عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-09, 06:48 AM   #25

بهجه فراج
خطوات واثقة

رقم العضوية : 13164
تاريخ التسجيل : Oct 2009
عدد المشاركات : 83
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ بهجه فراج
سلسلة هذا خلق الله 9


خلق الله (9)
قصة صالح عليه السلام
هو صالح بن عبد بن ماسح ( أو عبيد بن ماشخ) بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن ارم بن سام بن نوح وقد بعثه الله إلى قبيلة تسمى ثمود - وكانوا عربا من العاربة يسكنون الحجر الذي بين الحجاز وتبوك وكانوا بعد قوم عاد وكانوا يعبدون الأصنام مثلهم – فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام وأخبرهم أن الله جعلكم خلفاء لعاد لتعتبروا بما جرى لهم وتعملون بخلاف ما كانوا يعملون وأن الله أباح لكم الأرض تبنون قي سهولها القصور وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين أي ماهرين في صنعها وإتقانها فاشكروه على هذه النعم واعبدوه وحده لا شريك له واتركوا عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر , قال تعالى :{وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }الأعراف74 {قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ }هود62 {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ }هود63{قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ }الشعراء153 أي المسحورين لا تدري ما تقول ثم سألوه إن كان صادقا في دعواه فليأتنا بأية خارقة تدل على صدقه .
وقد ذكر المفسرون أن قوم ثمود اجتمعوا يوما في ناديهم فأشاروا إلى صخرة وقالوا لصالح إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة ناقة وذكروا له أوصافها وسموها ونعتوها وأن تكون عشراء طويلة , فقال لهم النبي صالح عليه السلام : أرأيتم إن أجبتكم إلى طلبكم أتؤمنون بالله وتتركون عبادة الأصنام قالوا نعم فأخذ عهودهم ومواثيقهم وقام يصلي لله عز وجل ما قدر له
ثم دعا الله عز وجل أن يجيبهم إلى طلبهم , فأمر الله عز وجل الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء كما طلبوا فلما رأوا هذا الأمر العظيم آمن الكثير منهم واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم , قال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الأعراف73 .
فاتفق على أن تبقى هذه الناقة بينهم ترعى حيث شاءت من أرضهم وترد الماء يوما بعد يوم , وكانت إذا وردت الماء تشرب ماء البئر يومها هذا وهم يشربون ويقضون حاجتهم من البئر في اليوم التالي أي كان الماء لهم بوم ولها يوم , ويقال إنهم كانوا يشربون من لبنها كفايتهم ولهذا قال { هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ }الشعراء155وقال تعالى : {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ }القمر27 أي اختبار لهم أيؤمنون بها أو يكفرون
ولكن الشيطان زين لهم قتل الناقة ليستريحوا منها ويتوفر عليهم ماؤها
قال تعالى : {فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }الأعراف77 فلما قتلوها صعد ولدها إلى أعلى الجبل ورغا ثلاث مرات فلهذا قال لهم صالح { تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ }هود6 فلم يصدقوه وأرادوا أن يقتلوه ويلحقوه بالناقة وقالوا {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ }النمل49 وقال تعالى {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ . فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }النمل .وذلك أن الله تعالى أرسل على هؤلاء النفر الذين حاولوا قتل صالح حجارة رضختهم سلفا وتعجيلا لهم قبل قومهم وأصبحت ثمود يوم الخميس وهو اليوم الأول من أيام النظرة ووجوههم مصفرة كما أنذرهم صالح عليه السلام فقالوا ها قد مضى يوم من أيام الأجل ثم أصبح يوم الجمعة فأمسوا ووجوههم محمرة وقالوا ها قد مر اليوم الثاني ثم أصبحوا في اليوم الثالث وهو يوم السبت ووجوههم مسودة فلما أمسوا قالوا ألا قد مضى الأجل فلما أصبح يوم الأحد قعدوا ينتظرون ماذا يحل بهم من العذاب , فلما أشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء فوقهم ورجفة شديدة من أسفل منهم ففاضت أرواحهم وسكنت النفوس , وخشعت الأصوات , فأصلحوا في ديارهم جاثمين جثثا لا أرواح فيها ولا حراك , قالوا ولم يبقى فيهم أحد .
عن عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرجوا معه إلى لطائف فمروا بقبر فقال إن هذا قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف , وكان من ثمود وكان بهذا الحرم يدفع عنه , فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه .



من كتاب البداية والهاية لابن كثير


توقيع : بهجه فراج
[align=center][/align]

بهجه فراج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس