عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-09, 02:00 PM   #1
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
الشهيد مصطفى قصي صدام حسين ـ مهنا الحبيل


مهنا الحبيل 13 - 10 -

صنّفت صحيفة النيويرك تايمز الأمريكية حفيد الرئيس العراقي صدام حسين وهو نجل ابنه قصي الأكبر مصطفى بأنه من ابرز أطفال القرن العشرين وأشارت الصحيفة إلى أن الشهيد مصطفى واجه تطويق قوات الاحتلال للمنزل الذين تواروا فيه مع أبيه وعمه عدي حين وشي بهم ببسالة نادرة حيث اسقط ثلاثة عشر جندياً من القوات الغازية بواسطة بندقية قنص توثب بها في موقعه يتتبع الجنود المحاصرين .

وقال المصدر أن الشهيد مصطفى كان يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما حين استشهاده وانه استمر يتبادل إطلاق النار مع العدو بعد أن أصيب والده وعمه وسقطا أمامه واستمر رحمه الله في المقاومة حتى أصابته طلقة الشهادة في سبيل الله والعراق .

هذا الاهتمام من الصحافة الأمريكية ليس حُباً في العراق ولكنه تسجيلاً طبيعياً لمسارات الصراع بين الأمم والشعوب والحضارات فهذا العرف التاريخي في الإنسانية هو الذي يحمل الإعلام الأمريكي كما هو العهد في أمم الأرض على العودة لمعاركها الكبرى والوقوف عند أحداثها ونماذجها النادرة في تاريخ المواجهات والتضحيات ولذا فان الصحيفة التي وصفت تضحية مصطفى رحمه الله ومقاومته كحالة نادرة لايعرفها التاريخ إلاّ نزراً سجلت الموقف والحدث باعتناء , وهو كذلك ينطبع لديهم في مراجعة التاريخ إجمالا حيث يقف الخصوم مع عظماء الأمة المقابلة وجنودها المبدعين في التضحية والفداء لأوطانهم ولا يقفون مع العملاء إلاّ بقدر السرد التاريخي والعرض الاحتقاري في مضمونه بعد إنّ تُنهى مهمتهم ويرميهم رعاتهم إلى مزبلة التاريخ وهذا السياق هو المعروف لدى الإنسانية في عهودها الغابرة والحاضرة .

وما يُخرس العملاء في مصطفى أنهم قد يتطاولون على الرئيس لعهده في النظام السياسي الأول قبل أن يُختم له بالمقاومة بعد التاسع من ابريل وبالشهادة في ذلك المحفل العظيم وهو ينطق بشهادة التوحيد ويتقدم صابرا محتسبا واثقا بعهد الله فيما يتقافز العملاء بطائفيتهم وعنصريتهم على جسده كالقرود يشتمونه فيما علم الناس في تاريخهم عربا وعجما كيف يُكرّم النّاس في موكب رحيلهم بغض النظر عن تاريخهم .

لكن ماذا عسى أن يقول عملاء العراق في هذا الطفل الذي ابتدأ تاريخه بالدفاع عن العراق وانتهى عند البلوغ وعند أول ما يجري عليه القلم سجّل استشهاده وارتفاعه إلى الملء الأعلى ماذا عسى العُملاء حين يُسجّل للتاريخ أن مصطفى الطفل العراقي واجه الغزاة دفاعاً عن أرضه وعرضه وهو تاريخ تسقط فيه مسميات الدول والانتماءات وتبقى الحقائق مرتكزة في ضمير الشعوب تتناقل القصة والخبر مشيدة بها مهما اختلفت معها , ومن يختلف مع طفل ضَحّى لأجل حرية العراق واستقلاله ودافع عن وطنه .

إلاّ العُملاء فهم دائما ما ينزوون قلقاً وخوفاً من رصدهم في ارض المعركة بعد أن تنكشف المواجهة وتضع الحروب أوزارها لان طبيعة رواية الحقيقة تُشير إلى الواجهة الأخرى التي كانت ذيلاً للغزاة ومدخلاً للحرب والتدمير والعصف بالدماء والإنسان وتفرقة الشعب وتقسيمه فيضلون يختبئون ويضل التاريخ يفضحهم ويلعنهم وكلّما كرم الشهداء كلما اعتمر العملاء بتاريخهم المخزي ...فالمجد للشهداء ولا نامت أعين العملاء .


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 25-11-21 الساعة 10:30 AM
هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس