عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-09, 07:13 PM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رحلة الى أسرائيل


«المصرى اليوم» تكشف:السفارة الإسرائيلية تحاول شراء طالبين بـ«آداب عين شمس»

كتب محمد عبود ٦/ ١٢/ ٢٠٠٩
[تصوير- أحمد المصرى مصطفى ومروة مع الزميل «محمد عبود» فى مقر «المصرى اليوم» يرويان قصتهما ]
تصوير- أحمد المصرى
مصطفى ومروة مع الزميل «محمد عبود» فى مقر «المصرى اليوم» يرويان قصتهما

بين الجرأة والحماقة شعرة رفيعة..لا يجيد مصطفى الطيب (٢٢ عاما) ومروة رابح (٢١ عاما) الحفاظ عليها، يحلمان بالحصول على فرصة عمل ذهبية، وشهرة طاغية، ويعتقدان أن بلاط صاحبة الجلالة طريق مفروشة بالذهب والياقوت والمرجان أيضا، يظنان أن دراسة الإعلام فى «آداب عين شمس» لا تؤمن لهما تذكرة دخول «مضمونة» إلى هذا العالم السحرى، وتصورا أنهما قادران على حرق المراحل، وركوب قطار مغامرات الطلاب فى مشروعات التخرج.

كانت الرحلة الأولى متوجهة إلى السفارة الأمريكية فى أبريل الماضى، والهدف حوار صحفى مع السفيرة الأمريكية «مارجريت سكوبى» يفتح لهما بوابات الصحف الكبرى، ويحقق لهما الشهرة والأموال فى ضربة خاطفة!

دخلا إلى مقر إقامة السفيرة سكوبى بشعور «قطتين فى مواجهة الأسد»، على حد تعبير مصطفى الطيب، وخرجا بحوار لم ينشر فى مجلة الكلية، ولم تختطفه الصحف لافتقاره لجدة وسخونة الحوار الصحفى.

مرت فترة إحباط ليست بالقصيرة، حتى استسلما لمخاطرة أكثر جنونا، بينما يحتفل المصريون بالذكرى الـ٣٦ لحرب أكتوبر، كان مصطفى ومروة يفتشان فى دليل التليفونات بحثا عن هاتف السفارة الإسرائيلية فى القاهرة، والغرض هذه المرة حوار صحفى مع السفير الإسرائيلى «شالوم كوهين».. تعبا كثيرا فى الوصول لرقم الهاتف، لكنهما لم يجتهدا فى دراسة الفكرة، وتقدير عواقبها.

يقول مصطفى فى حواره مع «المصرى اليوم»: «كنت مدفوعا بالرغبة فى حوار صحفى مثير يفتح لى أبواب الصحف الكبرى، صحيح أننى أرى فى إسرائيل عدواً يستحيل إقامة سلام معه، لكننى حاورت سفير الدولة المسؤولة عن هذا الظلم بحثا عن إجابات لأسئلة تدور فى ذهنى».

ينفر «الطيب» من أسئلة من نوعية: «كيف تتورط فى التطبيع، وتزور مسؤولا إسرائيليا حكومته تريق بحور الدماء؟»، ويرد بمراهقة متحدية: «لم أتردد لحظة، فالرجل مسؤول دبلوماسى يقيم فى مصر، وقابلته على أرض مصرية، ومع كامل الاحترام للرئيس السادات، أنا لم أذهب إلى (تل أبيب) لكى أقابل الإسرائيليين فى عقر دارهم. وإذا كان أى شخص يرفض مقابلتنا للسفير الإسرائيلى فعليه أن يطرده من مصر قبل أن يلومنى على السعى لمقابلته»!

مروة أيضا تؤكد أنها لم تستشر أساتذتها فى الكلية، لكن الفكرة سيطرت عليها بعد مشاهدة حلقة من برنامج «العاشرة مساء» عن التطبيع، لم يستوقفها منها سوى تأكيد الإعلامية «منى الشاذلى» على امتناع الصحفيين المصريين عن مقابلة السفير الإسرائيلى، فاعتقدت أنها قادرة على سحب «الذئب» من ذيله، والإيقاع به فى «شرك» حوار صحفى محكم!

أمسكت مروة بزمام المبادرة، واتصلت بمكتب المسؤولة الإعلامية فى السفارة «شَنى كوبير زُبيدة». وأبلغتها بأن طالبين فى كلية الآداب يريدان إجراء حوار مع «شالوم كوهين» لينشر فى مجلة الكلية، اندهشت «كوبير»، وأمطرت البنت بأسئلة حول السبب، والهدف، وطبيعة المجلة، و... و...، واجتهدت مروة فى طمأنتها، وروت لها قصة الحوار غير المنشور مع السفيرة سكوبى، وشرحت لها رغبة الطلاب المصريين فى التعرف على وجهة النظر الإسرائيلية فى مقابل إطلاعهم يوميا على وجهات النظر العربية.

عند هذه اللحظة، بالذات، شعرت «شنى كوبير» بأن سماء «كامب ديفيد» أمطرت عليها هدية غير متوقعة، طالبين فى عمر الزهور حصيلة خبراتهما عن إسرائيل «كتاب حيرة عربى.. وحيرة يهودى»، ومتابعة عابرة للفضائيات، فبدأت تنصب شباكها، وتحكم الخناق حولهما فى معركة غير متكافئة إطلاقا.

تقول مروة: «قرب نهاية المكالمة رحبت (شنى) بالفكرة جدا، وقالت إن السفير سيفرح كثيرا باللقاء مع طلاب مصريين شجعان إلى هذا الحد، لكنها طلبت وقتا حتى تعرض عليه الفكرة، ثم اتصلت بعد ٣ أيام لتبلغنى بالموافقة المبدئية، شريطة أن تقابلنا، أولا، فى (كافيه) بالفيرست مول الملحق بفندق الفورسيزون، لتتعرف علينا قبل إجراء الحوار».

قبل اللقاء بيومين صارت مروة ومصطفى مسؤولية مباشرة لضابط التحريات بالسفارة الإسرائيلية، اتصل بمروة، وطلب الحصول على بياناتها وبيانات مصطفى بالكامل، وأملى عليها بريدا إلكترونيا خاصا تراسله عليه، يقول مصطفى: «ضابط أمن السفارة طلب صورتين إلكترونيتين من البطاقات الشخصية، والعناوين التى نقيم فيها، والتى نتردد عليها، وأرقام تليفوناتنا، وطرق الاتصال بنا، لكننا لم نرسل صوراً من البطاقتين، واكتفينا بإرسال بيانات تفصيلية حتى يتسنى لنا مقابلة شنى».

وصلت مروة إلى لقاء الفورسيزون أولا، لم تجد صعوبة تذكر فى التعرف على «شنى كوبير»، سيدة حامل، أوروبية الملامح، ملابسها غير متناسقة، وألوانها غريبة بعض الشىء. تجلس برفقة فتاة مصرية فى أواخر العشرينيات، ورجل غامض لم يتحدث سوى كلمات قليلة طوال اللقاء، تقدمت مروة مستبشرة على خلفية الترحيب الذى لمسته من «شنى» فى المكالمة التليفونية. مدت يدها لتصافح المسؤولة الإسرائيلية، فمدت الأخيرة كلتا يديها فى نفس الوقت، صافحت باليمين، وطلبت بطاقة إثبات الشخصية باليسار.

شعرت مروة بحرج بالغ وهى تفتش حقيبتها بحثا عن البطاقة.. كظمت غيظها، وانتظرت حتى فحص رجل الأمن الغامض أوراقها بدقة، وتكرر الموقف نفسه مع مصطفى الذى وصل متأخرا حوالى عشر دقائق كاملة.

يواصل مصطفى روايته: «بعد أن انتهى (كاباك) ضابط أمن السفارة من فحص أوراقنا، انتقل لتناول الغداء فى منضدة مجاورة، وبدأ لقاؤنا مع (شنى)، ونائبتها المصرية (ر.ح) التى تعمل فى السفارة الإسرائيلية منذ سنوات. شنى تتحدث العبرية والإنجليزية، ولغتها العربية (مكسرة) رغم زواجها من إسرائيلى عراقى الأصل. وتعتمد على (رباب) فى فهم ما يصعب عليها، اهتمت (شنى) بالسبب الذى دفعنا للحوار مع (كوهين)، فأكدنا أننا نريد نشره فى مجلة الكلية، ولو تمكنا من بيعه لإحدى الصحف فستكون فرصة جيدة بالنسبة لنا».

يضيف مصطفى: «حاولت (شنى) التعرف على أفكارنا وتوجهاتنا، سألتنا بالتفصيل عن دراستنا، وأساتذتنا، وعائلاتنا، وكانت سعيدة جدا برغبتنا فى التعرف على وجهة النظر الإسرائيلية، وقالت إنها كانت صحفية فى (هاآرتس)، وتتوقع لنا مستقبلا واعدا».

مروة تعتقد أن «شنى» أعجبت أكثر بإطرائهما على السفير، ووصفهما له بالأقوى والأكثر شهرة وإثارة للجدل فى مصر. وقالت: «إن هذا الإطراء سيعجب السفير حتما. لكنها اهتمت أيضا بأسئلة الحوار، فقلنا إننا سنسأل عن القضية الفلسطينية، وتصدير الغاز، وحرب غزة، وتنقل السفير من بيت لآخر أثناءها خشية اغتياله، وعند هذه النقطة اشتبكت (شنى) فى جدل واسع معنا».

مصطفى هو الذى طرح السؤال الشائك، لذلك حذرته «شنى» من الاعتماد على الصحافة المصرية «مروجة الشائعات»، حسب زعمها، فالسفير لم يغير برامجه أثناء الحرب، والمشكلة ليست فى الحرب، وإنما فى الإعلام المصرى المعادى لإسرائيل، واقترحت عليهما الاتصال بها مباشرة كلما رغبا فى التأكد من مصداقية معلومة، وهى لن تتأخر فى الإجابة عليهما.
يتبع


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس