عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:31 AM   #32
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


فَيَئِسَتْ مِمَّا عِنْده فَجَعَلَتْ أَتَخَلَّل اَلْعَالَم , فَإِذَا أَنَا بَرْجَل عَلَيْهِ نُور يَتَلَأْلَأ
وَحَوَالَيْهِ رِجَال تأتلق مِنْهُمْ أَنْوَار , فَقُلْت مِنْ هَذَا اَلرَّجُل ? فَقِيلَ , هَذَا حَمْزَة بْن
عَبْد اَلْمَطْلَب , صَرِيع وَحْشِيّ وَهَؤُلَاءِ اَلَّذِينَ حَوْله مَنْ أَسْتَشْهِد مِنْ اَلْمُسْلِمِينَ فِي أَحَد
, فَقَلَتْ لِنَفْسِي اَلْكَذُوب اَلشِّعْر عِنْد هَذَا أَنْفَقَ , مِنْهُ عُدْنَ خَازِن اَلْجِنَان لِأَنَّهُ
شَاعِر وَإِخْوَته شُعَرَاء , وَكَذَلِكَ أَبَوْهُ وَجَدَهُ وَلَعَلَّهُ لَيْسَ بَيْنه وَبَيْن مُعَدّ بْن
عَدْنَان إِلَّا مِنْ قَدْ نَظَّمَ شَيْئًا مِنْ مَوْزُون فَعَلَّمَتْ أَبْيَاتًا عَلَى مَنْهَج أَبْيَات كَعْب بْن
مَالِك اَلَّتِي رَثَى بِهَا حَمْزَة وَأَوَّلَهَا : -
صَفِيَّة قُومِي وَلَا تَعْجِزِي , وَبِكَيّ اَلنِّسَاء , عَلَى حَمْزَة
وَجِئْت حَتَّى وَلَيْتَ مِنْهُ , فَنَادَيْت يَا سَيِّد اَلشُّهَدَاء , يَا عَمّ رَسُول اَللَّه صَلَّى اَللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَّنَ عَبْد اَلْمَطْلَب ! فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَيَّ بِوَجْه أَنْشَدَتْهُ اَلْأَبْيَات . ,
فَقَالَ وَيْحك ! أَفِي مِثْل هَذَا اَلْمَوْطِن تَجِيئنِي بِالْمَدِيحِ ? أَمَّا سَمِعَتْ اَلْآيَة , لِكُلّ
اِمْرِئ مِنْهُمْ يَوْمئِذٍ شَأْن يُغْنِيه " , فَقُلْت بَلَى قَدْ سَمِعَتْهَا وَسَمِعَتْ مَا بَعْدهَا ,
وُجُوه يَوْمئِذٍ مسفرة ضَاحِكَة مُسْتَبْشِرَة , وَوُجُوه يَوْمئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَة تُرْهِقَاهُ فَتْرَة
أُولَئِكَ هُمْ اَلْكَفَرَة اَلْفَجَرَة " .
فَقَالَ إِنِّي لَا أَقْدِر عَلَى مَا تَطْلُب وَلَكِنِّي أَنْفُذ مَعَك نُورًا [ أَيْ رَسُولًا ] إِلَى
أَبَّنَ أَخِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب , لِيُخَاطِب اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْرك فَبَعَثَ
مَعِي رَجُلًا فَلَمَّا قَصَّ قِصَّتِي عَلَى أَمِير اَلْمُؤْمِنِينَ قَالَ : أَيْنَ بَيِّنَتك ? يَعْنِي صَحِيفَة
حَسَنَاتِي و كُنْت قَدْ رَأَيْت فِي اَلْمَحْشَر شَيْخًا لَنَا كَانَ يَدْرُس اَلنَّحْو فِي اَلدَّار
اَلْعَاجِلَة يَعْرِف بِأَبِي عَلِيّ اَلْفَارِسِيّ , وَقَدْ امترس بِهِ قَوْم يُطَالِبُونَهُ وَيَقُولُونَ
تَأَوَّلَتْ عَلَيْنَا وَظَلَمَتْنَا , فَلِمَا رَآنِي أَشَارَ إِلَيَّ بِيَدِهِ , فَجِئْته فَإِذَا عِنْده طَبَقَة
مِنْهُمْ يَزِيد بْن اَلْحُكْم , الكلابي , وَهُوَ يَقُول , وَيَحْكُم أَنْشَدَتْ عَنِّي هَذَا اَلْبَيْت
بِرَفْع اَلْمَاء يَعْنِي قَوْله : ‎ -
فَلَيْتَ كَفَافًا كَانَ شِرْك كُلّه وَخَيْرك عَيْن اِرْتَوَى اَلْمَاء مُرْتَوِي وَلَمْ أُقِلّ إِلَّا اَلْمَاء
, وَكَذَلِكَ زَعَمَتْ أَنِّي فَتَحْت اَلْمِيم , فِي قَوْلِي : -
تُبَدِّل خَلِيلًا بِي , كَشَكْلِك شَكْله فَإِنِّي خَلِيلًا صَالِحًا بِك مقتوي
وَإِنَّمَا قُلْت : مقتوي بِضَمّ اَلْمِيم
وَإِذَا هُنَاكَ راجز يَقُول تَأَوَّلَتْ عَلَيَّ أَنِّي قُلْت
يَا إِبِلِي مَا ذَنْبه فَتَأْبَيْهِ ? مَاء رواء وَنَصِّيّ , حَوِّلِيهِ
فَحَرَّكَتْ اَلْيَاء فِي تَأْبَيْهِ ووالله مَا فَعَلَتْ وَلَا غَيْرِي مِنْ اَلْعَرَب
وَإِذَا رَجُل آخَر يَقُول , أدعيت عَلَيَّ أَنَّ اَلْهَاء رَاجِعَة عَلَى اَلدَّرْس فِي قَوْلِي
هَذَا سراقة لِلْقُرْآنِ يردسه وَالْمَرْء عِنْد الرشا إِنْ يَلْقَهَا ذيب
أفمجنون أَنَا حَتَّى أَعْتَقِد ذَلِكَ ? .
وَإِذَا جَمَاعَة مِنْ هَذَا اَلْجِنْس كُلّهمْ يَلُومُونَهُ عَلَى تَأْوِيله فَقُلْت يَا قَوْم , إِنَّ هَذِهِ
أُمُور هَيِّنَة , فَلَا تَعَنَّتُوا هَذَا اَلشَّيْخ فَإِنَّهُ يَمُتّ بِكِتَابِهِ فِي اَلْقُرْآن اَلْمَعْرُوف
بِكِتَاب اَلْحُجَّة وَأَنَّهُ مَا سَفَكَ لَكُمْ دَمًا , وَلَا أحتجن , عَنْك مَالًا , فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ
وَشَغَلَتْ بِخِطَابِهِمْ , والنطر فِي حويرهم فَسَقَطَ مِنِّي اَلْكِتَاب اَلَّذِي فِي ذِكْر اَلتَّوْبَة
فَرَجَعَتْ أَطْلُبهُ , فَمَا وَجَدَتْهُ فَأَظْهَرَتْ اَلْوَلَه وَالْجَزَع , فَقَالَ أَمِير اَلْمُؤْمِنِينَ : لَا
عَلَيْك أَلُكْ شَاهِد بِالتَّوْبَةِ ? فَقُلْت : نِعَم قَاضِي حَلَب وَعُدُولهَا , فَقَالَ بِمَنْ يَعْرِف
ذَلِكَ اَلرَّجُل ? فَأَقُول بِعَبْد اَلْمُنْعِم بْن عَبْد اَلْكَرِيم , قَاضِي حَلَب , حَرَسَهَا اَللَّه فِي
أَيَّام شِبْل اَلدَّوْلَة , فَأَقَامَ هَاتِفًا يَهْتِف فِي اَلْمَوْقِف : يَا عَبْد اَلْمُنْعِم بْن عَبْد
اَلْكَرِيم , قَاضِي حَلَب فِي زَمَان شِبْل اَلدَّوْلَة هَلْ مَعَك عَلَم مِنْ تَوْبَة عَلِيّ بْن مَنْصُور
بْن طَالِب , اَلْحَلَبِيّ اَلْأَدِيب ? فَلَمْ يَجُبّهُ أَحَد , فَأَخَذَنِي اَلْهَلِع والقل [ أَيّ
الرعدة ] ثُمَّ هَتَفَ اَلثَّانِيَة , فَلَمْ يُجِبْهُ مُجِيب فليح بِي عِنْد ذَلِكَ [ أَيْ صُرِعَتْ إِلَى
اَلْأَرْض ] ثُمَّ نَادَى اَلثَّالِثَة , فَأَجَابَهُ قَاتِل يَقُول نَعَمْ قَدْ شَهِدَتْ تَوْبَة عَلِيّ بْن
مَنْصُور وَذَلِكَ بِآخِرَة مِنْ اَلْوَقْت , وَحَضَّرَتْ كِتَابه عِنْدِي جَمَاعَة مِنْ اَلْعُدُول وَأَنَا
يَوْمئِذٍ قَاضِي . , حَلْب , وَأَعْمَالهَا , وَاَللَّه اَلْمُسْتَعَان " , فَعِنْدهَا نَهَضَتْ وَقَدْ أَخَذَتْ
اَلرَّمَق فَذَكَرَتْ لِأَمِير اَلْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اَللَّه عَنْهُ , مَا أَلْتَمِس فَأُعْرِض عَنِّي , وَقَالَ
إِنَّك لِتَرُومَ حَدَّدَا مُمْتَنِعًا وَلَك أُسْوَة بِوَلَد أَبِيك آدَم , وَهَمَمْت بِالْحَوْضِ فَكِدْت لَا
اِصْلَ إِلَيْهِ ثُمَّ نغبت مِنْهُ نغبات لَا ظَمَأ بَعْدَمَا , وَإِذَا اَلْكَفَرَة , يَحْمِلُونَ أَنْفُسهمْ
عَلَى اَلْوَرْد , فتذودهم اَلزَّبَانِيَة بعصى , تَضْطَرِم نَارَا , فَيَرْجِع أَحَدهمْ , وَقَدْ
اِحْتَرَقَ وَجْهه أَوْ يَده وَهُوَ يَدْعُو بِوَيْل وَثُبُور , فَطَفِقَتْ عَلَى العترة اَلْمُنْتِجِينَ فَقُلْت
إِنِّي كُنْت فِي اَلدَّار اَلذَّاهِبَة , إِذَا كَتَبَتْ كِتَابًا , وَفَرَغَتْ مِنْهُ , قَلَتْ , فِي آخِره
وَصَلَّى اَللَّه عَلَى [ سَيِّدنَا مُحَمَّد ] خَاتَم اَلنَّبِيِّينَ وَعَلَى عَيَّرَتْهُ اَلْأَخْبَار اَلطَّيِّبِينَ
وَهَذِهِ حُرْمَة لِي وَوَسِيلَة , فَقَالُوا مَا نَصْنَع بِك ? فَقُلْت إِنَّ مَوْلَاتنَا فَاطِمَة ,
عَلَيْهَا اَلسَّلَام قَدْ دَخَلَتْ اَلْجَنَّة مذ دَهْر , وَإِنَّهَا تَخْرُج فِي كُلّ حِين , مِقْدَاره
أَرْبَع وَعِشْرُونَ سَاعَة مِنْ اَلدُّنْيَا , اَلْفَانِيَة فَتُسَلِّم عَلَى أَبِيهَا وَهُوَ قَائِم لِشَهَادَة
اَلْقَضَاء ثُمَّ تَعُود إِلَى مُسْتَقَرّهَا مِنْ اَلْجِنَان فَإِذَا هِيَ خَرَجَتْ كَالْعَادَةِ فَاسْأَلُوا فِي
أَمْرِي بأجمعكم فَلَعَلَّهَا تَسْأَل أَبَاهَا فِي .
فَلَمَّا حَانَ خُرُوجهَا وَنَادَى اَلْهَاتِف , أَنْ غَضُّوا أَبْصَاركُمْ يَا أَهْل اَلْمَوْقِف حَتَّى
تُعَبِّر فَاطِمَة , بِنْت مُحَمَّد , صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , اِجْتَمَعَ مِنْ آل أَبِي طَالِب ,
خَلْق كَثِير , مِنْ ذُكُور و إِنَاث , مِمَّنْ لَمْ يَشْرَب خَمْرًا وَلَا عُرْف قَطُّ مُنْكِرًا , فَلَقُوهَا


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس