عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 02:58 PM   #49
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]والدة الاستشهادي محمود العابد تفتح قلبها و تكشف أسراراً جديدة عن نجلها للمركز الفلسطيني للإعلام

غزة - تقرير خاص :
لا بد من الثورة على المحتل و قتاله للخروج من أرضنا و انضمام محمود للكتائب أسعد الأيام
ابني انتقم لمجازر الاغتيال الصهيونية لقادتنا و زعمائنا و هدم منازلنا لن يثنينا عن الجهاد
نحب أبناءنا لكن حبنا للوطن و المقدسات و الجنة أكبر
"و الله ولدت محمودا و استقبلته و أنا أضحك ، و ودّعته إلى الدار الآخرة و أنا أضحك أيضاً ، و خرج محمود إلى الدنيا وهو يصرخ ما بين المغرب و العشاء ، و فارق هذه الدنيا و هو يكبر و يصرخ في وجه الصهاينة ما بين المغرب و العشاء أيضاً !!! ، فسبحان الله كيف قدّر لهذا الاستشهادي حياته و استشهاده" ...

بهذه الكلمات بدأت والدة الاستشهادي محمود حسن العابد منفّذ عملية دوغيت الاستشهادية في حزيران الماضي حديثها للمركز الفلسطيني للإعلام ، حيث كشفت لنا أسراراً خاصة بنجلها الشهيد محمود تنشر لأول مرة ، عن حياته و صفاته ، أيامه و لحظاته الأخيرة معها قبل ذهابه لتنفيذ عمليته الاستشهادية التي أسفرت عن مقتل ثلاثة صهاينة و إصابة 5 آخرين فكان هذا اللقاء .
ـ حدثينا عن نشأة محمود و ما هي أهم الصفات التي تمتع بها ؟

ولد محمود في معسكر الشاطئ للاجئين بتاريخ 30/4/1979 و كان ترتيبه في العائلة رقم 4 و له 5 أخوات و 4 أخوة ، و كان ميلاده سهلاً جداً حتى إن الطبيب بمستشفى الشفاء لم يصدق أنني في حالة وضع ، فو الله ولدت محمودا و استقبلته و أنا أضحك ، و ودعته إلى الدار الآخرة و أنا أضحك أيضاً ، و خرج محمود إلى الدنيا و هو يصرخ ما بين المغرب و العشاء ، و فارق هذه الدنيا و هو يكبر و يصرخ في وجه الصهاينة ما بين المغرب و العشاء أيضاً !!! .. فسبحان الله كيف قدّر لهذا الاستشهادي حياته و استشهاده ، و أما عن أهم الصفات التي تميز بها محمود فهي عدم الكذب و حب الخير و العطاء و مساعدة الآخرين ، فالطفل إذا تربى تربية سليمة و صحيحة فسينشأ منشأ سليماً ، ففي إحدى الليالي و قبل استشهاده بشهرين عاد محمود إلى البيت في ساعة متأخرة جداً و لما سأله والده لماذا تأخرت قال له "باشتغل مع الكتائب" و صعد إلى غرفته ، ظننّا أنه يمزح و قلنا له ما شاء الله مرة واحدة في الكتائب !! ، و تبينت بعدها أن محمود ما أحب أن يكذب على والده ، إضافة إلى أنه مرح و فكاهي درجةً أولى ، و التزم في المسجد منذ صغره .
- منذ متى التحق محمود بحركة حماس ؟ و ماذا كانت تعني بالنسبة له ؟

لم يخبرني محمود بذلك و لكنني كنت أشعر ذلك من خلال متابعته لأخبارها و تؤثّره باستشهاد قادتها و أعضائها ، و مشاركته في المواجهات مع أعضاء الحركة فهو كان يرى فيها مثالا للصدق و الوفاء و الانتماء الصادق للوطن ، و عدم النفاق .
- كيف علمت أن محمود أحد أعضاء كتائب القسام ؟ و هل أرسلت طلباً لقيادة الكتائب بالموافقة عليه استشهادياً كما سمعنا ؟؟

جاءني ذات مرة إلى المنزل و هو يقول "لقد قبلت يا أمي" ، فسألته أين ؟ قال "في صفوف الكتائب ، و منذ الآن فصاعداً أنا أحد جنودها المقاتلين" ، و خرج مسرعاً فاعتقدت أنه ذاهب لمواجهة اليهود لكنه عاد بعد فترة و طلب مني تصوير شريط فيديو معه ، و كنت قد أرسلت معه بعدما أخبرني أن الكتائب تريد موافقةً مني على اعتباره أحد الاستشهاديين ، فأرسلت معه رسالة قام بإيصالها للشيخ القائد العام صلاح شحادة - رحمه الله - الذي قال حينها محمود العابد ستنجح عمليته بصورة كبيرة لأنه مرضيّ من والدته .
- كيف كان شعورك عندما علمت أن ابنك محمود استشهادي ؟

حقيقةً في بداية الأمر تفاجأت من ذلك كون ابني سيفارقني و لن أراه ثانيةً ، لكنني سرعان ما تماسكت و احتسبت ذلك عند الله ، كون ابني شهيداً و هذا فخر لي ، و طلب مني الخروج معه لتصوير شريط فيديو وداع له .
- لماذا ودّعتي محمود عبر شريط الفيديو ؟ و ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها من خلاله ؟

في البداية رفضت التصوير خوفاً من الرياء ، إلا أنه أخبرني أن مسئوليه أخبروه بأن هذا سيكون دافعاً قوياً للشباب و النساء ، و يقوّي قلوب الأمهات ، و على هذا الأساس وافقت على التصوير على أن يكون هذا عملاً خالصاً لوجه الله تعالى أردت من خلاله إيصال رسالة مفادها أننا شعب احتلت أرضه و انتهكت أعراضه ، فلابد لنا من الثورة على المحتل و قتله و إخراجه من أرضنا بكل الطرق و الوسائل من خلال حثّ أبنائنا على الجهاد و الاستشهاد و المقاومة ، إضافة إلى تصبير أمهات الشهداء

- كم مرة خرج محمود لتنفيذ عمليته و لم يوفّق فيها ؟؟

خرج محمود قبل استشهاده مرتين بعد أن ودّعته و كانت الأولى بعد تصويرنا لشريط الفيديو مباشرةً ، حيث قال لي "أهم شيء يا أمي دعاؤك و رضاك" ، و خرج مسرعاً و أنا أنتظر سماع خبر استشهاده و أدعو له بالتوفيق في عمليته و أن يمكّنه الله من أعدائه حتى مساء اليوم الثاني ، و بينما أنا على سجادة الصلاة إذا بمحمود يأتي فسألته فقال لي "ذهبنا إلى المكان و رأينا العروس و أهلها و غداً سنذهب لدفع المهر" !!! ، فسألته ماذا حصل قال "لم نجد يهوداً" ، أما الثانية فودّعني و هو يقول "أنا ذاهب و لن أرجع" فبكيت و سالت دموعي و عندما رآني محمود لم يلتفت و أدار بوجهه مسرعاً ، و استمر انتظاري حتى منتصف الليل فإذا به يعود و سألته ما الخبر ؟ قال "لم يأت اليهود أيضاً" ، عندها قلت له لا تودّعني بعد الآن يا محمود ، اذهب إلى عمليتك مباشرة عندما تسنح الفرصة ، و هذا ما كان .
- صفي لنا لحظة خروج محمود لتنفيذ عمليته ؟ و ماذا كانت وصيّتك له ؟

أوصيته منذ أول وداع عدم الارتباك أمام يهود فهم جبناء جداً ، و تفقّد سلاحك جيداً قبل الخروج للعملية ، و لا ترتبك أمامهم و اقتل منهم كلما سنحت لك الفرصة و لا تتركهم أحياء ، أما عن لحظة الخروج فكان هو نائم خارج المنزل و عاد لكي ينام ، و ما إن اقترب من النوم بصورة كاملة فإذا بجهازه الخلوي "الجوال" يرن فهب مسرعاً رغم أنه يمتاز بالنوم الثقيل جداً و أخذ جهازه الجوال و دخل غرفته مسرعاً و خرج و وجهه مشرق مبتسم مستبشر ، حيث إنه كان على أبواب ملاقاة الحور العين ، و أخذت بالدعاء له بالتوفيق و أن يدخله جنات النعيم و يزوّجه الحور العين

- ما الذي دفع ابنك محمود لتنفيذ عمليته ؟

السبب الرئيسي هو الاحتلال ، فكل من احتلت أرضه و سلبت قاوم محتليه ، فالجهاد فرض عين على كل مسلم و مسلمة ، إضافة إلى مشاهدته للعديد من المشاهد المؤثرة التي حدثت في مخيم جنين ، و مجزرة نابلس التي استشهد فيها القائدان السياسيان جمال منصور و جمال سليم و خمسة آخرين معهم في قصف جوي لمركز حماس الإعلامي في نابلس ، و هذا الذي أثر كثيراً على حياة محمود ، إضافة إلى استشهاد رفيق دربه الشهيد القسامي مسلمة الأعرج منفّذ عملية إيلي سيناي البطولية و الذي تربطه بمحمود علاقة غريبة و مميزة حيث إن محمود كان يبكي كثيراً كلما رأى صورته لدرجة أنه حرص على النوم و هو يضع صورة مسلمة على وجهه .

- كيف تصرّفت منذ لحظة خروج محمود و حتى وصول خبر استشهاده ؟

ما إن رن جوال محمود و خرج تيقنت أنه ذاهب للشهادة ، و أخذت أترقّب الأخبار ، و أتخيل أنه سيعود مثل المرتين السابقتين ، و بينما أنا في هذه الأحلام إذا بالأخبار تذكر أن اشتباكاً مسلحاً يدور عند مستوطنة دوغيت شمال قطاع غزة فعرفت أنه محمود حيث إنه أخبرني عن مكان العملية و أكد لي أنها ليست اقتحاما لصعوبة تنفيذه بسبب الإجراءات الأمنية المشددة ، بل هو كمين لإحدى الدوريات التي تحرس المستوطنة سنكمن لها و نباغتها بإطلاق النيران عليها ، و أخذت أترقب وصول أنباء جديدة عما يحدث إلا أننا بقينا على ذلك دون أن يشعر بي أحد من أهل البيت .
- كيف علمتِ بخبر استشهاد محمود ؟ و كيف كان شعورك عندها ؟

بينما أنا في حالة الترقب و الانتظار و كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل إذا بباب المنزل يدق فوجدت اثنين ملثمين و بادراني بالقول "عظم الله أجرك يا حجة" ، فعلمت أن محمود فاز بالشهادة التي تمنّاها ، عندها نزل زوجي على أصوات النداء في المساجد ظناً منه أن هناك اجتياح صهيوني لغزة ، فأخبرته أن الله اصطفى محمود شهيداً في عملية بطولية ، و أخبرت إخوة محمود جميعاً بذلك ، و كنت أشعر بمزيج من السعادة و الحزن ، و أخبرت أخواته بأنني كنت على علم بما قام به و صوّرت معه شريط فيديو ، و هذا ما أثار استغرابهم في البداية لكن سرعان ما استقبلوا الأمر بشكل اعتيادي

- ما المعلومات التي توفرت لديك عن ظروف استشهاده ؟

علمنا بعد استشهاده أنه كان برفقة مجموعة من المجاهدين قاموا بنصب كمين لمجموعة من القوات الصهيونية الخاصة التي كانت تقوم بنصب الكمائن للمجاهدين الذين يحاولون التسلل إلى المستوطنة فباغتهم محمود و إخوانه بإطلاق النار عليهم و قضوا على جميع أفراد القوة .

- هل كان للشيخ القائد صلاح شحادة أثر على حياة محمود ؟

منذ أن طلب مني محمود كتابة الرسالة لقيادة الكتائب كانت موجهة للشيخ صلاح كونه القائد العام و الذي له الفضل بعد الله عز و جل في استشهاد محمود و اختياره لتنفيذ العملية ، حيث كان هو الذي يختار الاستشهاديين و يشترط رضاء أهله و موافقتهم ، فهذا أكبر أثر على حياة محمود .

- كيف تنظرين إلى قيام العدو الصهيوني بهدم منازل الاستشهاديين ؟ و هل تخشين من أن يطالكم هذا العقاب ؟

حسبي الله و نعم الوكيل ، هذا كله يرجع إلى تخاذل الأنظمة العربية ، العدو الصهيوني يحاول القضاء على جذوة الجهاد و المقاومة في نفوس الفلسطينيين ، و ثنيهم عن مواصلة جهادهم و تضحياتهم ، و لكنه لن ينجح في ذلك ، و أما نحن فلن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا ، و سنبقى صامدين و مستمرين في جهادنا و مقاومتنا حتى النصر و التحرير أو الشهادة بإذن الله

- في لقاء لك مع قناة الشارقة الفضائية وجّهت تهنئة خاصة إلى القائد القسامي محمد الضيف بسلامته من محاولة الاغتيال التي استهدفته ، ما السر في ذلك ؟ و هل كان له علاقة مع محمود ؟؟

أولاً محمد الضيف أحد أبرز قادة المقاومة في فلسطين عامة و حركة حماس خاصة ، و أعتبر المجاهد الضيف كأحد أبنائي رغم أنني لم أتشرّف نهائياً بمقابلته أو التعرف عليه ، إلا أن له مكانة خاصة في قلبي لما له من دور جهادي بطولي في مقارعة اليهود ، و أسال الله تعالى أن يحفظه و جميع إخوانه من أي سوء و أن يعمي عنهم الأعين الخائنة ، و بالنسبة لابني محمود أعتقد أنه لا يعرفه إطلاقاً و إنما كان يسمع عنه كباقي العالم .
- هل ستشعرين بنفس الشعور لو أن محمود استشهد دون أن يتمكن من قتل اليهود ؟

شعور الصبر يمنحه الله لعباده المؤمنين ، و هذا ما منحني إياه رب العالمين منذ أن علمت خبر استشهاد ابني ، و أصارحك القول إنني سررت كثيراً عندما علمت أنه قتل يهوداً في عمليته ، و لكن طالما أن المجاهد خارج في سبيل الله لقتل اليهود فهذا أكبر دافع للصبر لنا ، و لو أنه لم يقتل يهوداً فكفاه فخراً أنه فاز بالشهادة .
- ملكة السويد تقول إن النساء الفلسطينيات يدفعن أبناءهن للشهادة من أجل أخذ فلوس ، و ليس لديهم عاطفة الأمومة ، كيف ترد عليها أم الشهيد محمود ؟؟

ليس بعد الكفر ذنب ، و لو أنها كانت مسلمة لما قالت هذا الكلام ، و أقول لها نحن نمتلك أقوى عاطفة أمومة ، و نحب أبناءنا حباً شديداً ، و دائماً نذكر أبناءنا الشهداء و نفقدهم ، لكن هذا الحب يهون من أجل بلادنا المحتلة ، و نحن نبحث عن الجنة و نعيمها ، و نسعى لمرضاة الله ، فالله أمرنا أن نجاهد بأموالنا و أنفسنا في سبيل الله و نحن نستجيب لأمره تعالى ، و هذا فخر لنا ، و أدعوها لقراءة ما قالته أختي والدة الاستشهادي البطل الشهيد محمد فرحات فهذا أكبر رد عليها .
[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس