عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-09, 03:51 PM   #20
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الشاعر عبد الرحمن الابنودى


وقفوا لما شافوا أبوي.. اتقدم بيا وقال لجوزي.. لعنة الله عليه..: ما علش يا فلان.. البنت صغيرة وماتدركش.. فإنت تسامحنا وتقبلها مننا تاني».
وتعلق فاطنة علي هذا المشهد الذليل: «الحاج قنديل- الوحش- كان صوته بيترعش كأنه بيشمت.. بيتوسل، ويترجي بحق وحقيق»
ثم يستمر الحوار بين الرجلين:
قال له الراجل: ما علهش يا حاج.. المسامح كريم.. خديها يا نجية..
«شالتني نجية من فوق دراعين أبوي ودخلت بيا الدار.. وسابت الرجالة للرجالة مشي أبويا وهملني.. من هنا وأنا مسكني العيا من هنا.. نار وجت في مخي وصدري وهدومي.
كسرولي.. النسوان بصل ودعكوني.
جابولي سفوف وسففوني.
رحت لك في سكرة ما فقت منها إلا في بيت أبوي.. رجعوني أموت عند أمي».
وتنتهي هنا مأساة فاطنة.. ولكن لهذه المأساة نهاية سعيدة.. تضعها «ست أبوها» يقول عبدالرحمن الأبنودي: «قالت «ست أبوها» إنها توسلت للرجل أن يطلق ابنتها..
قالت له إنها لم تعد تلك الصبية المرعرعة التي دخلت بيته، لم يعد فيها شيء يتزوجه.
قال له: لا تظلم نفسك وابحث عن عروس حقيقية».
وتحكي لنا ست أبوها كيف وفقت في إنقاذ ابنتها..» قعدت ازنلك في ودانه وأكرهه في البنت، لحد ما قال: «ابعتوا جيبوا المأذون» وتقول ست أبوها وهي تحكي لحفيدها عبدالرحمن: «والله يا وليدي دفعت حق الطلاق.. اشتريت بتي تاني. ولمت الحاج قنديل.. ما كان من الأول!».
وتصف لنا هذه الأم كيف عاونت ابنتها أن تستعيد صحتها.. «وقعدت أأكل وأشرب لحد ماهه الجسم نطق واللسان اتحرك وقامت فاطنة تقعد جنب الفرن وأنا باخبز، وتهش الفروج اللي ممكن يدوس علي العيش الشمشي اللي بيخمر في الشمش كل يوم ألاقي الدم يقرب من خدودها شعرة شعرة، لما عرفت إنها مش حتشوف وش العفريت اللي اتجوزته.. تاني ابتدا عودها يتفرط. لكن فضلت كتير قبل ما تفتح حنكها وتتكلم. وقعدت شهور قبل ما تفتح حكنها.. وتضحك»».. ذلك أن الضحك- من القلب- علامة الصحة المعنوية والمادية.. يعني دليل الصحة النفسية والصحة الاجتماعية.. والصحة الجسمية..
وتقول فاطنة قنديل لابنها عبدالرحمن: «لم أعش حرة كثيرا. جاء والدك وكان طالبا في المعهد الديني ليطلب يدي...» ويعلق عبدالرحمن علي كفاح فاطنة قنديل وإصرارها وعنادها في سبيل حريتها وكرامتها : «كلما قرأت مقالاتهن أو سمعتهن في التليفزيون أو في تجمعات المرأة التي تسعي للتحرر تذكرت فاطنة قنديل... ... وأعرف في أعماق يقيني أنها كانت في طليعة المرأة المناضلة في مصر..» وأنا معه بكل قلبي وعقلي.. وأقول إن هذه امرأة مصرية يفتخر بها قاسم أمين.. وأكرر ما سبق أن قلت إن فاطنة قنديل بحق إيزيس أبنودية.
وفي المقدمة يقول عبدالرحمن الأبنودي: «لأني خرجت من القرية وكأني عصارتها فقد حملت تاريخها وباطنها ووجهها في الضمير- دون قصد- وسرت في الحياة، فإنني في هذه المشاهد التي يحويها هذا الكتاب، إنما أحاول القبض علي جوهر الروح ولب الفكرة التي تحكم الإنسان المصري الأصلي الذي لم يفقد الصفات القديمة للإنسان النيلي القديم بعد».. وكلمة «بعد» الأخيرة تشير إلي فوق- وخوفنا- أن تضيع- يوما- هذه الصفات القديمة للإنسان النيلي.. «لا سمح الله».
>>>
في «أيامي الحلوة» تحدث عبدالرحمن الأبنودي عن ألوان نشاطه- وهو طفل- في قريته «أبنود».. راعيا للغنم وصائدا للسمك.. كما تحدث عن أغاني النساء وعن المتسولين.. وعن الكلاب.. حتي..
ولكني أود أن أتوقف عند «راعي الغنم» و«صياد السمك».. وعند «المتسولون».. إذا سمح هذا الفراغ.. الذي يكاد أن يفيض!
في «أيامي الحلوة» تحدث عبدالرحمن الأبنودي عن ألوان نشاطه- وهو طفل- في قريته «أبنود».. راعيا للغنم وصائدا للسمك.. كما تحدث عن أغاني النساء وعن المتسولين.. وعن الكلاب.. حتي..
ولكني أود أن أتوقف عند «راعي الغنم» و«صياد السمك».. وعند «المتسولون».. إذا سمح هذا الفراغ.. الذي يكاد أن يفيض!
>>>
يقول عبدالرحمن الأبنودي:
«غناء هذه القرية وجه مكتمل الملامح لكل أشكال الحياة فيها، لكل أنواع التداخلات المتشابكة التي تشكل أسباب استمرارها من علاقات اقتصادية أو اجتماعية أو فكرية أو روحية. القرية بكاملها موجودة ومتجسده في غنائها» ويقول عن غناء هذه القرية.. يردده الرجال والنساء والأطفال.. أولاد وبنات: «إن غناءهم نوع خاص جدا من الوثائق الأمينة.. سطروها هم أنشأوها بإرادتهم الكاملة واختيارهم الحر في غفلة عن القوانين التي حاصرتهم بها


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس