عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-09, 07:20 PM   #3
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: رحلة الى أسرائيل


[align=center]ويقولل مصطفى، وجهت «شنى» كلامها لنا: «إذا نجحتما فى توفير ١٠ طلاب مصريين مثلكما، قد أوفر ١٠ طلاب إسرائيليين، ومحاضراً من السفارة أو يأتى من إسرائيل خصيصا لأداء هذه المهمة. وتتكفل السفارة بالتكاليف، وبإيجار قاعة خاصة لهذه الندوات».

تباهت مروة بقدرتها على توفير عشرات الطلاب، فهى اجتماعية، ومحبوبة، وتؤثر فى زملائها بسهولة بالغة. هنا، اعتدلت «شنى» فى جلستها، وبدت ودودة أكثر من اللازم، وهى تقول: «مروة إذا وفرت ١٠ طلاب أسبوعياً لحضور ندوة ثقافية عن إسرائيل، أنا مستعدة أن أحقق لك ما تحلمين به».

لمحت مروة رغبة جامحة تقفز من عينى «شنى»، فقررت أن تطلب «لبن العصفور»، وبحثت عن طلب تعجيزى، وقالت بلا تردد: «هل تساعديننى فى السفر لإسرائيل «FOR FREE»؟!. كتمت «شنى كوبير» ضحكة مجلجلة قبل أن تجيب هذه المرة بالمصرى الفصيح: «من عينىَّ»!

لم تترك «شنى» بعد ذلك شيئاً للصدفة، وحاولت ترتيب المهمة على النحو الذى يضمن نجاحها، يقول مصطفى: «طلبت منا مناقشة الأمر مع السفير، فهو صاحب القرار الأخير فى الأمور المالية، وعرضت علينا الدعوة للمنتدى الطلابى بين أصدقائنا المقربين داخل الحرم الجامعى أولا، ثم إنشاء مجموعة على «الفيس بوك» تدعو للفكرة بأسلوب شيق وجذاب، وقالت بما أن مجلة الكلية ستصدر فى يناير المقبل، فيمكنكما، مستقبلا، نشر تقرير فيها على هامش الحوار يشير لانطلاق الفكرة، وتنفيذها، ويساهم فى جذب آخرين»!

تضيف مروة: «قبل نهاية اللقاء اتصلت شنى بالسفير، حدثته، طويلا، بالعبرية حتى لا نفهم، ثم أخبرتنا أنه ينتظرنا فى فيلته بالمعادى الثلاثاء ٢٧ أكتوبر فى تمام الخامسة مساء. عادت مروة إلى منزلها مباشرة، لكنها لم تشعر بالارتياح. وتعمق هذا الشعور فى اليوم التالى للحوار مع السفير، عندما اتصلت مُساعدة «شنى» بمروة لتأكيد جدية العرض الذى قدمته السفارة، وقالت: «لو نجحت يا مروة فى توفير ١٠ طلاب، شنى تقدر تحقق لك كل ما تحلمين به. ولا تقلقى من أى شىء، فالتفاصيل ستبقى سرية جداً، وجهات الأمن المصرية لن تعلم شيئاً، وبياناتكم الشخصية ستبقى سراً لا يعرفها أحد. والسفارة ستتكفل بالنفقات».

شرعت مروة فى تنفيذ الفكرة، لكن هذه المكالمة ألقت الروع فى نفسها. وخافت أن تتورط فى قضية «شبكة لنشر الأفكار الصهيونية فى مصر» على حد تعبيرها. ورغم حصولها على وعد من «أولاد وبنات» بالمشاركة، وإعدادها لقائمة بالأسماء، لم تستجب لإلحاح مُساعدة «شنى كوبير» تليفونيا للحصول على القائمة، وبيانات الطلاب عبر إيميل خاص.

فى فيلا السفير الإسرائيلى

فى الطريق إلى منزل السفير لم يشعر مصطفى ومروة بالتوتر رغم إجراءات الأمن المصرية التى كانت فى انتظارهما، لكن أكثر ما أثار غيظهما، هو الحارس الشخصى للسفير الذى أخضعهما لتفتيش ذاتى دقيق، ومربك، حتى الأقلام الجاف فككها ثم أعاد تركيبها قبل أن يسمح لهما بالدخول بعد نصف ساعة من التفتيش المرهق تحت إشراف «شنى كوبير».

فى غرفة الاستقبال، انتظرا السفير الإسرائيلى خمس دقائق تقريبا، قبل أن يظهر شالوم مرحبا بهما بحفاوة تذيب الجليد. وصفهما بالشجاعة، وشبههما بالرئيس السادات. وسأل عن أحوالهما العائلية. وزعم أن مروة تشبه ابنة عمه، وناداهما بأصدقائى. سألهما عن فرص نشر الحوار فى صحيفة مصرية، فتدخلت شنى لتؤكد أنهما قد يبيعون الحوار، بينما انشغلت «ر.ح» بالتصوير من كل زاوية ممكنة.

يقول مصطفى: «لم أشعر بشىء معين عندما صافحت السفير الإسرائيلى، فكرت أننى أصافح إنساناً عادياً، ولم أضع فى ذهنى أنه إسرائيلى، وحكومته مسؤولة عن تشريد الآلاف، فكل ما يعنينى هو نجاح الحوار».

مروة تعترف أن السفير أسرف فى مجاملتها بشكل غير عادى: «تحدث كثيرا عن شجاعتى، وسألنى عن الحوارات التى أجريتها فيما مضى، وعندما قلت إننى حاورت (مارجريت سكوبى) أكد أنها صديقته المقربة، ويلتقيان كثيرا».

حاول كوهين محاصرة الحوار فى منطقة إدانة حركة حماس، ووصمها بالإرهاب، والهجوم على تقرير جولدستون، وتشكيك مصطفى ومروة فى مصداقية ما تنشره الصحف المصرية. احتد على مروة، مدعيا أن إسرائيل لم تحلم بكوب ماء واحد من مياه النيل، ولم تعبث فى منابعه بإثيوبيا. ورفض الإفصاح لمصطفى عن أسماء أصدقائه فى مصر.

ووصف د. هالة مصطفى بالسيدة الشجاعة والصديقة الأمينة، مردفا أنه مستعد للإدلاء بأسماء أصدقائه فى مصر دفاعا عنها، إذا طلبت منه نقابة الصحفيين فى خطاب رسمى، الإعلان عن الأسماء. دافع عن ليبرمان باستماتة فى مواجهة المقاطعة المصرية المفروضة عليه. وباستثناء هذه الأسئلة المرتبكة والإجابات المبتورة، خرج الحوار فى معظمه أشبه بتقارير البروباجندا التى تصدرها الخارجية الإسرائيلية.

مصطفى ومروة يفضلان نشر الحوار بصورة مرضية للسفارة الإسرائيلية أملا فى الحفاظ على «علاقة طيبة بالمصدر». ويرغبان فى تجاهل معظم التفاصيل الخطيرة التى أحاطت باللقاء، والتى وضع ملامحها السفير الإسرائيلى أثناء وبعد إجراء «الحوار» الخالى من عناصر تثير اللعاب المهنى لأى صحيفة!

بعد نهاية الحوار ألمحت «شنى» لمصطفى حتى يفتح موضوعا معلقا على موافقة السفير منذ لقاء «الفورسيزون». كان مصطفى أثناء اللقاء الأول متحمسا لإجراء بحث تخرجه عن مدينة القدس. وتحمست المسؤولة الإسرائيلية للفكرة، شريطة تطويرها لبحث ميدانى يجريه مصطفى فى إسرائيل. يصر مصطفى على رغبته فى زيارة «القدس»، وتصر «شنى» على مساعدته فى السفر لـ«إسرائيل».

وعندما أبدت مروة قلقها من المشاكل التى يتعرض لها المصريون فى إسرائيل، راحت «شنى» تمتدح إسرائيل «المضيافة» التى تحتضن «آلاف» المصريين المتزوجين من إسرائيليات. واستفاضت فى شرح قصة صديقها «المصرى» الذى تزوج من إسرائيلية، وافتتح مطعما كبيرا فى مدينة «عكا»، تستمتع هى شخصيا بتناول الغداء عنده. وهاجمت الأمن المصرى، بشدة، وحملته مسؤولية إفساد هذه العلاقات!

لم يكن السفير الإسرائيلى أقل «كرما» من مرؤوسته، فرحب بمساعدة مصطفى وغيره فى السفر لإسرائيل. يقول مصطفى: «امتدح السفير فكرتى الجريئة، وقال إنه مستعد للتكفل بمصاريف منحتنا الدراسية بالكامل. وعندما سألته مروة بفرحة طفولية: «فعلا؟»، اختار أن يجيبها بعربية مكسرة: «والله».

تضيف مروة: «بدا السفير مرحبا جدا بالفكرة، وسيتكفل بالنفقات، ويوفر شخصا يرافقنا أثناء الرحلة، ليعرفنا بالتاريخ الإسرائيلى، ويرشدنا فى الأماكن السياحية. وهو يرى أننا شابان طموحان، نفكر بصورة غير تقليدية. وقال إنه مستعد لتوفير منح دراسية غير مشروطة لأى مصرى يريد استكمال دراسته الجامعية فى إسرائيل شريطة أن يدرس موضوع الهولوكست «المذابح» النازية التى تعرض لها اليهود أو الأماكن اليهودية المقدسة».

يؤكد مصطفى ومروة أن الهدف ليس زيارة إسرائيل، ولكن زيارة فلسطين، فهما لا يعترفان بوجود إسرائيل أصلا. وتضيف مروة: «لم أحسم أمرى بالنسبة للسفر، فالعرض مغرٍ. ونحن طلبة سنتخرج فى الجامعة، ولن نجد فرصة عمل، فلماذا لا أفكر فى عرض السفارة الإسرائيلية؟! لكن الحقيقة أن الأمر كله يبدو مقلقا بالنسبة لى فى ضوء ما حدث». رحب السفير أيضا بفكرة «المنتدى الطلابى»، وتضيف مروة: «لكنه حاول أن يبدو ناصحا أمينا لنا، وحذرنا من المشكلات مع جهات الأمن المصرية.

وقال إنه يفضل تحصين الفكرة، وتطويرها للقاءات حرة يعقدها معنا فى «كافيهات» أو أماكن عامة كلما أردنا الاطلاع على وجهة النظر الإسرائيلية». لكن لم يمر يومان على الحوار حتى بادرت مُساعدة «شنى كوبير» بالاتصال لتفعيل الفكرة، وأشارت لاستعداد السفارة لاستئجار قاعة لاحتضان اللقاءات الأسبوعية!

تجاوزت مدة الحوار الوقت المخصص له (ساعة) رغم اعتراضات «شنى»، وأصر السفير فى نهاية اللقاء على اصطحاب مروة ومصطفى لمشاهدة مكتبته التى تضم اسطوانات لأم كلثوم، وحليم وفريد، قبل أن يخرجوا جميعا لالتقاط الصور التذكارية فى حديقة الفيلا. وهناك عرض عليهما صداقة السفارة الإسرائيلية، وحضور حفلات أعياد «الاستقلال»، وكوكتيلات وأنشطة السفارة. وأبدت مروة ومصطفى موافقتهما قبل أن يودعا المكان، بحميمية، وينصرفا.

إلى هنا لم تنته قصة «مروة ومصطفى» مع السفارة الإسرائيلية، فأثناء تسجيل هذا الحوار بالصوت والصورة لـ«المصرى اليوم» فى أيام متتالية، كان هاتف «مروة رابح» يرن باستفزاز حاملا من الطرف الآخر مكالمة من «شنى كوبير»، وأخرى من «مُساعدتها»، وثالثة من «مدام فوزية الموظفة بالسفارة، لإحكام الخناق حول الطالبين المصريين، وإتمام الاتفاقات السابقة، وترتيب حوار جديد مع طالب مصرى يدرس بجامعة عين شمس، ويعمل بصحيفة قطرية، و«أسبوعية» مصرية.

لكن ربما يكون أخطر ما فى هذه القصة أن أهداف السفير الإسرائيلى، ومساعديه واضحة كالشمس، بينما الرؤية لدى الثنائى «مروة- مصطفى» مازالت غائمة، يحكمها عدم إحساسهما بارتكاب خطأ من أى نوع.

فهما لا يدركان خطورة الصفقة التى عرضتها عليهما السفارة، وأهم بنودها السفر لإسرائيل، فى منحة دراسية مدفوعة التكاليف، مقابل العمل كمقاولى أنفار يوفرون ١٠ طلاب مصريين لحضور محاضرات أسبوعية يلقيها مسؤول إسرائيلى بعيدا عن عيون المجتمع والجهات الأمنية، فى قاعة تمول إسرائيل إيجارها من ميزانية وزارة الخارجية، وبرعاية الوزير المتطرف «أفيجدور ليبرمان».

انتهى الحوار
وسنجد من خلاله وبين ثناياه
ان هؤلاء قوم لايعرفون الهزار
كل شئ لديهم مخطط له وله حسابه
وانهم لايتركون ارده او واردة او حدث
لايستفيدون منه ويخدم اغراضهم

[read]
[[read]read]
بينما نجد بعض العرب يتبادلون اتهامات
الخيانة والعمالة ويرفع بعضهم سيفه الخشبىِّ
ويمطتى حصانا من حلاوة المولد ويظن
انه سيحرر القدس بهذه الطريقة[
/read][/align]
[/read]


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس