رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10
أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
|
|
|
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني
أَرَى اَلْحَاجَات عِنْد أَبِي خبيب , نَكَّدْنَ وَلَا أُمِّيَّة فِي اَلْبِلَاد أَيْنَ كَأَبِي عَبْد اَللَّه
? لَقَدْ عَدِمَهُ اَلشَّام ! فَكَانَ كَمَكَّة إِذْ فَقَدَ هُشَام [ عَنَيْت هُشَام بْن اَلْمُغَيَّرَة وَلِأَنَّ
اَلشَّاعِر رَثَاهُ فَقَالَ
أَصْبَحَ بَطْن مَكَّة مُقْشَعِرًّا كَأَنَّ اَلْأَرْض لَيْسَ بِهَا هُشَام
يَظَلّ كَأَنَّهُ أَثْنَاء سَوْط وَفَوْق جَفَافه شَحْم رُكَام
فَلِلْكُبَرَاءِ أَكَلَ كَيْفَ شَاءُوا وللصغراء حَمْل واقتثام
وَأَبُو اَلطَّيِّب اَللُّغَوِيّ اِسْمه عَبْد اَلْوَاحِد بْن عَلِيّ , لَهُ كِتَاب فِي اَلْإِتْبَاع صَغِير عَلَى
حُرُوف اَلْمُعْجَم فِي أَيْدِي اَلْبَغْدَادِيِّينَ , وَلَهُ كِتَاب يَعْرِف بِكِتَاب الأبدال , قَدْ نَحَا
نَحْو كُتَّاب يَعْقُوب فِي اَلْقَلْب , وَكِتَاب يَعْرِف بِشَجَر اَلدُّرّ , سَلَكَ بِهِ مَسْلَك أَبِي عُمَر
فِي اَلْمَدَاخِل وَكِتَاب فِي اَلْفَرْق قَدْ أَكْثَرَ فِيهِ وَأَسْهَبَ , وَلَا شَكّ أَنَّهُ قَدْ ضَاعَ كَثِير
مِنْ كُتُبه وَتَصْنِيفَاته , لِأَنَّ اَلرُّوم قَتَلُوهُ وَأَبَاهُ فِي فَتْح حَلَب .
وَكَانَ اِبْن خالويه يُلَقِّبهُ قرموطة الكبرثل [ يُرِيد دحروجة اَلْجَعْل , لِأَنَّهُ كَانَ
قَصِيرًا ]
وَحَدَّثَنِي اَلثِّقَة أَنَّهُ كَانَ فِي مَجْلِس أَبِي عَبْد اَللَّه بْن خالويه وَقَدْ جَاءَهُ رَسُول سَيْف
اَلدَّوْلَة يَأْمُرهُ بِالْحُضُورِ وَيَقُول لَهُ قَدْ جَاءَ رَجُل لُغَوِيّ , [ يَعْنِي أَبَا اَلطَّيِّب هَذَا ]
قَالَ اَلْمُحْدَث فَقُمْت مِنْ عِنْده وَمَضَيْت إِلَى اَلْمُتَنَبِّي , فَحَكَيْت لَهُ اَلْحِكَايَة , فَقَالَ ,
اَلسَّاعَة يسلء اَلرَّجُل عَنْ شَوْط براح , والعلوض وَنَحْو ذَلِكَ [ يَعْنِي أَنَّهُ يَعْنِيه ]
وَكَانَ أَبُو اَلطَّيِّب اَللُّغَوِيّ بَيْنه وَبَيْن أَبِي اَلْعَبَّاس بْن كَاتِب البكتمري مَوَدَّة
وَمُؤَانَسَة وَلَهُ يَقُول
يَا عَبْد إِنَّك عِنْد اَلْقَلْب جَنَّته حُبًّا وَإِنَّك عِنْد اَلطَّرَف نَاظِره
أَزْمَعَتْ سَيْرًا فَقُلْ مَا أَنْتَ قَائِله وَاذْكُرْ لِرَاعِي اَلْهَوَى مَا أَنْتَ ذَاكِرَة
لَا أَشْتَكِي سَهَرًا طَالَتْ مسافته اَللَّيْل يَعْلَم أَنِّي اَلدَّهْر سَاهِرَة
[ قَوْله : يَا عَبْد يُرِيد يَا عَبْد اَلْوَاحِد , كَمَا قَالَ عُدَيّ بْن زَيْد فِي اَلْأَبْيَات
اَلصَّادِيَّة اَلَّتِي مَضَتْ ] .
غَيَّبَتْ عَنِّي عَبْد فِي سَاعَة اَلشَّرّ وَجَنَّبَتْ أَوَان اَلْعَوِيص
يُرِيد عَبْد هِنْد
وَقَدْ كَانَ أَبُو اَلطَّيِّب يَتَعَاطَى شَيْئًا مِنْ اَلنُّظُم ]
وَقَدْ عَلِمَ اَللَّه أَنِّي لَا فِي اَلْعِير وَلَا فِي اَلنَّفِير وَمَنّ للجارمة بِالتَّكْفِيرِ ?
كُلَّمَا رَغِبَتْ فِي اَلْخُمُول , قَدْر لِي غَيْر اَلْمَأْمُول , وَكَانَ حَقّ اَلشَّيْخ إِذْ أَقَامَ فِي
معرة اَلنُّعْمَان سَنَة أَنْ لَا يَسْمَع لِي بِذِكْر وَلَا أَخْطُر لَهُ عَلَى فِكْر , وَالْآن فَقَدْ
غَمَرَ إفضاله وَأَظَلَّنِي دوح أَدَبه لَا ضَالّه , وَجَاءَنِي مِنْهُ فَرَائِد لَوْ تمثت اَلْوَاحِدَة
مِنْهَا تومة , لَمْ تَكُنْ بِالصُّحُفِ مَكْتُومَة , وَلَا سَتُغْنِي بِثَمَنِهَا اَلْقَبِيل , وَعُمْر
إِلَيْهَا اَلسَّبِيل , يَنْظُر مِنْهَا اَلنَّاظِر إِلَى جَوْهَرَة مِثْل اَلزَّهْرَة , كَمَا قَالَ الراجز
ذَهَبَتْ لِمَا أَنْ رَآهَا تزمره وَقَالَ : يَا قَوْم رَأَيْت مُنْكِره
شَذْرَة وَادٍ إِذْ رَأَيْت اَلزَّهْرَة
[ وَبَعْضهمْ يَرْوِي : تَرَمُّله , مَكَان تزمره , وَهِيَ أَكْثَر اَلرِّوَايَتَيْنِ عَلَى مَا فِيهَا مِنْ
الإكفاء ]
وَهُوَ أَدَامَ اَللَّه عَزَّ اَلْأَدَب بِحَيَاتِهِ كَرِيم اَلطَّبْع وَالْكَرِيم يَخْدَع وَمِنْ سَمِعَ جَاز أَنْ
يَخَال والجندل لَا يَنْتِج الرخال
وَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ مِنْ مَيْله فِي مِصْر , إِلَى بَعْض اَللَّذَّات , فَهُوَ يَعْرِف اَلْحَدِيث ,
أَرِيحُوا اَلْقُلُوب تَعِ اَلذَّكَر , وَقَالَ أحيحة بْن الجلاح :
صخوت عَنْ اَلصِّبَا وَاللَّهْو غُول وَنَفْس اَلْمَرْء آوانة مَلُول
وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُون فِي هَذَا اَلْوَقْت يَضْبُط مَا مَعَهُ مِنْ اَلْأَدَب بِدَرْس مَنْ يَدْرُس عَلَيْهِ
, إِذْ كَانَتْ اَلسِّنّ لَا بُدّ لَهَا مِنْ تَأْثِير , وَأَنْ تَرْمِي بِقِلَّة كُلّ كَثِير , وَلَكِنَّ قَطْرَته
اَلْفَارِدَة تَغْرَق وَنَفَسه إِذَا بَرُدَ يَحْرُق وَقَالَ رَجُل مِنْ قُرَيْش
لِلَّهِ دُرِّيّ حِين أَدْرَكَنِي البلى عَلَى أَيّمَا تَأْتِي اَلْحَوَادِث أَنْدَم
أَلَمْ أجتل اَلْبَيْضَاء يُبْرِق حجلها لَهَا بَشَر صَافٍ وَوَجْه مُقَسَّم ? !
وَلَمْ أُصْبِح قَبْل اَلْعَوَاذِل شَرْبَة مشعشعة و كَأَنَّ عَاتِقهَا اَلدَّم
وَلَعَلَّهُ قَدْ قَضَى اَلْإِرْب مِنْ ذَلِكَ كُلّه , وَالْأَشْيَاء لَهَا أَوَاخِر وَإِنَّمَا اَلْعَاجِلَة سَرَاب
سَاخِر , وَقَدْ عَاشَرَ مُلُوكًا وَوُزَرَاء فَلَا مُنَقِّصَة وَلَا إزراء وَقَدْ سَمِعَ نَبَأ اَلنُّعْمَان
اَلْأَكْبَر , إِذْ فَارَقَ مَلِكه فِرَاق اَلْمُعَبِّر , وَتُعَوِّض مِنْ اَلْحَرِير اَلْمُسُوح وَرَغِبَ فِي أَنَّ
يسوح وَإِيَّاهُ عَنِّي اَلْعَبَّادِيّ فِي قَوْله
وَتَذْكُر رَبّ اَلْخَوَارِق إِذْ فَكَّرَ يَوْمًا وَلِلْهُدَى تَفْكِير
سَرَّهُ مَلِكه وَسِرّه مَا يَمْلِك وَالْبَحْر مَعْرَضًا والسدير
فارعوى جَهْله فَقَالَ وَمَا غِبْطَة حَيّ إِلَى اَلْمَمَات يَصِير ?
و اَلسُّكَّر مُحَرَّم فِي كُلّ اَلْمَلَل , وَيُقَال إِنَّ اَلْهِنْد لَا يَمْلِكُونَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا يَشْرَب
مُسْكِرًا لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَهُ مُنْكِرًا , وَيَقُولُونَ يَجُوز أَنْ يُحَدِّث فِي اَلْمَمْلَكَة نَبَأ وَالْمَلِك
سَكْرَان , فَإِذَا اَلْمَلِك اَلْمُتَّبَع هكران .
لَعَنَتْ اَلْقَهْوَة , فَكَمْ تَهْبِط بِهَا رهوة , لَا خِيرَة فِي اَلْخَمْر توطىء عَلَى مِثْل اَلْجَمْر
, مَنْ اصطبح فيهجا , فَقَدْ سَلَكَ إِلَى اَلدَّاهِيَة مَنْهَجًا , مَنْ اغتبق أَمْ لَيْلَى , فَقَدْ
سَحَبَ فِي اَلْبَاطِل ذَيْلًا , مِنْ غري بِأُمّ زَنْبَق فَقَدْ سَمَحَ بِالْعَقْلِ اَلْمَوْبِق مِنْ حَمَل
بِالرَّاحَةِ رَاحَا فَقَدْ أَسْرَعَ لِلرُّشْدِ سَرَاحًا , مَنْ رَضِيَ بِصُحْبَة اَلْعَقَار فَقَدْ خَلَعَ ثَوْب
اَلْوَقَار , مَنْ أَدْمَنَ قرقفا , فَلَيْسَ عَلَى اَلْوَاضِحَة مَوْقِفًا مِنْ سَدّك بِالْخُرْطُومِ رَجَعَ
إِلَى حَال اَلْمَفْطُوم , اَلْمُوَاظَبَة عَلَى العاني , تَمْنَع بُلُوغ اَلْأَمَانِي , اَلْخَيْبَة
لسبيئة , تَخْرُج مِنْ سِرّ كُلّ خبيئة , لَا فَائِدَة فِي اَلْكُمَيْت , تَجْعَل حَيّهَا مِثْل
اَلْمَيِّت , مَنْ بَلِيَ بالصرخدي , لَمْ يَكُنْ مِنْ اَلْفَاضِحَة بالمفدي , مَا أَخُون عُهُود
السلاف , تَنْقُض مَرِير الأحلاف , أَمَّا السلافة , فَسَلْ وَآفَة , كَمْ شَابّ فِي بَنِي
كِلَاب , مَاتَ عبطة وَمَا بَلَغَ مِنْ اَلدُّنْيَا غِبْطَة ! رَمَاهُ بسحاف قَاتِل وَإِدْمَان
اَلْمُعَتَّقَة ذَات المخاتل , مِنْ بَكْر , إِلَى اَلشُّمُول , فَرَأْيه يَنْظُر بِطَرَف مسمول ,
أَقَلّ عَنَتًا مَنْ كرينة , لَيْث زَأَرَ فِي العرينة , كَمْ بِرَبْط عَصَفَ بجعد وسبط ! كَمْ
مُزْهِر أَوْقَع هاجدا فِي اَلسَّهَر !
وَهُوَ يَعْرِف أَبْيَات المتنخ
|