رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10
أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
|
|
|
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني
قَوْل جَمِيل
وَصَابّ بِبَيِّن مِنْ بُثَيْنَة وَالنَّوَى جَمِيع بِذَات الرضم صرد محجل
فَإِنَّ مَنْ أَنْشُدهُ بِضَمّ اَلصَّاد مُخْطِئ لِأَنَّهُ يَذْهَب إِلَى أَنَّهُ أَزَادَ الصرد فَسَكَن اَلرَّاء
وَإِنَّمَا هُوَ صرد أَيّ خَالِص مِنْ قَوْلهمْ , أُحِبّك حُبًّا صردا وَأَيَّ خَالِصًا يَعْنِي غُرَابًا
أَسْوَد لَيْسَ فِيهِ بَيَاض , وَقَوْله محجل أَيّ مُقَيَّد لِأَنَّ حَلْقَة اَلْقَيْد تُسَمَّى حَجَلَا قَالَ
عُدَيّ بْن زَيْد
أعاذل قَدْ لَاقَيْت مَا بزع اَلْفَتَى وَطَابَقْت فِي الحجلين مَشْي اَلْمُقَيَّد
وَالْغُرَاب يُوسُف بِالتَّقْيِيدِ لِقَصْر نَسَّاهُ , وَقَالَ اَلشَّاعِر وَمُقَيَّد بَيْن اَلدِّيَار كَأَنَّهُ
حَبَشِيّ دَاجِنَة يَخِرّ وَيَعْتَلِي فَيَقُول بِشَارٍ , يَا هَذَا ! دَعْنِي مِنْ أَبَاطِيلك فَإِنِّي
لِمَشْغُول عَنْك
وَيَسْأَل عَنْ اِمْرِئ القيس بْن حَجَر فَيُقَال , : هَا هُوَ ذَا بِحَيْثُ يَسْمَعك فَيَقُول : يَا
أَبَا هِنْد أَنَّ رُوَاة اَلْبَغْدَادِيِّينَ يَنْشُدُونَ فِي " قَفَا نَبْكِ " هَذِهِ اَلْأَبْيَات بِزِيَادَة
اَلْوَاو فِي أَوَّلهَا أَعْنِي قَوْلك وَكَأَنَّ ذُرَى رَأْس اَلْمُجِير غدوة
وَكَذَلِكَ
وَكَأَنِّي مكاكي الجواء
وَكَأَنَّ اَلسِّبَاع فِيهِ غَرْقَى
فَيَقُول أَبْعَد اَللَّه أُولَئِكَ ! لَقَدْ أَسَاءُوا اَلرِّوَايَة و إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَأَيّ فَرْق يَقَع
بَيْن اَلنُّظُم وَالنَّثْر ? وَإِنَّمَا ذَلِكَ شَيْء فِعْله مَنْ لَا غَرِيزَة لَهُ فِي مَعْرِفَة وَزْن
القريض فَظَنَّهُ اَلْمُتَأَخِّرُونَ أَصْلًا فِي اَلْمَنْظُوم وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ !
فَيَقُول : أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْلك
كَبَكْر المقاناة اَلْبَيَاض بِصُفْرَة
مَاذَا أَرَدْت بِالْبِكْرِ ? فَقَدْ أَخْتَلِف اَلْمُتَأَوِّلُونَ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا اَلْبَيْضَة وَقَالُوا
اَلدُّرَّة وَقَالُوا اَلرَّوْضَة وَقَالُوا اَلزَّهْرَة , وَقَالُوا اَلْبَرْدِيَّة
وَكَيْفَ تَنْشُد اَلْبَيَاض أَمْ اَلْبَيَاض أَمْ اَلْبَيَاض ? .
فَيَقُول كُلّ ذَلِكَ حَسَن وَأَخْتَار اَلْبَيَاض , بِالْكَسْرِ فَيَقُول :
فَرَّغَ اَللَّه ذِهْنه لِلْآدَابِ : لَوْ شَرَحَتْ لَك مَا قَالَ اَلنَّحْوِيُّونَ فِي ذَلِكَ لَعَجِبَتْ وَبَعْض
اَلْمُعَلِّمِينَ يُنْشِد قَوْلك
مِنْ اَلسَّيْل وَالْغُثَاء فلكة مِغْزَل
فَيُشَدِّد اَلثَّاء فَيَقُول أَنَّ هَذَا لِجَهُول , وَهُوَ نَقِيض اَلَّذِينَ زَادُوا اَلْوَاو فِي أَوَائِل
اَلْأَبْيَات , أُولَئِكَ أَرَادُوا اَلنَّسَق , فَأَفْسَدُوا اَلْوَزْن و وَهَذَا اَلْبَائِس أَرَادَ أَنْ
يُصَحِّح اَلزِّنَة فَأَفْسَدَ اَللَّفْظ , و كَذَلِكَ قَوْلِي , فَجِئْت , وَفْد نضت لِنَوْم ثِيَابهَا .
مِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّد اَلضَّاد , وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْشُد بِالتَّخْفِيفِ وَالْوَجْهَانِ مِنْ قَوْلك , نضوت
اَلثَّوْب , إِلَّا أَنَّك إِذَا شَدَّدْت اَلضَّاد , أَشْبَهَ اَلْفِعْل مِنْ النضيض , يُقَال هَذِهِ نضيضة
مِنْ اَلْمَطَر أَيّ قَلِيل , وَالتَّخْفِيف أَحَبّ إِلَيَّ وَإِنَّمَا حَمَّلَهُمْ عَلَى اَلتَّشْدِيد كَرَاهَة
الزحاف وَلَيْسَ عِنْدنَا بِمَكْرُوه فَيَقُول لَا بَرَّحَ مَنْطِقِيًّا , بِالْحُكْمِ فَأَخْبَرَنِي عَنْ كَلِمَتك
اَلصَّادِيَّة وَالضَّادِيَّة والنونية اَلَّتِي أَوَّلهَا
لِمَنْ طَلَل أَبْصَرْته فَشَجَانِي كَخَطّ زبور فِي عسيب يمان
لَقَدْ جِئْت فِيهَا بِأَشْيَاء يُنْكِرهَا اَلسَّمْع كَقَوْلِك
فَإِنَّ أَمْس مكروبا فِي ارب غَارَة شَهِدَتْ عَلَى أقب رَخْو اَللَّبَّان
وَكَذَلِكَ قَوْلك فِي اَلْكَلِمَة اَلصَّادِيَّة
عَلَيَّ نقنق هيق لَهُ وَلِعُرْسِهِ بِمُنْقَطِع الوعساء بَيْض رصيص
وَقَوْلك
فَأَسْقِي بِهِ أُخْتِي ضَعِيفَة إِذْ نات وَإِذْ بَعُدَ المزدار غَيْر القريض
فِي أَشْبَاه لِذَلِكَ , هَلْ كَانَتْ غَرَائِز كَمْ تُحِسّ بِهَذِهِ اَلزِّيَادَة ? أَمْ كُنْتُمْ مَطْبُوعِينَ ,
عَلَى إِتْيَان مغامض اَلْكَلَام وَأَنْتُمْ عَالِمُونَ بِمَا يَقَع قيه ? أَنَّهُ لَا رَيْب أَنَّ زُهَيْرًا
كَانَ يَعْرِف مَكَان الزحاف فِي قَوْله
يَطْلُب شأو أمرأين قَدَّمَا حَسَبًا إِلَّا اَلْمُلُوك وَبِذَا هَذِهِ السوقا
فَإِنَّ اَلْغَرَائِز تُحِسّ بِهَذِهِ اَلْمَوَاضِع , فَتَبَارَكَ اَللَّه أَحْسَن اَلْخَالِقِينَ , فَيَقُول اِمْرُؤ
القيس أَدْرَكْنَا اَلْأَوَّلِينَ , مِنْ اَلْعَرَب , لَا يَحْفُلُونَ بِمَجِيء ذَلِكَ , وَلَا أَدْرِي مَا
شَجَن عَنْهُ فَأَمَّا أَنَا وَطَبَقَتِي فَكُنَّا , نَمِر فِي اَلْبَيْت حَتَّى نَأْتِي إِلَى آخِره فَإِذَا
فَنِيَ أَوْ قَارِب تَبِين أَمْره لِلسَّامِعِ
فَيَقُول , ثَبَّتَ اَللَّه تَعَالَى , اَلْإِحْسَان , عَلَيْهِ , أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْلك , أَلَّا رَبّ يَوْم
لَك مِنْهُنَّ صَالِح , فَتَزْحَف اَلْكَفّ , أَمْ تَنْشُدهُ عَلَى اَلرِّوَايَة اَلْأُخْرَى ? , فَأَمَّا يَوْم
فَيَجُوز فِيهِ اَلنَّصْب , وَالْخَفْض وَالرَّفْع , فَأَمَّا اَلنَّصْب فَعَلَى مَا يَجِب لِلْمَفْعُولِ مِنْ
اَلظُّرُوف و اَلْعَامِل فِي اَلظَّرْف هَا هُنَا فِعْل مُضْمَر وَأَمَّا اَلرَّفْع فَعَلَى أَنْ تَجْعَل مَا
كَافَّة وَمَا اَلْكَافَّة عِنْد بَعْض اَلْبَصْرِيِّينَ نَكِرَة , وَإِذَا كَانَ اَلْأَمْر كَذَلِكَ ف ( هُوَ )
بَعْدهَا مُضْمَرَة , وَإِذَا خَفَّضَ يَوْم ف ( مَا ) مِنْ اَلزِّيَادَات , وَيُشَدِّد سي وَيُخَفِّف فَأَمَّا
اَلتَّشْدِيد فَهُوَ اَللُّغَة اَلْعَالِيَة , وَبَعْض اَلنَّاس , يُخَفَّف وَيُقَال , إِنَّ اَلْفَرَزْدَق مَرَّ
وَهُوَ سَكْرَان عَلَى كِلَاب مُجْتَمِعَة فَسَلَّمَ عَلَيْهَا فَلَمَّا لَمْ يَسْمَع اَلْجَوَاب أَنْشَأَ يَقُول
فَمَا رَدّ اَلسَّلَام شُيُوخ قَوْم مَرَرْت بِهِمْ عَلَى سِكَك اَلْبَرِيد
وَلَاسِيَّمَا اَلَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ قَطِيفَة أُرْجُوَان فِي اَلْقُعُود
فَيَقُول اِمْرُؤ القيس أَمَّا أَنَا فَمَا قُلْت فِي اَلْجَاهِلِيَّة , إِلَّا بزحاف " لَك مِنْهُنَّ
صَالِح " وَأَمَّا اَلْمُعَلِّمُونَ فِي اَلْإِسْلَام , فَغَيَّرُوهُ عَلَى حَسَب مَا يُرِيدُونَ وَلَا بَأْس
بِالْوَجْهِ اَلَّذِي اِخْتَارُوهُ وَالْوُجُوه فِي ( يَوْم ) مُتَقَارِبَة ( وسي ) تَشْدِيدهَا أُحْسِن
وَأَعْرِف فَيَقُول أَجْل إِذَا خَفَّفَتْ صَارَتْ عَلَى حَرْفَيْنِ , أَحَدهمَا حَرْف عِلَّة
وَيَقُول , أَخْبَرَنِي عَنْ التسميط اَلْمَنْسُوب إِلَيْك , أصحيح هُوَ عَنْك ? وَيَنْشُدهُ اَلَّذِي
يَرْوِيه بَعْض اَلنَّاس
يَا صَحِبْنَا عَرَجُوا تَقِف بِكُمْ أسج
مهرية دلج فِي سَيْرهَا معج
طَالَتْ بِهَا اَلرَّحْل
فَعَرَجُوا كُلّهمْ وَالْهَمّ يَشْغَلهُمْ
والعيس تُحَمِّلهُمْ لَيْسَتْ تَعَلُّلهمْ
وعاجت اَلرَّمْل
|