رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10
أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
|
|
|
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني
فَإِذَا لَمْ يُجْدِ عِنْده طَائِلًا تَرَكَهُ وَسَأَلَ عَنْ الشنفري الأزدي فَأَلْفَاهُ قَلِيل التشكي
وَالتَّأَلُّم لِمَا هُوَ فِيهِ فَيَقُول إِنِّي لَا أَرَاك قَلَقًا مِثْل قَلَق أَصْحَابك فَيَقُول أَجْل إِنِّي
قُلْت بَيْتًا فِي اَلدَّار اَلْخَادِعَة فَأَنَا أَتَأَدَّب بِهِ حيري اَلدَّهْر , وَذَلِكَ قَوْلِي
غَوَى فَغَوَتْ ثُمَّ ارعوى بَعْد وارعوت
وَلِلصَّبْرِ إِنْ لَمْ يَنْفَع الشكو أَجْمَل
وَإِذَا هُوَ قَرِين مَعَ تَأَبَّطَ شَرًّا , كَمَا كَانَ فِي اَلدَّار الغرارة
فَيَقُول أشنى اَللَّه حَظّه مِنْ اَلْمَغْفِرَة , لَتَأَبَّطَ شَرًّا , أَحَقّ مَا رُوِيَ عَنْك مِنْ نِكَاح
اَلْغِيلَان ? فَيَقُول لَقَدْ كُنَّا فِي اَلْجَاهِلِيَّة , نَتَقَوَّل ونتخرص فَمَا جَاءَك عَنَّا مَا
يُنْكِرهُ اَلْمَعْقُول فَإِنَّهُ مِنْ اَلْأَكَاذِيب , وَالزَّمَن كُلّه , عَلَى سَجِيَّة وَاحِدَة , فَاَلَّذِي
شَاهَدَهُ مُعَدّ بْن عَدْنَان كَاَلَّذِي شَاهَدَ , نضاضة وُلِدَ آدَم [ والنضاضة آخَر وَلَد اَلرَّجُل
] فَيَقُول أَجْزَل اَللَّه عَطَاءَهُ مِنْ اَلْغُفْرَان و نَقَلَتْ إِلَيْنَا أَبْيَات تَنْسُب إِلَيْك
أَنَا اَلَّذِي نَكَحَ اَلْغِيلَان فِي بَلَد , مَا طَلّ فِيهِ سماكي وَلَا جَادًّا , فِي حَيْثُ لَا
يعمت اَلْغَادِي عمايته وَلَا الظليم بِهِ يبغى تهبادا
وَقَدْ لَهَوْت بِمَصْقُول عَوَارِضهَا بَكْر تُنَازِعنِي كَأْسًا وعنقادا
ثُمَّ اِنْقَضَى عَصْرهَا عَنِّي وَأَعْقَبَهُ عَصْر اَلْمَشِيب فَقُلْ فِي صَالِح
بَادَا
فَاسْتَدْلَلْت عَلَى أَنَّهَا لَك لَمَّا قُلْت تهبادا مُصَدِّر تهبد , الظليم , إِذَا أَكَلَ
الهبيد فَقُلْت هَذَا مِثْل قَوْله فِي اَلْقَافِيَة
طبف اِبْنَة اَلْحُرّ إِذْ كُنَّا نُوَاصِلهَا
ثُمَّ اجتننت بِهَا بَعْد التفراق
مَصْدَر تفروقا تفراقا وَهَذَا مُطَّرِد فِي تَفْعَل وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا فِي اَلشِّعْر , كَمَا قَالَ
أَبُو زبيد
فَثَارَ اَلزَّاجِرُونَ فَزَادَ مِنْهُمْ تَقَارُبًا وَصَادَفَهُ ضبيس
فَلَا يُجِيبهُ تَأَبَّطَ شَرًّا بِطَائِل
فَإِذَا رَأَى قِلَّة اَلْفَوَائِد لَدَيْهِمْ تَرَكَهُمْ فِي اَلشَّقَاء اَلسَّرْمَد وَعَمَد لِمَحَلِّهِ فِي
اَلْجِنَان فَيَلْقَى آدَم عَلَيْهِ اَلسَّلَام , فِي اَلطَّرِيق فَيَقُول يَا أَبَانَا صَلَّى اَللَّه عَلَيْك
, قَدْ رُوِيَ لَنَا عَنْك شَعْر مِنْهُ قَوْلك
نَحْنُ بَنُو اَلْأَرْض وَسُكَّانهَا مِنْهَا خُلُقنَا وَإِلَيْهَا نَعُود
وَالسَّعْد لَا يَبْقَى لِأَصْحَابِهِ وَالنَّحْس تَمْحُوهُ لَيَالِي اَلسُّعُود
فَيَقُول أَنَّ هَذَا اَلْقَوْل حَقَّ , مَا نَطَقَهُ إِلَّا بَعْض اَلْحُكَمَاء وَلَكِنِّي لَمْ أَسْمَع بِهِ حَتَّى
اَلسَّاعَة
فَيَقُول وَفَّرَ اَللَّه قِسْمه فِي اَلثَّوَاب , فَلَعَلَّك يَا أَبَانَا قُلْته ثُمَّ نَسِيَتْ فَقَدْ عَلِمَتْ
أَنَّ اَلنِّسْيَان مُتَسَرِّع إِلَيْك , وَحَسَبك شَهِيدًا عَلَى ذَلِكَ اَلْآيَة اَلْمَتْلُوَّة فِي فُرْقَان
مُحَمَّد صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَم مِنْ قَبْل فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِد لَهُ
عَزْمًا " وَقَدْ زَعَمَ بَعْض اَلْعُلَمَاء أَنَّك إِنَّمَا سَمَّيْت إِنْسَانًا لِنِسْيَانِك وَاحْتَجَّ عَلَى ذَلِكَ
بِقَوْلِهِمْ فِي اَلتَّصْغِير أنيسيان وَفِي اَلْجَمْع , أَنَاسِيّ وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ اَلْإِنْسَان مِنْ
اَلنِّسْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس , وَقَالَ اَلطَّائِيّ
لَا تَنْسَيْنَ تِلْكَ اَلْعُهُود , وَإِنَّمَا سَمَّيْت إِنْسَانًا لِأَنَّك نَاس
وَقَرَأَ بَعْضهمْ : ثُمَّ أفيضوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ اَلنَّاس "
بِكَسْر اَلسِّين وَيُرِيد اَلنَّاسِي فَحَذَفَ اَلْيَاء كَمَا حَذَفَ فِي قَوْله " سَوَاء اَلْعَاكِف فِيهِ
والباد , " فَأَمَّا اَلْبَصْرِيُّونَ فَيَعْتَقِدُونَ فَأَنَّ اَلْإِنْسَان مِنْ اَلْأُنْس , وَأَنَّ قَوْلهمْ فِي
اَلتَّصْغِير أنيسيان شَاذّ وَقَوْلهمْ فِي اَلْجَمْع , أَنَاسِيّ , أَصْله أناسين فَأَبْدَلَتْ اَلْيَاء
مِنْ اَلنُّون [ وَالْقَوْل اَلْأَوَّل أَحْسَن ]
فَيَقُول آدَم صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ أَبَيْتُمْ إِلَّا عُقُوقًا , وَأَذِيَّة إِنَّمَا كُنْت أَتَكَلَّمَ
بِالْعَرَبِيَّةِ وَأَنَا فِي اَلْجَنَّة , فَلَمَّا هَبَطَتْ إِلَى اَلْأَرْض نُقِلَ لِسَانِي إِلَى اَلسُّرْيَانِيَّة ,
فَلَمْ أَنْطِق بِغَيْرِهَا إِلَى أَنْ هَلَكَتْ فَلَمَّا رَدَّنِي اَللَّه , سُبْحَانه وَتَعَالَى " إِلَى اَلْجَنَّة
, عَادَتْ عَلَيَّ اَلْعَرَبِيَّة فَأَيّ حِين نَظَّمَتْ هَذَا اَلشِّعْر , فِي اَلْعَاجِلَة أَمْ الأجلة ?
وَاَلَّذِي قَالَ ذَلِكَ يَجِب أَنْ يَكُون قَالَهُ وَهُوَ فِي اَلدَّار اَلْمَاكِرَة , أَلَّا تَرَى قَوْله
مِنْهَا خَلَقَنَا وَإِلَيْهَا نَعُود
فَكَيْفَ أَقُول هَذَا اَلْمَقَال وَلِسَانِي سُرْيَانِيّ ? وَأَمَّا اَلْجَنَّة قَبْل أَنْ أَخْرُج مِنْهَا فَلَمْ
أَكُنْ أَدْرِي بِالْمَوْتِ فِيهَا , وَأَنَّهُ مِمَّا حَكَمَ عَلَى اَلْعِبَاد , صَيَّرَ بِالْإِغْوَاءِ اَلْحَمَّام ,
وَمَا رَعَى لِأَحَد مِنْ ذمام وَأَمَّا بَعْد رُجُوعِي إِلَيْهَا , فَلَا مَعْنَى لِقَوْلِي , وَإِلَيْهَا
نَعُود لِأَنَّهُ كَذِب لَا مَحَالَة , وَنَحْنُ مُعَاشِر أَهْل اَلْجَنَّة , خَالِدُونَ مُخَلِّدُونَ
فَيَقُول قُضِيَ لَهُ بِالسَّعْدِ المؤرب , إِنَّ بُعْد أَهْل اَلسَّيْر يَزْعُم أَنَّ هَذَا اَلشِّعْر وَجَدَهُ
يُعْرِب فِي مُتَقَدِّم اَلصُّحُف بِالسُّرْيَانِيَّةِ فَنَقَلَهُ إِلَى لِسَانه , وَهَذَا لَا يَمْتَنِع أَنْ يَكُون
وَكَذَلِكَ يَرْوُونَ لَك صَلَّى اَللَّه عَلَيْك , لِمَا قَتَلَ قَابِيل وَهَابِيل وَتَغَيَّرَتْ اَلْبِلَاد
وَمَنْ عَلَيْهَا فَوَجْه اَلْأَرْض مُغْبَرّ قَبِيح و أَوْدَى رُبْع أَهِّلِيهَا , فَبَانُوا , وغودر فِي
اَلثَّرَى اَلْوَجْه اَلْمَلِيح
وَبَعْضهمْ يَنْشُد
وَزَالَ بَشَاشَة اَلْوَجْه اَلْمَلِيح
عَلَى الاقواء , وَفِي حِكَايَة مَعْنَاهَا عَلَى مَا أَذْكُر أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَعْض وَلَدك يَعْرِف
بِابْن دُرَيْد أَنْشَدَ هَذَا اَلشِّعْر وَكَانَتْ رِوَايَته
وَزَالَ بِشَاشَة اَلْوَجْه اَلْمَلِيح
فَقَالَ , أَوَّل مَا قَالَ , أَقْوَى
وَكَانَ فِي اَلْمَجْلِس , أَبُو سَعِيد , اَلسِّيرَافِيّ فَقَالَ يَجُوز أَنْ يَكُون قَالَ وَزَالَ بِشَاشَة
اَلْوَجْه اَلْمَلِيح
|