رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10
أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
|
|
|
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني
وَقَدْ عَلِمَ اَلْأَقْوَام , لَوْ أَنَّ حَاتِمًا أَرَادَ ثَرَاء اَلْمَال كَانَ لَهُ وَفَرّ
يَفُكّ بِهِ العاني وَيُؤَكِّل طَيِّبًا وَلَيْسَتْ تَعَرِّيه القداح , وَلَا اَلْيُسْر
أماوي إِنْ يُصْبِح صداي بِقَفْرَة مِنْ اَلْأَرْض لَا مَاء لَدَيَّ وَلَا خَمْر
تَرَى أَنَّ مَا أَهْلَكَتْ لَمْ يَكُ ضَرَّنِي وَأَنَّ يَدِي مِمَّا بَخِلَتْ بِهِ صِفْر
وَقَالَ طَرْفَة
فَإِنْ كُنْت لَا تَسْتَطِيع دُفَع مَنِيَّتِي فَدَعْنِي فَدَعْنِي أُبَادِرهَا بِمَا مَلَكَتْ يَدِي
وَقَالَ عَبْد اَللَّه بْن اَلْمُعْتَزّ
وَلَا تُطِلّ بِالْكُؤُوسِ مَطْلِيّ وَحَبْسِي , لَيْسَ يَوْمِيّ , يَا صَاحِبِي مِثْل أَمْسِي
لَا تَسَلْنِي وَسُلّ مَشِيبِي , عَنِّي , مذ عَرَّفَتْ اَلْخَمْسِينَ أَنْكَرَتْ نَفْسِي
فَهَذَا حَثَّتْهُ كَثْرَة سِنِيهِ عَلَى أَنْ يَسْتَكْثِر مِنْ السلافة , وَمَا حَفَّظَ حَقّ اَلْخِلَافَة ,
وَإِنَّ اَلْعَجَب طَمَعه أَنْ يَلِي كَأَنَّهُ فِي اَلْعِبَادَة , شحب , وَبَلِيَ وَلَكِنَّ اَلْقَائِل قَالَ
لِمُعَاوِيَة بْن يَزِيد .
تَلَقَّاهَا يَزِيد عَنْ أَبِيهِ فَخُذْهَا يَا معاوي عَنْ يَزِيدَا
وَقَدْ كَانَ محد بْن يَزِيد , اَلْمِبْرَد , يُنَادِم اَلْبُحْتُرِيّ , ثُمَّ تَرَكَ
وَأَنَا أَضَنّ بِهِ , مَيَّزَ اَللَّه مِنْ اَلْغَيْظ قَلْب عَدْوه , أَنْ يَكُون كَأَنِّي عُثْمَان اَلْمَازِنِيّ
, عُوتِبَ فِي اَلشَّرَاب , فَقَالَ , إِذَا صَارَ أَكْبَر ذُنُوبِي تَرِكَته .
وَأَمَّا إِبْرَاهِيم , بْن اَلْمَهْدِيّ , فَقَدْ أَسَاءَ فِي تَعْرِيضه , بِالْكَأْسِ , لِمُحَمَّد بْن
حَازِم , وَلَكِنْ مِنْ عَبَث بالبم و اَلزِّير , لَمْ يَكُنْ فِي اَلدِّيَانَة أَخَا تَعْزِير وَقَدْ رُوِيَ
أَنَّ اَلْمُعْتَصِم دَعَا إِبْرَاهِيم , كَعَادَتِهِ فَغَنَّاهُ اَلْبَيْتَيْنِ اَللَّذَيْنِ يُقَال فِيهَا غَنَّى صَوْت
اِبْن شكلة , وَبَكَى إِبْرَاهِيم , فَقَالَ لَهُ اَلْمُعْتَصِم , مَا يُبْكِيك ? فَقَالَ كُنْت عَاهَدْت
اَللَّه إِذَا بَلَغَتْ سِتِّينَ سَنَة أَنْ أَتُوب , وَقَدْ بَلَغَتْهَا , فَأَعْفَاهُ اَلْمُعْتَصِم مِنْ اَلْغِنَاء
, وَحُضُور اَلشَّرَاب .
وَالتَّوْبَة , إِذَا لَمْ تَكُنْ نَصُوحًا , لَمْ يَلُفّ خَلْفهَا منصوحا , وَكَانَ فِي بَلَدنَا رَجُل
مُغْرَم بِالْقَهْوَةِ , فَلَمَّا كَبَرَ رَغِبَ فِي اَلْمَطْبُوخ , وَكَانَ يَحْضُر مَعَ نداماه وَبَيْن يَدَيْهِ
خرداذي , فِيهِ مطبخة , وَعِنْدهمْ قَدَح وَاحِد , فَيَشْرَب هُوَ مِنْ اَلْمَطْبُوخ وَيَشْرَب
أَصْحَابه مِنْ النيء فَإِذَا جَاءَ اَلْقَدَح إِلَيْهِ لِيَشْرَب غَسْله مِنْ أَثَر اَلْخَمْر وَشُرْب فِيهِ
فَإِذَا فَرَغَ خرداذي اَلْمَطْبُوخ , رَجَعَ فَشَرِبَ مِنْ شَرَاب إِخْوَانه .
وَأَمَّا مُخَاطَبَته , غَيْره وَهُوَ يَعْنِي نَفْسه , فَهُوَ كَقَوْلِهِمْ فِي اَلْمَثَل , إِيَّاكَ أَعْنِي
وَاسْمَعِي يَا جَارَة , وَلَا عِنْد عَنْ اَلْجِبِلَّة يُرِيد المتنسك أَنْ يَنْصَرِف حُبّه عَنْ
اَلْعَاجِلَة وَلَيْسَ يَقْدِر عَلَى ذَلِكَ كَمَا لَا تَقْدِر اَلظَّبْيَة أَنْ تَصِير لَبُؤَة , وَلَا
اَلْحَصَاة أَنْ تَتَصَوَّر لُؤْلُؤَة , وَيُوسُف أَعْرَضَ عَنْ هَذَا و اِسْتَغْفِرِي لِذَنْبِك إِنَّك كُنْت مِنْ
اَلْخَاطِئِينَ " .
وَقَوْل اَلْقَائِل فِي اَلدُّعَاء اَللَّهُمَّ اِجْعَلْ وَضْعِي بَازِيًا , يَكُون لِلسَّفَهِ مُوَازِيًا .
|