحلة الأخيرة كبارقة أمل فى بناء المستقبل

واليوم اختار «المصرى اليوم» ليرد من خلالها على آراء من يثقون فيه ويتطلعون إلى تحرك منه، واختارته «المصرى اليوم» لتمنح قراءها فرصة التعمق فى رؤية سياسى مصرى فذ، بنى شعبيته ووهجه من رحم نظام يحمل له كل تقدير، لذلك تبدو رؤيته أقرب إلى موضوعية واضحة، فهو لا يرفع خطاباً مناوئاً أو معارضاً لنظام كان جزءاً منه، وإنما يتصرف بأريحية مواطن مصرى مهتم بمستقبل بلاده، يحترم ما مضى من تاريخها، خاصة العقود الثلاثة الأخيرة، ويتطلع إلى مستقبل واعد، يحاول أن يشارك فى بنائه، ويدعو الجميع للمشاركة.

فى ٤ ساعات كاملة، يحسم عمرو موسى موقفه من الرئاسة، ويطرح ــ كمواطن مصرى ــ رؤيته للمستقبل، ثم كمسؤول عربى بارز، وأمين عام لجامعة العرب، يجيب عن أسئلة للشارع العربى، لن يجد لها إجابات إلا عنده.

يتحدث ــ كما يشدد ــ من منطلق حرصه على مستقبل وطنه، وليس من مصلحة شخصية، يدعو لحوار مفتوح لا يستثنى أحداً، ويجمع كل القوى والأطراف، ويتمنى لو يضم الـ٨٠ مليون مصرى لصياغة آليات خلق دولة جديدة تتسم بالحداثة والمدنية، ولديها الإمكانية لتنمية قدراتها، وإفراز كوادرها واحتلال مكانتها التى تليق بها، وتتناسب مع تاريخها وقدرها الكبير.

■ الشارع - العربى والمصرى - يتحدث عن دورك فى المرحلة القادمة، مستقبل النظام السياسى فى مصر، وأنت ملف مهم فيه، وبحكم مكانتك فى الشارع المصرى التى تحظى باحترام كبير، طُرحت على نطاق واسع أمام الرأى العام كمرشح للرئاسة، وقد صرحت بأن الرسالة وصلت.. ولكن لا توجد رسالة دون رد، فكيف ترى الأمر الآن؟

- أنت الآن تسألنى كمواطن مصرى، من الطبيعى أن يكون منشغلاً بأوضاع المجتمع المصرى وبمستقبل مصر، وبالهموم المصرية، وهذا فرض عين وليس فرض كفاية، ودائماً أقول من حقنا أن نكون مهمومين، وأن تكون مهموماً لا يعنى بالضرورة أنك ترسل إشارات عكسية فيها نوع من اللوم.

نعم المجتمع المصرى فى حالة اضطراب كبير، وهذا يتأتى من تحليل الحالة العامة للمجتمع، من متابعة مشاكله اليومية ومن خطوط التفكير العام بالنسبة للحاضر والمستقبل، فإذا تحدثنا عن المستقبل، فلنعط أمثلة قليلة أولها التعليم فى مصر، الذى لم ينصلح حاله، ومن ثم يُخرج لنا سلعة غير مطلوبة لا وطنياً ولا إقليمياً ولا عالمياً، إذن نحن نضع المجتمع المصرى فى موقف حرج للغاية، فهو ينتج سلعة لن تفيده هو ولا يحتاجها الآخر، يجب أن نبحث فى قضية التعليم وأن نركز على الكيف والقيمة واحتياجات العصر المحلية والإقليمية وكذلك العالمية.

يجب أن نعيد دراسة ما هى طرق التعليم الحديثة، وما هو الكتاب الذى يجب أن يقرأه الطالب، والأجهزة التى يتدرب عليها، واللغة الأجنبية التى يجدر أن يجيدها، نحن لا نستطيع الآن أن ننافس إلا بمن حصلوا على فرصة ربما تكون استثنائية أو لظروف خاصة وأصبحوا متميزين وقادرين على المنافسة، إنما هذا عدد قليل ولا يمثل الـ ٨٠ مليون مواطن الذين يجب أن تتاح لهم ولأبنائهم فرصة التميز، إذن المجتمع إذا استمر حال التعليم على ما هو عليه أو تعرض فقط لعملية إصلاح شكلى وسد فجوات أو خانات فسوف يكون مهدداً فى مستقبله،

وهو موضوع يجب أن نظل نثيره ونناقشه فهو هم من الهموم الرئيسية لمجتمعنا، ويتصل بذلك ما يتعلق بالبحث العلمى الذى تراجع نشاطه وإسهامه فى رفاهة المجتمع، وكذلك مستوى الجامعات التى خرجت عن قائمة الجامعات ذات القيمة، وكم كنت أتمنى أن نستفيد من زخم وعلم العالم العظيم أحمد زويل، وكذلك الدكتور مصطفى السيد ومن هم فى مثل علمهما وإنجازهما من المصريين.

■ وماذا عن الجوانب الأخرى غير التعليم؟

- الجانب الثانى هو الرعاية الصحية التى تحتاج هى الأخرى إلى إعادة نظر، هناك أطباء كثيرون يتخرجون فى جامعاتنا كل عام، لذا يجب أن يكون فى كل قرية مستوصف، وكل مجموعة قرى مستشفى، وهكذا صعوداً إلى مستوى المحافظة التى يجب أن تمثل صروحاً كبيرة وجاهزة لمختلف الاحتياجات، تلك الصروح كانت موجودة، وقد يكون بعضها لا يزال موجوداً، ولكن ماذا عن المستوى....

عندما كنت طالباً فى «طنطا الثانوية» كان هناك مستشفى «أميرى» كبير ومعروف وبه أو يزوره أطباء كبار، أنا أتحدث عن علاج غير القادرين، يجب أن تمكنهم الدولة من العلاج الجيد فى مناطقهم ومتناول إمكاناتهم، أستطيع أن أقول إننا لسنا فى درجة الصفر فهناك جهود كبيرة بُذلت وتبذل، ولكن هل التطور يساير تطور الزمن وعدد السكان... أنا سألت وزير الصحة منذ فترة عن المستوصفات، قال لى فعلاً هناك مستوصفات فى القرى، إنما السؤال هنا هو عن مدى إمكانياتها وقدراتها، هذا بالإضافة إلى المشاكل الأساسية الأخرى مثل التزايد السكانى العشوائى وعلاقة عناصر المجتمع ببعضها... إلى آخره.

ودعنى أسألك: هل ذهبت للريف مؤخراً، أنا عدت إلى الريف منذ أسابيع لحضور مناسبات عائلية فى الدقهلية ودمياط والغربية والقليوبية، فوجئت بالتدهور فى القرية، القرى كانت مكاناً جميلاً به مدارسه ومجتمعه ويتطور بشكل طبيعى وبدأنا كمجتمع نطوره ونعمل فيه نوادى رياضية وثقافية، اليوم نجد القرى تكدست دون تخطيط، وماتعرفش فين بدايتها وفين نهايتها.

موضوع القرى والمدن ده شىء مهم جداً فى البلد، وبالمناسبة لو أمعنت النظر فى ميدان التحرير، فسوف ترى أنه من أقبح ميادين مصر، به أقبح خرابة، تصور جراج يُبنى لسنوات طويلة تكاد لا تنتهى، وفجأة يتحول إلى خرابة، ثم تقوم بعمل هندسة الميدان بالرخيص وهو ميدان رئيسى، ده المفروض أجيب له أفضل مهندسى العالم، فهو قلب المدينة، الدولة يجب أن تكون لديها سياسة داخلية وخارجية وسياسة تتعلق بالعاصمة وتمتد خلفها المدن الرئيسية فالفرعية فالقرى، ولكن من غير المعقول أن تتراجع العاصمة والمدن الرئيسية من حيث النظافة والهندسة والمرور والتنسيق الحضارى.

هذه أمثلة قليلة لمشاكل تنتج مشاعر سلبية نشعر بها كمصريين، وتسبب الضيق والتوتر، بالإضافة إلى غياب النقلات النوعية لكل عدد محدد من السنين، ونحن جميعاً مسؤولون عن هذا البلد سواء الذين فى موقع المسؤولية أو المواطنون العاديون.

وعلينا أن نجيب عن سؤال: كيف ستكون مصر بعد ١٠ أو ١٥ عاماً؟ فما بالك بمصر فى عام ٢٠٥٠ بل ٢١٠٠، المشكلة أن بعض السمات أصبحت موجودة فى المجتمع أبرزها نظرية «أنت تتكلم إذن أنت أنجزت»، وأرى أن هناك ضيقاً مبرراً لأننا نخشى على مستقبل مصر، والأجيال القادمة ستكون فى موقف أسوأ مما نحن عليه إذا لم نعالج المشاكل الرئيسية للمجتمع معالجة جادة وعلمية وبنظرة موضوعية مستقبلية.

■ حالة الضيق عامة.. لكن ما الأسباب الرئيسية وراء تلك المشاكل سواء فى التعليم أو الصحة أو فى أحوال القرى والعاصمة؟

- ما دامت الحكومة لا تخضع للمساءلة البرلمانية الكاملة، فإن الحكومة تستطيع أن تفعل أو لا تفعل، ولن ينصلح هذا إلا بالمشاركة، والمشاركة لن تتحقق إلا بالديمقراطية، هناك شيئان رئيسيان فى حياة الأمم هما المواطن والقانون، إذا كان المواطن العادى ليس فى العير ولا فى النفير بسبب عجزه وفقره وقلة حيلته إذن لن يخشاه أحد، وإذا كان القانون به دهاليز ومنافذ فلن يخشاه أحد أيضاً، المجتمع فى حالة اضطراب بسبب هذا.

■ من وجهة نظرك.. ما هى آليات التطور الديمقراطى الذى يجب أن تكون عليه مصر الآن؟

- الدستور أولها، الدستور يجب أن يكون تعبيراً عن ضمير الأمة وتوجهها وطبيعة تكوينها ورؤيتها لمستقبلها.

■ ما الذى يجب علينا أن نفعله فى الدستور؟

- هذا سؤال جيد بالذات لأنك قلت نفعل، واستخدمت لفظ «نحن»، والقرن الواحد والعشرون يحتاج بالطبع إلى مجموعة جديدة أو حديثة من الضوابط يحددها الدستور، ولكن ليس من الطبيعى ولا من الممكن أن نعدّل الدستور كل سنة أو اثنتين.. يجب أن نعد لذلك جميعاً إعداداً جيداً بعمل وطنى وليس حزبياً، وأن يدلى رجال القانون الدستورى فى جامعات مصر وفى ردهات قضائها بآرائهم فى حركة تحديث وطنى كبرى للقانون الأساسى لمصر ويمكن الحديث فى تفصيلات ذلك لاحقاً.. وهذا متطلب حيوى لعملية النهضة ولا علاقة له بعملية الانتخابات كما أنه ليس شرطاً وإنما نقطة أساسية فى التطور.

أما الحديث عن تعديل الدستور حالياً فهذا يجب أن يتم فى إطار نقاش وطنى عام تسمع فيه آراء الناس بمختلف اتجاهاتها ثم تقوم بصياغته هيئة منتخبة مع ضم خبراء وأساتذة القانون إليها، وأنا هنا أتحدث عن مشروع نهضة وليس عن عملية انتخابات.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس