عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:36 AM   #37
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


أَرْهَقَنِي تَحَوَّلَتْ صِلَا أَرَ قُمْ وَدَخَلَتْ فِي قطيل , هُنَاكَ , فَلَمَّا عَلِمُوا ذَلِكَ كَشَفُوهُ عَنِّي
فَلِمَا خِفْت اَلْقَتْل صِرْت رِيحًا هفافة فَلَحِقَتْ بِالرَّوَافِدِ وَنَقَضُوا تِلْكَ اَلْخَشَب والأجذال
فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَجَعَلُوا يتفكنون وَيَقُولُونَ لَيْسَ هَاهُنَا مَكَان يُمْكِن أَنْ يَسْتَتِر فِيهِ
فبيناهم يتذاكرون ذَلِكَ عَمَدَتْ لكعابهم فِي الكلة فَلِمَا رَأَتْنِي أَصَابَهَا اَلصَّرْع ,
وَاجْتَمَعَ أَهْلهَا مِنْ كُلّ أَوْب , وَجَمَعُوا لَهَا الرقاة وَجَاءُوا بالأطبة وَبَذَلُوا
اَلْمُنَفِّسَات فَمَا تَرَكَ رَاقٍ رُقْيَة , إِلَّا عَرْضهَا عَلَيَّ وَأَنَا لَا أُجِيب , وَغَبَّرَتْ الأساة
تَسْقِيهَا الأشفية وَأَنَا سَدّك بِهَا لَا أزول فَلَمَّا أَصَابَهَا اَلْحَمَّام طَلَبَتْ لِي سِوَاهَا
صَاحِبَة , ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى رِزْق اَللَّه اَلْإِنَابَة وَأَثَابَ اَلْجَزِيل فَلَا أفتأ لَهُ مِنْ
اَلْحَامِينَ
حَمِدَتْ مَنْ حَطَّ أَوْزَارِي وَمَزَّقَهَا
عَنِّي فَأَصْبَحَ ذَنْبِي اَلْيَوْم مَغْفُورًا
وَكُنْت آلَف مِنْ أَتْرَاب قُرْطُبَة
خوذا وَبِالصِّين أُخْرَى بِنْت يغبورا
أَزُور تِلْكَ وهذي غَيْر مُكْتَرِث
فِي لَيْلَة قَبْل أَنْ أَسْتَوْضِح النورا
وَلَا أَمْر بِوَحْشِيّ وَلَا بَشَر
إِلَّا وَغَادَرَتْهُ وَلْهَان مَذْعُورًا
أَرْوَع اَلزِّنْج إِلْمَامًا بِنِسْوَتِهَا
وَالرُّوم و اَلتُّرْك والسقلاب , والغورا
وَأَرْكَبَ الهيق فِي اَلظَّلْمَاء معتسفا
أَوْ لَا فَذَبَّ زِيَاد بَاتَ مقرورا
وَأَحْظُر اَلشُّرْب أعروهم بآبدة
يَزُجُّونَ عُودًا وَمِزْمَارًا وَطُنْبُورًا
فَلَا أُفَارِقهُمْ حَتَّى يَكُون لَهُمْ
فِعْل يَظَلّ بِهِ إِبْلِيس مَسْرُورًا
وَأَصْرِف اَلْعَدْل ختلا عَنْ أَمَانَته
حَتَّى يَخُون وَحَتَّى يَشْهَد الزورا
وَكَمْ صُرِعَتْ عَوْنًا فِي لَظَى لَهَب
قَامَتْ تُمَارِس لِلْأَطْفَالِ مَسْجُورًا
وذادني اَلْمَرْء نَوْع عَنْ سَفِينَته
ضَرْبًا إِلَى أَنْ غَدَا الظنبوب مَكْسُورًا
وَطِرْت فِي زَمَن اَلطُّوفَان مُعْتَلِيًا
فِي اَلْجَوّ حَتَّى رَأَيْت اَلْمَاء مَحْسُورًا
وَقَدْ عَرَضَتْ لِمُوسَى فِي تَفَرُّده
بالشاء يَنْتِج عمروسا وفرفورا
لَمْ أَخَلْهُ مِنْ حَدِيث مَا , وَوَسْوَسَة
إِذْ دَكَّ رَبّك فِي تَكْلِيمه الطورا
أَضْلَلْت رَأْي أَبِي سَاسَان عَنْ رُشْد
وَسَرَتْ مستخفيا فِي جَيْش سابورا
وَسَادَ بهرام جَوْر وَهُوَ لِي تَبَع
أَيَّام يَبْنِي عَلَى عِلَّاته جَوْرًا
فَتَارَة أَنَا صِلْ فِي نكارته
وَرُبَّمَا أَبْصَرَتْنِي اَلْعَيْن عُصْفُورًا
تَلُوح لِي اَلْإِنْس عَوَرًا أَوْ ذَوِي حَوْل
وَلَمْ تَكُنْ قَطُّ لَا حَوْلًا وَلَا عَوَرًا
ثُمَّ أتعظت وَصَارَتْ تَوْبَتِي مَثَلًا
مِنْ بَعْد مَا عِشْت اَلْعِصْيَان مَشْهُورًا
حَتَّى إِذَا اِنْفَضَّتْ اَلدُّنْيَا وَنُودِيَ
أمرفيل وَيْحك هَلَّا تَنْفُخ الصورا
أَمَاتَنِي اَللَّه شَيْئًا ثُمَّ أَيْقَظَنِي
لمبعثي فَرَزَقَتْ اَلْخُلْد مَبْرُورًا
فَيَقُول لِلَّهِ دَرْك يَا أَبَا هدرش ! لَقَدْ كُنْت تُمَارِس أوابد ومنديات فَكَيْفَ أَلْسِنَتكُمْ
? أَيَكُونُ فِيكُمْ عَرَب لَا يَفْهَمُونَ عَنْ اَلرُّوم وَرُوم لَا يَفْهَمُونَ عَنْ اَلْعَرَب , كَمَا نُجِدّ
فِي أَجْيَال اَلْإِنْس ? فَيَقُول : هَيْهَاتَ أَيُّهَا اَلْمَرْحُوم ! أَنَا أَهْل ذَكَاء وَفَطِنَ وَلَا بُدّ
لِأَحَدِنَا أَنْ يَكُون عَارِفًا بِجَمِيع اَلْأَلْسُن الإنسية وَلَنَا بَعْد ذَلِكَ لِسَان لَا يُعَرِّفهُ
اَلْأَنِيس وَأَنَا اَلَّذِي أَنْذَرَتْ اَلْجِنّ بِالْكِتَابِ اَلْمُنَزَّل , أدلجت فِي رُفْقَة مِنْ الخابل
نُرِيد اَلْيَمَن فَمَرَرْنَا بِيَثْرِب فِي زَمَان المعو [ أَيّ اَلرُّطَب ] ف " سَمِعْنَا قُرْآنًا
عَجَبًا يَهْدِي إِلَى اَلرُّشْد , فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِك بِرَبِّنَا أَحَدًا " , وَعُدْت إِلَى قَوْمِي
فَذَكَرَتْ لَهُمْ ذَلِكَ فَتَسَرَّعَتْ مِنْهُمْ وَطَوَائِف إِلَى اَلْإِيمَان , وَحَثّهمْ عَلَى مَا فَعَلُوهُ أَنَّهُمْ
رَجَمُوا عَنْ اِسْتِرَاق اَلسَّمْع بِكَوَاكِب محرقات
فَيَقُول : يَا أَبَا هدرش أَخْبِرْنِي وَأَنْتَ الخيبر , هَلْ كَانَ رَجْم اَلنُّجُوم فِي
اَلْجَاهِلِيَّة ? فَإِنَّ بَعْض اَلنَّاس يَقُول أَنَّهُ حَدَّثَ فِي اَلْإِسْلَام , فَيَقُول هَيْهَاتَ ‎ ! أا
سَمِعَتْ قَوْل الأودي .


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس