رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني
كَشِهَاب اَلْقَذْف يَرْمِيكُمْ بِهِ فَارِس فِي كَفّه لِلْحَرْبِ نَار
وَقَوْل اِبْن حَجَر
فَانْصَاعَ كَالدُّرِّيِّ يَتْبَعهُ نَقْع يَثُور تَخَالهُ طنبا
وَلَكِنَّ اَلرَّجْم زَادَ فِي أَوَان اَلْمَبْعَث , وَإِنَّ التخرص , لِكَثِير فِي اَلْإِنْس وَالْجِنّ ,
وَأَنَّ اَلصِّدْق لمعوز قَلِيل وَهَنِيئًا فِي اَلْعَاقِبَة لِلصَّادِقِينَ .
وَفِي قِصَّة اَلرَّجْم أَقُول
مَكَّة أَقْوَتْ مِنْ بَيْن الدردبيس
فَمَا لِجَنْي بِهَا مِنْ حسيس
وَكَسَرَتْ أَصْنَامهَا عَنْوَة
فَكُلّ جِبْت بنصيل رديس
وَقَامَ فِي اَلصَّفْوَة مِنْ هَاشِم
أَزْهَرَ لَا يُغْفِل حَقّ اَلْجَلِيس
يُسْمَع مَا أَنْزِل مِنْ رَبّه اَلْقُدُّوس
وَحَيًّا مِثْل قَرْع الطسيس
يَجْلِد فِي اَلْخَمْر وَيَشْتَدّ فِي اَلْأَمْر
وَلَا يُطْلِق شُرْب ألكسيس
وَيَرْجُم اَلزَّانِي ذَا اَلْعُرْس لَا
يَقْبَل فِيهِ سؤلة مِنْ رَئِيس
وَكَمْ عَرُوس بَاتَ حُرَّاسهَا
كجرهم فِي عِزّهَا أَوْ جديس
زَفَّتْ إِلَى زَوْج لَهَا سَيِّد
مَا هُوَ بالكس وَلَا بالضبيس
غِرْت عَلَيْهَا فتخلجتها
وَاشْكُ الصرعة قَبْل المسيس
وَأَسَلْك الغادة مَحْجُوبَة
فِي اَلْخِدْر أَوْ بَيْن جَوْر تميس
لَا أَنْتَهِي عَنْ غَرَضِي بِالرُّقَى
إِذَا اِنْتَهَى الضيغم دُون الفريس
وأدلج اَلظَّلْمَاء فِي فِتْيَة
ملجن فَوْق الماحل العربسيس
فِي طاسم تَعْزِف جَنَانه
أَقْفَرَ إِلَّا مِنْ عَفَارِيت لَيْسَ
بَيْض بهاليل ثِقَال يعا
لَيْل كِرَام يَنْطِقُونَ الهسيس
تَحْمِلنَا فِي اَلْجُنَح خَيْل لَهَا
أَجْنِحَة تَسْبِق أَبْصَاركُمْ
مَخْلُوقَة بَيْن نَعَام وعيس
تَقْطَع مِنْ علوة فِي لَيْلهَا
إِلَى قُرَى شاس بِسَيْر هميس
لَا نُسُك فِي أَيَّامنَا عِنْدنَا بَلْ
بَلْ نَكَّسَ اَلدِّين فَمَا إِنْ نكيس
فَالْأَحَد اَلْأَعْظَم وَالسَّبْت
كَالْإِثْنَيْنِ وَالْجُمْعَة مِثْل اَلْخَمِيس
لَا مِجَسّ نَحْنُ وَلَا هُود
وَلَا نَصَارَى يَبْتَغُونَ الكنيس
نُمَزِّق اَلتَّوْرَاة مَنْ هَوَّنَهَا
وَنُحَطِّم اَلصُّلْبَان حَطَّمَ اليبيس
نُحَارِب اَللَّه جُنُودًا لِإِبْلِيس
أَخِي الراي الغبين النجيس
نُسَلِّم اَلْحُكْم إِلَيْهِ إِذَا
قَاسَ فَنَرْضَى بِالضَّلَالِ اَلْمَقِيس
نُزَيِّن لِلشَّارِخِ وَالشَّيْخ أَنْ
يُفْرِغ كِيسًا فِي الخنا بَعْد كِيس
ونقتري جِنّ سُلَيْمَان كَيْ
نُطْلِق مِنْهَا كُلّ غَاوٍ حَبِيس
صَيَّرَ فِي قَارُورَة رَصَصْت
فَلَمْ تُغَادِر مِنْهُ غَيْر النسيس
وَنُخْرِج اَلْحَسْنَاء مَطْرُودَة
مِنْ بَيْتهَا عَنْ سُوء ظَنّ حديس
نَقُول لَا تَقْنَع بتطليقة
وَاقْبَلْ نصيحا لَمْ يَكُنْ بالدسيس
حَتَّى إِذَا صَارَتْ إِلَى غَيْره
عَاد مِنْ اَلْوَجْد بِجِدّ تَعِيس
نَذْكُرهُ مِنْهَا وَقَدْ زُوِّجَتْ
ثَغْرًا كَدَّرَ فِي مَدَام غِرِيس
وَنَخْدَع اَلْقِسِّيس فِي فصحه
مِنْ بَعْد مَا مَلِيء بالأنقليس
أَقْسَمَ لَا يَشْرَب إِلَّا دوين
اَلشُّكْر والبازل تَالِي السديس
قُلْنَا لَهُ أَزْدَدْ قَدَحًا وَاحِدًا
مَا أَنْتَ أَنَّ تزداده بالوكيس
يَحْمِيك فِي هَذَا الشفيف اَلَّذِي
يُطْفِئ بالقر اِلْتِهَاب الحميس
فَعَبَّ فِيهَا فوهى لُبّه
وَعْد مِنْ آل اَللَّعِين الرجيس
حَتَّى يَفِيض اَلْفَم مِنْهُ عَلَى
نمرقتيه بِالشَّرَابِ القليس
وَنَسْخَط اَلْمَلِك عَلَى اَلشَّفَق اَلْمُفَرِّط
فِي اَلنُّصْح إِذَا اَلْمَلِك سيس
وَأُعَجِّل السعلاة عَنْ قُوَّتهَا
فِي يَدهَا كَشُحّ مَهَاة نهيس
لَا أَتَّقِي اَلْبَرّ لِأَهْوَالِهِ
وَأَرْكَب اَلْبَحْر أَوَان القريس
نَادَمَتْ قَابِيل وَشَيْئًا وَهَابِيل
عَلَى العاتقة الخندريس
وَصَاحِبِي لَمَّك لَدَى اَلْمُزْهِر
اَلْمَعْمَل لَمّ يَعِي بِزِير جسيس
وَرَهْط لُقْمَان و أيساره
عَاشَرَتْ مِنْ بَعْد اَلشَّبَاب اللبيس
ثمت آمَنَتْ , وَمَنْ يَرْزُق
اَلْإِيمَان يَظْفَر بِالْخَطِيرِ اَلنَّفِيس
جَاهَدْت فِي بَدْر وَحَامَيْت فِي
أَحَد وَفِي اَلْخَنْدَق رَعَتْ اَلرَّئِيس
وَرَاء جِبْرِيل وَمِيكَال نُخَلِّي
اَلْهَامّ فِي اَلْكُبَّة خَلِّي اللسيس
حِين جُيُوش اَلنَّصْر فِي اَلْجَوّ
وَالطَّاغُوت كَالزَّرْعِ تَنَاهَى فديس
عَلَيْهِمْ فِي هبوات اَلْوَغَى
عَمَائِم صُفْر كَلَوْن الوريس
صَهِيل حيزوم إِلَى اَلْآن فِي
سَمْعِي أَكْرَم بِالْحِصَانِ الرغيس
لَا يَتْبَع اَلصَّيْد وَلَا يَأْلَف
اَلْقَيْد وَلَا يَشْكُو الوجى والدخيس
فَلَمْ تَهَبنِي حُرَّة عَانِس
وَلَا كعاب ذَات حَسَن رسيس
وَأَيْقَنَتْ زَيْنَب مِنِّي اِلْتَقَى
وَلَمْ تَخَفْ مِنْ سطواتي لَمِيس
وَقُلْت لِلْجِنِّ أَلَا يَا اُسْجُدُوا
لِلَّهِ وَانْقَادُوا اِنْقِيَاد اَلْخَسِيس
فَإِنَّ دُنْيَاكُمْ لَهَا مُدَّة
غَادِرَة بِالسَّمْعِ أَوْ بالشكيس
بِلْقِيس أَوْدَتْ وَمَضَى مَلِكهَا
عَنْهَا فَمَا فِي اَلْأُذُن مِنْ هلبسيس
وَأُسْرَة اَلْمُنْذِر حاروا عَنْ
اَلْحَيْرَة كُلّ فِي تُرَاب رميس
أَنَا لَمْسنَا بِعَدِّكُمْ فَاعْلَمُوا
بِرُقَع فاهتاجت بَشَر بَئِيس
تَرْمِي اَلشَّيَاطِين بِنِيرَانِهَا
حِين تَرَى مِثْل اَلرَّمَاد الدريس
فَطَاوَعَتْنِي أُمَّة مِنْهُمْ
فَازَتْ وَأُخْرَى لَحِقَتْ بالركيس
وَطَارَ فِي اَلْيَرْمُوك بِي سَابِح
وَالْقَوْم فِي ضَرْب وَطَعْن خليس
حَتَّى تَجَلَّتْ عَنِّي اَلْحَرْب
كَالْجَمْرَةِ فِي وقدة ذَاكَ اَلْوَطِيس
وَالْجَمَل الأنكد شَاهَدَتْهُ
بِئْسَ نتيج اَلنَّاقَة العنتريس
بَيْن بَيْن طبة مستقدما
وَالْجَهْل فِي اَلْعَالِم دَاء نجيس
وَزُرْت صَفَّيْنِ عَلَى سطبة
جَرْدَاء مَا سَائِسهَا بالأريس
مُجَدَّلًا بِالسَّيْفِ أَبْطَالهَا
وقاذفا بِالصَّخْرَةِ المرمريس
وَسَرَتْ قُدَّام عَلَيَّ غَدَاة اَلنَّهْر
حَتَّى فَلَّ غَرْب اَلْخَمِيس
صَادَفَ مِنِّي وَاعِظ تَوْبَة
فَكَانَتْ اللقوة عِنْد القبيس
فَيَعْجَب لَا زَالَ فِي اَلْغِبْطَة وَالسُّرُور لِمَا سَمِعَهُ مِنْ ذَلِكَ اَلْجِنِّيّ وَيَكْرَه اَلْإِطَالَة
عِنْده فَيُوَدِّعهُ
|