|
سلسة بنات الرسول 3 (أم كلثوم)
بنات الرسول صلى الله عليه وسلم
أم كلثوم رضي الله عنها
هي أم كلثوم بنت محمد بن عبد المطلب , وأمها السيدة خديجة بنت خويلد وهي ثالثة بنات الرسول صلى الله عليه وسلم , ولدت بمكة وتزوجت من عتبة بن عبد العزى (ابي لهب ). ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل (تبت يدا أي لهب .. ) قال أبو لهب لابنه عتبة : رأسي من رأسك حرام ولإن لم تطلق ابنة محمد ففارقها, ونجت بذلك من نكد العيش مع حمالة الحطب , وكذلك أختها رقية بفراق أخوه عتيبة , والتي تزوجت بعده من عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى الحبشة .
وبقيت أم كلثوم مع أختها الصغرى فاطمة في بيت أبيهما صلى الله عليه وسلم بمكة تشارك أهلها معركة الاضطهاد الأولى , وكابدت فيه مع المسلمين حرمانا قاسيا , حتى أذن الله سبحانه وتعالى بتهاوي الحصار ورد كيد الكافرين , فعادت إلى مكة حيث أسلمت أمها الروح
في بيت النبوة في اليوم العاشر من رمضان سنة عشر من البعثة , ودفنها صلى الله عليه وسلم بيديه الشريفتين , وعاد ليواسي ابنتيه أم كلثوم وفاطمة .
ولما كانت الهجرة إلى يثرب ترك الرسول ابنتيه أم كلثوم وفاطمة وحيدتين في البيت المهجور بمكة حتى وصلت الأخبار والبشرى بوصول الرسول وصاحبه أبو بكر إلى يثرب سالماَ ثم ما لبث زيد بن حارثة أن أقبل يصحب أم كلثوم وفاطمة وآل بيت أبي بكر إلى دار الهجرة , ولم تمر الرحلة بسلام حيث طارد المشركون ركبهما , وأكملتا الطريق سيرا على الأقدام .
ومضى على الهجرة عامان حافلان بجليل الأحداث , وشهدت أم كلثوم عودة أبيها من بدر منتصرا , كما شهدت موت أختها رقية يوم النصر .
وفي شهر ربيع الأول سنة 3 من الهجرة تزوجت أم كلثوم من عثمان بن عفان( ذو النورين )
وعاشت بعدها ست سنوات رأت فيها الإسلام يبلغ أوج نصره , وشاهدت أباها يخرج من غزاة إلى غزاة مؤيدا منتصرا , وزوجها ذا النورين مصاحبا له ومجاهدا بماله ونفسه .
وأدركت النصر الأكبر وهو فتح مكة في العام الثامن من الهجرة ثم توفيت في العام التاسع من الهجرة في بيت عثمان في شهر شعبان من غير ولد ودفنت إلى جانب أختها رقية .
المصدر : من موسوعة المرأة عبر العصور للكاتب أنيس منصور.
|