عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:33 AM   #34
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَيَعْرِض لَهُمْ لَبِيد بْن رَبِيعَة فَيَدْعُوهُمْ إِلَى مَنْزِله , بالقيسية وَيُقْسِم عَلَيْهِمْ
لِيَذْهَبْنَ مَعَهُ يَمْشُونَ قَلِيلًا فَإِذَا هُمْ بِأَبْيَات ثَلَاثَة لَيْسَ فِي اَلْجَنَّة نَظِيرهَا بَهَاء
وَحُسْنًا , فَيَقُول لَبِيد , أَتَعْرِفُ أَيُّهَا اَلْأَدِيب اَلْحَلَبِيّ هَذِهِ اَلْأَبْيَات ? فَيَقُول لَا
وَاَلَّذِي حَجَّتْ اَلْقَبَائِل كَعْبَته ! فَيَقُول أَمَّا اَلْأَوَّل فَقُولِي .
إِنْ تَقْوَيْ رَبّنَا خَيِّرْ نَفْل وَبِإِذْن اَللَّه ريثى وَعَجَل ,
أَمَّا اَلثَّانِي فَهُوَ قَوْلِي
أَحْمَد اَللَّه فَلَا نِدّ لِي بِيَدَيْهِ اَلْخَيْر , مَا شَاءَ فِعْل
وَأَمَّا اَلثَّالِث فَقَوْلِي
مِنْ هُدَاهُ سُبُل اَلْخَيْر , اِهْتَدَى نَاعِم اَلْبَال , وَمَنْ شَاءَ أَضَلَّ صَيَّرَهَا رَبِّي اَللَّطِيف
اَلْخَبِير أَبْيَاتًا فِي اَلْجَنَّة , وَأَسْكُنهَا أُخْرَى اَلْأَبَد , وَأُنْعِم نَعِيم اَلْمُخَلَّد
فَيُعْجِب هُوَ وَأُولَئِكَ اَلْقَوْم وَيَقُولُونَ إِنَّ اَللَّه قَدِير عَلَى مَا أَرَادَ
وَيَبْدُو لَهُ أَيَّدَ اَللَّه مَجْده بِالتَّأْيِيدِ أَنْ يَصْنَع مَأْدُبَة فِي اَلْجِنَان , يَجْمَع فِيهَا
مَنْ أُمَكَّن مِنْ شُعَرَاء , الخضرمة وَالْإِسْلَام , وَاَلَّذِينَ , أَصَّلُوا كَلَام اَلْعَرَب ,
وَجَعَلُوهُ مَحْفُوظًا فِي اَلْكُتُب , وَغَيْرهمْ مِمَّنْ يتأنس بِقَلِيل اَلْأَدَب , فَيَخْطُر لَهُ أَنْ
تَكُون كَمَآدِب اَلدَّار , اَلْعَاجِلَة إِذْ كَانَ اَلْبَارِئ جُلْت عَظَمَته لَا يُعْجِزهُ أَنْ يَأْتِيهِمْ
بِجَمِيع اَلْأَغْرَاض مِنْ غَيْر كُلْفَة وَلَا إِبْطَاء فَتَنْشَأ أرحاء عَلَى اَلْكَوْثَر تجعجع لِطَحْن
بَرّ مِنْ بَرّ اَلْجَنَّة وَإِنَّهُ لِأَفْضَل مِنْ بِرّ اَلْهَزْلِيّ اَلَّذِي قَالَ فِيهِ
لَا دَرّ دُرِّيّ إِنْ أَطْعَمَتْ رَائِدهمْ
قرف , الحتى , وَعِنْدِي اَلْبَرّ مَكْنُوز
بِمِقْدَار تَفَضُّل بِهِ اَلسَّمَوَات اَلْأَرْضِينَ , فَيَقْتَرِح أَمْضِي اَلْقَادِر لَهُ اِقْتِرَاحه أَنْ
تَحْضُر بَيْن يَدَيْهِ جِوَار مِنْ اَلْحَوَر اَلْعَيْن , يعتملن بأرحاء اَلْيَد , فَرْحَى مَنْ دُرّ
وَرَحَى مِنْ عسجد وَأَرْحَام لَمْ يَرَ أَهْل اَلْعَاجِلَة شَيْئًا مِنْ شَكْل جَوَاهِرهنَّ فَإِذَا نَظَرَ
إِلَيْهِنَّ حَمَد اَللَّه سُبْحَانه عَلَى مَا مَنَحَ وَذِكْر قَوْل الراجز
أَعْدَدْت لِلضَّيْفِ وَلِلْجِيرَانِ جَرِيئِينَ تتعاوران
لَا ترأمان وَهُمَا طَائِرَانِ
[ يَصِف رَحَى اَلْيَد ]
وَيَبْتَسِم إِلَيْهِنَّ وَيَقُول أَطَحْنَ شَزْرًا وَبَتًّا , فَيَقُلْنَ مَا شَزْر وَمَا بَتَّ ? ‎ فَيَقُول اَلشَّزْر
عَلَى أَيْمَانكُنَّ وَالْبَتّ عَلَى شَمَائِلكُنَّ أَمَّا سَمِعْتُنَّ قَوْل اَلْقَائِل
وَنُصْبِح بِالرَّحَى شَزْرًا وَبَتًّا وَلَوْ نُعْطَى اَلْمَغَازِل مَا عيينا
[ وَيُقَال أَنَّ هَذَا اَلشِّعْر لِرَجُل أَسْر فَكَتَبَ إِلَى قَوْمه بِذَلِكَ ]
, وَيَجُسّ فِي صَدْره , عَمَّرَهُ اَللَّه بِالسُّرُورِ أرحاء تَدُور فِيهَا اَلْبَهَائِم , فَيَمْثُل بَيْن
يَدَيْهِ مَا شَاءَ اَللَّه مِنْ اَلْبُيُوت فِيهَا أَحْجَار مِنْ جَوَاهِر اَلْجَنَّة تُدِير بَعْضهَا جَمَال
تَسُوم فِي عَضَّاهُ اَلْفِرْدَوْس , أَنِيق لَا تَعْطِف عَلَى اَلْحَيْرَان , وَصُنُوف مِنْ اَلْبِغَال ,
وَالْبَقَر وَبَنَات صعدة , فَإِذَا اِجْتَمَعَ مِنْ اَلصَّحْن مَا يَظُنّ أَنَّهُ كَاف لِلْمَأْدُبَةِ تُفَرِّق
خَدَمه مِنْ اَلْوِلْدَان , اَلْمُخَلَّدِينَ فجاؤوا بالعماريس , [ وَهِيَ الجداء ] وَضُرُوب
اَلطَّيْر اَلَّتِي جَرَتْ اَلْعَادَة بِأَكْلِهَا , بِالْإِغْوَاءِ العكارم وجوازل اَلطَّوَاوِيس وَالسَّمِين
مِنْ دَجَاج اَلرَّحْمَة وفراريج اَلْخُلْد , وَسِيقَتْ اَلْبَقَر وَالْغَنَم وَالْإِبِل لِتَغْتَبِط
فَارْتَفَعَ رُغَاء اَلْعَكِر وَيَغَار اَلْمُعِزّ وثؤاج اَلضَّأْن وَصِيَاح اَلدِّيَكَة لِعِيَان اَلْمُدْيَة ,
وَذَلِكَ كُلّه بِحَمْد اَللَّه لَا أَلَم فِيهِ , وَإِنَّمَا هُوَ جَدّ مِثْل اَللَّعِب , فَلَا إِلَه إِلَّا
اَللَّه اَلَّذِي اِبْتَدَعَ خُلُقه مِنْ غَيْر رَوِيَّة وَصُوَره بِلَا مِثَال
فَإِذَا حَصَلَتْ النحوض فَوْق الأوفاض [ والأوفاض مَثَّلَ الأوضام بِلُغَة طيء ] قَالَ
زَاد اَللَّه أَمَرّه مِنْ اَلنَّفَاذ , أَحْضَرُوا مَنْ فِي اَلْجَنَّة , مِنْ اَلطُّهَاة اَلسَّاكِنِينَ بِحَلَب
عَلَى مَمَرّ اَلْأَزْمَان فَتَحْضُر جَمَاعَة كَثِيرَة , فَيَأْمُرهُمْ , بِاِتِّخَاذ اَلْأَطْعِمَة , وَتِلْكَ
لَذَّة يَهَبهَا اَللَّه عَزَّ سُلْطَانه , بِدَلِيل قَوْله " وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيه اَلْأَنْفُس وَتَلَذّ
اَلْأَعْيُن وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ و تِلْكَ اَلْجَنَّة اَلَّتِي أَوْ رثتموها بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَة كَثِيرَة مِنْهَا تَأْكُلُونَ .
فَإِذَا أَتَتْ اَلْأَطْعِمَة أَفْتَرِق غِلْمَانه اَلَّذِينَ كَأَنَّهُمْ اَللُّؤْلُؤ اَلْمَكْنُون , لِإِحْضَار
اَلْمَدْعُوِّينَ , فَلَا يَتْرُكُونَ فِي اَلْجَنَّة شَاعِرًا إِسْلَامِيًّا وَلَا مُخْضَرّ مَا , وَلَا عَالِمًا ,
بِشَيْء , مِنْ أَصْنَاف اَلْعُلُوم , وَلَا مُتَأَدِّبًا , إِلَّا أَحْضَرُوهُ , فَيَجْتَمِع بِجِدّ عَظِيم ,
[ والبجد اَلْخُلُق اَلْكَثِير قَالَ اَلشَّاعِر
تَطُوف اَلْجُود بِأَبْوَابِهِ , مِنْ اَلضُّرّ فِي أَزَمَات اَلسِّنِينَ ]
فَتُوضَع الخون مِنْ اَلذَّهَب والفواثير , مِنْ اللجين وَيَجْلِس عَلَيْهَا اَلْآكِلُونَ , وَتَنْقُل
إِلَيْهِمْ اَلصِّحَاف فَتُقِيم الصحفة لَدَيْهِمْ , وَهُمْ يصيون مِمَّا ضَمِنَتْهُ كَعُمْر كُوِيَ و سِرِّيّ [
وَهُمَا اَلنَّسْرَانِ مِنْ اَلنُّجُوم ]
فَإِذَا قَضَوْا اَلْإِرْب مِنْ اَلطَّعَام , جَاءَتْ اَلسُّقَاة بِأَصْنَاف الأشربة وَالْمُسْمِعَات
بِالْأَصْوَاتِ اَلْمُطْرِبَة .
وَيَقُول , لَا فَتِئَ نَاطِقًا , بِالصَّوَابِ , و عَلَيَّ بِمَنْ , فِي اَلْجَنَّة , مِنْ اَلْمُغَنِّينَ
وَالْمُغَنِّيَات , مِمَّنْ كَانَ فِي اَلدَّار , اَلْعَاجِلَة , فَقَضَيْت لَهُ اَلتَّوْبَة ,
فَتَحْضُر جَمَاعَة كَثِيرَة مِنْ رِجَال وَنِسَاء , فِيهِمْ , اَلْعَرِيض و مَعْبَد , اِبْن مسجح
وَابْن سريج , إِلَى أَنْ يَحْضُر إِبْرَاهِيم , اَلْمَوْصِلِيّ و اِبْنه إِسْحَاق , فَيَقُول قَائِل ,
مِنْ اَلْجَمَاعَة وَقَدْ رَأَى أَسْرَاب قيان قَدْ حَضَرْنَ مِثْل بَصِيص وَدَنَانِير , وَعِنَان , مِنْ
اَلْعَجَب أَنَّ اَلْجَرَادَتَيْنِ فِي أَقَاصِي اَلْجَنَّة , فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ لَا بَرَّحَ سَمْعه مَطْرُوقًا
بِمَا يُبْهِجهُ قَالَ , لَا بُدّ مِنْ حُضُورهَا فَيَرْكَب بَعْض اَلْخَدَم نَاقَة مِنْ نُوق اَلْجَنَّة ,
وَيَذْهَب إِلَيْهِمَا , عَلَى بُعْد مَكَانهمَا فَتَقْبَلَانِ عَلَى نَجِيبِينَ أَسْرَع اَلْبَرْق اَللَّامِع ,
فَإِذَا حَصَلَتَا , فِي اَلْمَجْلِس حَيَّاهُمَا وَبَشَّ , فَتَقُولَانِ , قَدَرَتْ لَنَا اَلتَّوْبَة وَمُتْنَا
عَلَى دِين اَلْأَنْبِيَاء اَلْمُرْسَلِينَ , لِعَبِيد مَرَّة ولأوس أُخْرَى , وَمَا سَمِعَتَا قَطُّ بِعَبِيد
وَلَا أوس , فَتُلْهِمَانِ أَنَّ تَغَنِّيًا بِالْمَطْلُوبِ فَتُلَحِّنَانِ .
وَدَّعَ لَمِيس وَدَاع الوامق اَللَّاحَيّ قَدْ فَنُكَت فِي فَسَاد بَعْد إِصْلَاح
إِذْ تستبيك بِمَصْقُول عَوَارِضه حَمَّسَ اللثات عَذَاب غَيْر مملاح
كَأَنَّ ريقتها بَعْد الكرى اغتبقت مِنْ مَاء أدكن فِي اَلْحَانُوت نضاح
وَمِنْ مشعشعة ورهاء نَشْوَتهَا وَمِنْ أَنَابِيب رُمَّان وَتُفَّاح
هِبْت تَلُوم وَلَيْسَتْ سَاعَة اَللَّاحَيّ هَلَّا أنتظرت بِهَذَا اَللَّوْم إصباحي
إِنْ أَشْرَب اَلْخَمْر أَوْ أَرْزًا لَهَا ثَمَنًا فَلَا مَحَالَة يَوْمًا أَنَّنِي صَاحَ
وَلَا مَحَالَة مِنْ قَبْر بِمَحْنِيَّة أَوْ فِي مليع كَظَهْر اَلتُّرْس وَضَّاح
فَتَطْرَبَانِ مِنْ سَمِعَ وَتَسْتَفِزَّانِ اَلْأَفْئِدَة بِالسُّرُورِ وَيَكْثُر حَمْد اَللَّه سُبْحَانه كَمَا أَنَّهُمْ
عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ , وَالتَّائِبِينَ , وَخَلَّصَهُمْ مِنْ دَار الشقوة إِلَى مَحَلّ اَلنَّعِيم .
وَيَعْرِض لَهُ أَدَامَ اَللَّه اَلْجَمَال بِبَقَائِهِ اَلشَّوْق إِلَى نَظَر سَحَاب كَالسَّحَابِ , اَلَّذِي
وَصَفَهُ قَائِل , هَذِهِ اَلْقَصِيدَة فِي قَوْله
إِنِّي أَرَقْت وَلِمَ تَأَرَّقَ مَعِي صَاحَ
لِمُسْتَكْفٍ بِعِيد اَلنَّوْم لَمَّاح
قَدْ نَمَّتْ عَنِّي , وَبَاتَ اَلْبَرْق يسهرني
كَمَا اِسْتَضَاءَ ‎ يَهُودِيّ بِمِصْبَاح
تَهْدِي اَلْجَنُوب بِأَوْلَاهُ وَنَاءَ بِهِ
أَعْجَاز مُزْن , يَسُوق اَلْمَاء دلاح
كَأَنَّ رِيقه , لِمَا عَلَا شَطْبًا
أقراب أبلق يَنْفِي , اَلْخَيْل رِمَاح
كَأَنَّ فِيهِ عشارا , جُلّه , شَرَفًا
عَوَّذَا مطافبل قَدْ هَمَّتْ بإرشاح
دَانَ مُسِفّ فويق اَلْأَرْض هيدبه
يَكَاد يَدْفَعهُ مَنْ قَامَ بالراح
فَمَنَّ بنجوته كَمَنّ بعقوته
والمستكن كَمَنْ يَمْشِي بقرواح
وَأَصْبَحَ الروض وَالْقِيعَان ممرعة
مَا بَيْن منفتق مِنْهُ ومنصاح
فَيُنْشِئ اَللَّه تَعَالَتْ آلَاؤُهُ سَحَابَة كَأَحْسَن مَا يَكُون مِنْ اَلسَّحْب , مِنْ نَظَر إِلَيْهَا
شَهِدَ أَنَّهُ لَمْ يَرَ قَطُّ شَيْئًا أَحْسَن مِنْهَا مُحَلَّاة بِالْبَرْقِ فِي وَسَطهَا وَأَطْرِفهَا , تُمْطِر
بِمَاء وَرْد اَلْجَنَّة , مِنْ طَلّ , وطش وَتَنْثُر حَصَى اَلْكَافُور , كَأَنَّهُ صِغَار اَلْبَرْد , فَعَزَّ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس