عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-09, 02:57 PM   #48
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: فلسطينيوعكا يقاومون التهجير ويطمحون للنصر


[align=center]الشهيد مصطفى فرارجة

أول شهداء بيت لحم في انتفاضة الأقصى

ابن الشيخ الضرير الذي ادخر ابنه للأقصى



الشهيد مصطفى الفرارجة مع والده

بيت لحم – خاص


في مثل هذا اليوم (4/10) قبل عامين، سقط أول شهيد في محافظة بيت لحم خلال انتفاضة الأقصى وهو مصطفى الفرارجة الذي لم تغب ذكراه عن رفاقه ومحبيه و أهله ووالدته الصبورة أم حازم، مصرية الأصل.

وقبل سنوات طويلة لم تكن تدري الفتاة المصرية، التي كانت هي أم حازم ، والتي تزوجت الشاب الفلسطيني الكفيف الذي ذهب لمصر ليدرس في الأزهر الشريف ليحصل على شهادة (العالمية) ، أنها ستكون على موعد مع كل هذا العذاب بسبب الاحتلال.

لم تعد الزوجة المصرية مع زوجها إلى حيث يفترض أن تكون العودة عادة، إلى (زكريا) قرية زوجها التي شرد منها، لأنها سقطت في أيدي الاحتلال عام 1948 و أصبح اسمها (زخاريا) يسكنها مستوطنون يهود قادمون من العراق والمناطق الكردية، فسكنت الفتاة التي أصبح اسمها أم حازم مع زوجها المعروف بالشيخ محمود الفرارجة في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين وهو أكبر تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في محافظة بيت لحم. ومن أكثرها نشاطا في فلسطين.

ولأن المخيم كان ومنذ سنوات الاحتلال الأولى مسرحا لنشاط واسع لمختلف القوى الوطنية وبؤرة توتر موجه ضد الاحتلال، كان على أبناء الشيخ محمود وأم حازم، أن يكونوا ضمن راشقي الحجارة المبكرين، وكانت أم حازم تخشى على أبنائها الذين هم في تماس يومي مع الاحتلال، كانت تسرع لتخليص أبنائها، وأبناء غيرها، من جنود الاحتلال، وتزورهم في المعتقلات وتذهب إلى المحاكم وتشيع أجواء الصبر للأمهات الأخريات.

ولم يبق واحد من أبناء أم حازم إلا وتعرض للاعتقال والسجن لفترات متفاوتة وفي سنوات مختلفة، وتبعا للمراحل العمرية، وفي كل مراحل الانتفاضات المتعاقبة كان لأم حازم قصة مع الاحتلال الذي يسرق الأبناء في عتمة الليل.

وخلال كل ذلك لم تفقد أم حازم بعض صفاتها التي حضرت بها إلى المخيم، كالمصابرة وخفة الروح و المزاج الفرح وكلامها المعسول.

وبالإضافة لدور الأبناء في مقاومة الاحتلال والتعرض للاعتقال، فانهم، كانوا وفقا لتسلسل أعمارهم مناطون بمهمة مساعدة والدهم الشيخ الكفيف والسير معه إلى مكان عمله إذ كان في مسجد مخيم الدهيشة وفيما بعد في مسجد عمر بن الخطاب في بيت لحم، وفي فترة لاحقة إلى التظاهرات الجماهيرية ومواقع الاعتصامات ضد ممارسات الاحتلال مثل النشاطات الاستيطاينة، حيث كان الشيخ إماما وخطيب صلوات الجمع التي تقام على الأراضي المهددة بالمصادرة وكان آخر الأبناء مصطفى يقوم بمهمة مساعدة الشيخ في تنقلاته.

ويوم الأربعاء 4/10/2000 كان الشيخ محمود، مثل مرات كثيرة، في مقدمة مسيرة شعبية ورسمية انطلقت من أمام مكتب الصليب الأحمر الدولي في بيت لحم باتجاه الجيب الاحتلالي (قبة راحيل) شمال المدينة، وعندما اقتربت المسيرة إلى موقع قريب من جنود الاحتلال أطلق الجنود القنابل الغازية المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، فتفرق المشاركون ولكن اكثر من شخص كان يسال عن الشيخ محمود وكيف تدبر نفسه مع الغاز المسيل للدموع والمطاطي، ولكن الشيخ الذي أصيب بالإغماء وبطلقة مطاطية قال لمصورين صحفيين كانوا في المنطقة ( من أجل الأقصى وفلسطين مستعدون أن نقدم كل شيء حتى أولادنا وسنقدمهم إنشاء الله).

و في اليوم التالي الخميس مساء كان آلاف المواطنين يتجمعون أمام مستشفى بيت جالا الحكومي في حالة غضب وحزن عميقين، بينما تجمع أصدقاء مصطفى فرارجة (22 عاما)، ابن الشيخ محمود، حول غرفة ثلاجة الموتى في مستشفى بيت جالا، بينما كان صديقهم مصطفى ممدا على سرير يرقد رقدته الأخيرة قبل الأوان وحوله في الغرفة من تمكن من الدخول من أصدقائه.

كانت الدماء خضراء لزجة تفترش صدر مصطفى الذي أصيب بأربعة طلقات نارية من قناصين صهاينة وأصيب زميله أكرم شعفوط (22 عاما) إصابة بالغة برصاصات ثلاث.

سارت الجماهير الغاضبة ليلاً من خارج المستشفى في مسيرات و التقت بمسيرات أخرى انطلقت من مواقع أخرى نحو منزل والد الشهيد الذي وقف وأشقاء الشهيد وأفراد عائلته و لاجئوا مخيم الدهيشة يستقبلون المتوافدين طوال الليل.

وفي اليوم التالي الجمعة وقف الشيخ محمود في مقبرة الشهداء في مدينة بيت ساحور بعد أن شارك عشرون ألفا في تشييع جثمان الشهيد سيرا على الأقدام مسافة تزيد عن عشر كيلو مترات يخطب فيهم قائلا ( إن العين لتدمع على فراقك يا مصطفى والقلب يحزن، ولكنها القدس يا مصطفى وفلسطين تحتاج الكثير وما قدمناه ليس إلا النزر القليل).

و أضاف الشيخ الذي لم تكن المرة الأولى التي يقف فيها مثل هذا الموقف في حضرة الشهداء مؤبنا ومحمسا وداعيا للجهاد، لكنها المرة الأولى التي تحمل تلك المعاني التي يمثلها استشهاد ابن، بصوت خطابي بليغ يليق بشيخ أزهري وبحزن تعطيه عاطفة الأبوة شجنا خاصا:

(وأنا إذا كنت حزينا على فراق ابني مصطفى فأنني ادخرته للأقصى وأودعته عند الله وعند الله لا تضيع الودائع).

وبنبرة حازمة دعا الفلسطينيين لتشديد النضال ومواصلته حتى تحرير القدس و الأقصى وقال ( صلاح الدين الأيوبي قدم 70 ألفا من جنوده حتى حرر القدس و يجب أن نبذل الغالي والرخيص من اجل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.)

وتحدث عن الوقوف المنتظر من الشعوب العربية والإسلامية لتحرير القدس والأقصى.

وخطب آخرون موجهين نداءات للعرب و المسلمين ووزع آخرون بيانات تطالب بانتقام وتتعهد به.

وبعد عامين من ذلك الموقف لم تستجب الشعوب العربية والإسلامية لنداء الشيخ محمود الذي جلس بصمت في منزله يحيى مع الآخرين الذكرى الثانية لاستشهاد ابنه.
[/align]


هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس