عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-09, 05:09 PM   #9
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: ماجلان و- لابو لابو



وبعض الذين ينكرون من الباحثين العرب أيضاً ، أن الذي دل البرتغاليين على طريق الهند ، هو ابن ماجد ، ويرون في ذلك خيانة عظمى ينبغي دفعها عن البحارة العرب ومن أجل ذلك نجدهم يفندون مزاعم الفريق الأول ويبطلون حججه .

فأين هي الحقيقة ؟

هل هي حقاً كامنة بين ثنايا أقوال المؤرخين الذي يحملون ابن ماجد المسؤولية كاملة ؟
أم هي تظهر واضحة بين ثنايا الحقائق التاريخية التي يدعمها الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للوطن العربي والغرب الأوروبي ، وبالتالي تدعمها وبقوة أكبر حياة ابن ماجد وأخلاقياته ونشاطاته البحرية وتطلعاته ورأيه الواضح في وصول الفرنج إلى المياه العربية والهندية ، هذه الحقائق التي تنفي أي مسؤولية عنه .
وخاصة كون الوطن العربي صلة وصل اقتصادية وحضارية وسياسية بين أوروبا وأفريقيا وآسيا ومعبراً للتبادل التجاري العالمي بحكم إطلالة سواحله على أهم البحار وأنشطها وإشرافه على أهم الممرات العالمية ، حيث بدأ الصراع الأوروبي الغربي سياسياً واقتصادياً على الوطن العربي ، هذا المصير المأساوي شجع دول غرب أوروبا وبفعل عدة دوافع أهمها الدافع الاقتصادي التجاري الذي تمكن وراءه مطامع الدول الأوروبية وتطلعاته

وخاصة الغربية منها كإسبانيا والبرتغال المنتصرتين على العرب فاندفعتا بشراسة للوصول إلى البلاد العربية ولكسر الاحتكار العربي الإيطالي لها متسلحتين بقوة العلم الجغرافي الذي اكتسبناه عن طريق الكتب ومؤلفات الجغرافيين العرب .
فأبحرت البرتغال نحو سواحل إفريقيا الغربية الواقعة على المحيط الأطلسي وسايرتها جنوباً ، حتى وصل ( فاسكوديغاما ) حول رأس العواصف ووصل إلى سواحل أفريقيا الشرقية المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي وعند هذا الشاطئ بدأت المأساة ، وراح المؤرخون يفتشون عن البطل الذي أرشد سفن فاسكوديغاما إلى الهند وسبب النكبة الفادحة . وكان التاريخ في ظنهم يحركه البطل وحده لا الظروف والأوضاع العامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .

الحدث التاريخي :

إزاء هذا الواقع نتساءل ترى هل كان البرتغاليون يستطيعون الوصول إلى الهند بقواهم الذاتية ومعارفهم البحرية دون الاستعانة بأحمد بن ماجد ؟! في الجواب نقول : أجل ستصل سفن البرتغال ودون معونة أحد إلى مرافئ الهند وتحتكر الطرق البحرية إليها وتطرد السفن العربية منها . والأسباب واضحة فالبرتغاليون يمتلكون المؤهلات العلمية والملاحية ، والوضع السياسي ملائم ، والتمزق شل كل مقاومة ضد الدخيل الجديد ، ولو كان العرب في قوتهم لما تمكنت البرتغال ولا غيرها من الوصول إلى الهند والسيطرة على طريقها .

فلماذا نضع اللوم كل اللوم على أحمد بن ماجد ؟ ومن هو الذي وجه الاتهام إلى ابن ماجد في قضية إرشاد ( فاسكوديغاما ) على طريق الهند وقاده إلى سواحلها الغربية ؟

أقوال النهروالي :

المؤيدون الذين أيدوا اتهام ابن ماجد من المستشرقين أو الباحثين العرب الذين تأثروا بأقوال المؤرخين غير المدققين أو بادعاءات قسم من التجار العرب الذين نكبوا بتحول الطريق البحرية من أيديهم ، ولذلك راحوا ينعتون ابن ماجد بأشنع النعوت حتى وصل بعضهم إلى حد إلصاق تهمة خيانته لأمته ودينه ، وكان أول من أثار هذه الزوبعة وافترى عليه هو قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي ... صاحب كتاب " البرق اليماني في الفتح العثماني " في قوله أن ابن ماجد أرشد الإفرنج " في حالة السكر " . فمثل هذا القول يرفضه كل ذي عقل يعرف البحر . فأنى لسكران لا يعي ما حوله أن يهتدي إلى طريق ، لا معالم لها ، في البحر . والبحر جبار لا يرحم من لم يكن بركوبه خبير .

أما لماذا تذكر الحكاية اسم ابن ماجد بالذات ؟ فربما يرجع ذلك إلى شهرته الملاحية الواسعة ، ولو أمعن هؤلاء وأولئك النظر في كتب الإرشاد الملاحية ، والرحلات العربية في المحيط الهندي ، لوجدوا أن رحلة ( ديغاما ) من شرقي أفريقيا إلى الهند ، لا تستحق كل ذلك الاهتمام الكبير ، فهذه الرحلة أسهل وأسلم من الرحلة في البحر الأحمر ، بل من الرحلة بين جزيرة ( سقطرى ) والموانئ المقابلة لها من ساحل بلاد العرب الجنوبي ن وأن البحارة العرب كانوا يعرفون المحيط الهندي ، خاصة الجزء الغربي معرفة السابح بكل موضع من حوض السباحة .

منجزاته :

إنجازات ابن ماجد عديدة منها :

1. أنه من الأوائل إذ لم يكن أول من وضع وصفاً واضحاً للسحائب الجنوبية الكبرى والصغرى وسبق بذلك " ماجلان " الملاح البرتغالي ، وهذه السحب التي أطلق الأوربيين عليها اسم سحائب ماجلان واغتصبوا بذلك حقاً حضارياً من حقوق ابن ماجد .
2. تطوير البوصلة أو بيت الأبرة ، حيث طورها إلى إبرة ممغنطة توضع فوق السن في وسطها بحيث تتحرك بحرية فوق قرص رسمت عليه .
3. أبدع طريقة لتحديد القبلة تعتمد على قبضة اليد والذراع الممدودة في حالة غياب البوصلة

آثاره ومؤلفاته :

معظمها من الرجز ، وبعضها من بحور مختلفة يغلب عليها النظم العلمي الجاف ، ولا تخلوا من أبيات تدل على شاعرية . بما فيه من عاطفة رفيعة ولغة سليمة .
أما مؤلفاته النثرية ، فلا تكاد تتجاوز أصابع اليد ، أما آثاره التي ذكرها الباحثون فقد بلغت تسعة عشر مؤلفاً .

وفيما يلي إحدى أراجيزه :

الأرجوزة السفالية : نسبة إلى إقليم سفاله على شاطئ إفريقيا الشرقي من (701) بيت وفي رواية (807) بيت ، وفيها وصف كوزموغرافي لهذا الشاطئ والمجازي والقياسات من ميناء مليبار في الهند إلى آخر أرض الجنوب ( إقليم سفالة) وأخبار ملوكها وعادات أهلها ومواسمها ومعادنها وثرواتها .

الحمد لله الذي أنشأ الملا من عدم جل تعالى وعلا
قد كلت الألسن عن أوصافه وكم نرى في البحر من ألطافه
ولو لم يكن إلا القياس والدير نجري عليها في صباح وسَحْر
من أرض ( كاليكوت ) من ( دابول) وجوزرات مع ( الديول )
ثم ( هراميز ) مع ( الأطواح ) فافعل بصنع خالقي يا صاح
إلى ( السواحل ) ونواحي ( القمر ) إلى ( سفاله ) اسع واجر
من أرض ( كاليكوت ) إلى ( الفالات ) من جاه أربع إلى الثلاثاء
مجراك في الجوزاء مع التير على قدر ريحك في المسير
إن كان ريحك صولماً موافقاً فانهج ( كفيني ) بمجرى صادقاً
عشرين زاماً جمة فاحسب تقول في الجوش بمجرة المغرب
عن جزر ( الفالات ) شام ويمن فذاك يسمى ( الفال ) وقيت الحزن
فإن يكن ريحك من المغارب مخالفاً على ذوي المآرب
أو زحن أو طوفان أو أمطار فذاك بالتدبير في الأسفار
ما حاجة يوصف للمعلم كون له بجدة واعزام
لا تسقط الجاه وقالب مشملاً إن لم تقول عن ثلاث كملاً
قياس ( كفيني ) باليمنين وشاهد تراه باليقين

آثاره المفقودة : وقد جاء ذكرها في بعض قصائده وآثاره ، وفي بعض المصادر التي ترجمت لحياته ، ولم يعثر عليها حتى الآن ، لعلها دثرت أو ما تزال راقدة على رف من رفوف مكتبه من المكتبات العالمية أو الخاصة وهي :
- مطول كتاب الفرائد في أصول علم البحر والقواعد ( يظن أنها نسخة ألو مطولة )
- ضريبة الضرائب – نسخة أولى
- القصيدة الذهبية النسخة الأولى والثانية
- شرح الذهبية
- قصيدة ميمية العبرات
- قصيدة لاميه في السبعة السيارة وساعات الليل والنهار
- قصيدة الترفا ( دالية )
- قصيدة نونية صغيرة
- قصيدة نونية كبيرة
- قصيدة قياس الجاه (33) ( نونية )
- أرجوزة قياس التير (34) والسلبار (35)
- ميمية في قياس السماكين (26)
- عينية في قياس المسافات
- قصيدة رائية الغلق
- قصيدة رائية الكل
- قصيدة تائية في القياس الأصلي
- أرجوزة قياس المربعين الأوسطين .
- لا مية في قياس السلبار والواقع .

منقول


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس