عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:34 AM   #35
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


إِلَهنَا اَلْقَدِيم , اَلَّذِي لَا يُعْجِزهُ , تَصْوِير اَلْأَمَانِي , وَتَكْوِين , اَلْهَوَاجِس مِنْ
اَلظُّنُون
وَيَلْتَفِت فَإِذَا هُوَ بجران اَلْعُود اَلنُّمَيْرِيّ , فَيُحْيِيه وَيُرَحِّب بِهِ وَيَقُول لِبَعْض
القيان , أسمعينا قَوْل هَذَا اَلْمُحْسِن .
حَمَلْنَ جران اَلْعُود حَتَّى وَضَعْنَهُ
بِعَلْيَاء فِي أَرْجَائِهَا اَلْجِنّ تَعْزِف
وَأَحْرَزْنَ مِنَّا كُلّ حجزة مِئْزَر
لَهُنَّ , وَطَاحَ , النوفلي , اَلْمُزَخْرَف
وَقُلْنَ تَمَتُّع لَيْلَة اَلنَّأْي هَذِهِ فَإِنَّك مرجوم غَدًا , أَوْ مسيف
[ وَهَذَا اَلْبَيْت يَرْوِي لسحيم ] فَتُصِيب تِلْكَ القينة , وَتُجِيد , فَإِذَا عَجِبْت
اَلْجَمَاعَة مِنْ إِحْسَانهَا وَإِصَابَتهَا قَالَتْ , أتدرون مَنْ أَنَا ? فَيَقُولُونَ لَا وَاَللَّه
اَلْمَحْمُود ! فَتَقُول أَنَا أَمْ عَمْرو اَلَّتِي يَقُول فِيهَا اَلْقَائِل
تَصُدّ اَلْكَأْس عَنَّا أَمْ عَمْرو وَكَانَ اَلْكَأْس مَجْرَاهَا اليمينا
وَمَا شَرّ اَلثَّلَاثَة أَمْ عَمْرو بِصَاحِبِك اَلَّذِي لَا تصبحينا
فَيَزْدَادُونَ بِهَا عَجَبًا , وَلَهَا إِكْرَامًا وَيَقُولُونَ لِمَنْ هَذَا اَلشِّعْر ? ألعمر بْن عُدَيّ
اللخمي ? أَمْ لِعَمْرو بْن كُلْثُوم التغلبي ? فَتَقُول , أَنَا شَهِدَتْ ندماني جذيمة ,
مَالِكًا وَعَقِيلًا , وَصَبَّحَتْهُمَا اَلْخَمْر المشعشعة لِمَا وَجَدَا عَمْرو بْن عُدَيّ , فَكُنْت
أَصْرِف اَلْكَأْس عَنْهُ فَقَالَ هَذَيْنِ اَلْبَيْتَيْنِ فَلَعَلَّ عَمْرو بْن كُلْثُوم حَسَن بِهِمَا كَلَامه ,
وَاسْتَزَادَهُمَا فِي أَبْيَاته .
وَيَذْكُر أُذَكِّرهُ اَللَّه بِالصَّالِحَاتِ , اَلْأَبْيَات اَلَّتِي تُنْسَب إِلَى اَلْخَلِيل بْن أَحْمَد ,
وَالْخَلِيل يَوْمئِذٍ ‎ فِي اَلْجَمَاعَة , وَأَنَّهَا , تَصْلُح , لِأَنَّ يَرْقُص عَلَيْهَا , فَيُنْشِئ
اَللَّه , اَلْقَادِر بِلُطْف حَكَمْته شَجَرَة مِنْ عفز [ والعفز اَلْجَوْز ] فَتَنَوَّعَ لِوَقْتِهَا ثُمَّ
تَنْقُض عَدَدًا لَا يُحْصِيه إِلَّا اَللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى , وَتَنْشَقّ كُلّ وَاحِدَة , مِنْهُ عَنْ
أَرْبَع جَوَاز , يُرِقْنَ الرائين , مِمَّنْ قَرَّبَ وَالنَّائِينَ , يَرْقُصْنَ عَلَى اَلْأَبْيَات
اَلْمَنْسُوبَة إِلَى اَلْخَلِيل وَأَوَّلهَا .
وَإِنَّ اَلْخَلِيط تَصَدُّع فَطَرَ بِدَائِك أُوَقِّع
لَوْلَا جِوَار حَسَّان مِثْل الجآذر أَرْبَع
أَمْ الرباب وَأَسْمَاء والبغوم وبوزع
بلقلت للظاعن اظعن إِذَا بَدَا لَك أَوْ دَعْ !
فَتَهْتَزّ أَرْجَاء اَلْجَنَّة , وَيَقُول لَا زَالَ مَنْطِقًا بِالسَّدَادِ , لِمَنْ هَذِهِ اَلْأَبْيَات يَا
أَبَا عَبْد اَلرَّحْمَن ? فَيَقُول اَلْخَلِيل لَا أَعْلَم فَيَقُول أَنَّا كُنَّا فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة
نَرْوِي هَذِهِ اَلْأَبْيَات لَك فَيَقُول اَلْخَلِيل لَا أُذَكِّر شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَا
قِيلَ حَقًّا فَيَقُول أفنسيت يَا أَبَا عَبْد اَلرَّحْمَن , وَأَنْتَ أَذْكُر اَلْعَرَب فِي عَصْرك ?
فَيَقُول اَلْخَلِيل إِنَّ عَبْد عُبُور اَلسِّرَاط , يَنْفُض اَلْخُلْد مِمَّا اِسْتَوْدَعَ وَيَخْطُر لَهُ ذِكْر
الفقاع , اَلَّذِي كَانَ يَعْمَل فِي اَلدَّار اَلْخَادِعَة فَيَجْرِي اَللَّه بِقُدْرَتِهِ أَنْهَارًا مِنْ
فَقَاع اَلْجُرْعَة مِنْهَا لَوْ عَدَلَتْ بِلَذَّات اَلْفَانِيَة , مُنْذُ خَلْق اَللَّه اَلسَّمَوَات وَالْأَرْض
إِلَى يَوْم تَطْوِي اَلْأُمَم اَلْآخِرَة لَكَانَتْ أَفْضَل وَأُسِفّ فَيَقُول فِي نَفْسه , قَدْ عَلِمَتْ أَنَّ
اَللَّه قَدِير , وَاَلَّذِي أُرِيدَ , نَحْو مَا كُنْت أَرَاهُ , مَعَ اَلطَّوَّافِينَ فِي اَلدَّار
اَلذَّاهِبَة , فَلَا تُكْمِل هَذِهِ اَلْمَقَالَة حَتَّى يَجْمَع اَللَّه كُلّ فقاعي فِي اَلْجَنَّة مِنْ أَهْل
اَلْعِرَاق وَالشَّام , وَغَيْرهمَا مِنْ اَلْبِلَاد , بَيْن أَيْدِيهمْ اَلْوَلَدَانِ , اَلْمُخَلَّدُونَ
يَحْمِلُونَ السلال إِلَى أَهْل ذَلِكَ اَلْمَجْلِس , فَيَقُول , حَفِظَ اَللَّه عَلَى أَهْل اَلْأَدَب
حوباءه لِمَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَهْل اَلْعِلْم , مَا تُسَمَّى هَذِهِ السلال بِالْعَرَبِيَّةِ ? فَيَرْمُونَ [
أَيْ يَسْكُتُونَ ] وَيَقُول بَعْضهمْ , هَذِهِ تُسَمَّى بِالْإِغْوَاءِ وَاحِدَتهَا باسنة , فَيَقُول قَائِل
مِنْ اَلْحَاضِرِينَ مَنْ ذَكَرَ هَذَا مِنْ أَهْل اَللُّغَة ? فَيَقُول لَا أنفكت اَلْفَوَائِد وَاصِلَة مِنْهُ
إِلَى اَلْجُلَسَاء قَدْ ذَكَّرَهَا اِبْن درستويه وَهُوَ يَوْمئِذٍ فِي اَلْحَضْرَة فَيَقُول لَهُ اَلْخَلِيل ,
مَنْ ‎ أَيْنَ جِئْت , بِهَذَا اَلْحَرْف ? فَيَقُول اِبْن درستويه وَجَدْته فِي كُتُب اَلنَّضِر بْن شميل
, فَيَقُول اَلْخَلِيل أَتُحِقُّ هَذَا يَا نَصْر , فَأَنْتَ عِنْدنَا اَلثِّقَة ? فَيَقُول اَلنَّصْر قَدْ
اِلْتَبَسَ عَلَيَّ اَلْأَمْر , وَلَمْ يَحْكِ اَلرَّجُل , إِنْ شَاءَ اَللَّه , إِلَّا حَقًّا .
وَيُعَبِّر بَيْن تِلْكَ الأكراس [ أَيّ اَلْجَمَاعَات ] طَاوُوس مِنْ طَوَاوِيس اَلْجَنَّة يَرُوق مَنْ
رَآهُ حَسُنَا , فَيَشْتَهِيه أَبُو عُبَيْدَة خُصُوصًا ,
فَيَتَكَوَّن كَذَلِكَ صحفة مِنْ اَلذَّهَب , فَإِذَا قُضِيَ مِنْهُ اَلْوَطَر , اِنْضَمَّتْ عِظَامه بَعْضهَا
إِلَى بَعْض ثُمَّ تَصِير طَاوُوسًا , كَمَا بَدَأَ فَتَقُول اَلْجَمَاعَة سُبْحَان مَنْ يُحْيِي اَلْعِظَام
وَهِيَ رَمِيم هَذَا كَمَا جَاءَ فِي اَلْكِتَاب اَلْكَرِيم : ‎ " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم رَبّ أَرِنِي كَيْفَ
تُحَيِّي اَلْمَوْتَى قَالَ أَوْلَمَ تُؤْمِن قَالَ ‎ : ‎ بَلَى وَلَكِنْ لِيُطَمْئِن قَلْبِي , قَالَ , فَخْذ
أَرْبَعَة مِنْ اَلطَّيْر , فصرهن إِلَيْك ثُمَّ أَجْعَل عَلَى كُلّ جَبَل مِنْهُنَّ , جُزْءًا , ثُمَّ اُدْعُهُنَّ
يَأْتِينَك سَعْيًا , وَاعْلَمْ ‎ أَنَّ اَللَّه عَزِيز حَكِيم .
وَيَقُول هُوَ آنَس اَللَّه بِحَيَاتِهِ لِمَنْ حَضَرَ مَا مَوْضِع يُطَمْئِن ? فَيَقُولُونَ نَصْب بِلَام كَيّ
فَيَقُول هَلْ يَجُوز غَيْر ذَلِكَ ? ‎ [ فَيَقُولُونَ ] لَا يَحْضُرنَا شَيْء , فَيَقُول يَجُوز أَنْ يَكُون
فِي مَوْضِع جَزْم بِلَام اَلْأَمْر , وَيَكُون مُخْرِج اَلدُّعَاء , كَمَا يُقَال يَا رَبّ أَغْفِر لِي ,
وَلِتَغْفِر فِي وَأَمَّا قَوْله اَلْحِكَايَة عَنْ عازر " قَالَ أَعْلَم أَنَّ اَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير
فَقَدَ قرىء بِرَفْع اَلْمِيم وَسُكُونهَا , فَالرَّفْع عَلَى اَلْخَبَر وَالسُّكُون عَلَى أَنَّهُ أَمْر مِنْ
اَللَّه جَلَّ سُلْطَانه , وَأَجَازَ أَبُو عَلِيّ , اَلْفَارِسِيّ أَنْ يَكُون ( اِعْلَمْ ) مُخَاطَبَة مِنْ
عازر لِنَفْسِهِ لِأَنَّ مِثْل هَذَا مَعْرُوف يَقُول اَلْقَائِل , وَهُوَ يَعْنِي , نَفْسه , وَيَحُكّ مَا
فَعَلَتْ وَمَا صَنَعَتْ ! [ وَمِنْهُ قَوْل الحادرة اَلذُّبْيَانِيّ ]
بَكَّرَتْ سُمَيَّة , غدوة فَتَمَتَّعَ وَغَدَتْ غُدُوّ مُفَارِق لَمْ يُرَبِّع ] ‎
وَتَمَّ إِوَزَّة , مِثْل البختية , فَيَتَمَنَّاهَا بَعْض اَلْقَوْم سَوَاء فَتَتَمَثَّل عَلَى خَوَّان مِنْ
اَلزُّمُرُّد فَإِذَا قَضَيْت مِنْهَا اَلْحَاجَة عَادَتْ بِإِذْن اَللَّه إِلَى هَيْئَة ذَوَات اَلْجَنَاح
وَيَخْتَارهَا بَعْض اَلْحَاضِرِينَ كردناجا , وَبَعْضهمْ معمولة , بسماق وَبَعْضهمْ معمولة
بِلَبَن وَخَلّ , وَغَيْر ذَلِكَ , وَهِيَ تَكُون عَلَى مَا يُرِيدُونَ فَإِذَا تَكَرَّرَتْ بَيْنهمْ قَالَ أَبُو
عُثْمَان اَلْمَازِنِيّ لِعَبْد اَلْمَلِك , بْن قَرِيب اَلْأَصْمَعِيّ : يَا أَبَا سَعِيد مَا وَزَنَ إِوَزَّة
فَيَقُول اَلْأَصْمَعِيّ أَلِي تَعَرُّض بِهَذَا يَا فَصِيح , وَطَالَ مَا جِئْت مَجْلِسِي بِالْبَصْرَةِ وَأَنْتِ
لَا يَرْفَع بِك رَأْس . . ‎ ! وَزَنَ إِوَزَّة فِي اَلْمَوْجُود إفعلة , وَوَزْنًا فِي اَلْأَصْل إفعلة ,
فَيَقُول اَلْمَازِنِيّ مَا اَلدَّلِيل عَلَى أَنَّ اَلْهَمْزَة فِيهَا زَائِدَة وَأَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَصْلِيَّة ,
وَوَزْنهَا لَيْسَ فِعْلَة ? فَيَقُول اَلْأَصْمَعِيّ أَمَّا زِيَادَة اَلْهَمْزَة فِي أَوَّلهَا فَيَدُلّ عَلَيْهِ
قَوْلهمْ وز , فَيَقُول أَبُو عُثْمَان لَيْسَ ذَلِكَ بِدَلِيل عَلَى أَنَّ اَلْهُمَزَة زَائِدَة لِأَنَّهُمْ قَدْ
قَالُوا نَاس , أَصْله أُنَاس , وميهة لِجُدَرِيّ اَلْغَنَم . , وَإِنَّمَا هُوَ أُمِّيَّة فَيَقُول
اَلْأَصْمَعِيّ أَلَيْسَ أَصْحَابك مِنْ أَهْل اَلْقِيَاس يَزْعُمُونَ أَنَّهَا إفعله وَإِذَا بَنَوْا مِنْ أَرْوَى
أَسَمَا عَلَى وَزْن إِوَزَّة قَالُوا إياة ? وَلَوْ أَنَّهَا فِعْلَة قَالُوا إوية وَلَوْ جَاءُوا بِهَا
عَلَى إفعلة بِسُكُون اَلْعَيْن , قَالُوا إيية وَالْيَاء اَلَّتِي بَعْد اَلْهَمْزَة وَهِيَ هَمْزَة أوي
جُعِلَتْ يَاء لِاجْتِمَاع الهمزتني وَلِأَنَّ قَبْلهَا مَكْسُورًا وَهِيَ مَفْتُوحَة وَإِذَا خَفَّفَتْ هَمْزَة
مِئْزَر جَعَلْتهَا يَاء خَالِصَة , فَيَقُول اَلْمَازِنِيّ , تَأَوَّلَ مِنْ أَصْحَابنَا وَادِّعَاء لِأَنَّ
إِوَزَّة لَمْ يُثْبِت أَنَّ اَلْهَمْزَة فِيهَا زَائِدَة فَيَقُول اَلْأَصْمَعِيّ .
ريشت جَرَّهُمْ نُبْلًا فَرَمَى جَرّهمَا مِنْهُنَّ فَوْق وَغِرَار
تَبِعَتْهُمْ مُسْتَفِيدًا , ثُمَّ طَعَنَتْ فِيمَا قَالُوهُ مُعِيدًا مَا مَثَّلَك وَمَثَلهمْ إِلَّا كَمَا قَالَ
اَلْأَوَّل
أُعَلِّمهُ اَلرِّمَايَة كُلّ يَوْم فَلِمَا اِشْتَدَّ سَاعِده رَمَانِي
وَيَنْهَض كَالْمُغْضِبِ و يَفْتَرِق أَهْل ذَلِكَ اَلْمَجْلِس , وَهُمْ ناعمون
وَيَخْلُو لَا أَخْلَاهُ اَللَّه مِنْ اَلْإِحْسَان , بِحُورِيَّتَيْنِ لَهُ مِنْ اَلْحَوَر اَلْعَيْن , فَإِذَا
بَهَرَهُ مَا يَرَاهُ مِنْ اَلْجَمَال قَالَ , أُعَزِّز عَلَيَّ بِهَلَاك اَلْكَنَدِيّ إِنِّي لِأُذَكَّر بِكُمَا قَوْله
كَدَأْبِك مِنْ أُمّ الحويرث قَبْلهَا وَجَارَتهَا أَمْ الرباب بماسل
إِذَا قَامَتَا تضوع اَلْمِسْك مِنْهُمَا نَسِيم اَلصِّبَا جَاءَتْ بَرِّيًّا اَلْقَرَنْفُل
وَقَوْله : -


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس