عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:54 AM   #64
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


فَحَاقَ بِهِمْ بِالْعَذَابِ اَلْأَلِيم .
أَفَلَا يَرَى إِلَى هَذِهِ اَلْأُمَّة , كَيْفَ بِالْإِغْوَاءِ , فِي اَلضَّلَالَة , كافتنان , اَلرَّبِيع فِي
إِخْرَاج الأكلاء , وَالْوَحْش الراتعة فِي تربيب الأطلاء , وَلِلْكَذِبِ سُوق لَيْسَتْ
لِلصِّدْقِ , تَجْعَل اَلْأَسَد مِنْ أَنْبَاء اَلْفَرْق
وَأَمَّا اَلَّذِي ذَكَرَهُ , مِنْ بُلُوغ اَلسِّنّ , فَإِنَّ اَللَّه , سُبْحَانه خَلَقَ مَقَرًّا , وَشَهْدًا ,
وَرَغْبَة فِي اَلْعَاجِلَة و زُهْدًا وَإِذَا اَللَّبِيب , أَنْعَمَ , اَلنَّظَر , لَمْ يَرَ اَلْحَيَاة ,
إِلَّا تَجْذِبهُ إِلَى اَلضَّيْر , وَتُحِثّ جَسَده عَلَى اَلسَّيْر , فَالْمُقِيم , كَأَخِي اِرْتِحَال لَا
تُثْبِت الأقضية بِهِ عَلَى حَال , صُبْح يَتَبَسَّم وإمساء , لَا يَلْبَث , مَعَهَا اَلنِّسَاء ,
كَأَنَّهُمْ سَيِّدًا , ضَرَّاء , وَالْعُمْر , ثله فِي اقتراء , وَهَمًّا عَلَى اَلسَّارِح يُغَيِّرَانِ ,
فَيَفْنَيَانِ , السائمة ويبيران .
وَإِنْ كَانَ مَكِّنْ اَللَّه وَطْأَة اَلْأَدَب , بِبَقَائِهِ , قَدْ أَمَاطَ , الشبيبة , فَإِنَّمَا ,
أَنْفَقَهَا , فِي طَلَب عُلُوم وَآدَاب , صَيَّرَ , طُلَّابهَا , أَلْزَمَ , داب , وَلَوْ كَانَ لَهَا
عَلَى اَلْحَيّ , تَلْبَث , كَانَ لَهَا بِنَفْسِهِ اَلنَّفِيسَة , تَشَبُّث , وَلَكِنَّهَا بَعْض اَلْأَعْرَاض ,
لَا تَشْعُر , بِحَيَاة , وَانْقِرَاض
وَإِذَا كُنَّا عَلَى ذَمّ , هَذِهِ اَلْمَنْزِلَة , مَجْمَعَيْنِ , بِالْإِغْوَاءِ , مُزْمِعِينَ , فَلَمْ نَأْسَف
, عَلَى نَأْي الخوانة ? أَنَّ الأشاءة , لِمَنْ العوانة , [ والأشاءة , اَلنَّخْلَة
اَلصَّغِيرَة , والعوانة , اَلنَّخْلَة , اَلطَّوِيلَة ] , وَمَتَى أَخْلَصَ , قَرِين اَلْغَفْلَة تَوْبَة
, فَإِنَّهَا لَا تَتْرُك , حوبة , تَغْسِل ذُنُوبه , غَسْل اَلنَّاسِكَة , جزيز اَلْفِرَار , فِي
مُتَدَفِّق , سَحَاب مِدْرَار , كَثُرَ فِيهِ القهل , وَالدَّنَس فَأُحِبّ رحضة , اَلْأُنْس , وَكَانَ
قَدْ أَخَذَ , عَنْ أثباج , غَنَم بَيْض تَفَوُّق مَا يَرْتَع , مِنْ الربيض , فَعَادَ وَكَأَنَّهُ
كَافُور اَلطَّيِّب , و أَوْ مَا ضَحِكَ مِنْ كَافُور رطبي . [ وَالْكَافُور : اَلطَّلْع , وَقِيلَ هُوَ
وِعَاء اَلطَّلْعَة ] ‎ .
فَأَمَّا اَلْغَانِيَات , بَعْد اَلسَّبْعِينَ و فالأشيب , لَدَيْهِنَّ , كَالْعَامِلِ يباكر اَلْعَيْن ,
وَقَدْ حُكِيَ أَنَّ أَبَا عَمْرو بْن اَلْعَلَاء , كَانَ يُخَضِّب فَاشْتَكَى فِي بَعْض اَلْأَيَّام , فَعَادَهُ
بَعْض أَصْحَابه , فَقَالَ تَقُوم إِنْ شَاءَ اَللَّه تَعَالَى , مِنْ عِلَّتك فَقَالَ , مَا آمُل بَعْد
سِتّ و ثَمَانِينَ , وَعَادَ إِلَيْهِ وَقَدْ تَمَاثَلَ , فَقَالَ , لَا تُحَدِّث بِمَا قُلْت لَك " , وَهَذَا
مِنْ ظَرِيف , مَا رُوِيَ , رَغِبَ , فِي تَمْوِيه بِالْخِضَابِ , وَكَتْم سَنَة , عَنْ كُلّ اَلْأَصْحَاب .
وَقَدْ تُحَدِّث بَعْض طُلَّاب , اَلْأَدَب , أَنَّهُ أَدَامَ اَللَّه تَزْيِين اَلْمَحَافِل بِحُضُورِهِ ذَكَر
اَلتَّزْوِيج يُرِيد اَلْخِدْمَة , فَسَرَّنِي , ذَلِكَ , لِأَنَّهُ دَلَّ عَلَى إِقَامَة , بِالْوَطَنِ , وَفِي
قُرْبه , اَلْفَرْحَة لِذَوِي افطن , وَإِذْ كَانَ كَالشَّجَرَةِ اَلْوَارِف , ظِلّهَا فِي الهواجر ,
وَالْبَارِد هَوَاؤُهَا فِي ناجر , وَالطِّيب , ثَمَرهَا , لِلذَّائِقِ و اَلْفَطِن والأرج نَسِمهَا
للناشق
وَهُوَ يَعْرِف حِكَايَة , الخلي عَنْ اَلْعَرَب , إِذَا بَلَغَ , اَلرَّجُل , اَلسِّتِّينَ فَإِيَّاهُ ,
وإيا الشواب , وَلَا خِيرَة , عِنْد اَلتَّوَّاب وَلَكِنَّ اَلنِّصْف , مِمَّنْ يُوصَف , لَا تَنْكِحْنَ ,
عَجُوزًا إِنْ أَتَيْت بِهَا , وَاخْلَعْ ثِيَابك , عَنْهَا مُمْعِنًا هَرَبًا , وَإِنْ أَتَوْك وَقَالُوا ,
أَنَّهَا نِصْف فَإِنَّ أَطْيَب , نِصْفَيْهَا اَلَّذِي ذَهَبَا ! " ‎ و لَا فَارِض وَلَا بِكْر عوان , بَيْن
ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤَمِّرْنَ " ‎ .


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس