عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:38 AM   #41
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وعاجت اَلرَّمْل
يَا قَوْم إِنَّ اَلْهَوَى إِذَا أَصَابَ اَلْفَتَى
فِي اَلْقَلْب ثُمَّ اِرْتَقَى فَهْد بَعْض اَلْقُوَى
فَقَدْ هَوَى اَلرَّجُل
فَيَقُول لَا وَاَللَّه مَا سَمِعَتْ هَذَا قَطُّ , وَإِنَّهُ لِفَرْي لَمْ أَسْلُكهُ وَإِنَّ اَلْكَذِب لِكَثِير
وَأَحْسَب هَذَا لِبَعْض شُعَرَاء اَلْإِسْلَام , وَلَقَدْ ظَلَمَنِي وَأَسَاءَ إِلَيَّ ! أَبْعَدَ كَلِمَتِي اَلَّتِي
أَوَّلهَا : ‎ -
أَلَّا اِنْعَمْ صَبَاحًا , أَيُّهَا اَلطَّلَل اَلْبَالِي
وَهَلْ يُنَعِّمْنَ مَنْ كَانَ فِي اَلْعَصْر اَلْخَالِي ?
وَقَوْلِي
خَلِيلِي مُرًّا بِي عَلَى أُمّ جندب لِأَقْضِيَ حَاجَات اَلْفُؤَاد اَلْمُعَذَّب
يُقَال لِي مِثْل ذَلِكَ ? وَالرِّجْز مِنْ أَضْعَف اَلشِّعْر وَهَذَا اَلْوَزْن مِنْ أَضْعَف اَلرِّجْز
فَيَعْجَب مَلَأ اَللَّه فُؤَاده بِالسُّرُورِ لِمَا سَمِعَهُ مِنْ اِمْرِئ ‎ القيس وَيَقُول , كَيْفَ
يَنْشُد
جَالَسَتْ لِتَصْرَعنِي فَقَلَّتْ لَهَا قُرَى إِنِّي اِمْرُؤ صَرْعَى عَلَيْك حَرَام
أَتَقَوَّل حَرَام فَتَقْوَيْ ? ‎ أَمْ تَقُول حَرَام , فَتُخْرِجهُ مُخْرِج حذام وقطام ? وَقَدْ كَانَ
بَعْض عُلَمَاء اَلدَّوْلَة اَلثَّانِيَة , يَجْعَلك لَا يَجُوز الإقواء ‎ عَلَيْك , فَيَقُول اِمْرُؤ
القيس لَا نُكَرِّه عِنْدنَا فِي الإقواء , أَمَّا سَمِعَتْ اَلْبَيْت فِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَة
فَكَأَنَّ بَدْرًا وَاصِل بِكَتِفِهِ وَكَأَنَّمَا مِنْ عَاقِل إرمام
فَيَقُول لَقَدْ صَدَقَتْ يَا أَبَا هِنْد لِأَنَّ ( إرماما ) هَا هُنَا لَيْسَ وَاقِعًا مَوْقِع اَلصِّفَة
فَيَحْمِل عَلَى اَلْمُجَاوَرَة لِأَنَّهُ مَحْمُول عَلَى ( كَأَنَّمَا ) وَإِضَافَة إِلَى يَاء ‎ اَلنَّفْس تُضْعِف
اَلْغَرَض وَقَدْ ذَهَبَ بَعْض اَلنَّاس إِلَى اَلْإِضَافَة فِي قَوْل اَلْفَرَزْدَق
فَمَا تَدْرِي إِذَا قَعَدَتْ عَلَيْهِ أَسْعَد اَللَّه أَكْثَر أَمْ جُذَام
فَقَالُوا أَضَافَ كَمَا قَالَ جَرِير
تِلْكُمْ قُرَيْشِيّ وَالْأَنْصَار أَنْصَارِيّ
وَكَذَلِكَ قَوْله
وَإِذَا غَضِبَتْ رَمَتْ وَرَائِي مَازِن أَوْلَاد جندلتي كَخَيْر الجندل
وَبَعْضهمْ يَرْوِي
أَوْلَاد جندلة كَخَيْر الجندل
[ وجندلة هَذِهِ هِيَ أَمْ مَازِن بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن تَمِيم وَهِيَ مِنْ نِسَاء قريس ]
وَإِنَّا لِنَرْوِيَ لَك بَيْتًا مَا هُوَ فِي كُلّ اَلرِّوَايَات وَأَظُنّهُ مَصْنُوعًا لِأَنَّ فِيهِ , مَا لَمْ
تَجْرِ عَادَتك , بِمِثْلِهِ وَهُوَ قَوْلك
وَعَمْرو بْن درماء ‎ اَلْهُمَام إِذَا غَدًا , بصارمه , يَمْشِي كَمِشْيَة قسورا
فَيَقُول أَبْعَد اَللَّه اَلْآخَر , لَقَدْ اخترص , فَمَا اترص ! وَأَنَّ نِسْبَة مِثْل هَذَا إِلَى
لِأُعِدّهُ إِحْدَى الوصمات فَإِنْ كَانَ مِنْ فِعْله , جَاهِلِيًّا , فَهُوَ مِنْ اَلَّذِينَ وَجَدُوا فِي
اَلنَّار صَلِيَا , و إِنْ كَانَ مِنْ أَهْل اَلْإِسْلَام فَقَدْ خبط فِي ظَلَام .
[ وَإِنَّمَا أَنْكَرَ حَذْف اَلْهَاء مِنْ قَسْوَرَة , لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَوْضِع اَلْحَذْف , وَقُلْ مَا يُصَاب
فِي أَشْعَار اَلْعَرَب مِثْل ذَلِكَ فَأَمَّا قَوْل اَلْقَائِل :
إِنَّ اِبْن حارث إِنْ أَشْتَقّ لِرُؤْيَتِهِ أَوْ أَمْتَدِحهُ فَإِنَّ اَلنَّاس قَدْ
عَلِمُوا فَلَيْسَ مِنْ هَذَا اَلنَّحْو وَإِذْ كَانَ اَلتَّغْيِير إِلَى اَلْأَسْمَاء اَلْمَوْضُوعَة أَسْرَع مِنْهُ
إِلَى اَلْأَسْمَاء اَلَّتِي هِيَ نَكِرَات , إِذْ كَانَتْ اَلنَّكِرَة أَصْلًا فِي اَلْبَاب ]
وَيَنْظُر فَإِذَا عنترة العبسي متلدد , فِي اَلسَّعِير فَيَقُول مَا لَك يَا أَخَا عَبَسَ ?
كَأَنَّك لِمَ لَمْ تَنْطِق بِقَوْلِك :
وَلَقَدْ شَرِبَتْ مِنْ المدامة بَعْدَمَا ركد الهواجر بالمشوف اَلْمُعْلِم
بِزُجَاجَة صَفْرَاء ذَات أُسْرَة قَرَنَتْ بأزهر فِي اَلشَّمَال مفدم
وَإِنِّي إِذَا ذَكَرْت قَوْلك
هَلْ غَادَرَ اَلشُّعَرَاء مِنْ متردم
لِأَقُولَ , إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ و دِيوَان اَلشِّعْر , قَلِيل مَحْفُوظ , فَأَمَّا اَلْآن وَقَدْ كَثُرَتْ
عَلَى اَلصَّائِد ضَبَاب , وَعَرَفَتْ مَكَان اَلْجَهْل الرباب , وَلَوْ سَمِعَتْ مَا قِيلَ بَعْد مَبْعَث
اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَعَتَبَتْ نَفْسك عَلَى مَا قَلَّتْ , وَعَلِمَتْ أَنَّ اَلْأَمْر كَمَا
قَالَتْ حَبِيب بْن أوس : ‎
فَلَوْ كَانَ يُفْنِي اَلشِّعْر أَفْنَاهُ مَا قَرَّتْ
حِيَاضك مِنْهُ فِي اَلْعُصُور الذواهب وَلَكِنْ صَوْب اَلْعُقُول إِذَا اِنْجَلَتْ
سحائب مِنْهُ أَعْقَبَتْ بسحائب
فَيَقُول وَمَا حَبِيبكُمْ هَذَا ? فَيَقُول شَاعِر ظَهَرَ فِي اَلْإِسْلَام . وَيَنْشُدهُ شَيْئًا مِنْ
نُظُمه
فَيَقُول أَمَّا اَلْأَصْل فَعَرَبِيّ وَأَمَّا اَلْفَرْع فَنُطْق بِهِ غَبِيّ , وَلَيْسَ هَذَا اَلْمَذْهَب , عَلَى
مَا تَعْرِف قَبَائِل اَلْعَرَب , فَيَقُول , وَهُوَ ضَاحِك مُسْتَبْشِر إِنَّمَا يُنْكِر عَلَيْهِ اَلْمُسْتَعَار
, وَقَدْ جَاءَتْ اَلْعَارِيَة فِي أَشْعَار كَثِير , مِنْ اَلْمُتَقَدِّمِينَ إِلَّا انها لَا تَجْتَمِع
كَاجْتِمَاعِهَا , فِيمَا نَظَّمَهُ حَبِيب بْن أوس
فَمَا أَرَدْت بالشوف اَلْمُعَلِّم ? اَلدِّينَار أَمْ اَلرِّدَاء ? فَيَقُول , أَيّ اَلْوَجْهَيْنِ ,
أَرَدْت فَهُوَ حَسَن وَلَا ينتقض
فَيَقُول جَعْل اَللَّه سَمِعَهُ مُسْتَوْدَعًا كُلّ اَلصَّالِحَات , لَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ دُخُول مَثَلك إِلَى
اَلْجَحِيم وَكَأَنَّ أُذُنِي , مُصْغِيَة إِلَى قينات اَلْفُسْطَاط وَهِيَ تُغَرِّد بِقَوْلِك
أَمِنَ سُمَيَّة , دَمْع اَلْعَيْن تذريف ? لَوْ أَنَّ ذَا مِنْك قَبْل اَلْيَوْم مَعْرُوف
تجللتني إِذْ أَهْوَى اَلْعَصَا قَبَلِيّ كَأَنَّهَا رشأ فِي اَلْبَيْت مطروف
اَلْعَبْد عَبْدكُمْ وَالْمَال مَالكُمْ فَهَلْ عَذَابك عَنِّي اَلْيَوْم مَصْرُوف
وَأَنِّي لِأَتَمَثَّل بِقَوْلِك
وَلَقَدْ نَزَلَتْ فَلَا تَظُنِّي غَيْره مين بِمَنْزِلَة اَلْمُحِبّ اَلْمُكَرَّم
وَلَقَدْ وُفِّقَتْ فِي قَوْلك , اَلْمُحِبّ لِأَنَّك جِئْت بِاللَّفْظِ عَلَى مَا يَجِب فِي أَحْبَبْت وَعَامِدَة
اَلشُّعَرَاء يَقُولُونَ , أَحْبَبْت فَإِذَا صَارُوا إِلَى اَلْمَفْعُول , قَالُوا مَحْبُوب قَالَ , زُهَيْر
بْن مَسْعُود اَلضَّبِّيّ ,
وَاضِحَة , اَلْغُرَّة , مَحْبُوبَة , وَالْفَرَس اَلصَّالِح , مَحْبُوب
وَقَالَ بَعْض اَلْعُلَمَاء , لَمْ يَسْمَع , بِمُحِبّ إِلَّا فِي بَيْت عنترة
وَأَنَّ اَلَّذِي قَالَ , أَحْبَبْت , لِيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَقُول , مُحِبّ إِلَّا أَنَّ اَلْعَرَب , اِخْتَارَتْ
أَحَبّ فِي اَلْفِعْل , وَقَالَتْ فِي اَلْمَفْعُول مَحْبُوب وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يُنْشِد هَذَا اَلْبَيْت بِكَسْر
اَلْهَمْزَة
أَحَبّ لِحُبِّهَا اَلسُّودَان , حتي أَحَبّ لِحُبِّهَا سُود اَلْكِلَاب
فَهَذَا عَلَى رَأْي مَنْ قَالَ , مُغِيرَة , فَكَسَرَ اَلْمِيم , عَلَى مَعْنَى اَلْإِتْبَاع
وَلَيْسَ هُوَ عِنْده عَلَى , حَبَّبَتْ أَحَبّ
وَقَدْ جَاءَ حَبَّبَتْ قَالَ اَلشَّاعِر
ووالله لَوْلَا تَمْره مَا حَبَّبْته وَلَا كَانَ أَدْنَى مِنْ عَبِيد ومرشق
وَيُقَال أَنَّ أَبَا رَجَاء بالعطاردي قَرَأَ : ‎ " ‎ فَاتَّبَعُونِي يُحَبِّبكُمْ اَللَّه " ‎ بِفَتْح اَلْيَاء
وَالْبَاب فِيمَا كَانَ مُضَاعَفًا , مُتَعَدِّيًا أَنْ يَجِيء بِالضَّمِّ , وكقولك , عَدَدْت أَعَدَّ ,
وَرَدَدْت أَرُدّ , وَقَدْ جَاءَتْ أَشْيَاء نَوَادِر , كَقَوْلِهِمْ شَدَدْت اَلْحَبْل , أَشَدّ وَأَشَدّ ,
وَنَمَمْت اَلْحَدِيث , أَنَمْ و أَنَمْ , وَعَلَّلَتْ اَلْقَوْل أَعْلُ وَأَعُلْ
وَإِذَا كَانَ غَيْر مُتَعَدٍّ فَالْبَاب اَلْكَسْر , كَقَوْلِهِمْ , حَلَّ عَلَيْهِ اَلدِّين و يَحُلّ وَجَلَّ
اَلْأَمْر يُجِلّ .
وَالضَّمّ , فِي غَيْر , اَلْمُتَعَدِّي أَكْثَر مِنْ اَلْكَسْر , فِيمَا كَانَ مُتَعَدِّيًا كَقَوْلِهِمْ , شَحَّ
يَشِحّ وَيَشِحّ , وَشَبَّ اَلْفَرَس , يَشِبّ وَيَشِبّ وَصَحَّ اَلْأَمْر يَصِحّ وَيَصِحّ , وفحت اَلْحَيَّة , تَفُحْ
وَتَفُحْ وَجَمَ اَلْمَاء يَجِم وَيَجِم , وَجِدّ فِي اَلْأَمْر , يَجِد وَيَجِد فِي حُرُوف كَثِيرَة ,
وَيَنْظُر فَإِذَا علقمة بْن عُبَيْدَة فَيَقُول أُعَزِّز عَلَيَّ بِمَكَانِك !
مَا أَغْنَى عَنْك , سمطا , لُؤْلُؤك , [ يَعْنِي قَصِيدَته اَلَّتِي عَلَى اَلْبَاء ك
طحا بِك قَلَبَ فِي اَلْحِسَان طَرُوب
وَاَلَّتِي عَلَى اَلْمِيم
هَلْ مَا عَلِمَتْ وَمَا اِسْتَوْدَعَتْ مَكْتُوم ] ‎
فَبِاَلَّذِي يَقْدِر عَلَى تَخْلِيصك مَا أَرَدْت بِقَوْلِك
فَلَا تَعْدِلِي بَيْنِي و بَيْن مُغَيِّر سُقْتُك روايا اَلْمُزْن , حِين تُصَوِّب , وَمَا اَلْقَلْب أَمْ
مَا ذَكَّرَهَا رَبِيعَة يَخُطّ لَهَا مِنْ ثرمداء قليب
أَعَنْت بالقليب هَذَا اَلَّذِي يُورِد أَمْ اَلْقَبْر ? وَلِكُلّ وَجْه حَسَن .
فَيَقُول علقمة , إِنَّك لتستضحك عَابِسًا , وَتُرِيد أَنْ تَجْنِي اَلثَّمَر يَابِسًا , فَعَلَيْك
شَغْلك أَيُّهَا اَلسَّلِيم !
فَيَقُول لَوْ شَفَعَتْ لِأَحَد أَبْيَات صَادِقَة , لَيْسَ فِيهَا ذِكْر اَللَّه سُبْحَانه , لَشَفَعَتْ لَك
أَبْيَاتك , فِي وَصْف اَلنِّسَاء , أَعْنِي قَوْلك , فَأَنْ تَسْأَلُونِي , بِالنِّسَاءِ , فَإِنَّنِي
بَصِير بأدواء ‎ اَلنِّسَاء طَيِّب .
إِذَا شَابَ رَأْس اَلْمَرْء أَوْ قُلْ مَا لَهُ فَلَيْسَ لَهُ فِي وِدّهنَّ نَصِيب
يُرِدْنَ ثَرَاء اَلْمَال حَيْثُ عَلِمْنَهُ وَشَرْخ اَلشَّبَاب عِنْدهنَّ عَجِيب
وَلَوْ صَادَفَتْ مِنْك رَاحَة لسألتك عَنْ قَوْلك
وَفِي كُلّ حَيّ قَدْ خبط بِنِعْمَة فَحَقَّ لشاس مَنْ نداك ذُنُوب
أهكذا نَطَقَتْ بِهَا طَاء مُشَدَّدَة , أَمْ قَالَهَا كَذَلِكَ عَرَبِيّ سِوَاك ? فَقَدْ يَجُوز أَنْ يَقُول
اَلشَّاعِر اَلْكَلِمَة , فَيُغَيِّرهَا عَنْ تِلْكَ اَلْحَال اَلرُّوَاة وَإِنَّ فِي نَفْسِي , لِحَاجَة مِنْ
قَوْلك


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس