عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-09, 07:03 PM   #1

الجارف
خطوات واثقة

رقم العضوية : 1288
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 67
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الجارف
نماذج من مكارم الاخلاق!






نحمد الله الحنان المنان حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ونصلى ونسلم على خير خلقه الرسول المصطفى والنبي المجتبى وعلى آله وصحبه ..

اجتهد اخوة لنا نحسبهم كذلك والله حسيبنا وحسيبهم في البحث والتقصي وجمع النافع والمفيد وتنسيقه ونشره لتعم الفائدة وتكون عونا على تلقي العلم النافع مقدرين لهم جهدهم اثقل اللهم بهذا العمل موازينهم وغفر اللهم لنا ولهم وجعل مثوانا ومثواهم الجنة..

معد هذا الجهد مراد بن احمد المقدسي.

أولاً: تعريف مكارم الأخلاق.
لغة: السّجية والطبع والمروءة والدين.
شرعاً: حال في النفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر من غير حاجة إلى فكر ورَوِيّة، وهذا تعريفٌ للأخلاق كلّها .
أما المكارم: فهي حال في النفس راسخة تصدر عنها أفعال الخير من غير حاجة إلى فِكر ورويّة.
ثانياً: أهمية مكارم الأخلاق:
1- حقيقة دعوة الرسول: روى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال عليه السلام: ((إنّما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق)). وفي رواية: ((صالح الأخلاق)). وقال تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة ويُزكِّيهم إنك أنت العزيز الحكيم [البقرة:129]. وقال عز وجل: هو الذي بَعَث في الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويُزكِّيهم ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين [الجمعة:2].
2- الله يحب مكارم الأخلاق:
روى الحاكم عن سهل بن سعد مرفوعاً: ((إن الله كريم يحب الكرم ويحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها)).
روى الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله مرفوعاً: ((إن الله جميل يحب الجمال ويحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها)).
وروى البَيهقي في شعب الإيمان عن طلحة بن عبيد الله مرفوعاً: ((إن الله جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفاسفها)).
3- بمكارم الأخلاق يرتفع أقوام ويُحَطُّ آخرون بتضييعها:
مثل: إبليس: قال تعالى فيه: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين [البقرة:34].
ومثل فرعون: قال تعالى: ((إن فِرعون عَلا في الأرض وجعل أهلها شيَعاً يستضعف طائفة منهم يُذبِّح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين ونُريد أن نَمُنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلَهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونُمكِّن لهم في الأرض ونُريَ فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون [القصص:4-6].
ومثل قارون: إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنّ مَفَاتِحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يُحِب الفَرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرةَ ولا تنسَ نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تَبغِ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين [القصص:76-77].
فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين [القصص:81]..
قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
4- هكذا كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بذلك:
روى البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحِشاً ولا مُتفحِّشاً وكان يقول: ((إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً)).
وروى الترمذي عن معاذ أنّه عليه السلام قال له: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تَمْحُها، وخالق الناس بخُلُق حسن)).
ثالثاً: شروط مكارم الأخلاق:
1- الإخلاص لله في هذا العمل. 2- أن تكون الأخلاق نابعة من الكتاب والسنة.
فلا يكون صاحب الخُلُق يقصد به منفعة دنيوية وغرضاً دنيوياً فحسب، بل يجب الإخلاص لله تعالى، وأن تكون الأخلاق وفِق ما جاء في الكتاب والسنة، وفي ذلك تحذير من وضع اللين في موضع الشدة، واستخدام الكذب لمقاصد حسنة وغير ذلك.
روى أحمد والبخاري في الأدب المُفرد عن أبي هريرة مرفوعاًً: ((خياركم إسلاماً أحاسنكم أخلاقاً إذا فقهوا)).
رابعاً: علامات لمكارم الأخلاق:
وهناك علامتان لمكارم الأخلاق متى توفرت فليعلم الإنسان أنه فيه مكارم أخلاق ويلزمه الحِفاظُ عليها وتقويتها.
1- حب الخير للمسلمين: روى البخاري ومسلم عن أنس مرفوعاً: ((لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه)). وفي رواية لأبي عوانة في صحيحه: ((من الخير)).
2- احتمال الأذى: وللعبد المسلم صاحب الأخلاق الحسنة إذا أُصيب بأذية له أحد عشر موقفاً يقفه حتى يتحمّل الأذى.
أ- مشهد القدر: "وأن ما جرى عليه بمشيئة الله وقضائه وقدره". قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كلّ مختال فخور [الحديد:22-23].
ب- مشهد الصبر: قال ابن القيم: " فيشهده ويشهد وجوبه وحسن عاقبته وجزاء أهله وما يترتّب عليه من الغِبطة والسرور، ويُخلِّصه من ندامة المقابلة والانتقام، فما انتقم أحد لنفسه قط إلا أعقبه ذلك ندامة، وعلم أنه إن لم يصبر اختياراً على هذا – وهو محمود – صبَر اضطراراً على أكبر منه وهو مذمومً. المدارج 2/360.
قال تعالى: لتُبلوُنَّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعُنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور [آل عمران:186].
وقال تعالى: ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لمِن عزم الأمور [الشورى:43].
ج- مشهد العفو والصفْح والحِلم:
قال ابن القيم: "وعلم بالتجربة والوجود وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل".
روى مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: ((ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّاً)) المدارج 2/360. وقال تعالى: وجزاء سيئةٍ سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين [الشورى:40].
د- مشهد الرضى:
هذا فوق مشهد العفو والصفح , قال ابن القيم: "فهذا لا يكون إلا للنفوس المطْمئنّة لا سيما إن كان ما أُصيبت به سببه القيام لله. فإذا كان ما أصيبت به في الله وفي مرضاته ومحبته: رضِيَت بما نالها في الله".
قال خبيب:
ولست أُبالي حين أٌقتل مسلماً على أيِّ جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإلـه وإن يشأ يبارك علـى أوصـال شِلْوٍ مُمَزَّعِ
وقال آخر:
من أجلك جعلت خذِّي أرضا للشامت والحسـود حتى ترضـى
وقال ابن القيِّم: "ومن لم يرْضَ بما يُصيبه في سبيل محبوبه فلينزل عن درجة المحبة وليتأخر فليس من ذا الشأن".
هـ - مشهد الإحسان:
قال ابن القيم: "وهو أن يُقابِل إساءة المسيء إليه بالإحسان، فيُحسن إليه كلما أساء هو إليه، ويُهوِّن هذا عليه علمُه بأنه قد ربِح عليه، وأنه قد أهدى إليه حسناته، محاها من صحيفته".
قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه ولي حميم [فُصِّلت:34].
و- مشهد السلامة وبرد القلب:
قال ابن القيم: "وهو أن لا يشتغل قلبه وسِرُّه بما ناله من الأذى وطلبِ الوصول إلى دَرْك ثأره وشفاء نفسه، بل يُفَرِّغ قلبه من ذلك". المدارج 2/362.
ز- مشهد الأمن:
قال ابن القيم: "فإنه إذا ترَك المقابلة والانتقام: أمن ما هو شرٌ من ذلك وإذا انتقم واقَعَه الخوف ولا بد، فإن ذلك يزرع العداوة، والعاقل لا يأمن عدوَّه ولو كان حقيراً". المدارج
2/362.
ح- مشهد الجهاد:
"وهو أن يشهد تَوَلُّدَ أذى الناس له من جهاده في سبيل الله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإقامة دين الله وإعلاء كلمته".
ولما عزَم الصدِّيق رضي الله عنه على تضمين أهل الردة ما أتلفوه من نفوس المسلمين قال له عمر بن الخطاب بمَشهد من الصحابة: "تلك دماء وأموال ذهبت في الله وأجورها على الله ولا دية لشهيد" فأطبق الصحابة على قول عمر ووافقه عليه الصِّديق".
وقال لقمان لابنه: وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور [لقمان:17].
ط- مشهد النعمة:
وذلك من وجوه: أحدها: أن يشهد نعمة الله عليه في أن جعله مظلوماً يترقَّب النصر، ولم يجعله ظالماً يترقّب المقت والأخذ.
ومنها: أن يشهد نعمة الله في التكفير بذلك من الخطايا.
ومنها: أن يشهد كون تلك البَليّة أهون وأسهل من غيرها. وأن كل مصيبة دون مصيبة الدين هيِّنة وأنها في الحقيقة نعمة، والمصيبة الحقيقية مصيبة الدّين.
ومنها: توفيه أجرها يوم الفقر والفاقة.
قال تعالى: إنما يُوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [الزمر:10]. المدارج 2/363, 364.


الجارف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس