عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-09, 03:53 PM   #68
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: قبس من مصابيح الهدى


[align=center]تابع عكرمة ابن ابى جهل
رضى الله عنه

وروى الإمام أحمد بسنده قال: حدثنا حجاج حدثني شعبة عن قتادة عن عكرمة أنه قال لما نزلت هذه الآية إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ثم يقول قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيئا مريئا لك يا رسول الله فما لنا فنزلت هذه الآية ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم و قال شعبة كان قتادة يذكر هذا الحديث في قصصه عن أنس بن مالك قال نزلت هذه الآية لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ثم يقول قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هنيئا لك هذا الحديث قال فظننت أنه كله عن أنس فأتيت الكوفة فحدثت عن قتادة عن أنس ثم رجعت فلقيت قتادة بواسط فإذا هو يقول أوله عن أنس وآخره عن عكرمة قال فأتيتهم بالكوفة فأخبرتهم بذلك(18)
وروى النسائي بسنده قال: أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل كان يضع المصحف على وجهه ويقول كتاب ربي كتاب ربي(19)
وظهرت ملامح بطولته وسماته القياديه في حروب الردة فقد كان ذا أثر عظيم فيها (استعمله أبو بكر رضي الله عنه على جيش وسيره إلى أهل عمان وكانوا ارتدوا فظهر عليهم. ثم وجهه أبو بكر أيضا إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهدا أيام أبي بكر مع جيوش المسلمين فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة خرج أبو بكر يطوف في معسكرهم فبصر بخباء عظيم حوله ثمانية أفراس ورماح وعدة ظاهرة فانتهى إليه فإذا بخباء عكرمة فسلم عليه أبو بكر وجزاه خيرا وعرض عليه المعونة فقال: لا حاجة لي فيها معي ألفا دينار. فدعا له بخير فسار إلى الشام واستشهد...) (12)
وكان أبو صفرة من أزد دباء ودباء فيما بين عمان والبحرين وقد كانوا أسلموا وقدم وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرين بالإسلام فبعث عليهم مصدقا منهم يقال له حذيفة بن اليمان الأزدي من أهل دباء وكتب له فرائض الصدقات فكان يأخذ صدقات أموالهم ويردها على فقرائهم فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا ومنعوا الصدقة فكتب حذيفة إلى أبي بكر بذلك فوجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إليهم فالتقوا فأقتتلوا ثم رزق الله عكرمة عليهم الظفر فهزمهم الله وأكثر فيهم القتل....(13)
ومن مواقفه في حرب الردة يتضح لنا أنه كان أحد قادة هذه الحرب ضد المرتدين حتى أنه ينسب إليه فيقال: فلان قاتل مع عكرمة في حروب الردة كما في هذه النصوص: شحريب رجل من بني نجراة له إدراك وكان مع عكرمة بن أبي جهل في قتال أهل الردة باليمن (14)
وعمرو بن جندب بن عمرو العنبري ذكره سيف في الفتوح وقال أرسله أبو عبيدة الى فحل وذكره الطبري في تاريخه فقال كان مع عكرمة بن أبي جهل إذ توجه الى ناحية اليمن لقتال أهل الردة صدر خلافة أبي بكر(15)وكان غرفة له صحبة وقاتل مع عكرمة بن أبي جهل في الردة (16)




أهم ملامح هذه الشخصية
نحن أمام أحد العظماء إن عشنا مع مواقف جاهليته، أو تعايشنا مع مشاهد إسلامه؛ بيد أن الإسلام يملأ النفس البشرية بجوانب من العظمة لا يراها الجاهليون بأبصارهم القاصرة، ويراها المؤمنون ببصائرهم النيرة، ومن ملامح هذه العظمة:
الحب العميق للقرآن: كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويقول كلام ربي كلام ربي (20)
الإيثار في أشد المواقف:
وروى حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم اليرموك فلما أثبتوا دعا الحارث بن هشام بماء ليشربه؛ فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعه إلى عكرمة فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش فقال: ادفعه إلى عياش فما وصل إلى عياش حتى مات ولا وصل إلى واحد منهم حتى ماتوا (21)
الجانب القيادي
حيث كان- رضي الله عنه - قائدا في جاهليته وعندما أسلم ظل محتفظا بهذه السمة.
الأثر النبوي في هذه الشخصية:
أثر النبي صلى الله عليه وسلم في عكرمة يمتد بطول حياة عكرمة ونلحظ تقارب السن بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعكرمة رضي الله عنه فهو أصغر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، وعاش معه بمكة قبل الإسلام زمنا ورأى أخلاقه وصدقه وأمانته وحسن تعامله وها هو يقول ذلك بنفسه عندما أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليعرف الإسلام عن قرب؛......فقال عكرمة والله ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثا وأبرنا برا.... فهذا يدل على تأثره بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته.
وأثر النبي - صلى الله عليه وسلم - واضح في عكرمة عندما كان يدلل على صدقه وإيمانه ولما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال لأصحابه: " يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت....
وحسن استقبال النبي له قائلا: " مرحبا بالراكب المهاجر " له أثر عظيم في نفس عكرمة - رضي الله عنه -.
وأن يثب النبي صلى الله عليه وسلم إليه دون رداء مستقبلا له؛ فرحا بقدومه، ولعل الحبيب صلى الله عليه وسلم عانقه فأزال ما على قلبه من ركام الجاهلية ولا شك أن لهذه المواقف العظيمة وغيرها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الأثر في نفس هذا الصحابي العظيم.





المشهد الأخير
ما كانت حياة كحياة هذا الفارس المغوار أن تختم بغير هذا المشهد العظيم، تأتي معركة اليرموك،وانظر إليه وهو الذي كان يصطحبه أبوه يوم بدر ليقاتل المسلمين؛ هاهو اليوم يصطحب ابنه عمر لقتال الروم وعندما وصل إلى أرض المعركة (نزل فترجل فقاتل قتالا شديدا فقتل رحمة الله عليه فوجد به بضع وسبعون من بين طعنة وضربة ورمية )(22)
وتعالوا بنا نرى المشهد من ناحية أخرى: روى حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم اليرموك فلما أثبتوا دعا الحارث بن هشام بماء ليشربه؛ فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعه إلى عكرمة فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش فقال: ادفعه إلى عياش فما وصل إلى عياش حتى مات ولا وصل إلى واحد منهم حتى ماتوا.
ويأبى القدر إلا أن يظل صاحبنا مصطحبا ابنه؛ ولكن في هذه المرة إلى الفردوس الأعلى...فهنيئا لهما[/align]
.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس