عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:32 AM   #33
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


خَلْق كَثِير , مِنْ ذُكُور و إِنَاث , مِمَّنْ لَمْ يَشْرَب خَمْرًا وَلَا عُرْف قَطُّ مُنْكِرًا , فَلَقُوهَا
فِي بَعْض اَلسَّبِيل فَلَمَّا رَأَتْهُمْ قَالَتْ , مَا بَال هَذِهِ الزوافة ? أَلَكَمَ حَال تَذَكُّر ?
فَقَالُوا نَحْنُ بِخَيْر , أَنَا نلتذ بِتُحَف أَهْل اَلْجَنَّة , غَيْر أَنَا مَحْبُوسُونَ لِلْكَلِمَةِ
اَلسَّابِقَة , وَلَا نُرِيد أَنْ نَتَسَرَّع إِلَى اَلْجَنَّة , مِنْ قَبْل , اَلْمِيقَات إِذْ كُنَّا آمِنِينَ
نَاعِمَيْنِ بِدَلِيل قَوْله " إِنَّ اَلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ , مِنَّا اَلْحُسْنَى , أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
لَا يَسْمَعُونَ حسيسها وَهُمْ فِي مَا أشتهت أَنْفُسهمْ خَالِدُونَ , لَا يُحْزِنهُمْ اَلْفَزَع
اَلْأَكْبَر , وَتَتَلَقَّاهُمْ اَلْمَلَائِكَة , هَذَا يَوْمكُمْ اَلَّذِي كُنْتُمْ تُوعِدُونَ " .
وَكَانَ فِيهِمْ عَلِيّ بْن اَلْحُسَيْن وَابْنَاهُ مُحَمَّد وَزَيْد , وَغَيْرهمْ مِنْ اَلْأَبْرَار اَلصَّالِحِينَ
, وَمَعَ فَاطِمَة رَضِيَ اَللَّه عَنْهَا اِمْرَأَة أُخْرَى , تَجْرِي مَجْرَاهَا فِي اَلشَّرَف وَالْجَلَالَة ,
فَقِيلَ مِنْ هَذِهِ ? فَقِيلَ خَدِيجَة اِبْنَة خُوَيْلِد اِبْن اسد بْن عَبْد اَلْعُزَّى , وَمَعَهَا شَبَاب
عَلَى أَفْرَاس مِنْ نُور ,
فَقِيلَ مِنْ هَؤُلَاءِ ? فَقِيلَ عَبْد اَللَّه وَالْقَاسِم وَالطَّيِّب , وَالظَّاهِر وَإِبْرَاهِيم , بَنُو
مُحَمَّد صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَقَالَتْ , تِلْكَ اَلْجَمَاعَة اَلَّتِي سَأَلَتْ هَذَا وَلِيّ مِنْ أَوْلِيَائِنَا , قَدْ صَحَتْ تَوْبَته ,
وَلَا رَيْب أَنَّهُ مِنْ أَهْل اَلْجَنَّة , وَقَدْ تَوَسَّلَ بِنَا إِلَيْك صَلَّى اَللَّه عَلَيْك , فِي أَنْ
يراح مِنْ أَهْوَال اَلْمَوْقِف وَيَصِير إِلَى اَلْجَنَّة , فَيَتَعَجَّل لِأَخِيهَا , إِبْرَاهِيم صَلَّى
اَللَّه عَلَيْهِ دُونك اَلرَّجُل فَقَالَ لِي تَعَلُّق بِرِكَابَيْ , وَجَعَلَتْ تِلْكَ اَلْخَيْل تَخَلَّلَ اَلنَّاس
و تَنْكَشِف لَهَا اَلْأُمَم وَالْأَجْيَال , فَلِمَا عَظُمَ اَلزِّحَام طَارَتْ فِي اَلْهَوَاء , وَأَنَا
مُتَعَلِّق بِالرُّكَّابِ , فَوَقَفَتْ عِنْد مُحَمَّد صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مِنْ هَذَا الأتاوي
[ أَيّ اَلْغَرِيب ] فَقَالَتْ لَهُ هَذَا رَجُل سَأَلَ فُلَان وَفُلَان , وَسَمْت جَمَاعَة مِنْ اَلْأَئِمَّة
اَلطَّاهِرَيْنِ - فَقَالَ حَتَّى يَنْظُر فِي عَمَله فَسَأَلَ عَنْ عَمَلِي , فَوَجَدَ فِي اَلدِّيوَان اَلْأَعْظَم
وَقَدْ خَتَمَ بِالتَّوْبَةِ , فَشَفَعَ لِي , فَأَذِنَ لِي فِي اَلدُّخُول , وَلِمَا اِنْصَرَفَتْ , اَلزَّهْرَاء
عَلَيْهَا اَلسَّلَام , تَعَلَّقَتْ , بِرُكَّاب إِبْرَاهِيم , صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَلَمَّا خَلَصَتْ مِنْ تِلْكَ الطموش و قِيلَ لِي , هَذَا اَلصِّرَاط فَاعْبُرْ عَلَيْهِ و فوجته
خَالِيًا لَا عريب , عِنْده , فبولت نَفْسِيّ فِي اَلْعُبُور , فَوَجَدَتْنِي لَا أَسْتَمْسِك فَقَالَتْ
اَلزَّهْرَاء رَضِيَ اَللَّه عَنْهَا , لِجَارِيَة مِنْ جَوَارِيهَا فُلَانَة أجيزية , فَجَعَلَتْ تمارسني
وَأَنَا أَتَسَاقَط عَنْ يَمِين وَشِمَال , فَقُلْت , يَا هَذِهِ , إِنْ أَرَدْت سَلَامَتِي فَاسْتَعْمِلِي
مَعِي قَوْل اَلْقَائِل فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة .
سِتّ إِنْ أَعْيَاك أَمْرِي فأحمليني زقفونه
فَقَالَتْ وَمَا زقفونه ? قُلْت . أَنْ يَطْرَح اَلْإِنْسَان يَدَيْهِ عَلَى كَتِفِي اَلْآخَر , وَيُمْسِك
اَلْحَامِل بِيَدَيْهِ وَيَحْمِلهُ وَبَطْنه إِلَى ظَهْره أُمًّا سَمِعَتْ قَوْل الجحجلول مِنْ أَهْل كُفْر
طَابَ
صَلَحَتْ حَالَتِي إِلَى اَلْخَلْف حَتَّى صِرْت أَمْشِي إِلَى اَلْوَرَى زقفونه
فَقَالَتْ مَا سَمِعَتْ بزقفونه وَلَا الجحجلول وَلَا كُفْر طَابَ إِلَّا اَلسَّاعَة , فَتَحْمِلنِي
وَتَجُوز كَالْبَرْقِ اَلْخَاطِف , فَلَمَّا جَزَّتْ قَالَتْ , اَلزَّهْرَاء رَضِيَ اَللَّه عَنْهَا , قَدْ وَهَبَنَا
لَك هَذِهِ اَلْجَارِيَة فَخُذْهَا كَيْ تَخْدِمك فِي اَلْجِنَان .
فَلَمَّا صِرْت إِلَى بَاب اَلْجَنَّة قَالَ لِي رَضْوَان هَلْ مَعَك مِنْ جَوَاز , ? فَقُلْت لَا فَقَالَ
لَا سَبِيل لَك إِلَى اَلدُّخُول إِلَّا بِهِ .
فبعلت بِالْأَمْرِ , وَعَلَى بَاب اَلْجَنَّة مِنْ دَاخِل , شَجَرَة صَفْصَاف , فَقُلْت أَعْطِنِي وَرَقَة
, مِنْ هَذِهِ الصفصافة , حَتَّى أَرْجِع إِلَى اَلْمَوْقِف فَآخُذ عَلَيْهَا جَوَازًا فَقَالَ لَا أُخْرِج
شَيْئًا مِنْ اَلْجَنَّة إِلَّا بِإِذْن مِنْ اَلْعَلِيّ اَلْأَعْلَى , تَقَدَّسَ وَتَبَارَكَ فَلَمَّا دجرت
بِالنَّازِلَةِ قَلَتْ أَنَا اَللَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ! لَوْ أَنَّ لِلْأَمِيرِ أَبِي المرجى خَازِنًا
مَثَلك لَمَا وَصَلْت أَنَا وَلَا غَيْرِي إِلَى رُفُوف مِنْ خِزَانَته [ والقرقوف : اَلدِّرْهَم ] ‎
وَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيم صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ فَرَآنِي وَقَدْ تَخَلَّفَتْ عَنْهُ فَرَجَعَ إِلَى فَجَذَبَنِي جَذْبَة
حصلتني بِهَا فِي اَلْجَنَّة .
وَكَانَ مَقَامِي فِي اَلْمَوْقِف مُدَّة سِتَّة أَشْهُر , مِنْ شُهُور اَلْعَاجِلَة , فَلِذَلِكَ بَقِيَ عَلَيَّ
حِفْظِي مَا نَزَفَتْهُ اَلْأَهْوَال وَلَا نَهَكَهُ , تَدْقِيق اَلْحِسَاب .
فَأَيّكُمْ رَاعِي اَلْإِبِل ? فَيَقُول هَذَا فَيُسَلِّم عَلَيْهِ اَلشَّيْخ , وَيَقُول أَرْجُو أَنْ لَا أَجِدك
مِثْل أَصْحَابك صِفْرًا , حِفْظك وَعَرَبِيَّتك فَيَقُول أَرْجُو ذَلِكَ فَاسْأَلْنِي , لَا تطيلن فَيَقُول
أَحَقّ مَا رَوَى عَنْك سِيبَوَيْهِ فِي قَصِيدَتك اَلَّتِي تَمْدَح بِهَا عَبْد اَللَّه بْن مَرْوَان , مِنْ
أَنَّك تُنَصِّب اَلْجَمَاعَة فِي قَوْلك
أَيَّام قَوْمِي وَالْجَمَاعَة كَاَلَّذِي لَزِمَ اَلرَّحَّالَة أَنْ تَمِيل مُمِيلًا
فَيَقُول حَقّ ذَلِكَ
وَيَنْصَرِف عَنْهُ رَشِيدًا , إِلَى حَمِيد بْن ثَوْر , فَيَقُول , إيه يَا حَمِيد ! لَقَدْ أَحْسَنَتْ
فِي قَوْلك .
أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَنِي بَعْد صِحَّة وَحَسَبك دَاء أَنْ تَصِحّ وَتُسَلِّمَا
وَلَنْ يَلْبَث اَلْعَصْرَانِ , يَوْم وَلَيْله إِذَا طَلَبَا , أَنْ يُدْرِكَا مَا تَيَمَّمَا
فَكَيْفَ بَصَّرَك اَلْيَوْم ? .
فَيَقُول : إِنِّي لِأَكُونَ فِي مَغَارِب اَلْجَنَّة , فَأَلْمَحَ اَلصَّدِيق مِنْ أَصْدِقَائِي وَهُوَ
بِمَشَارِقِهَا وَبَيْنِي وَبَيْنه مَسِيرَة أُلُوف أَعْوَام لِلشَّمْسِ , اَلَّتِي عَرَفَتْ سُرْعَة مُسَيِّرهَا ,
فِي اَلْعَاجِلَة ! فَتَعَالَى اَللَّه اَلْقَادِر عَلَى كُلّ بَدِيع .
فَيَقُول , لفد أَحْسَنْت فِي ( اَلدَّالِيَة ) اَلَّتِي أَوَّلهَا .
جلبانة ورهاء تُخْصِي حِمَارهَا بفي مَنْ بَغَى خَيْرًا لَدَيْهَا الجلامد
إِزَاء مَعَاش لَا يَزَال نِطَاقهَا شَدِيدًا وَفِيهَا سُورَة , وَهِيَ قَاعِد
تَتَابَعَ أَعْوَام عَلَيْهَا هزلنها وَأَقْبَلَ عَام يُنْعِش اَلنَّاس وَاحِد
فَيَقُول حَمِيد , لَقَدْ ذُهِلَتْ عَنْ كُلّ مِيم وَدَال وَشَغَلَتْ بِمُلَاعَبَة حَوَر خدال فَيَقُول
أَمْثَل هَذِهِ اَلدَّالِيَة تَرْفُض وَفِيهَا
عضمرة فِيهَا بَقَاء وَشِدَّة وَوَالٍ لَهَا بَادِي اَلنَّصِيحَة جَاهَدَ
إِذَا مَا دَعَا أَجْيَاد ! جَاءَتْ خَنَاجِر لهاميم لَا يَمْشِي إِلَيْهِنَّ قَائِد
فَجَاءَتْ بمعيوف اَلشَّرِيعَة مكلع أرشت عَلَيْهِ بِالْأَكُفِّ اَلسَّوَاعِد
وَفِيهَا اَلصِّفَة اَلَّتِي ظَنَنْت اَلْقُطَامِيّ أَخَذَهَا مِنْك , وَقَدْ يَجُوز أَنْ يَكُون سَبْقك لِأَنَّكُمَا
فِي عَصْر وَاحِد وَذَلِكَ قَوْلك : .
تأوبها , فِي لَيْل نُحِسّ وَقُرَّة خَلِيلِي أَبُو اَلْخَشْخَاش وَاللَّيْل بَارِد
فَقَامَ يصاديها فَقَالَتْ تُرِيدنِي عَلَى اَلزَّاد ? شَكَّلَ بَيْننَا مُتَبَاعِد
إِذَا قَالَ مَهْلًا أسجي لَمَّحَتْ لَهُ بِزَرْقَاء لَمْ تَدْخُل عَلَيْهَا المراود
كَأَنَّ حُجَّاجِي رَأْسهَا فِي مُلَثَّم مِنْ صَخْر جُون أخلقته اَلْمَوَارِد
هَذِهِ اَلصِّفَة نَحْو مَنْ قَوْل اَلْقُطَامِيّ
تلفعت فِي طَلّ وَرِيح تَلُفّنِي وَفِي طر مَسَاء غَيْر ذَات كَوَاكِب
إِلَى حيزبون تَوَقُّد اَلنَّار بَعْدَمَا تصوبت اَلْجَوْزَاء قَصْد اَلْمَغَارِب
فَمَا رَاعَهَا إِلَّا بغام مَطِيَّة تَرُوح بِمَحْصُور مَا اَلصَّوْت لاغب
وَجُنَّتْ جُنُونًا مِنْ دلاث مناخة وَمِنْ رَجُل عَارِي الأشاجع شَاحِب
تَقُول وَقَدْ قَرَّبَتْ كُورِيّ وَنَاقَتِي إِلَيْك فَلَا تُذْعَر عَلَيَّ رَكَائِبِي
وَالْأَبْيَات مَعْرُوفَة , وَقُلْت فِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَة
فَجَاءَ بِذِي أونين أَعَبَّرَ شَأْنه
وَعُمْر حَتَّى قِيلَ , هَلْ هُوَ خَالِدًا ? .
فَعَزَّاهُ حَتَّى اسنداه كَأَنَّهُ
عَلَى القرو علفوف مِنْ اَلتُّرْك سَانَدَ
وَفِيهَا ذِكْر اَلزُّبْدَة
فَلَمَّا تُجْلِي اَللَّيْل عَنْهَا , وَأَسْفَرَتْ
وَفِي غلس اَلصُّبْح اَلشُّخُوص الأباعد
رَمَى عَيْنه مِنْهَا بِصَفْرَاء جعدة
عَلَيْهَا تعانية وَعَنْهَا تُرَاوِد
فَيَقُول حَمِيد , لَقَدْ شَغَلَتْ عَنْ زَبَد , وَطَرْد اَلنَّافِرَة مِنْ الربد بِمَا وَهَبَ , رَبِّي
اَلْكَرِيم , وَلَا خَوْف عَلَيَّ وَلَا حُزْن
وَلَقَدْ كَانَ اَلرَّجُل مِنَّا يُعْمِل فِكْره اَلسَّنَة , أَوْ اَلْأَشْهُر , فِي اَلرَّجُل قَدْ آتَاهُ اَللَّه
اَلشَّرَف و اَلْمَال , فَرُبَّمَا رَجَعَ بِالْخَيْبَةِ و إِنْ أَعْطَى فَعَطَاء زَهِيد , وَلَكِنَّ اَلنُّظُم
فَضِيلَة اَلْعَرَب .


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس