عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:53 AM   #62
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


كَأَنَّ اَلْقَوْم , عَشَّوْا لَحْم ضَأْن , فَهُمْ نعجون قَدْ مَالَتْ طلاهم وَهَذَا اَلْبَيْت مُؤَسِّس ,
وَاَلَّذِي قَالَ اِبْن اَلرُّومِيّ , بِغَيْر تَأْسِيس
وَمَا يَدْرِي اَلنَّاجِم , وَلَعَلَّهُ بِالْفِكْرِ , راجم , أَفِي اَلْجَنَّة , حَصَلَ , ذَلِكَ اَلشَّيْخ
أَمْ فِي اَلسَّعِير , وَمَا أَثْقَلَ , وَسُوق اَلْعِير !
و ‎ أَمَّا أَبُو تَمَام , فَمَا أَمْسَكَ , مِنْ اَلدِّين , بِزِمَام , وَالْحِكَايَة , عَنْ اِبْن رَجَاء
مَشْهُورَة وَالْمُهْجَة بِعَيْبِهَا مَبْهُورَة فَإِنَّ قَذْف فِي اَلنَّار , " حَبِيب " , فَمَا تُغْنِي
اَلْمَدْح وَلَا اَلتَّشْبِيب , وَلَوْ أَنَّ اَلْقَصَائِد لَهَا , عَلِمَ , وتايف لِمَا يَشْكُو الخلم ,
لَأَقَامَتْ عَلَيْهِ اَلْمَمْدُودَتَانِ اَللَّتَانِ , فِي أَوَّل دِيوَانه , مَأْتَمًا , يَعْجَب لأسوانه ,
فناحنا عَلَيْهِ كأبنتي , لَبِيد , وَجُرْعَتَاهُمَا , مِنْ الثكل , نَظِير الهبيد ,
وَقَالَتَا مَا زَعَمَهُ الكلابي فِي قَوْله
وَقَوْلًا هُوَ اَلْمُمِيت اَلَّذِي لَا حريمه , أَضَاعَ وَلَا خَان اَلصَّدِيق , وَلَا غَدْر
وَإِلَى اَلْحَوْل , ثُمَّ اِسْم اَلسَّلَام , عَلَيْكُمَا مَنْ يَبْكِ حَوْلًا كَامِلًا , فَقَدْ اِعْتَذَرَ
وَكَأَنِّي بِهِمَا , لَوْ قُضِيَ ذَلِكَ لَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِمَا اَلْمَمْدُودَات , كَمَا تَجْمَع نِسَاء
مَعْدُودَات , فَيَجِئْنَ مِنْ كُلّ أَوْب , وَيَتَوَاعَدْنَ اَلْمَحْفِل , عَلَى نوب , وَلَوْ فَعَلْنَ ذَلِكَ
لِبَارَّتِهِنَّ الباثيات بمأنم , أَعْظَم رَنِينًا , وَأَشَدّ فِي الحندس حَنِينًا , كَمَا قَالَ
العبسي .
يُجَاوِبْنَ اَلْكِلَاب بِكُلّ فَجْر , فَقَدْ صحلت مِنْ النوح اَلْحُلُوق وَإِذَا كَانَ مَأْتَم ,
اَلْمَمْدُودَات فِي مِائَة مِمَّنْ يُسْعِدْنَ وَيُظَاهِر وَجَبَ أَنْ يَكُون مَأْتَم اَلْبَائِيَّات فِي آلَاف
تُعْلِن وَتُجَاهِر لِأَنَّ اَلْبَاء طَرِيق رُكُوب , وَالْمَدّ فِي اَلْقَصَائِد , سَبِيل مَنْكُوب .
وَمَا نَظَّمَهُ عَلَى اَلتَّاء , فَإِنَّهُ لَا يَعْجِز , عَنْ اَلْإِيتَاء
وَتَجِيء اَلثَّائِيَّتَانِ , وَكِلْتَاهُمَا كَابْنَة , الجون , تبتدر فِي حَالك اَللَّوْن , وَلَوْ
صَوَّرَتَا , مِنْ الآدميات , لَزَادَتْ , عَلَى قينتي اِبْن خطل كَلِمَة كَثِير
حِبَال سَلَامَة , أَضْحَتْ رثاثا فَسَقَيَا لَهَا جُدُدًا أَوْ رماثا
وَبِأَرَاجِيز رؤبة , وَمَا كَانَ نَحْوهَا , مِنْ اَلْقَوَافِي , اَلْمُتَكَلِّفَة وَالْأَشْعَار
اَلْمُتَعَسِّفَة , وَلَهُمَا فِيمَا نَظَّمَ بْن دُرَيْد , أَعْوَان بِالْعَجَلِ , والرويد فَأَمَّا
اَلدَّالِيَات و الرائيات , وَمَا بُنِيَ عَلَى اَلْحُرُوف , الذلل , كَالْمِيم وَالْعَيْن و
اَللَّام , وَمَا جَرَى مجراهن , فَلَنْ اِجْتَمَعَ كُلّ حَيِّز ‎ مِنْهُنَّ وَهُوَ فَرْد , لَضَاقَ عَنْهُنَّ
اَلصَّدْر وَالْإِيرَاد , وَزِدْنَ عَلَى مَا ذَكَرَ أَنَّهُ اِجْتَمَعَ فِي جِنَازَة أَحْمَد بْن حَنْبَل مِنْ
اَلنِّسَاء , اَلرِّجَال , وَيُقَال أَنَّهُ لَمْ يَجْتَمِع فِي اَلْجَاهِلِيَّة وَلَا اَلْإِسْلَام , جَمْع
أَكْثَر مِمَّا اِجْتَمَعَ فِي مَوْت أَحْمَد , حزر اَلرِّجَال بِأَلْف أَلْف , وَالنِّسَاء بِسِتِّمِائَة أَلْف
وَاَللَّه اَلْعَالِم بِيَقِين اَلْأَشْيَاء .
وَإِنْ كَانَ حَبِيب ضَيَّعَ صَلَوَاته , فَإِنَّهُ لِضَالّ بفلواته , لَا يُبَلِّغ فِيهِ كَيْد العداة
, مَا بَلَّغَ إِهْمَال , غَدَاة , كَمْ ضِدّ نَكَصَ عَنْهُ ذَا بِهِرّ , وَلَيْسَ كَذَلِكَ صَلَاة اَلظُّهْر ,
إِنَّ تَرْكهَا فَإِنَّهَا شَاهِدَة , رَفَّيْ الشكية , لَهُ جَاهِدَة , وَكَمْ مِنْ قَصْر , يُشِيد فِي
اَلْجَنَّة بِصَلَاة , اَلْعَصْر , وَمِسْك فِي اَلْجَنَّة , متأرج , لِمُصَلِّي , اَلْمَغْرِب , لَيْسَ
بِالْحَرَجِ , وَحُور بِالْإِغْوَاءِ , بِبَدِيع , اَلْإِنْشَاء , لِمَنْ حَافَظَ عَلَى صَلَاة بِالْعَشَاءِ .
وَقَدْ جَاءَ فِي اَلْحَدِيث اَلنَّهْي , أَنْ تُسَمَّى , اَلْعَتَمَة , وَرُوِيَ : " لَا تَخْدَعُوا عَنْ
أُسَمِّ صَلَاتكُمْ , فَإِنَّمَا يُعْتِم بحلاب اَلْإِبِل " وَفِي حَدِيث آخَر " إِنَّ اَلْعَتَمَة اِسْم بِنْت
اَلشَّيْطَان " . وَإِنَّ مَنْ يَعْجِز عَنْ أَدَاء تِلْكَ اَلرَّكَعَات , لِيَشْمَل عَلَى نِيَّة عَاتٍ ,
وفليت حَبِيبًا قَرْن بَيْن الصلاتين , فَجَعَلَهُمَا كَهَاتَيْنِ كَمَا قَالَتْ اَلْقَائِل قَرْن
اَلظَّهْر إِلَى اَلْعَصْر كَمَا تَقْرِن اَلْحَقَّة بِالْحَقِّ اَلذَّكَر .
وَإِنِّي لِأَضَنّ بِتِلْكَ اَلْأَوْصَال أَنْ يَظَلّ جَسَّدَهَا وَهُوَ بِالْمُوقَدَةِ صَالَ , لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِب
طَرِيقَة مُبْتَدَعَة , وَمُعَان كَاللُّؤْلُؤِ مُتَتَبِّعَة , يَسْتَخْرِجهَا مِنْ غَامِض بِحَار وَيَغِضْ عَنْهَا
اَلْمُسْتَغْلَق مِنْ اَلْمَحَار .


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس